ورشة عمل القيم المشتركة لمكافحة التطرف

نظم المعهد الملكي للدراسات الدينية و”مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية” بالتعاون مع كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية يوم 24 نونبر 2015 ورشة عمل “القيم المشتركة لمكافحة التطرف”.

وقالت مديرة المعهد الملكي الدكتورة ماجدة عمر خلال الجلسة الافتتاحية أنه “يمكن رد الغلو والتطرف المشاهد في واقعنا إلى جذور تاريخية وفكرية ونفسية. فمن المؤثرات التي تشكل سبباً في نشوء الغلو والتطرف نجد سوء توزيع الثروات والهوة الكبيرة بين الطبقات وانهيار قيمة العمل. ويمكن النظر إلى التطرف على أنه مشكلة تشريعية أو دينية أو حضارية أو سياسية أو مشكلة هوية”.
وأشارت إلى أن “التطرف ليس حكراً على المجتمعات العربية والإسلامية فكل المجتمعات عانت أو تعاني من أشكال مختلفة من التطرف الديني والسياسي سواء في الفكر والمعتقد أو الممارسة والسلوك”.
من جانبه قال الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش ناومان أولريش فاكر: “إننا في أوروبا مصدومون بالموجة الفعلية للعنف والإرهاب الذي نواجهه، شباب مثلكم يسيرون في الشوارع ويتم قتلهم وهم يتناولون القهوة، هذا الإرهاب يأتي من داخل مجتمعاتنا وفي أوروبا تمتلىء الصحف والإذاعات والتلفزيونات بالتعليقات والأفكار، ونحن جميعاً نسأل أنفسنا أسئلة لا تسرّ النفس: من أين يأتي هذا التطرف والعنف؟ كيف نما داخل مجتمعاتنا؟ هل قمنا بما فيه الكفاية في تعليمكم، أبناءنا، لكي تقوموا بالحكم على العالم بأنفسكم، وأن تكونوا متشككين تجاه السلطات، سواء السياسية أو الدينية؟”.
وكان عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية الدكتور فيصل الرفوع قد رحب بالحضور والمشاركين في كلمة أكد من خلالها على متانة النموذج الأردني في التعددية الدينية؛ مشيراً إلى الدور الفاعل لرسالة عمّان في التصدي للتعصب ونشر صورة الإسلام كدين رحمة وتواصل ووسطية.
وتحدث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان “النموذج الأردني في التعايش الديني” النائب الأسقفي العام لمطرانية الروم الكاثوليك الأب الدكتور بسام شحاتيت، حيث أشار إلى أن الأردن يتميز “بالتسامح بين أبناء الديانات السماوية، وبوجود فضاء واسع يقبل أنواعاً عديدة من المذاهب والتيارات”؛ مشيراً إلى أنه “تم التركيز على الدوام في المجتمع الأردني على مفهوم الأسرة الواحدة من كافة الأصول والمنابت، وكذلك أضيف من كافة الأديان والطوائف والمذاهب والأعراق”.
كما تحدث الأستاذ في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالله الكيلاني حول دعائم النموذج الأردني في التعايش الديني؛ مؤكداً أن “أفضل السبل لنجاح الحوار أن نفهم خصوصية المجتمع وطبيعة الدين الإسلامي وأن يكون الحوار ضمن المجالات التي لا تتصادم مع الدين الإسلامي ولا الدين المسيحي وهي كثيرة. فإن الإسلام يفتح المجال لنشر وتعزيز التعاليم الدينية بين المسيحيين أنفسهم، ويعد ذلك حقاً لهم لا يجوز الاعتداء عليه”.
وتمحورت الجلسة الثانية للورشة حول “التطرف في وسائل الإعلام المجتمعي” حيث قدّم راعي الكنيسة اللوثرية في الأردن القس سامر عازر في ورقته مقترحات لمواجهة ظاهرة التطرف الديني في وسائل التواصل الاجتماعي، منها “أن تكون هذه المساحة مساحة للحوار المبني على أسس التعايش الديني والعيش المشترك والتعاون والمواطنة، ومجتمعنا الأردني غني بموضوع العيش المشترك”؛ مشدداً على ضرورة “أن نجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر قصص الإخاء ونماذج التعاون والعيش المشترك”.
وتحدث من معهد الإعلام الأردني عبدالله مبيضين حول “التطرف وخطاب الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي”، حيث رأى أن الآثار الناجمة عن خطاب الكراهية أكبر عبر شبكات التواصل الاجتماعي بسبب سرعة انتشار المحتوى، ولأن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت فعّالة في تشكيل الرأي العام بصرف النظر عن مصداقية المعلومات، كما أن مستوى التعليم لا يضمن محو الأمية الإعلامية. كذلك يقبل المشاركون الشباب بالمحتوى غير الموثوق كحقيقة. إلى جانب أن هذه الشبكات سهلت وصول المتعصبين إلى عدد كبير من الشباب سريعي التأثر، وسهلت التواصل بين المتعصبين عبر الحدود، أضف إلى ذلك سهولة استخدام خاصية التعليقات، والاختباء خلف الاسماء المجهولة والعناوين غير الحقيقية.

نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد