توصيات الندوة العلميّة الدوليّة الإصلاحيّة الإسلاميّة وسؤال الهُويّة

استنادا إلى الأوراق البحثيّة للندوة العلميّة الدوليّة الإصلاحيّة الإسلاميّة وسؤال الهُويّة ومداولات جلساتها المنعقدة طيلة أيام 28-29-30 سبتمبر 2015 التي تمّ فيها تدارس عدد من الإشكاليّات المرتبطة بموضوع الندوة شأن كيفية صياغة مفهوم سيّال للهويّة في ظلّ مختلف التحوّلات السوسيوثقافيّة والجيواستراتيجيّة، وتقييم سياسات الهُويّة بالعالمين العربي والإسلامي وأبرز المشاريع الفكريّة التي تدارست قضيّة الهُويّة، وسبل صياغة هُويّة مستقبلية تيسّر للفرد العربي تجاوز عطالته التاريخيّة إلى فعالية حضارية تركّز على قضاياه الحيويّة بمشاركة تسعة وعشرين أستاذا وباحثا ينتمون إلى تخصّصات علميّة متعدّدة (العلوم الدينيّة، الفلسفة، الأنثربولوجيا، التاريخ، الحضارة، العلوم السياسيّة) من جامعات عربية مختلفة تونسية ومغربية وجزائرية ومصرية وسورية وليبيّة وسودانية، فقد تقرّر اقتراح بعض التوصيات ومن أهمّها:
-العناية باللغة العربيّة عناية حقيقيّة وتطويرها لاستحالة تأسيس منظومة معرفية دون منظومة لغويّة واضحة متطوّرة ف”لا ثقافة بغير هويّة حضاريّة، ولا هُويّة بغير إنتاج فكري، ولا فكر بغير مؤسّسات علميّة متينة، ولا علم بغير حريّة معرفيّة، ولا معرفة ولا تواصل ولا تأثير إلاّ بلغة قوميّة”.
-القطع مع الخطابات الحديّة والقصوويّة سواء ذات النزعة التوقيفيّة أو النزعة التذويتيّة عند الحديث عن مفهوم الهُويّة. وبدل ذلك صياغة خطاب عقلاني موسّع يستلهم عناصر العزّة والكبرياء والإنسانية في موروثنا لاعتمادها أرضيّة نفسيّة للبناء الحضاري، وينهل في نفس الوقت من مختلف التطوّرات الفلسفيّة والعلميّة الجديدة بمختلف تقاطعاتها. وذلك يبقى رهين ثورة ثقافيّة وعمليتي إصلاح ديني ومدني عميقتين تسهمان في ابتداع تصوّرات جديدة وصياغة مفاهيم تراعي الحقّ في الاختلاف العقدي والفكري والفلسفي.
-إرساء سياسات هُوياتيّة عربية قائمة على قيم الاعتراف والتعدّدية والعدالة والكرامة البشريّة بالاحتكام إلى استراتيجيات عمل عميقة على الأمدين المتوسط والبعيد استئناسا بأفكار أصحاب المشاريع الفكرية الجادّة في إطار التفكير المؤسّساتي وعمله.
-ضرورة وعي المثقف العربي بتطوير وظيفته من ادّعاء الوصاية على الشعوب ووعظها إلى تحليل مختلف الظواهر والمستجدّات والخيارات بما يتيح فهما أكبر لمختلف القضايا والاتجاهات وترك مسؤولية حرية تقرير المصير وتحمّل تبعاته للشعوب.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

ردان على “توصيات الندوة العلميّة الدوليّة الإصلاحيّة الإسلاميّة وسؤال الهُويّة”

  1. الصورة الرمزية لـ مصطفى السعدون
    مصطفى السعدون

    إلى أي حد يجب أن تأخذ الدول العربية وعلى أعلى المستويات وتنفيذ التوصيات هذه والمُنْطلِقة من أفذاذ الأمة بمراسيم ملزمة ؟!

  2. الصورة الرمزية لـ بدر أشرف
    بدر أشرف

    حيا الله القائمين على الندوة عموما و المشاركين فيها خصوصا وبعد . ان البحث في الهوية من أهم استراتيجيات الاصلاح المنشود و التقعيد لها بما يتماشى و يخدم في حكمة ومرونة الثوابث و المكتسبات الثقافية و الاجتماعية يعد أولوية وذكاء نخبويا متميزا في ضل تحولات سوسيوثقافية و جيوسياسية تكاد لاتتوقف آثارها قد تكون مدمرة و تزداد حين يخترق صمام الهوية .وترسيخها في الأسرة و المدرسة والجامعة والمجتمع المدني بعلم وذكاء واقناع وقدوة أهم شروطه أن يكون مستندا لثوابث الأمة و مكتسباتها الأصيلة دون تطرف أو غلو ثم انفتاح حضاري هادئ مسار في الاتجاه الصحيح قد تضاف لتوصيات الندوة الاسلامية الاصلاحية العلمية الدولية . والله من وراء القصد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: