فعاليات اليوم الثاني من أشغال ندوة الشاهد في الخطاب

تمّ افتتاح فعاليات اليوم الثاني من الندوة العلمية الدولية “الشاهد في الخطاب” بجلسة علميّة ترأسها الأستاذ عبد العالي أبو الطيب وشارك في تنشيطها كلّ من الأستاذ مصطفى طاهر الحيادرة والأستاذة منانة الصفاقسي الأستاذة فضيلة قوتال والأستاذ محمد طاع الله والأستاذ الهذيلي يحي.

شاركت الأستاذة منانة حمزة الصفاقسي (جامعة القيروان-تونس) بورقة علمية عنوانها ” الشاهد النحوي بين الطبيعة والصناعة” بالإشتراك مع الأستاذ رفيق بن حمودة (جامعة الملك سعود-السعودية). سعت من خلالها إلى التنبيه إلى تضمن المدونة النحوية العربية خطابين متداخلين: الخطاب النحوي التجريدي مجسدا في القوانين الصوتية والصرفية والتركيبية والخطاب الثاني مرجعه الاستعمال وما جرى مجراه من أمثلة يضعها النحاة ويحللونها أو يسوقونها شاهدة على سلامة القانون. ونأمل أن يقدم البحث مقترحات للإجابة عن الإشكالات التالية:

  • ما هي الأسباب المفسرة لتلازم الخطابين المذكورين في المدونة النحوية العربية ؟
  • ما هي خصائص كل صنف من الخطابين من وجهة نظر إبستمولوجية؟
  • ما هي مبررات اعتماد النحاة صنفين من الشواهد الأمثلة: الشواهد المنسوبة وما جرى مجراها من ناحية والأمثلة المصنوعة من ناحية ثانية؟
  • هل من ضرورة علمية تدعو إلى التمييز بين هذين الصنفين ؟

وساهمت الأستاذة فضيلة قوتال (جامعة تيارت-الجزائر) بمداخلة عنوانها “سلطة الشاهد والتوجيه الحجاجي، تداولية الأقوال المقتبسة في مواقع التواصل الاجتماعي” بيّنت من خلالها أنّ الاستشهاد في النقد والدراسات الأدبية اللغوية واحدا من المناهج المعتمدة في التأليف والتي تقوم على جلب أو استحضار أو استدعاء شاهد منثور أو شاهد منظوم في سياق مؤسس على : شاهد، مستشهد به، ومستشهد، ومستشهد له، والجامع بين مكوناته هذه علاقة انسجام ومشابهة طلبا للتمثيل أو للبيان أو الاستدلال والاحتجاج أو للتأكيد المولد لمعنى مكمل لمعنى السياق. ذلك لأن الغاية من الاستشهاد قد تختلف من موضع إلى آخر، بناء على ما يقتضيه السياق الخطابي، وما يعرضه الموضوع المستشهد له. علما بأن قضية الحجاج هي مناسبة ذكر الشاهد أصلا، وعليه فإنه غاية واحدة من بين غاياته المتعددة.

وساهم الأستاذ مصطفى طاهر الحيادرة (الأردن) بمداخلة عنوانها “الشاهد المرتجل بين النحويين القدامى والمتأخرين”سعى من خلالها للوقوف على واقع هذا النوع من الشواهد، والدوافع التي وقفت وراء استخدامها بديلا للشواهد القرآنية والشعرية والنثرية المختلفة، وهل يعود ذلك لغياب الشاهد أم لصعوبته؟ أم لرغبة النحوي في الوصول إلى ذهن القارئ؟ أم لأمر سوى ذلك؟

وتدخّل الأستاذ محمد طاع الله (جامعةالقيروان) بورقة عنونها بـ” الاستدلال النقلي ومنطق التأويل في حقل الأصول” هدفت إلى تقديم صورة عن استخدام الشاهد القرآني في حقل علم أصول الفقه، وإبراز المنطق التأويلي الذي أُخضع له الشاهد الديني في إطار التأسيس لقواعد التشريع الإسلامي. وسنتبيّن من خلال نماذج ممثلة كيف أن فعل التأويل في هذا المجال لم يخل أحيانا من مظاهر الإسقاط والتعسّف أو فساد التأويل حسب عبارة القدماء,

وكان ختام هذه الجلسة بمداخلة الأستاذ الهذيلي يحي (جامعة القيروان) المعنونة بـ”الشاهد في التراث النحوي” وهي عبارة عن بحث تطبيقي اعتمد فيه الباحث مصادر ثلاثة الكتاب لسيبويه والخصائص لابن جني ومغني اللبيب لابن هشام. وقسّمها إلى قسمين كبيرين يختلفان طولا وأهمّيّة. جعل الأوّل لدراسة الشواهد فكانت ضربين

  • ما هو معلوم بين الباحثين. وهو نوعان شعري ونثري
  • – وما هو مسكوت عنه وهو نوعان: أمثلة النحاة ونصوص المتقدمين الحاضرة في نصوص المتأخرين دون علامات دالة عليها ولا يعرفها غير أهل العلم

وجعل القسم الثاني لدراسة وظيفة الشواهد وقد تبين أربعة وظائف: الأولى تعليمية والثانية استدلالية إثباتا ونقضا والثالثة الدعم لنظرية ما والرابعة التأصيل للمسألة في اللغة العربية.

أمّا الجلسة العلمية السادسة فكانت برئاسة الأستاذ محسن التليلي (تونس) وشارك فيها كلّ من الأستاذ مراد بن عياد والأستاذ الطاهر بن يحي والأستاذة منية عبيد والأستاذ حمدي عبيد والأستاذة أميرة غنيم.

تقدّم الأستاذ مراد بن عياد (جامعة صفاقس) بمداخلة عنوانها ” الشاهد في مصنفات الإعجاز القرآني”تطرق فيها إلى الشاهد الشعري في مصنّفات الإعجاز القرآنيّ متعرّضا لأهمّية حضوره وأبرز وظائفه فيها. وانطلق من تعريف الشاهد وصلته بالأصل المستشهد منه والسياق المحتضن له مستندين في ذلك إلى مستويات الملفوظ والتلفّظ والخطاب والنص والتناصّ ومركزين على خصوصية الشاهد الشعري ودوره في الاستدلال على بلاغة الإعجاز.

وشارك الأستاذ الطاهر بن يحي (جامعة منوبة) بمداخلة عنونها بـ”منزلة الشاهد في المتن البلاغي القديم:تعدد الوظائف واختلاف الدلالات”سعى من خلالها إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين الجهاز النظري والجهاز التّمثيلي والوقوف عند تعدّد وظائفها واختلاف دلالاتها كما سنبرهن على ذلك.

وقد قرأ الأستاذ حمدي عبيد (جامعة سوسة) ورقة بعنوان “أعمال الشاهد في الأدب العربي القديم من الإبلاغ إلى النقل” تناول من خلالها مكانة الشاهد في الأدب العربي القديم مبرزا أهم أعمال الشاهد في الخطاب.

أمّا الأستاذة منية عبيدي (جامعة القيروان) فقد ساهمت بورقة علميّة عنوانها ” الشاهد في الخطاب السياسي التونسي” سعت من خلالها إلى التطرق إلى مسألة الشاهد في الخطاب السياسي من منظور التحليل النقدي للخطاب، وقد وقع اختيارها على بعض الخطابات لسياسيين تونسيين حاولت من خلالها التعامل مع الشواهد المضمّنة فيها باعتبارها جزءا من الخطاب له خصوصيته، لا يضيف إلى النص المستشهد فيه دلالته فقط بل يُكوّن دلالة جديدة يمنحه إياها السياق الجديد الحاضن له. وقد اهتمت الباحثة بسياق الشاهد في الخطاب السياسي وفق رؤية فان دايك الذي يعطي السياق أهمية كبيرة في دراسة الخطاب ويعتبره سياقا ذهنيا قبل أن يكون سياقا تخاطبيا ماديا،وقد دار بحثها حول الأسئلة التالية:

  • ما هي أنواع الشاهد في الخطاب السياسي؟

  • كيف يتم اختيار الشاهد في الخطاب السياسي؟

  • ما هي وظيفة الشاهد في هذا الخطاب ؟

  • ما هي أهمية السياق الذهني في اختيار الشاهد؟

  • كيف يكتسب الشاهد دلالة جديدة عندما يوضع في سياق جديد؟

وقد كان ختام هذه الجلسة بمداخلة الأستاذة أميرة غنيم (جامعة سوسة) المعنونة بـ”الآليات التصورية المزجية في معالجة المتكلسات المعجمية، “شحم يهود” في الدارجة التونسية نموذجا”. تناولت من خلالها الشاهد بما هو متتالية معجمية متكلّسة يهتم

بتفسير الآليّات التصوريّة الكامنة خلف دلالته القالبيّة وينظر في ما يلحقه في الاستعمال من تغيّر دلاليّ مرتبط بتحوّلات الثقافة والتاريخ مستندا إلى أدوات التحليل المزجيّ كما استقرّت في نظريّة الدمج التصوريّ.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد