ندوة المرأة بين الفعل المدني والتوجيه الشرعي

نظم مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وذلك يوم الجمعة 07/03/2014 بدار الشباب الزهور، فاس- المغرب. اختار المركز للندوة عنوان:” المرأة بين الفعل المدني والتوجيه الشرعي”.

وذلك إيمانا من المركز بأن قضية المرأة –الإنسان-، لا يمكن معالجة قضاياها، والإحاطة بالإشكالات المعرفية والاجتماعية التي تعيشها المرأة، إلا من خلال نظرين: النظر الأول: نظر اجتماعي مدني، يلامس الواقع المعيش للمرأة، وذلك بالتصور الصحيح لحركتها في مجتمعها، وفعاليتها فيه.

والنظر الثاني: نظر شرعي، يتأسس على التوجيهات الأخلاقية والمقاصدية لصاحب الشريعة، هذه التوجيهات التي تتوخى في بعدها الإنساني والاجتماعي، الخير والمصلحة للإنسان، الخليفة المكلف بإعمار الأرض وتنميتها.

وبناء على هذا المبدأ الذي يؤطر أدبيات “مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات”، ولدراسة قضية المرأة، على أساس المبدإ السابق، استضاف المركز لهذه الندوة، الدكتورة عزيزة خرازي، باحثة في علم الاجتماع، وأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. والدكتور رشيد عموري، باحث في العلوم الشرعية، متخصص في علوم القرآن.

تناولت الدكتورة: عزيزة خرازي، الباحثة في علم الاجتماع، في مداخلتها الموسومة ب”الحركة النسائية النشأة والتأسيس بالمغرب”: الكرونولوجيا التاريخية للحركات النسائية منذ الاستقلال، حيث كانت الحركات النسائية ذات طبيعة حزبية، ثم توجهت نحو الاستقلال عن الاحزاب، حيث تأطرت في جمعيات، كجمعية محاربة السيدا مثلا..، ثم حاولت الدولة من جانبها إدماج المرأة في الجانب الاقتصادي.. وذلك بمساعدتها على شكل تعاونيات، ومحاولة النهوض بالوعي النسائي على شكل دورات محاربة الأمية…، وتقول الباحثة أن هذا الوضع أهل المرأة للمشاركة في منتديات ومؤتمرات وطنية وخارجية، وختمت الباحثة مداخلتها بالتنبيه على أن الوضع النسائي في بلدنا يعاني مما يعاني منه الإنسان عموما، من التهميش، وضياع الحقوق، وانعدام الرؤية الواضحة.

وتناول الدكتور: رشيد عموري، الباحث متخصص في العلوم الشرعية، في مداخلته: ” المرأة المسلمة بين التكريم الالهي والتشويش الغربي” الإشكالات الشرعية والفقهية التي تثار بخصوص فقه المرأة في المعرفة الإسلامية، وحاول الأستاذ إظهار توجيه الشرع لهذه القضايا ومنطق الشرع فيها بنظرة مصلحية مقاصدية، استهل الباحث مداخلته بإشارة مهمة ومفادها: أن قضية المرأة وما يثار حولها من شبهات وإشكالات، تتنازعها: وجهتين فكريتين: الأولى: وجهة المستشرقين والعلمانيين ومن في زمرتهم، ممن غرضه التشويش على المسلمين، لعلمهم بجهل المسلمين بكثير من أحكام دينهم، وهؤلاء يقول الباحث: لابد من التصدي لهم بكل الوسائل المتاحة، بل التحذير من خطرهم على الإسلام وعلى المعرفة الإنسانية عموما. والثانية: وجهة من يبحث على الحقيقة سواء كان مسلما أو غير مسلم، وهؤلاء يقول الباحث: هم نظراؤنا في الخلق هم أولوا بقية، التي أمرنا بالبحث عنهم، والتعاون معهم على تحقيق وتنقيح وسبر المعارف.

وبعد هذا الاستهلال تطرق الباحث إلى قضايا تثار في الساحة العلمية والمعرفية، وتكتب حولها دراسات ومقالات، وتنظم حولها ندوات ومحاضرات، ولكن أغلبها يكون بعيدا عن الموضوعية، حيث تكون أغراضه في الغالب سياسية، وهذا الغرض يبعد هذه المحافل العلمية عن وصف العلمية.

فاختار الباحث قضايا يكثر الحديث عنها، وتثار الشبهات حولها، من قبيل: الولاية على المرأة، والقوامة، والتعدد، …وختم الباحث مداخلته بتصحيح بعض الأحاديث التي أسيء فهمها عند العامة، بل عند من يكتبون عن المعرفة الشرعية أو يتكلمون عنها من غير علم، ونبه الباحث بعد ذلك على أن هذه الإشكالات التي تثار حول وضع المرأة في الإسلام، يكون الغرض منها في الغالب إلهاؤها عن تردي وضعها الاجتماعي والاقتصادي والأسري…

وفي ختام الندوة ساهم الحضور بطرح أسئلة وتعقيبات وإضافات، أغنت الندوة وأثرت النقاش حول قضية المرأة، ووعد المركز بتنظيم ندوة أخرى تنظر إلى القضية من جوانب أخرى: اقتصادية وسياسية وقانونية..


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد