الجلسة العلميّة الخامسة والسادسة من فعاليات الندوة الدولية الثقافي في المفترق الرقمي

نجاة ذويب – شبكة ضياء (تونس)

تمّ، اليوم 3 مارس 2017 افتتاح أشغال اليوم الثاني من الندوة العلمية الدولية الثقافي في المفترق الرقمي التي تنظّمها المندوبيّة الجهويّة للثقافة بالمنستير، بالاشتراك مع جمعيّة العمل الثقافي بالمعهد العالي للغات المطبّقة بالمكنين والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، وبرعاية شبكة ضياء أيام 2و3و4 مارس 2017 بنزل المنستير سنتر بمدينة المنستير/تونس.
وقد شملت الحصّة الصباحيّة الجلسة العلمية الخامسة والجلسة العلميّة السادسة.
بالنسبة للجلسة العلميّة الخامسة فقد كانت برئاسة الأستاذ فاتح بن عامر (الجزائر) وشارك فيها كلّ من الأساتذة هدى الكحلي والأستاذ رضا الهيشري والأستاذ يحي فاضل الفضلي والأستاذ فيصل أبو الطفيل.
قرأت الباحثة هدى الكحلي (تونس) ورقة علميّة بعنوان »Patrimoine monumental : d’une identité culturelle à une identité numérique »،بيّنت من خلالها مدى تلازم الثقافة والهويّة. كما عالجت الباحثة العلاقة بين الهويّة والثقافة مبرزة ايجابيات الرقمنة على التراث والثقافة، داعية في ختام مداخلتها إلأى ضرورة حماية التراث الفكري والثقافي.
ثمّ قدّم الباحث رضا الهيشري (تونس) فقد كانت مداخلته بعنوان “المقدس والافتراضي:دور الموسيقى والصورة”، تناول فيها إشكاليّة المقدّس والافتراضي بما هي مغامرة فكريّة صعبة ودقيقة مبيّنا دور الموسيقى والصورة في بناء العلاقة بين المقدّس والافتراضي ومدى جدليّة المقدّس والافتراضي، ليختم مداخلته بالإقرار بأنّ الافتراضي في طريقه إلى احتلال مكانة المقدس في الترغيب والترهيب ممّا يجعلنا نقول بأنّ للافتراضي سحره ممّا جعله يسيطر على المقدّس ويحتلّ مكانه
أمّا الباحث يحي فاضل الفضلي (العراق) فقد جاء بورقة بحثيّة بعنوان “الكتاب الورقي في العصر الرقمي” عالج فيها مدى تأثير البيئة الرقمية على الكتاب الورقي نظرا لانتشار الوسائط الرقمية من قبيل الصحافة الرقمية الآخذة في التنوّع والتوسّع ممّا جعلها تستقطب اهتمام الناس مقابل الابتعاد عن الكتاب الورقي.
كما تعرّض الباحث إلى ارتباط الكتاب والصحيفة كوعاء و ناقل للمعارف البشرية بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية و مراحل التطور الحضاري للشعوب . و تأثيره و تاثره بتلك الأوضاع عبر التاريخ. مبيّنا مدى تداعيات الثورة الرقميّة على مكانة الكتاب الورقي و على الدور الذي ما انفك يلعبه منذ القدم كحاضنة أساسية لمختلف أنواع المعارف الإنسانية .
وختم الجلسة الباحث فيصل أبو الطفيل (المغرب) بورقة بعنوان “في خصائص الأدب الرقمي: المثقف والإبداع بين الإنتاج الأدبي والإبحار الرقمي”.رصد من خلالها أهم السمات والخصائص التي يستند إليها النص الأدبي الرقمي في بناء هويته وإبراز مميزاته الكتابية والقرائية التي توفرها الوسائط الالكترونية، ناهيك عن الإمكانيات التي يتيحها أمام المتلقي المتفاعل المنتج للمعنى، والمجسّد لمركزية المثقف المواكب للنصوص الأدبية الرقمية في تحولاتها الحاسوبية والشبكية.
كما بيّن الباحث أنّ النص الرقمي كيان مفتوح يسمح لقارئه بمساحة تعادل أو تزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنص، ليسهم بدوره في إعادة كتابة النص مستعينا في ذلك بما توفره الحلّة الجديدة للنص الرقمي من تمثيلات بصرية وسمعية، إلى جانب تمثيلاته اللغوية. وتشكل أسانيد القراءة الرقمية فضاء خصبا يسمح بتجدد العلاقات التفاعلية وبتحقق ضيافة متبادلة بين أقطاب ثلاثة رئيسة هي: (النص والمبدع والمتلقي)، في تناغم يجمع بين الأدبية والإلكترونية.
أمّا الجلسة العلميّة السادسة فقد كانت برئاسة الأستاذ أنطوان موران (فرنسا) وساهم في تنشيطها كلّ من الأستاذ كريم بوقرين (المغرب والأستاذة نهى بلعيد (تونس) والأستاذة عائشة النايري (تونس) والأستاذة سامية اليوسفي (تونس)
كريم بوقرين(المغرب): «Le numérique et le culturel :vers un humanisme en retraite » تحدّث في ورقته البحثية عن أنسنة الثقافي في العصر الرقمي.
أمّا الباحثة نهى بلعيد (تونس) »L’écrivain à l’ère des médias sociaux : des plateformes et des pratiques nouvelles » بيّنت فيها مكانة الكاتب في عصر الوسائط الرقميّة خاصة في ظلّ تزايد التعويل على هذه الوسائط في الحياة الاجتماعيّة. كما عرّجت الباحثة على المحتوى الأدبي الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة ترويجه ممّا جعل الكتاب يعوّلون على هذه الوسائط في التعريف بأدبهم واتخذت أحلام مستغانمي وكمال الرياحي نموذجين. وقد ثمّنت الباحثة في ختام مداخلتها دور الوسائط الاجتماعيّة في التعريف بالأعمال الإبداعيّة وإشهارها وتمكين القرّاء من التواصل والمناقشة مع الكاتب مباشرة.
و قرأت على مسامعنا الباحثة عائشة النايري(تونس) »L’art traditionnel du tissage à l’heure du numérique « تحدّثت من خلالها على فنّ النسيج التقليدي في ظلّ الرقمي مبرزة التطوّر الحاصل للنسيج والمراحل التي مرّ بها هذا الفنّ من نسيج يعكس الإبداع الذاتي وروح النساج في النسيج التقليدي إلى نسيج تقني يعوّل أصحابه على آلات أكثر تطوّر، ليتمّ بعد ذلك التعويل على الإعلاميّة في النسيج في المرحلة المعاصرة ممّا جعلنا نتحدّث عن “نسيج رقمي”.
وكان ختام هذه الجلسة بمداخلة الباحثة سامية اليوسفي « Le numérique comme médium artistique et commucationnel en art urbain »، التي تناولت فيها مسألة الرقمي بما هو وسيط فنّي وتواصلي. وقد عالجت الباحثة الفن القرافيتي graffiti والتطوّر التقني مبرزة علاقة الغرافيين بوسائل التواصل الاجتماعي.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد