توصيات الملتقى الوطني الخامس للغة العربية

إعداد: أ. د . عبد الرحيم الرحموني

تخليدا ليوم اللغة العربية، نظمت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية – فرع فاس، بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وبإسهام من كلية الآداب – سايس، والمجلس العلمي لفاس، والمجلس الجماعي لمدينة فاس، الملتقى الوطني الخامس للغة العربية، في موضوع: “الحكامة اللغوية بالمغرب ورهان اعتماد العربية في المعاهد والمؤسسات”، وذلك يومي: 28 – 29 ربيع الثاني 1435 الموافق لـ 28 فبراير وفاتح مارس 2014م، شارك فيه مجموعة من الأساتذة والباحثين.

افتتح الملتقى، عشية الجمعة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها الجلسة الافتتاحية التي بينت كلمات المتدخلين فيها أهمية اللغة العربية وقيمتها من حيث البعد الحضاري والعلمي والمعرفي والاجتماعي للمجتمع المغربي، مؤكدة أن العربية رافد أساسي وعماد متين للهوية المغربية، مما يتطلب تضافر الجهود من أجل إخراج العديد من التوصيات إلى مجال الواقع، بما في ذلك أن تكون اللافتات مكتوبة أولا بلغة عربية سليمة من الأخطاء.

وتلت الجلسةَ الافتتاحية محاضرة ألقاها الدكتور مولاي أحمد العراقي وزير سابق ورئيس الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي في المغرب، تطرق فيها إلى عدة نقاط دارت حول أهمية استعمال اللغة الوطنية في اكتساب المعارف وتحصيلها وتطويرها، مبرزا أن المستقبل القريب يحمل عدة تقلبات لغوية أهمها اندثار عدد من اللغات من بينها الفرنسية، وصعود عدد من اللغات على المستوى الدولي من بينها العربية والصينية، ولذلك يرى أنه من العبث ألا تكون لدينا سياسة لغوية مستقبلية باعتمادنا في تعليم أطفالنا لغة أجنبية مهددة بالانقراض، أو الانحسار على الأقل، في أفق بلوغ أبنائنا هؤلاء العشرينات من أعمارهم.

وفي الجلسة العلمية ليوم السبت فاتح مارس التي ترأسها د. محمد بوحمدي وشارك فيها الأساتذة: د. عبد الرحيم الرحموني ود. محمد الدحماني من كلية الآداب ظهر المهراز فاس، ود. موسى الشامي أستاذ الفرنسية بكلية علوم التربية سابقا ورئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، ود. عبد الله بوصحابة أستاذ بكلية العلوم ظهر المهراز، ود. عبد الرحمن يجيوي من كلية الشريعة بفاس، وذ. سعيد التسولي من أكاديمية فاس، تطرقت البحوث التي قدمها هؤلاء الأساتذة إلى عدة قضايا وأثارت عدة حقائق من بينها:

– أن العربية هي اللغة الجامعة الموحِّدة لأبناء الوطن حضاريا وتاريخيا وواقعيا، وبذلك فإن استعمالها واعتمادها في المؤسسات التعليمية والإدارية أمر مطلوب وواجب.

– أن اعتماد العربية في تدريس العلوم في المؤسسات الجامعية أمر ضروري، خاصة في العلوم الطبية التي تمس مخرجاتها عموم المواطنين الذين لا يعرفون اللغة الأجنبية.

– أن عدد المغادرين لكلية العلوم بعد تعريب العلوم في المرحلة الإعدادية والثانوية أقل بكثير مما كان عليه الأمر قبل التعريب، مما يعني أن تعريب هذه العلوم على المستوى الجامعي سيقلل من الهدر المدرسي والجامعي، وسيجعل الطالب مستوعبا أكثر لهذه العلوم، مما سيعود بالنفع أيضا على المستويين الإعدادي والثانوي.

– أن السياسة اللغوية تتطلب أن تكون لدينا حكامة يُدار على أساسها الشأن اللغوي في المغرب، لتتبوأ اللغة العربية المكانة اللائقة بها.

– أن فصاحة العربية وبلاغتها لا يمكن أن تدانيها الألسنة العامية كيفما كانت بسب القصور الأدبي لهذه الألسنة.

– أن العربية رغم واقعها الحالي فإن هناك دلائل تبشر بأنها بخير، وأن ما ينتظرها أفضل.

وقد أعقب هذه الجلسة العلمية نقاش علمي هادف شارك فيه مجموعة من الحاضرين أساتذة وطلبة وتلاميذ ومهتمين.

وبعد ذلك عُقدت الجلسة الختامية التي تُلي فيها البيان الختامي والتوصيات. وجاء فيها ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السادة الأساتذة الأفاضل.. السادة الحضور الكرام.. الإخوة الطلبة الأعزاء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن ما عشناه عشية أمس وخلال هذا اليوم، وما استمعنا إليه من محاضرات قيمة وبحوث جادة، ليدفعنا إلى مزيد من العمل لحماية لغتنا العربية من كل ما تواجهه من تحديات على رأسها تنكر شرائح من أبنائها لها، في مجالات حيوية أبرزها المجال التعليمي والمجال التواصلي والإداري. علما أن هذه اللغة لا تنقصها الإمكانات ولا تعوزها القدرات. وهذا ما حاولت البحوث المقدمة في هذا الملتقى إبرازه والتأكيد عليه. إذ بدا واضحا أن ما تملكه اللغة العربية من طاقات تفوق ما يوجد في لغات أخرى توصف بأنها لغات عالمية أو حية.

ومع ذلك، فإن الحضور اللافت للغة العربية في وسائل الإعلام العالمية التي فرضت نفسها على المتلقي العربي، ليجعلنا متفائلين بمستقبل هذه اللغة في المغرب وفي غيره من البلاد العربية.

وإن اللجنة المنظمة، إذ تعقد هذه الجلسة الختامية، ليسعدها أن تتوجه بخالص شكرها إلى السادة الأساتذة الكرام الذين شاركوا في أعمال هذا الملتقى العلمي، فأفادوا وأمتعوا ببحوثهم القيمة، والشكر موصول للحضور الكريم أساتذة وضيوفا وطلابا ومهتمين.

كما تتوجه الجمعية بجزيل الشكر إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وإلى كلية الآداب سايس فاس وإلى المجلس العلمي المحلي بفاس، وإلى المجلس الجماعي المحلي لمدينة فاس، على ما قدموه من دعم لهذا الملتقى،كما تشكر السلطات المحلية على مساعدتهم الكريمة في تهييء هذا الفضاء الجميل.

والشكر موصول أيضا لكل من أعان بسداد رأي أو وجاهة مشورة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

وفيما يلي مجموعة من التوصيات التي خرج بها المجتمعون في الملتقى الوطني الخامس للغة العربية، الذي نظمته الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع فاس في موضوع : ” الحكامة اللغوية بالمغرب ورهان اعتماد العربية في المعاهد والمؤسسات”

أولا : الإكثار من الأنشطة الهادفة إلى التوعية بمكانة اللغة العربية وآدابها.

ثانيا : تنظيم مسابقات جهوية ووطنية ذات علاقة باللغة العربية وآدابها.

ثالثا: الدعوة إلى إعادة النظر في المنظومة التربوية ومراجعتها،تجنبا لأي خلل لغوي ينتابها.

رابعا : الدعوة إلى تقويم المشهد الإعلامي، وحثه على استعمال اللغة العربية،حفاظا على الهوية الثقافية العربية للمغرب.

خامسا : الدعوة إلى مواصلة تعريب التعليم ليهم الكليات والمعاهد والمؤسسات.

سادسا : العمل على إعطاء حقل الترجمة إلى اللغة العربية أهمية خاصة للاستفادة من الرصيد العلمي الحديث.

سابعا : عقد شراكات مع مختلف المؤسسات التعليمية والتربوية والعلمية والمهنية لتعزيز وجور اللغة العربية استعمالا وتداولا.

ثامنا : الدعوة إلى تفعيل القرارات الصادرة عن الجهات المعنية، مثل قرار مجلس مدينة فاس القاضي باعتماد العربية في الإعلانات واللوحات الإشهارية.

تاسعا : نشر أعمال الملتقى.

عاشرا : الدعوة إلى دعم الجمعية لتحقيق الأهداف التي سطرتها خدمة للغة العربية.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد