شعريّـة تحديث القصيدة العموديّة في الشّعر النّسائي الجزائري المعاصر .. رزيقة بوشلقية

رزيقة بوشلقية: جامعة مولود معمري، -تيزي وزو
إضاءة مدخلية:
إنّ الحديث عن شعريّة تحديث القصيدة العموديّة في الشّعر النّسائي الجزائري المعاصر، يقودنا إلى الخوض وتتبّع مسار القصيدة العموديّة الجزائريّة، ورصد خصائصها الفنيّة في نضجها وتطوّرها من الائتلاف إلى الاختلاف، وذلك راجع إلى المشارب المختلفة التّي تنهل منها المرأة المبدعة لغتها الشّعريّة، سواء الثقافيّة أو المعرفيّة أو التّاريخيّة، لذا تقترحُ الشّعريّة نفسها حقلا معرفيّاً ونقديّا يبحث في قوانين الخطاب الأدبي، وفي طبيعة بناء وترابط تلك العناصر داخل النّسيج النّصي وتحقيق وجوده الفعلي، أي أنّها تنظر إلى النّص من خلال كينونته البنيويّة وتحقيق روابطه العلائقيّة ( )، ولا ننكر أنّ الشّعريّة باعتبارها حقلا معرفيّا موغلا في القدم، استفادت من مجالات معرفيّة عديدة، كاللّسانيات وعلم اللّغة والنّقد الأدبي والإبستومولوجيا..الخ.
ولقد تحكّم الشّكل التّقليدي في الذّائقة العربيّة لمدة زمنيّة طويلة، فعبّر عن مآثرها وجسّد وجودها، وقد عرف عدّة تحويرات كالزّحافات والعلل على مستوى البنيّة والمجزوء والموشّحات على مستوى الشّكل، إلاّ أنّه حافظ على شكله وإطاره العام وهو نظام الشّطرين؛ فانبنت القصيدة العموديّة على عدد من القوانين الصّارمة، التّي تمثّل مجموع الخصائص في عرض التّصوّر المتكامل لشكل القصيدة العموديّة، والمتمثّل نظريّا بعمود الشّعر(*) وكلّ من التزم بهذه القوانين، وبنى شعره عليها، يكون قد أسّس شعريّة عربيّة صحيحة، ومن خرج عن إطارها وجاء شعره خرقا لها، هو انتهاك الشّعر في الوقت نفسه، فالسّؤال المطروح: كيف استطاعت الشّاعرة الجزائريّة تجاوز القصيدة العموديّة التّقليديّة ؟ وخلق شكل جديد ينبني على النّظام التّقليدي ويتجاوزه في الآن نفسه؟، فلم يكن ” عمود الشّعر ” إلاّ محاولة جادة في فهم طبيعة التّشكيل الشّعري الجاهلي، ليتحوّل ” عمود الشّعر ” من مجرد وصف لشعريّة عربيّة في فترة معيّنة، إلى قانون صارم يُعاقب كلّ من يخرج عنه وعن ثوابته بالإقصاء والرّفض من دائرة الشّعريّة العربيّة.
والفرضيّة التّي ننطلق منها هي أنّ هؤلاء الشّاعرات يملكنّ رؤية خاصّة للوجود، وفق وعي خاصّ مغاير للسّائد، وجاء تمثّيلهم للمرأة الجزائريّة الكاتبة بكيفيّة خاصّة، وفق أدوات مغايرة وبنيّة تشكيل نصيّة مختلفة.
وجاءت الأسئلة البؤريّة كما يلي: كيف استطاعت الشّاعرة الجزائريّة أن تتجاوز السّائد/ عمود الشّعر لتخلق المغاير؟ وما هو التّجديد الذّي أضفته على القصيدة العموديّة ؟ كلّ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها في مقالنا هذا.

للاطلاع على الورقة البحثية


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد