عندما يكون الجمهور ظاهريا …أحمد بيبني الشنقيطي

الشيخ أحمد بيبني الشنقيطي: أستاذ الفكر الإسلامي والفلسفة (مويتانيا)

يتطرق هذا البحث المتواضع لإشكالية جوهرية تمثل بيت القصيد في البحث الشرعي، ومحل الإقدام والإحجام فيه. إنها إشكالية القياس والتعليل وموقف الجمهور والظاهرية منهما . حيث يحاول هذا البحث المتواضع أن يختزل الفجوة بينهما معتبرا أن الخلافات بينهما لا تنشز عن تلك الخلافات التي يمتلئ بها تراثنا، والتي غالبا ما تنتهي بالتوافق و التناغم باعتبار أن الخلاف كانت تقتضيه الأدبيات الدبلوماسية أي أنه خلاف في عبارة. ورأيت تقسيم هذا البحث إلى مطلبين الأول حول أرضية البحث و إشكاليته والثاني يتعلق بتفصيل النقاط المشتركة بين الجمهور وأهل الظاهر.

المطلب الأول أرضية البحث وإشكاليته

عندما تناول الشاطبي طرق معرفة المقاصد الشرعية قسم الاتجاهات إلى ثلاثة أقسام. وهي: القسم الأول: المنكرون للمقاصد وهم منكرو القياس، قالوا إن مقصد الشارع غائب عنا حتى يأتينا ما يعرفنا به، وليس ذلك إلا التصريح الكلامي مجردا عن تتبع المعاني التي يقتضيها الاستقراء ولا تقتضيها الألفاظ بوضعها اللغوي…. وهو رأي الظاهرية.

والثاني، في الطرف الآخر من هذا، إلا أنه ضربان: الأول: قالوا إن المقصود لا يوجد في الظواهر بل في الباطن، وهو رأي كل قاصد إلى إبطال الشريعة، وهم الباطنية فإنهم لما قالوا بالإمام المعصوم لم يمكنهم ذلك إلا بالقدح في النصوص والظواهر لكي يفتقر إليه. والضرب الثاني: من قدم المعاني على الألفاظ وهو رأي المتعمقين في القياس.

والقسم الثالث: هو من يعتبر الألفاظ إلى جانب المعاني، على طريق المساواة بينهما، وهو الذي أمه أكثر العلماء الراسخين.

للاطلاع على الورقة البحثية


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد