حماية الأطفال المعاقين ذهنياً من الإساءة الجنسية

باحثة بجامعة الخليج العربي تطور برنامج تربوياً لحماية الأطفال المعاقين ذهنياً من الإساءة الجنسية

ابتكرت باحثة بحرينية أنهت متطلبات الحصول على درجة الماجستير من جامعة الخليج العربي برنامجاً يساعد الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية بسيطة على حماية أنفسهم من الإساءة الجنسية، من خلال برنامج تدريبي ينمي مجموعة من مهاراتهم تجاه تجنب التعرض للإساءة الجنسية، إذ راحت تعزز عبارات يمكن تدريب المعاقين عليها مثل “قل لا للغرباء، السر الجيد والسر السيئ، جسمي ملك لي، اللمسة الجيدة واللمسة السيئة”.

وقالت الباحثة ذكريات حميد منصور التي قدمت تلك النتائج في سياق البحث المقدم كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير من برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بجامعة الخليج العربي، بعنوان “فاعلية برنامج تدريبي وقائي لتنمية بعض مهارات الحماية من الإساءة الجنسية لدى الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة في مملكة البحرين” أن الدراسة طبقت على عينة من 18 عشرة طفلا وطفلة من طلبة معهد الأمل للتربية الخاصة في مملكة البحرين، حيث تم تقسميهم عشوائياً إلى مجموعتين تجريبية وضابطة. بإشراف الدكتور محمد هويدي أستاذ علم النفس والتربية المشارك بجامعة الخليج العربي.
وأوضحت الباحثة أن رسالتها ارتكزت على اختبار ميداني وبرنامج تدريبي لاختبار قدرات الأطفال في إدراك محاور الدراسة ( قل لا للغرباء، السر الجيد والسر السيئ، جسمي ملك لي، اللمسة الجيدة واللمسة السيئة) وذلك عبر عرض عدة صور تمثل حالات مختلفة لإمكانية الإساءة الجنسية و اختبار ردة فعل الطفل عليها.

وقالت “عرضت على الأطفال مجموعة من الصور بهدف قياس وعيهم بسبل تفادي الإساءة الجنسية، وكان من ضمن الحالات المصورة عرض صورة لغريب يفتح باب سياراته لطفل ويدعوه للركوب، حيث سئلنا الأطفال إذا كانوا يقبلون بركوب السيارة مع الغرباء أو لا ، ثم قدمنا لهم أمثلة على السر الجيد والسر السيئ، حيث بينا لهم مثالاً أن السر الجيد قد يتمثل في بوح صديق لهم بأنه حصل على هدية من أهله لتفوقه في المدرسة، فيما السر السيئ قد يتمثل في حالة الغواية كأن يدعو أحد الغرباء الطفل للذهاب لمكان بعيد ليبوح له بسر ما”.

وأشارت إلى أن الاختبارات شملت صورا تبين نماذج للمسة الجيدة واللمسة السيئة، موضحة أن لمسة الأم الحانية على أطفالها تختلف عن لمسة أخرى قد توحي بمحاولة للإساءة الجنسية، وهو ما سعت الباحثة لإيضاحه للأطفال.

وحول محور “جسمي ملك لي” عرضت الباحثة صور لطفل وهو يستحم تاركاً باب الحمام مفتوحا، حيث طلبت من الأطفال الإجابة بـ “صح” أو “خطأ” على الصور، كما عرضت صورة أخرى لطفل وهو يغير ملابسه على مراء من عائلته.

إلى ذلك، اختارت الباحثة تسعة أطفال بشكل عشوائي، ليكونوا مجموعة تجريبية اشتركت في برنامج تدريبي أستمر على مدى (20) جلسة، بلغت مدة كل جلسة (30) دقيقة، طبقت عليهم الباحثة مهارات الحماية من الإساءة الجنسية واعتمدت استراتيجيات البرنامج على الأسلوب القصصي، والعصف الذهني والموسيقى والنشيد، ولعب الأدوار التمثيلية لمختلف الحالات لتنمية مهارات الحماية.
وفي هذا السياق، توصلت النتائج إلى أن الأطفال الذين خضعوا للبرنامج التدريبي أظهروا من خلال الاختبارات تفوقاً ذا دلالة إحصائية في اختبار مهارة الحماية من الإساءة الجنسية، قياسا بأقرانهم الذين لم يخضعوا لبرنامج الحماية.

الآراء

اترك رد