ندوة دولية: المغاربة ومدرسة بديع الزمان النورسي

تنظم كلية الآداب جامعة ابن زهر، بالتعاون مع مؤسسة استانبول للثقافة والعلوم، ندوة دولية في موضوع : المغاربة ومدرسة بديع الزمان النورسي أيام 21-23 مارس 2016.

أرضية الندوة :

إن حركة الفكر لا تنفصل عن حركة الواقع الحافل بالأحداث المتوالية، كما أن الواقع المتغير ليس معزولا بحال عن حركة الفكر، فكثير من الإنجازات العظيمة في التاريخ ترجع في أصلها إلى فكرة انقدحت في ذهن أحد الحكماء من أهل الفكر والتجربة، وإن كثيرا من المآسي عبر التاريخ ترجع في أسبابها إلى سوء نظر وتدبير وقلة تجربة وسوء تفكير. فالأفكار توجه العقائد، والعقائد لها قوة مؤثرة في صاحبها توجه سلوكه وأفعاله. من هنا لم يعد هناك خلاف بين أهل الفكر في أهمية الأفكار وخطورتها وآثارها في تغيير الواقع، من جهة تحقيق التنمية الشاملة، أو من جهة زحزحة استقراره. وإن العالم الإسلامي في العصر الحاضر حافل بالأحداث المتوالية بسرعة فائقة، وكلها أحداث مؤثرة بقوة. فالأحداث التي مرت بالعالم الإسلامي منذ أكثر من تسعين عاما لاتزال آثارها حاضرة: سقوط الخلافة العثمانية وإعلان الجمهورية في تركيا، وظهور الدولة القطرية في العالم الإسلامي، كل ذلك تظهر تجلياته اليوم. ولا يشك أحد أن الأفكار حاضرة بقوة في هذا السياق التاريخي، ويكفي دليلا على ذلك ما يلاحظ من الآثار الخطيرة للخلاف الفكري والمذهبي. ومن آثار هذا المخاض السياسي والفكري في العالم الإسلامي وجود ثنائيات يبدو أنها (أو أريد لها أن تكون كذلك) وهي القديم والحديث، والأصالة والمعاصرة، والإسلام والعلمانية، والعلم والدين. وإن مظاهر هذه الثنائيات المتعارضة ظاهر في كثير من المجالات ومنها مجال الفكر.

وفي هذا السياق العام ظهرت الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي بداية من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، كل منها يحاول تجاوز معضلة التمزق بسبب الخلاف الفكري والمذهبي، ومعالجة مشكلة التخلف في العالم الإسلامي، وتجاوز مشكلة الثنائيات المتعارضة. وكان الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي (1876-1960) أحد هؤلاء المصلحين. ولقد انطلق إشعاعه الفكري والإصلاحي من تركيا ثم امتد أثره إلى سائر البلاد العربية والإسلامية. فقد تفرغ تفرغا كاملا لخدمة مشروعه الإصلاحي بعد أن وضع معالمه، وسطر منهجه وأهدافه، ثم اجتهد من أجله طول حياته.

ولعل ما يستوقف النظر في سيرة هذا الرجل أنه عاش في ظروف خاصة وهي أواخر الدولة العثمانية ثم إعلان الجمهورية التركية، ودخول كثير من البلدان العربية والإسلامية تحت سيطرة الاستعمار الغربي وظهور الدولة القطرية. وعاش أيضا مأساة الحرب العالمية الأولى؛ بل شارك فيها ووقع في الأسر الروسي فأمضى نحو عام، منفيا وأسيرا في سبيريا. وعايش الحرب العالمية الثانية، كذلك، وما ترتب عنها من نتائج أثرت بكثير على مستقبل العالم. وكان مشروعه محل اعتراض قوي من قبل دعاة العلمانية، في تركيا، أولائك الذين أمسكوا بزمام الحكم بعد سقوط الدولة العثمانية؛ ولهذا عاش معاناة حقيقة، فتوزعت حياته بين المحاكمات، والسجون، والمنافي، والإقامة الجبرية؛ ولكنه بقي وفيا لمنهجه في العمل بالمحاجة الفكرية، والعمل السلمي وحفظ الأمن، والتعاون على القيم الإنسانية. وجمع النورسي خلاصة منهجه الإصلاحي في “رسائله”، التي كتبها على امتداد ثلاثين عاما، يساير بها الوقائع والأحداث، وهي مجموعة في “كليات رسائل النور”. وهكذا، نشأت مدرسة معاصرة في الفكر الإسلامي، لها معالم متميزة نالت إعجاب كثير من أهل الفكر في العالم العربي-الإسلامي، أولا، ثم في العالم كله، من المسلمين وغير المسلمين. وكثرت العناية بهذه المدرسة فأنجزت بحوث ودراسات حولها، من جهة التعريف بصاحبها، ومن جهة بيان معالمها المتميزة في الفكر الإسلامي. وكان الفكر المغربي حاضرا بقوة في هذه الحركة العلمية من أجل اكتشاف مميزات هذه المدرسة.

وتأتي هذه الندوة الدولية لتتابع هذه الحركة العلمية، المتعلقة بمدرسة النورسي، ولتعطي قيمة مضافة في تعميق التعرف على هذه التجربة الإصلاحية المعاصرة، وبيان معالمها، ورصد منهجها الفكري في سياق وضع القواعد الناجعة للفكر الإسلامي، وإصلاح واقع الركود والخلل في الفكر الإسلامي المعاصر. وتقصد أيضا إلى استثمار فلسفة التاريخ، وقواعد البحث التاريخي في دراسة هذه المدرسة وسيرة صاحبها في سياق الواقع التاريخي المعاصر. ولكل هذا، فينتظر أن تجيب هذه الندوة الدولية على الأسئلة العلمية الآتية: ما هي المعالم المميزة في الكتابة والتأليف عند الأستاذ النورسي؟ كيف عالج النورسي مسألة التعدد الفكري والتنوع الثقافي، والخلاف الفكري والمذهبي؟ ما موقع قيم التعايش الإنساني والتواصل عند النورسي؟ كيف ينظر النورسي إلى التاريخ؟ كيف حصل دخول رسائل النور إلى المغرب؟ ما هي الجوانب من مدرسة النورسي التي استأثرت باهتمام الباحثين المغاربة؟ وما هي القيمة المضافة في البحوث والدراسات المغربية حول النورسي؟

وللجواب على هذه الأسئلة، المطروحة سلفا وغيرها، ينبغي أن تسير البحوث المقترحة على منوال المحاور الآتية:

– مدرسة بديع الزمان النورسي : الفكر والمنهج: منهج التأليف والكتابة عند النورسي، التعدد الفكري والتنوع الثقافي، تدبير الخلاف الفكري والمذهبي، الانتماء القومي والإسلامي والإنساني، القيم الإنسانية عند النورسي، منهج التعايش والتواصل الإنساني عند النورسي، فلسفة المحنة وأدب السجون والمنافي عند النورسي، وقواعد التنمية الشاملة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية ) عند النورسي.

– التاريخ عند بديع الزمان النورسي: فلسفة التاريخ عند النورسي، التحقيب التاريخي، الوعي التاريخي، النسبي والمطلق في حركة التاريخ، التاريخ والقدر. ( الحدث التاريخي بين الإنسان والقدر)، الواجب و الفعل التاريخي، التاريخ والأبدية، أسباب انحسار الحضارة الإسلامية أمام الحضارة الغربية، تحليل النورسي لأهم أحداث التاريخ الإسلامي والتاريخ المعاصر خاصة، محطات بارزة من التاريخ المعاصر وأثرها في حياة النورسي ومدرسته الفكرية، أسباب الأزمة ومظاهر الركود في العالم الإسلامي عند النورسي وموقع الغرب الإسلامي منها، تشخيص حالة الغرب الإسلامي في ضوء الخطبة الشامية ( الأندلس – المغارب )، السنن التاريخية عند النورسي. ( المعايير الثابتة في الهزيمة والانتصار – صراع الإيمان والكفر / الحق والباطل …).

– إسهام المغاربة في التعريف بمدرسة بديع الزمان النورسي: اتصال المغاربة بمدرسة النورسي : البداية والنشأة، الإنتاج المغربي حول النورسي : الأعمال المنجزة بالجامعة المغربية، سواء على مستوى الماستر أو الدكتوراه، رصد مختلف الندوات والملتقيات العلمية المخصصة للتعريف بالمشروع الفكري للنورسي، اهتمامات مراكز البحث الجامعية ومنتديات الحوار، منهج المغاربة في التعريف بمدرسة النورسي: بتصنيف المنجز من الأعمال وطبيعته ومجالات الاشتغال، المضمون العلمي والفكري لإسهام المغاربة في مدرسة النورسي، أثر الإسهام المغربي في مدرسة النورسي، الإسهام المغربي في مدرسة النورسي: تقديم نماذج مختارة مع الدراسة، نحو تصور أولي لتأسيس نواة لمركز علمي يضم باحثين من مختلف التخصصات، يكون من أهدافه الأولى مقاربة فكر النورسي في ضوء التحولات التي يعرفها العالم الإسلامي، مشروع مجلة للتعريف بالنورسي بعيون مغربية، وأخيرا، أثر مدرسة النورسي في ترسيخ التواصل الفكري والعلمي بين المغرب وتركيا، وبينه وبين سائر البلاد العربية والإسلامية.

تواريخ مهمة :

تاريخ انعقاد الندوة: 21 – 22 – 23 مارس (03) 2016 -آخر موعد لاستقبال عناوين البحوث والملخصات: 20 شتنبر (09) 2015 -تاريخ جواب اللجنة التحضيرية على ملخصات البحوث: 01 أكتوبر(10)2015 -آخر أجل لتلقي البحوث كاملة: 01 يناير(01) 2016.

وتتكون الجنة المنظمة من الأساتذة التالية أسمائهم: – ذ. عبد الكريم العكيوي، جامعة ابن زهر-أكادير – ذ. محمد المازوني، جامعة ابن زهر – ذ. عبد الكريم مدون، جامعة ابن زهر – ذ. لمين مبارك، جامعة ابن زهر – ذ. امحمد احدى، جامعة ابن زهر -ذ. شفيق أرفاك ، جامعة ابن زهر – ذ. محماد لطيف، جامعة ابن زهر – ذ. عبد الله استيتو، جامعة ابن زهر – ذ. عطوف الكبير، جامعة ابن زهر – ذ. احسان صالح قاسم، مؤسسة استنبول للثقافة والعلوم – ذ. نور الدين جاندمير ،مؤسسة استنبول للثقافة والعلوم.

شروط المشاركة:

-احترام الآجال المحددة من طرف اللجنة العلمية-المنظمة من أجل تنظيم وإنجاح الندوة، وخاصة تلك الخاصة بتواريخ تسليم الملخصات المقترحة وكذا النسخ النهائية للمواضيع المشاركة والمقبولة

– يجب على المواضيع المقترحة أن تتسم بالجدة والحرص على تقديم القيمة المضافة، منهجيا وإبستمولوجيا-فكريا، والتي تستلزم أن تمر عبر تحليل وفذلكة ومقارنة المصادر والمراجع المتنوعة، على المستوى اللغوي، وكذا على مستوى المضمون،

-لا نقبل أي موضوع منشور أو سبق عرضه،

-لا تُرجع المواضيع المرفوضة لأصحابها، بأي شكل من الأشكال، واللجنة العلمية غير مجبرة لإعطاء أي تبرير في الموضوع.

-ضرورة إرسال ملخص لا يتجاوز 300 كلمة (صفحة واحدة فقط) بما فيها المصادر والمراجع، إضافة إلى نبذة موجزة عن السيرة الذاتية التي لا يجب أن تتعدى بدورها صفحة واحدة ووحيدة.

-يجب أن ترسل المعطيات المطلوبة إلى الأستاذين لمين مبارك والكبير عطوف عبر البريد الإلكتروني: – ذ. لمين مبارك: [email protected] – ذ. الكبير عطوف : [email protected]

تحميل ملف الندوة: اضغط هنـــــــــــا.

تحميل الاستمارة

الآراء

اترك رد