القوّة الوسميّة في الرّأس المعجميّ الفعليّ: الرّأس الوظيفيّ الزّمانيّ أنموذجا .. د. سرور حشيشة

د. سرور حشيشة: أستاذة اللسانيّات بكلّيّة الآداب بصفاقس (تونس)

القوّة في ضوء التّوجّه الأدنويّ مفهوم لسانيّ يمثّل مقولة نحويّة تصوّريّة تفسّر من اللّغة ظواهر وسميّة نواتها معجميّة دلاليّة إدراكيّة ومظهرها تأليفيّ تركيبيّ إعرابيّ ، وهي لذلك مبدأ نحويّ ينزع إلى أن يكون كلّيّا يفسّر على نحو تجريديّ تمثيليّ وجها من الوجوه التي تشتغل بها اللّغات الطّبيعيّة.

وممّا أقمنا عليه الاستدلال على أنّ القوّة في النّموذج الأدنويّ مصطلح يخصّص مفهومه السّمات الّتي ينخزل فيها النّحو في مفهومه الأدنويّ البسيط، [الزّمان] الّذي عرّفناه من خلال هذا النّموذج بكونه قوّة وسميّة بالأساس .وقد انطلقنا في دراسة القوّة الوسميّة الزّمانيّة في اللّغات من اعتبار الزّمان رأسا وظيفيّا هو عبارة عن جملة من السّمات الصّرفيّة الّتي يختلف تصريفها في بنية الفعل بحسب اللّغات .

وقد اعتمدنا في بحث بنية الكلمة والوقوف على ما يختصّ به الموضع التّصريفيّ للزّمان في بنية الفعل من القوّة والضّعف دراسة الفاسي الفهري لموضع الزّمان من بنية الفعل في العربيّة وما يختصّ به تصريفه بالنّسبة إلى تصريف المطابقة . وهي دراسة انطلقت بدورها من نظريّة الصّرف الموزّع لهالّي ومارنتز.

وأوّل العمل بحث في اشتغال النّموذج النّحويّ في البرنامج الأدنويّ منه نرصد سياقات المصطلح وما يكون من مسالك توظيفه في النّظريّة الأدنويّة ممّا يصحّ أن ينطبق على الزّمان نموذجا قويّا فيه.

إنّ القوّة والضّعف من المفاهيم التّي قامت عليها النّظريّة اللّسانيّة الحديثة عموما والنّظريّة التّوليديّة خصوصا. وقد لا يستعمل المصطلح بلفظه ولكنّ المفهوم حاضر في سياقات مختلفة من النّظريّة.

ويرد المصطلح عند تشومسكي في الفصل الرّابع من “البرنامج الأدنويّ”.وعنوانه “المقولات والتّحويلات”. إذ يوظّفه في سياق الحديث عن بنية التّمثيلات وتشغيل النّموذج. فالأدنويّة تقتضي أن تكون اللّغة نظاما عرفانيّا يمكن اختزاله في مستويين من مستويات التّمثيل النّحويّ هما الصّورة الصّوتيّة والصّورة المنطقيّة أو ما يرمز إليه بـ [ص ـ ص] و [ص – م]. وهما مستويان تمثيليّان وجائهيّان interface levels يرتبطان بالضّرورة التّصوّريّة ،ويمثّلهما خارجيّا نظامان إنجازيّان performance systems هما النّظام النّطقيّ الإدراكيّ articulatory – perceptual system و يرمز إليه بـ A-P والنّظام التّصوّريّ القصديّ conceptual- intentional system ويرمز إليه بـ C-I.

ويعتبر تشومسكي أنّ المكوّن الحاسوبيّ computational component يندرج ضمن هذين المكوّنين الإنجازيّين الخارجيّين زمن التّحقّق و إن كان للمكوّن التّركيبيّ الحاسوبيّ أصل في النّظام التّصوّريّ المشترك بين اللّغات. ويخضع هذان النّظامان الإنجازيّان لتأويل من التّمثيلين الوجائهيّين الصّورة الصّوتيّة والصّورة المنطقيّة اللّذين يخضعان بدورهما لمبدإ التّأويل التّامّ Principe of Full-Interpretationـ Principe de Pleine Intérprétationالذّي يقضي بألاّ يتضمّن التّمثيل إلاّ عناصر مشروعة legitimate حتّى يوفّق الاشتقاق converges ،لأنّ قلّة مشروعيّة التّمثيل يتفجّر لها crashes الاشتقاق. (عبد القادر الفارسي الفهري، المقارنة والتّخطيط في البحث اللّسانيّ العربيّ، ص18- ص19-ص21).

للاطلاع على الورقة البحثية


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد