ملتقى الفلسفة التطبيقية وتمثلاتها لمشكلات الإنسان المعاصر

بمناسبة اليوم العالمي للفلســفة،ينظم قسم الفلسفة كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بجامعة قسنطينة 2 بالاشتراك مع مخبر “فلسفة العلوم الإنسانية” ومخبر “الدراسات التاريخية والفلسفية” وبالتعاون مع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية – فرع ولاية قســـنطينة يومي :18 و 19 نوفمبر 2014 ملتقى وطنيا حول: الفلسفة التطبيقية و تمثلاتها لمشكلات الإنسان المعاصر.
I- إشكالية الملتقى:
إن الفلسفة بوصفها تفكيرا تحليليا نقديا ومبدعا مدعوة مرة أخرى إلى المساهمة في تأمل ووعي المشكلات الجديدة المتسارعة و المتجددة التي ما فتئت تنتجها و تراكمها الحضارة التقنو-علمية”Civilisation Technoscientifique » الراهنة و التي لم يعرف لها الإنسان نظيرا عبر تاريخه البعيد.
من الأخطاء الشائعة وربما المقوضة للفعل الفلسفي وبؤسه على ما يربو على قرن من الزمان هو انحساره في السؤال الكلاسيكي الذي يعني أن التفلسف هو دخول إلى عالم التجريد و المطارحات النظرية التي لا تحيل إلى واقع معاش.ويبدو أن التحولات التي أحدثتها الفلسفة الوضعية و العلماوية المتطرفة ،على أسلوب تفسير الواقع أدت إلى ضيق أفق العقل البشري و تحوله إلى أداء فعلين فقط :التظهير أو الموضعة Objectivation و التوسيلInstrumentalisation ، ومن الجلي أن هذا الانحسار في معالجة التصورات زاد من بؤس السؤال الفلسفي و فقدانه المصداقية .
وعلى الرغم من أن الفلسفة الوضعية قد ذهبت إلى شكل من التجانس بين غايات العلم و غايات الإنسان،لتحصر الغاية الإنسانية في مجرد السيادة على الطبيعة،إلا أنها ستكون السبب المباشر في إعادة فتح النقاش في القضايا التي أنهاها تصورها الإبستيمولوجي ،إنها القضايا الأشد ارتباطا بسؤال العمل ،حيث بدا توق الإنسان إلى تفسير أكثر اتساعا لأفقه الأكسيولوجي ،وهنا تستعيد الفلسفة مرة أخرى و في زمان انتصارات البيولوجيا مثلا الجدارة لتحضر داخل المناقشات الكبرى ،عن نجاعة التطبيقات التقنوعلمية داخل الفضاء الحضاري الراهن. ولذلك تتحول الفلسفة إلى السؤال حول نجاعة التصورات البيوتكنولوجية في الطب و الإيكولوجيا ، وعن تخليق السياسة في عالم معاصر تحكمه المصالح الجيوسياسية المرهونة بالرغبة الاقتصادية ؟وعن جدوى وسائل الاتصال المعاصرة ؟وغيرها من قضايا الإنسان في عصر التحكم التكنولوجي .
إن كل فكر متمرس وواع بمعنى التفلسف ،يقر بأن الحكمة الفلسفية الحقة ،تتجلى في الجانب العملي السلوكي و التطبيقي اليومي، ليكون العمل و التطبيق هو مركز ثقل الفعل الفلسفي و ماهيته الأولى. فمنذ أن تحولت المهمة الرئيسية للفلسفة مع “كانط”Kant ثم بعده “ماركس”Marx من مهمة تفسير العالم إلى محاولة الإسهام في تغييره لم تنفك الفلسفة عن قراءة الواقع اليومي المعيش للإنسان و المجتمعات المعاصرة، من أجل المساهمة في إيجاد الطرائق و الوسائل المتنوعة الكفيلة و الفعالة بغية مقاربتها و تمثلها ايجابيا بما يعود بالنفع و السعادة على الإنسان،بمعنى ما تغييره من أجل إنسانية أكثر تحكما في مصيرها.
لقد عرف الإنسان المعاصر و الراهن مشكلات معقدة و متنوعة ،وذلك تحت تأثير التحولات الجذرية التي طالت مختلف العلوم و المباحث المعرفية البشرية و كذا الثورة الكبرى في مجال التقنيات و التكنولوجيات الاتصالية والتواصلية « T.I.C » و الصناعات المختلفة و الخدماتية التي تمكنت لأول مرة من صناعة واقع جديد للإنسان لم يعرفه إطلاقا من قبل، و هو “الواقع الافتراضي” Réalité virtuelle » ” .إن تلك التحولات انجر عنها تلقائيا مشكلات جمة و مستعصية في الفكر و الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و الأخلاق و التربية و الإدارة و التعليم و القانون و غيرها ،تتطلب مقاربات شمولية”Holiste” و كلية”Globale” متفردة في معالجتها و تمثلها، و هي المهمة التي يمكن للفلسفة التطبيقية المساهمة فيها بفعالية و ايجابية لامحدودة.
هكذا تمثل الفلسفة التطبيقية سؤالا آخر عن مصير الإنسان ، وقد تمكنت منه التقنية و احتلت فضاءاته الحيوية، و اضطرته للخضوع لأحلامها التي لا تنتهي،هنا ينصهر مطلب الصناعة مع غرائز الاستهلاك و يجتمعان لترسيخ المظهر التحكمي الذي مثله اقتصاد ليبرالي لا يحيا إلا على ترجمة الرغبات الإنسانية الصاعدة إلى أشياء .
يكون موضوع الفلسفة التطبيقية مخالفا للفعل الفلسفي الممتد إلى اللوغوس اليوناني، لم يعد العقل الراهن في حاجة إلى التفكير في العمائر النظرية ،ولن تستهويه اللعبة المنطقية للمفاهيم و البنى المجردة،إن ما يقض مضجع العقل الآن هو مصير الإنسان أمام التحديات الكبرى التي تميز الحياة الراهنة،فيمتد السؤال الفلسفي إلى الاقتصاد ،الإعلام ، التكنولوجيات اتصال ،السياسة العالمية ،البيوطبي و التحولات الأنطولوجية التي فرضتها آخر مكتشفات البيولوجيا،سؤال يولي المقاربة الإتيقية مركز الاهتمام،و يحول الأخلاق إلى الموضوع الأثير للفلسفة،و يرى أن الأزمة الإنسانية تؤول إلى مأزق في تصور الإيتقاEthique .
فهل تستطيع الفلسفة التطبيقية إخراج الإنسان المعاصر من مأزق الخوف الذي يحين الزمان البشري ؟ أ لهذه الفلسفة القدرة على سد فراغ الثقب الأسود الذي حفرته العدمية في الضمير و السلوك الإنسانيين ؟ أم أن التحولات نحو بناء فضيلة في زمان العولمة و الحلم بخلق الإنسان يستوجب قلبا جذريا لوعي الإنسان لذاته ؟ كيف تتمكن الفلسفة من تغيير الإنسان و العالم على ضوء تأسيسها لفضاء جديد للتفلسف حول قضايا الإنسان ؟

II-أهداف الملتقى:
1- تشجيع البحث الفلسفي الجاد و المبدع و إتاحة الفرصة للنخب الفلسفية للالتقاء من أجل تلاقح الأفكار و تبادل مساحات الاهتمام.
2- إبراز مساهمة الجامعة الجزائرية في النقاشات الفلسفية العالمية الراهنة و إبراز جدية و أصالة مقاربتها للإشكالات المطروحة.
3- إعادة الفلسفة إلى مكانتها الطبيعية في المجتمع كوسيلة حضارية لتأصيل الحوار السلمي و التسامح و قبول الآخر و غرس قيم العيش معا عن طريق ترقية الحجاج العقلي المنطقي و غرس ثقافة التميز و التمايز و الاختلاف.

III- محاور الملتقى:

أولا: مسائل الحقوق والعدالة Questions de droits et Justice
– حقوق الإنسان والمواطنةDroits de l’homme et citoyenneté
– العدالة والسياساتJustice et politiques
– فلسفة الحق الحريات والتواص Philosophie de droit : libertés et communication

ثانيا: معضلات الأخلاق الحيوية Problématiques de l’éthique de la vie
– التكنولوجيات المعاصرة والقيم.Les nouvelles technologies et valeurs
– الإيكولوجيا والإيتيقا . Ecologie et éthique
– البيوإيطيقا،الأخلاقيات والطب المعاصر. Bioéthique, la morale et la médecine contemporaine
– الجماليات البيئية.L’esthétique environnementale

ثالثا: استشراف مشكلات التربية والمعرفة Perspectives d’éducation et de connaissance
– فلسفات التربية القادمة.Philosophies de l’éducation prochaine
– العلوم المعرفية والذكاء. sciences cognitives et intelligence
– المعلوماتية والطرق البيداغوجية الحديثة.L’informatique et les nouvelles didactiques.

– رابعا: مقاربات فلسفية للثقافة – Approches philosophique de la culture
– الفلسفة والثقافة. Philosophie et culture
– التعددية الثقافية. Multiculturalisme
– الهويات والعولمة. Identités et mondialisation
– الترجمة الفلسفية. Traduction philosophique
– الاستشراق، الهوية وحوار الفلسفات. Orientalisme, Identité et dialogue des philosophies

خامسا: تنوعات وخبرات فلسفية Variétés et expériences philosophiques
– تجليات إنسانية manifestations humaines
– الفردانية والتضامن Individualisme et solidarité
– تجارب فلسفيةexpériences philosophiques
– اللامعقول والعرفان. Irrationnel et gnos
جينيالوجيا الخطاب الفلسفي ومشروعيته. – Généalogie et légitimité du discours philosophique

تحميل استمارة المشاركة
– مواعيد مهمة:
1- آخر أجل لتلقى ملخصات المداخلات: 25 سبتمبر 2014.
2- تخضع المداخلات للتحكيم العلمي من طرف اللجنة العلمية للملتقى،و لا يرد سوى على تلك المقبولة.
3- الرد على المداخلات و البحوث المقبولة: 12 أكتوبر 2014.
4- استقبال و تلقي المداخلات كاملة: 6 نوفمبر 2014.

: ملاحظات مهمة:
– تتكفل الجامعة بتغطية نفقات الإقامة والضيافة للباحثين المشاركين داخل الجزائر (على أن يتدبروا مصاريف تذاكر النقل بأنفسهم أو من طرف جامعاتهم) أيام الملتقى.
– تؤمّن الجامعة النقل من المطار وإليه بالنسبة للضيوف المشاركين من خارج جامعة قسنطينة 2 .

الرئيس الشرفي للملتقى:أ.د محمد الهادي لطرش
رئيس الملتقى: أ د.حميد خروف رئيس قسم الفلسفة
اللجنة العلمية للملتقى:
رئيس اللجنة:أ.د زروخي إسماعيل
أعضاء اللجنة:
أ.د ساعد خميسي قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2.
أ.د جمال حمود نائب عميد كلية العلوم انسانية و الاجتماعية مكلف بالبيداغوجيا
أ.د جديدي محمد قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
أ.د غيوة فريدة قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
أ.د أحمد بخوش رئيس المجلس العلمي لكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية جامعة قسنطينة2
أ.د عمر بوساحة رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية.
أ.د لخضر مذبوح قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
أ.د نورة بوحناش قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
أ.د عبد الله موسى كلية العلوم الانسانية جامعة سعيدة.
أ.د فتيحة زرداوي قسم الفلسفة جامعة الجزائر 2.
أ.د حليمة بن بوزة مديرة المكز الطني للبحث في البيوتكنولوجيا CNRBT
أ.د دليلة نعيمي كلية البيولوجيا جامعة قسنطينة1
أ.د صالح نعمان قسم العقيدة جامعة الأمير عبد القادر للعوم الاسلامية
أ.د رشيد دحدوح قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. محمد وادفل قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. سليم إسماعيل خزندار كلية الهندسة المعمارية جامعة قسنطينة1
د.مراجي رابح قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. عصام عبد الحفيظ قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د.بوقرن عبدالله قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. مهنانة اسماعيل قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. بن عمر شبة جامعة العلوم و التكنولوجياUSTO وهران
د. الشريف طاوطاو كلية العلوم الإنسانية جامعة عباس لغرور خنشلة
د.فاطمي فتيحة قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. بومعيزة محمد قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د. كيحل مصطفى كلية العوم الانسانية جامعة عنابة.
د.سعيود سهيل قسم الفلسفة جامعة قسنطينة 2
د.بن ميسي زبيدة المدرسة العليا للأساتذة قسنطينة.
د.فارح مسرحي جامعة الحاج لخضر باتنة.

اللجنة التنظيمية للملتقى:
رئيس اللجنة التنظيمية: دحدوح رشيد
أعضاء اللجنة التنظيمية:
أ.د جديدي محمد
أ.د نورة بوحناش
د. عصام عبد الحفيظ
د. مراجي رابح
د.بن سباع محمد
د. إسماعيل مهنانة
د.فاطمي فتيحة
د. بومعيزة محمد
د.وادفل محمد
أ.معافة هشام
أ. دريدي عزالدين
أ.هالي نورالدين
أ.الطاوس غضابنة
أ.سعيود سهيل
أ.خالد عبد الوهاب
أ.براهمة جمال
أ.مسالتي عبد المجيد
أ.جاري نورالدين
أ. عارف بن حديد
أ.هرنون نصيرة
أ.تواتي جهاد
أ.بن جدو هشام

ترسل الملخصات و المساهمات إلى البريد الالكتروني:
[email protected]
[email protected]


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ الطالب العاقب سفيان
    الطالب العاقب سفيان

    تحية عطرة اتمنى النجاح لهذا الملتقى والتوفيق للسادة الاساتذة الساهرين على انجاحه واتمنى المشاركة ان امكن

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: