الجلستان العلميّتان الثانيّة والثالثة من الندوة الدوليّة النص والسياق

نجاة ذويب – شبكة ضياء (تونس)

ضمن فعاليات اليوم الأول (الثلاثاء 7 مارس 2017) من الندوة العلميّة الدوليّة “النص والسياق” التي تنظّمها مدرسة الدكتوراه الآفاق الجديدة في اللغات والفنون والإنسانيات أيام 7و8 و9مارس 207 بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة القيروان تحت إشراف السيد نائب رئيس جامعة القيروان، انتظمت الجلسة العلميّة الثانيّة برئاسة الأستاذة دليلة طريطر (تونس ) وشارك فيها كلّ من الأستاذ الطاهر بن يحي (تونس) والأستاذ عبد الكبير علاّوي (المغرب) والأستاذ رمضان العوري (تونس) والأستاذ عبد الدائم السلاّمي (تونس)
افتتحت الجلسة بورقة الأستاذ الطاهر يحي المعنونة بـ”إكراهات المقام في بناء الخطاب السياسي، البلاغة العربيّة نموذجا”. تحدّث فيها عن دور السياق في نسج الخطاب السياسي، فالسياق مراتب ودرجات منها ما هو واضح ومنها ما حُجب معناه.
أمّا الأستاذ عبد الكبير علاوي فقد قرأ ورقة بعنوان “دور المقام في الكشف عن المعنى: الخطاب الإشهاري” بيّن من خلالها دور المقام في الكشف عن المعنى فتناول ذلك في عنصرين اثنين درس في الأوّل مطابقة المقال للمقام: ثمة عناصر غير لغوية ذات دخل كبير في تحديد المعنى، بل هي جزء من معنى الكلام، كشخصية المتكلم وشخصية المخاطب وما بينهما من علاقات وما يحيط بالكلام من ملابسات وظروف ذات صلة به .. ثمّ تناول الاستلزامات السياقية في الخطاب الاشهاري خطاب الإشهار ذو نسق منمذج، يحيل عبر دلائله المحددة والمميزة على نماذج للذات وللواقع وللعالم متمظهرة نصيا كتعددية تمثيلية لسلسلة من التقييدات الثقافية والمعرفية ،حيث يعتمد على إيصالات تواصلية واقتضاءات معرفية واستلزامات منطقية واستدلالات حجاجية في تمرير إرساليته.
وقرأ الأستاذ رمضان عوري ورقة موسومة بـ”السياق في الخطاب المسرحي:تجلياته ورهاناته” تناول فيها معنى السياق لغويا وأيضا من منظور لساني. كما بيّن الباحث أنّ السياق مرتبط ارتباطا تداوليا بالمتلقي، كما تناول الباحث مسألة السياق في الأجناس الأدبيّة متخذا من المسرح نمودج، فبحث عن تجلياته وأهم رهاناته، وأهم تجلياته في المسرح الحديث ولماذا يمرّ من التجلي إلى اللاتجلي، كما بحث في السياق في الممسرحيات وهي نصوص موازية تحمل معلومات وإرشادات من شأنها أن تؤطر العمل المسرحي فأبرز تجليات السياق في العقدة والأزمة وكيفيّة نجسّده ركحيا.
وختم الجلسة الأستاذ عبد الدائم السلامي بمداخلة وسمها بـ”شخصيّة النص الأدبي” طرح فيها إشكال سياق الإنتاج وسياق التلقي، هل المنتج هو القارئ أم المؤلّف؟
أمّا الجلسة العلميّة الثالثة فقد برئاسة الأستاذة منجيّة عرفه منسيّة (تونس) وشارك في تنشيطها كلّ من كمال علوش (الجزائر) والأستاذ ذهبي اليوسفي (تونس) والأستاذ فيصل أبو الطفيل (المغرب) والأستاذة صبحة ساسي (تونس) والأستاذ سهيل الرحماني (تونس).
قدّم الباحث كمال علّوش ورقة بعنوان “فاعلية السياق وحيّز المعنى عند ستيفن أولمان. بحث فيها عن مدى فاعليّة السياق ومكانته في مجال اللسانيات. ثم اهتم بمسألة السياق من منظور ستيفن أولمان، فهو يعالج المعنى من خلال تناول الدلالات على المعنى وكذا التناوب التلفظي والسياق العاطفي.
كما تناول الباحث في ورقته علاقة السياق بالمعنى. وقام بتعريف دور الكلمة خارج السياق وتوجيه الدلالة داخل السياق المرتبط بالزمان والمكان.
أمّا الباحث الذهبي اليوسفي فقد قدّم مداخلة بعنوان “السياق وجهازه وجهازه المصطلحي: قراءة في متصوّر السياق عند النقاد العرب.”، تناول فيها مسالة السياق عند القدامى. وبيّن الباحث بأنّه لا يوجد تعريف محدّد للسياق بل هو مفهوم متحرّك. وقد بحث الباحث في الشبكة المصطلحيّة لمسألة السياق، فبيّن دور السياق التاريخي والعرفي والثقافي والجمالي والاجتماعي في إنتاج المعنى بما هي سياقات يتمّ في ظلّها الحكم على النص.
و قدم الباحث فيصل أبو الطفيل ورقة بعنوان “ملامح النظريّة السياقية الحديثة في نظريّة النظم عند عبد القاهر الجرجاني”. تناول فيها مكانة السياق في النظريات القديمة دون أن يغفل عن كيفيّة تناول الدراسات الحديثة لمسألة السياق. كما بين أبو الطفيل ما تتأسّس عليه نظريّة النظم عند الجرجاني. كما درس الباحث السياق اللغوي بما هو الشق الأوّل لنظريّة النظم و السياق الصوتي الذي هو الشق الثاني.
وقدّمت الباحثة صبحة ساسي مداخلة بعنوان “أثر السياق في توجيه المعنى، المقاربة التداوليّة. تناولت فيها أثر السياق في توجيه المعنى”المقاربة التداولية أنموذجا المباحث التداولية من خلال ثلاثة نماذج هي:العمل اللغوي،اللبس والغموض في الخطاب،الاستلزام المحادثي وأوضحت أن السياق لم يعد معطى خارجيا تتنزل فيه المعطيات اللغوية بعد اكتمال خصائصها النظامية بل هو جزء أساسي من ذلك النظام الذي لم يعد منغلقا وأصبح يحتوي السياق. السياق بذلك يبني الخطاب ويبنى به ويتحدد عدد السياقات بتعدد الأبنية النحوية التركيبية فهو ديناميكي و العلاقة جدلية.
وقد اختتم الجلسة الباحث سهيل رحماني بورقة بعنوان “نحو النص والعلوم البلاغيّة”. تناول فيها كيفيّة الفصل بين علم اللغة وبقيّة العلوم مبينا مدى نجاعة المواقف القائل بالفصل بينهما ونظيره القائل بالوصل بينهما. وقد اكّد الباحث على أنّ مفهوم السياق هو مفهوم زئبقي لا يعرف الاستقرار.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد