ملتقى التراث التاريخي الشفوي وأهميته في توثيق أحداث الثورة التحريرية 1954-1962

تنظم جمعية حماية التراث لمدينة بوسعادة بالتعاون مع مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة غرداية الملتقى الوطني الثاني حول التراث التاريخي الشفوي وأهميته في توثيق أحداث الثورة التحريرية 1954-1962، وذلك يومي 5-6/11/ 2014.

إشكالية الملتقى:
يعرّف التاريخ الشفهي على أنه قطاع إسطوغرافي يرتبط في المروي، جمعاً وحفظاً ودراسة، بكيفية منظمة، وهو تاريخ مكتوب بشكل رئيسي انطلاقا من تحقيقات ومرويات غير مكتوبة. ومن خلال هذا التعريف تظهر أهمية التاريخ الشفهي واستعماله باعتباره مصدرا تاريخيا، التي أخذت تزداد في الآونة الأخيرة، ويلقى رواجا في الأوساط العلمية، ولعل ما أخر دخول هذا التراث الشفهي إلى دائرة التاريخ: أن المؤرِّخين ينظرون إلى ذلك التراث نظرة غير جدية، ويعدونه ضربًا من الفنون الشعبية، التي لا يمكن الركون إليها. ولكن بمرور الوقت، بدأت تظهر بالتدريج فائدة النص الشفهي في توسيع فهم التاريخ، واخذ المؤرخون يعيدون الاعتبار له، ويعتبرونه مصدرا تاريخيا، وكموضوع للتاريخ في ذات الوقت.
إن من يحاول إنكار أهمية التاريخ الشفهي يريد طمس جزء من الحقيقة التاريخية، إذ يعلم الجميع، أن الكتابة التاريخية انطلقت في الأصل بالاستناد الشفهي، أي بالاستناد إلى ما قاله الشهود،

إذ بهذه التقنية التاريخية القديمة كتب المؤرخ هيرودوت مؤلفه(التنقيب)، وألف توسيديد كتابه(حرب البيلويونيز)، ودون المؤرخون العرب الأوائل تاريخ السيرة النبوية وفترة صدر الإسلام. وإن استناد المؤرخين للتاريخ الشفهي يعود إلى عاملين رئيسيين، أولاهما: تطور المعرفة التاريخية، وانفتاح المؤرخين على أدوات جديدة لتناول التاريخ وتوسيع فهمه. وثانيهما: تطور وسائل الاتصال المرئية والمسموعة. وهذا يجعلنا، نعاضد القول الذي ذهب إليه بعض الباحثين من أن التاريخ المدوَّن ولد في أحضان التراث الشفهي.
وعليه، فان التاريخ الشفهي يجب أن يكون مقبول، لأنه يستحق الثقة. ويجب اعتباره مصدرا من مصادر التاريخ المتعددة، إذ إن المأثورات الشفهية يمكن أن تعزز الثقة في بعْضِ النواحي التاريخية، إن من يظن أن الروايات الشفهيَّة لا تصلح وثائق ومستندات لدراسة التاريخ، قد يتراجع عن رأيه إذا تذكر أن أغلب الوثائق المدونة كانت في الأصل روايات شفهية متناقلة قبل أن تدون، وعلى هذا الأساس فإن الوثائق الشفهية لا تقل أهمية عن الوثائق المدونة، ولا تتفوَّق الأخيرة على الأولى، إلا بكوْنِها تخضع لطرُق متعددة للتأكُّد منها، وخلوِّها من التَّزوير، ولكن ليس من الصَّعب أن نضعَ ضوابط مماثلة لإثبات صحَّة الوثائق الشَّفهية قبل تسْجيلها، بواسطة آلات التَّسجيل أو تدوينها.
إن الاعتماد على التاريخ الشفهي في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية له خصوصيات يميزها هذا النوع من الوثائق. وهو لا يعني هنا، الدعوة للتخلي عن استعمال المصادر الأخرى، بل إثراء لها ومزيداً من السعي لفهم دلالتها. وذلك، على اعتبار أن من ندون له هو ساهم في صنع الحدث. ومن هنا، فإن الوثيقة الشفوية هي نتاج لعملية التذكر، وهذه العملية تقوم بها الذاكرة، وعلى عكس المدلول الذي يتبادر إلى الأذهان، فإن الذاكرة لا تعني القدرة على الحفظ أو التذكر، بل هي إعادة تركيب أحداث الماضي. وبناءا عليه، إن المصدر الشفوي يُمكّن من الاستجابة للرغبة في استعادة عناصر الحياة اليومية الماضية، بل إن الربط بين الماضي والحاضر يمكن أن يحصل بطريقة أنجع بواسطة الرواية الشفوية، لأن صاحب الذاكرة يروي لنا اليوم ملاحظاته ومشاهداته عن أحداث الأمس. ويتم التحصل على المصدر الشفوي (الوثيقة) عبر حوار يجريه المؤرخ الذي يتحول في تلك اللحظة إلى تحقيق، مع مُخبر يحدّثه عن ذكرياته، حول أحداثه التي عاشها خلال الثورة، والأحداث الكبرى التي مرت الجزائر بها آنذاك.
إن المقابلة الشخصية، أو ما يسميه بعضهم بالتاريخ الحي أو ما يمكننا اعتباره بالإثنولوجيا ذات الطائل التاريخي، لأجل تسجيل النص التاريخي الشفهي توضح أبعادًا نفسية وإنسانية، لا يمكن الوصول إليها من خلال النص المكتوب. فالمؤرخ في هذه الحالة يعيش الأحداث التاريخية التي يدرسها عبر بعض المشاركة فيها، أو ممن سمعها من المشاركين فيها، وله إمكانية الحوار المباشر معهم، واستيضاحهم جوانب كثيرة عن الماضي، كما يستفيد المؤرخ بطريقة مباشرة من الانطِباع العام الَّذي
تركته الأحْداث اللاحقة في نفس الفرد، الذي شارك في صنع الحدث، أو شهده، أو سمِعه ممَّن شهده، وهذا بدوْرِه يسهم في ضبط الاستنتاجات العلمية التي يتوصَّل إليْها الباحث، وأيضًا عن طريق اكتشاف حقيقة الأهداف التي توخَّاها أولئك الناس من صنع أحداث محددة. ومع أهمية التراث الشّفهي للثورة، واهتمام المؤرخين، فإن أهميته في دراسة تاريخ الثورة الجزائرية تفرض علينا وضع السبل والآليات التي تساعد الجميع على إعادة توثيق أحداث الثورة من مختلف الجوانب، لاسيما وأن صنّاعها يتوالى فقدانهم لها بالتدريج.

أهداف الملتقى:
1. إبراز علاقة التراث الشفهي بالتاريخ.
2. وضع الأسس والآليات لعملية جمع الروايات الشفهية وتوظيفها لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية وتحويله إلى تاريخ مدون.
3. تبادل التجارب والخبرات في توثيق الروايات التاريخية وتدوينها بين الخبراء والباحثين.
4. نشر ثقافة التوثيق الشفهي للأحداث التاريخية من قبل صانعيها بما يمكن الباحثين في ميدان التاريخ من تقديم كتابات تاريخية ذات بعد تاريخي حقيقي يعتمد على الحقيقة لا غير.

محاور الملتقى:
– المحور الأول: الرواية الشفهية بين القبول والرفض في الكتابة التاريخية.
– المحور الثاني: أهمية الرواية الشفهية في دراسة تاريخ حركات التحرر الوطني.
– المحور الثالث: دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية في جمع الروايات الشفهية توثيقا التاريخ الشفهي الثورة.
– المحور الرابع: آليات ووسائل جمع الروايات الشفهية.
– المحور الخامس: أساليب نقد الرواية الشفهية من أجل تاريخ حقيقي بلا لبس أو التباس.
– المحور السادس: نماذج من الروايات الشفهية التي قدمها صانعو الحدث.
– المحور السابع: أنواع الروايات الشفهية بين الحقيقة التاريخية وخيال الراوي.
– المحور الثامن: الرواية الشفوية والتأريخ للقطاعات (سياسي, اجتماعي, تعليمي…).
– المحور التاسع: الرواية الشفوية وتاريخ الجزائر المعاصر (الاحتلال, الثورة التحريرية, جرائم الاحتلال, التهجير, التفجير النووي…).
– المحور العاشر: عرض تجارب في تدوين وتوثيق الروايات التاريخية الشفوية لرصد الذاكرة الوطنية أو المحلية.
– المحور الحادية عشر: تدوين الروايات التاريخية في وسائل الإعلام السمعية والبصرية – عرض وتقييم-

ضوابط المشاركة:
– أن يكون البحث في احد موضوعات محاور الملتقى.
– لا تقبل المشاركات الثنائية. لعلها تعدل نحو (في حال تعدد المشاركين, تتكفل الجهة المنظمة بمشارك واحد فقط)
– أن تتوفر في البحث مواصفات البحث العلمي ومعاييره.
– ألا يكون البحث سبق تقديمه في ملتقيات سابقة.
– ألا تزيد عدد صفحات البحث عن 30 صفحة حجم ( A3) بما في ذلك الهوامش، وان لا يقل عن عشرة صفحات.
– ترسل الملخصات بحدود صفحتين مع بطاقة المعلومات في الآجال المحددة.
– تخضع البحوث للتقييم من قبل اللجنة العلمية.

تواريخ هامة:
– آخر اجل لاستلام الملخصات مع بطاقة المشاركة في يوم: 25 سبتمبر 2014
– يتم إبلاغ أصحاب المداخلات المقبولة في يوم: 10 أكتوبر 2014
– آخر اجل لاستلام المداخلات كاملة هو يوم: 15 أكتوبر 2014
– أجل إرسال دعوات المشاركة هو يوم: 21 أكتوبر 2014

تحميل استمارة المشاركة

ترسل المداخلات على البريد الالكتروني:

[email protected]

الاتصال:
حي المدينة القديمة بوسعادة ولاية المسيلة – الجزائر

الهاتف: 08 76 27 0772

الموقع الالكتروني: http://www.e-corpus.org/fre/notices/148250-Collection-des-manuscrits&nbsp-.html

البريد: [email protected]

مسئولية الباحث: النقل الخارجي

مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد