ثورة شباب 25 يناير

ثورة شباب 25 يناير: الإنجاز ومتطلباته(1)

د. مجدي عزالدين حسن

أستاذ الفلسفة بجامعة النيلين


لا يختلف اثنان على نجاح ثورة الشباب المصري، خاصة بعد أن استطاعت تحقيق أقصي متطلباتها( وإن كانت الثورات لا تطلب وإنما تفرض شروطها مستندة في ذلك على شرعية الثورة الشعبية) المتمثلة في نجاحها في إجبار الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك على التنحي عن منصبه كرئيس للجمهورية، بعدما نجحت في أخراج ملايين المصريين الذين هتفوا بسقوط مبارك وبسقوط نظامه، وبعد أن نجحت في إدارة الانتفاضة وفي إدارة احتجاجها وتظاهرها السلمي بشكل كبير.

إلا أن تحقق المطلب/الشرط الأول المتمثل في رحيل رأس الدولة المصرية لا يعني بأية حال من الأحوال، انتهاء المهمة الملقاة على عاتق الثورة المصرية. فلازال النظام السابق باقيا على مستوى رموزه وقياداته وأجهزته وعلى مستوى (حكومة تصريف الأعمال)، ولازالت حالة الطوارئ قائمة، ولازالت أجهزة الأمن تواصل اعتقالها لمن تشاء، ولا تزال سجون النظام السابق ممتلئة بالمعتقلين السياسيين..الخ. ولذلك لا بد من أن تستمر الثورة الشعبية في اعتصامها في ميدان التحرير إلى أن تتحقق كافة مطالبها وإلى أن تضمن تحقق القطيعة الجذرية مع كل أذرع النظام السابق. وهي ذات المهمة التي ينبغي الاضطلاع بها عبر كافة المؤسسات المدنية والأحزاب والهيئات ورجال الدين ورموز الفكر والمثقفين المستنيرين والشخصيات الوطنية المستقلة عبر التنسيق فيما بينها وتوحيد مواقفها اتجاه ضرورة الظرف الراهن بما يلبي تطلعات ومتطلبات المرحلة الحالية والمتمثلة في: إلغاء قانون الطوارئ وكافة القوانين المقيدة للحريات، الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، حل مجلسي الشعب والشورى، وتحديد جدول زمني لكل الترتيبات والإجراءات التي تكون كفيلة بقيادة مصر نحو نظام ديمقراطي تعددي، وتشكيل حكومة انتقالية مجمع عليها يكون على رأس أولوياتها تعديل الدستور، وقيام انتخابات حرة ونزيهة، والقضاء على حالات الفساد المستشري ومحاكمة كل المتورطين في نهب ثروات الشعب المصري. وفي ذات السياق، لابد من التشديد على مراقبة ومتابعة كافة الخطوات والإجراءات التي يقوم بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة و(حكومة تصريف الأعمال)، والضغط عليهما من أجل ضمان عدم تدخل الجيش في السياسة وتنفيذ كل ما سبق ذكره في أسرع وقت ممكن حتى يتم (فعلا لا قولا) تحقق القطيعة الجذرية الكاملة ضد كل بقايا النظام السابق وأذرعه.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد