تقرير عن فعاليات ندوة عولمة الإعلام السياسي وأثرها على الأمن القومي للدول النامية

د. قاسم حجاج: مخبر التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، جامعة قاصدي مرباح بورقلة

نظمت فرقة البحث حول: “الأمن القومي الجزائري: الرهانات والتحديات”، التي تديرها الدكتورة بوشنافة شمسة، وبعضوية الأساتذة الباحثين: بهاز حسينن بابا عربي مسلم قاسم حجاج وبن الشيخ عصام، والمنضوية ضمن مخبر: التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، الفاعلة في جامعة قاصدي مرباح بورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، نظمت الندوة النقاشية العلمية الدولية لمناقشة موضوع “عولمة الإعلام السياسي, وأثرها على الأمن القومي للدول النامية”، وذلك، برعاية أ.د حليلات محمد الطاهر مدير الجامعة، وإشراف عميد الكلية د. قوي بوحنية، ونائب العميد عبد الله بلحبيب والتي ترأس لجنتها العلمية د. قاسم حجاج، ولجنتها التنظيمية د. حشود نور الدين(رئيس القسم).
وأشارت وثائق الندوة إلى أن الندوة العلمية الدولية تتناول موضوعاً حيوياً في ظل تنامي عولمة العلاقات الدولية المعاصرة. لإنها تعتبر مشكلة تتناول إشكالية عولمة الإعلام والاتصال السياسي في معظم الدول الوطنية المعولمة والمعاصرة وخاصة الدول النامية.
وأشارت الوثائق أيضاً إلى أنه منذ أن بدأت ديناميكية العولمة بالتسارع بفعل تعميم الابتكارات الاتصالية والإعلامية والمعلوماتية الجديدة، أصبح الأمن القومي للدول يقاس بمدى التحكم المؤسسي في الوسائط والمحتويات المتعلقة بها، وبمدى القدرة السياسية والإعلامية الوطنية بقطاعيها العام والخاص على مقاومة آثارها المربكة للبنيات النفسية والاجتماعية والثقافية المخلخلة للاستقرار الأمني والسياسي للدول وخاصة النامية منها.
وأشير إلى أن أعمال الندوة العلمية الدولية ستتناول سؤالاً رئيسياً وهو: كيف يسهم الإعلام السياسي الحكومي والخاص المعولم في اختراق السيادة الوطنية ؟ وما هي السياسات التكيفية المعتمدة لمقاومة الآثار الضارة للتدفقات الإعلامية القادمة من المؤسسات الإعلامية الحكومية والشركات الإعلامية المتعدية الجنسيات الخاصة ؟
وتضمنت محـاور الندوة:
1) مدخل معرفي لتعريف ظواهر الإعلام والاتصال السياسي الدولي، والدعاية والحرب النفسية العابرة للحدود الوطنية؛
2) البعد الإعلامي والمعلوماتي والاتصالي للأمن القومي للدول؛
3) علاقة القنوات التلفزيونية الفضائية بالأجندات السياسية والجيوسياسية والجيواقتصادية للحكومات والشركات المتعدية الجنسيات؛
4) الإعلام والاتصال السياسي الدولي المعولم وعلاقته بتوسيع وتعميق رقعة النزاعات الإقليمية والحروب الأهلية والنزاعات الدولية وعولمة ظاهرة الإرهاب؛
5) الإعلام السياسي كآلية من آليات حفز جهود إعادة الإعمار وإحلال السلام في مناطق النزاعات؛
6) القانون الدولي وتنظيم الممارسة الإعلامية الدولية في ظل عولمة التدفقات الإعلامية؛
7) شبكة الإنترنت وأثرها على الاستقرار والأمن السياسي للدول القومية عامة وفي الدول النامية خاصة؛
8) نماذج من التدخل الخارجي عبر الوسائط الإعلامية والاتصالية وأثرها على زعزعة الاستقرار الداخلي للدول؛
9) الدعاية والحروب النفسية في عصر العولمة الاتصالية وأثرها على تزايد الاختراق المرن للأمن القومي للدول؛
10) سياسات التكيف المتوازن والمقاوم للتدفقات الإعلامية التخريبية للأمن المجتمعي والدولي؛
11) تعاطي السياسة والممارسة الإعلامية الجزائرية الحكومية والخاصة مع عولمة الاتصالات وتحديات مجتمع المعلومات.
وبدأت الندوة العلمية الدولية أعمالها صباح يوم 11/4/2017 بكلمة ترحيبية ألقاها د. قاسم حجاج، رئيس اللجنة العلمية، شرح من خلالها أهداف الندوة والمنتظر منها. ومن ثم ألقاها رئيس اللجنة التنظيمية، رئيس قسم العلوم السياسية، د. حشود نور الدين كلمة. وبعده كلمة المشرف على الندوة عميد الكلية د. قوي بوحنية. ومن ثم تليت كلمة راعي الندوة أ.د حليلات محمد الطاهر مدير الجامعة، بالنيابة.
وأعلن العميد بوحنية نيابة عن المدير عن بدء أعمال الندوة الدولية، وجرى افتتاح الجلسة الأولى التي أدارها د. خميس محمد. وأ. بابا عربي مسلم وأ. حيمر فتيحة، مقررين.
حيث إستمع الحضور لبحث أ.د. محمد البخاري، بعنوان “الأمن المعلوماتي في الظروف العالمية المعاصرة” وهو بروفيسور متقاعد مدرس وباحث في جامعة طشقند بجمهورية أوزبكستان(سوري الأصل). دكتوراه فلسفة وباحث في قضايا الإعلام الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة.
ومن ثم إستمع المشاركون في الندوة للبحث الذي أعده أ.د. مصباح عامر، ود. صورية زاوشي، من جامعة الجزائر 3 بعنوان “خاصيات العولمة الإعلامية وانتشار ظاهرة الإرهاب: أرضية نظرية للتحليل”.
وللبحث الذي أعده د. صلاح الدين بو جلال، وأ. شافية بوغاية، من جامعة سطيف وجامعة باتنة (الجزائر)، بعنوان “الحدود الفاصلة بين حرية وسائل الإعلام في التعبير وضرورات حماية الأمن القومي من مخاطر الإرهاب: مقاربة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وبعد إستراحة قصيرة بدأت الجلسة الثانية للندوة العلمية الدولية والتي أدارها أ.د. محمد البخاري. وأ. بابا عربي مسلم وأ. حيمر فتيحة، قررين
حيث استمع الحضور للبحث الذي أعده أ.د. عبد الوهاب عثمان محمد كوكو، من جامعة أم درمان (السودان)، بعنوان “دورالإعلام السياسي كأحد آليات حفز جهود الإعمار وإحلال السلام في مناطق النزاعات (دراسة ميدانية لمناطق النزاعات بالسودان)”.
ومن ثم قرأت أ. الإمام سلمى نيابة عن د. سمير بارة، من جامعة ورقلة (الجزائر)، بحث بعنوان “تأثير المواطنة الافتراضية في ظل شبكات التواصل الإجتماعي على الهوية العربية: مقاربة لفهم العلاقة بين البناء والترهل”.
ومن ثم جرى الإستماع لبحث طالب الدراسات العليا (الدكتوراه) شرف الدين بن وارث (الجزائر)، بعنوان “الإشاعات وأثرها على الإستقرار الأمني والسياسي للدول النامية: حقائق من صفحات التواصل الإجتماعي “فيسبوك” الجزائرية”.
وبعد المناقشات الشاملةوالجدير بالذكر أن عدد كبير من الباحثين قاموا بتقديم أبحاثهم التي أقرتها اللجنة العلمية وجرى ضمها لوثائق الندوة، وهم: د. فاروق العربي. من جامعة الجزائر 3، بعنوان “سيادة الدولة الوطنية على محك عولمة الإعلام والاتصال”. وأ. نورة بلعيدي. من جامعة البويرة (الجزائر)، بعنوان “استخدام تنظيم الدولة الإسلامية للإعلام الجديد من أجل التجنيد وتداعياته على أمن المنطقة العربية”. ود. بوكر الدين هبة. من جامعة عنابة (الجزائر)، بعنوان “مدى فعالية البروتوكول الإضافي الأوروبي المتعلق بتجريم أفعال العنصرية والكراهية المرتكبة من خلال شبكة الإنترنيت”. وأ. الطاهر زحمي. من جامعة الجزائر 3، بعنوان “أثر تطور وسائل الإعلام على حقوق الإنسان”. ود. حكيم غريب. من جامعة الجزائر 3، بعنوان “مخاطر مواقع التواصل الإجتماعي على الأمن المجتمعي: الرهانات والإستراتيجيات”. وأ. نزار بلة، من جامعة وهران (الجزائر)، بعنوان “الدولة الوطنية بين متطلبات السيادة وتحديات الإنترنيت”. ود. صليحة بن سباع. من جامعة سطيف (الجزائر)، بعنوان “البعد الإعلامي والمعلوماتي والاتصالي للأمن القومي في المجتمع الجزائري”. ود. كهينة إفروجين، ود. مريم قروشي. من جامعة باتنة (الجزائر)، بعنوان “الأمن القومي في الخطاب الإعلامي الجزائري المكتوب – دراسة تحليلية مقارنة لصحيفتي الشعب والخير (القضية الليبية أنموذجاً)”. ود. رمضان زبيري. من جامعة سعيدة (الجزائر)، بموضوع “الأبعاد اللينة لتأثيرات العولمة بين مخاطر التفكك وضرورات الأقلمة”. ود. محمد عمران بوليفة، ود. ياسمينة لعجال. من جامعةورقلة (الجزائر)، بعنوان “أحكام مسؤولية الأشخاص المعنوية الإعلامية ذات الطابع الدولي عن الأضرار الاقتصادية”. ود. محمد الكر، وأ. عنترة بن مرزوق. من جامعة الجلفة، وجامعة المسيلة (الجزائر)، بعنوان “الإعلام وإشكالية الأمن بالعالم العربي بين أطروحات الولاء وأجندات الصراع الخارجي”. وأ. يوسف بوعيسى. من جامعة البيض (الجزائر)، بعنوان “تأثير الحرب النفسية على القرارات الداخلية للدول (نظرية التأطير أنموذجاً)”. ود. سفيان منصوري، وأ. رؤوف هوشان، من جامعة بومرداس، وجامعة باتنة (الجزائر)، بعنوان “الإعلام العربي وتحديات العولمة: بين الإستجابة والتحدي”. وأ. مريم نوري. من جامعة سطيف (الجزائر)، بعنوان “تعاطي الإعلام العربي مع ظاهرة الإرهاب، وانعكاسات ذلك على الأمن القومي للدول العربية”. وأ. محمد بكرارشوش، ود. عبد الحليم بوقرين. من جامعة ورقلة، وجامعة الأغواط (الجزائر)، بعنوان “ضبط التدفقات الإعلامية بين الحق في الإعلام والهواجس الأمنية”. ود. شمسة بوشناقة. من جامعة الأغواط (الجزائر)، بعنوان “الرقابة على وسائل الإعلام خلال الحروب”. ود. فتحية حيمر. من جامعة ورقلة (الجزائر)، بعنوان “أثر العولمة الإعلامية والتكنولوجية على الأمن الثقافي في الجزائر”. ود. باديس مجاني. من جامعة باتنة (الجزائر)، بعنوان “القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية وتأثيرها على القضايا العربية”. للبحوث التي قرأت خلال الندوة، جرى الإستماع لمداخلات وتعليقات وملاحظات بعض المشاركين. حيث اختتمت الندوة بتقديم التوصيات، وتوزيع شهات المشاركة في الندوة العلمية الدولية.
كما أقرت اللجنة العلمية للندوة الدولية أبحاث طلبة الدراسات العليا (الدكتوراه) وهم: سارة بو حادة. من جامعة الجزائر 3، بعنوان “أثر الإرهاب الإلكتروني على أمن واستقرار الدول”. وشرف الدين بن وارث. من جامعة ورقلة (الجزائر)، بعنوان “الإشاعات وأثرها على الاستقرار الأمني والسياسي للدولة: حقائق من صفحات التواصل الإجتماعي (صفحات الفيسبوك Face book الجزائرية)”. وحسام الدين سماعيلي، من جامعة ورقلة (الجزائر)، بعنوان “مبدأ حرية الإعلام والتدفق الحر للمعلومات بين التشريعات الوطنية والاتقاقيات الدولية”. وقادير اسماعيل. من جامعة الجزائر 3، بعنوان “إدارة الحروب النفسية في الفضاء الإلكتروني: الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط”. ومجمد الأمين هماش. من جامعة ورقلة (الجزائر)، بعنوان “حدود تأثير الوسائط الاتصالية والإعلامية الجديدة على أمن الدول: الوطن العربي نموذجاً”. وآمال بلحميتي، من جامعة الجزائر 3، بعنوان “دور مواقع التواصل الإجتماعي في التحولات السياسية: تونس ومصر أنموذجين” وسعدودي مليكة، من جامعة باتنة، بعنوان “الإنترنت وأثرها على الاستقرار السياسي والأمن القومي للجزائر، بكالوريا 2016 نموذجا”.
وبقي أن نذكر أبحاث بعض الباحثين الذين تخلفوا عن حضور الندوة لأسباب قاهرة، ومنهم خاصة أولئك المبرمجون في الجلستين النقاشيتين للندوة:
– د. ياسين ربوح، من جامعة ورقلة (الجزائر)، بموضوع “النشاط الإعلامي وضوابط الأمن الوطني في الجزائر”.
– ود. مجدي محمد عبد الجواد. من جامعة المنصورة (مصر)، بعنوان “دور الإعلام الجديد في تنمية الوعي بمخاطر الإرهاب الدولي والحفاظ على الأمن القومي المصري – تويتر نموذجاً”.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الندوة العلمية نظمت بدعم وإسهام من مؤسسة رؤيا للصحافة والإتصال – ورقلة، ومؤسسة شباب الخير – الرويسات – ورقلة، وفندق ليناتال – ورقلة. وداعمين خواص آخرين.
التوصيات:
جاء في توصيات الندوة النقاشية العلمية الدولية حول: عولمة الإعلام السياسي وأثرها على الأمن القومي للدول النامية.
إن الأساتذة – الباحثون المشاركين في أشغال الندوة النقاشية العلمية الدولية، حول موضوع: “عولمة الإعلام السياسي وأثرها على الأمن القومي للدول النامية”، المنعقدة خلال يوم الثلاثاء 11 أفريل 2017 في رحاب قاعة الاجتماعات بعمادة كلية الحقوق والعلوم السياسية، بجامعة قاصدي مرباح – ورقلة، يثمنون محتوى الأوراق العلمية المقدمة، ويثنون على جهود كل المشاركين والمنظمين والمساهمين رعاة الندوة، شاكرين كل من ساهم في إنجاحها من حيث التنظيم وكرم الضيافة وسخاء الرعاية وعمق الطرح وجودة النقاش.
وبعد النقاش العلمي الثري، الذي دار خلال الجلستين العلميتين لأشغال الندوة، فإن المشاركين أدلوا بتوصيات علمية وعملية يرجى أن يتولى كل في منصبه وحسب مسؤوليته واستطاعته تنزيلها إلى واقعنا المعيش:
أولاً: التوصيات العلمية الأكاديمية:
1) ينبغي إعطاء المزيد من الإهتمام والعناية للدراسات المتخصصة في مجال الإعلام السياسي الأمن القومي، لما يشكلانه كحقلين معرفيين مترابطين من أهمية استراتيجية علمية وعملية، في ظل تغيرات الواقع الذي تفرضه تعقيدات دينامية العولمة، خاصة في بعدها الاتصالي – المعلوماتي – الإعلامي؛
2) تشجيع قيام باحثي أقسام علوم الإجتماع والسياسة والقانون والإعلام والتربية والنفس والاستراتيجيا…) بالدراسات العلمية المتقاطعة بين التخصصات الأكاديمية لمقاربة الجوانب المختلفة لموضوع الإعلام السياسي والأمن القومي في ظل دينامية العولمة؛
3) دعم توجيه الباحثين في اختصاصات الدراسات الأمنية نحو دراسة القضايا المرتبطة بالأبعاد الجديدة للأمن القومي لا سيما تأثيرات الإعلام المعولم بكافة وسائطه المتكاثرة والمندمجة؛
4) تركيز الجهود العلمية حول قضايا الإعلام السياسي من أجل بناء مقاربات ومناظير محلية لفهم وتحليل الفرص والمخاطر التي تتيحها وتشكلها الأنماط الجديدة للإعلام السياسي، ثم مواجهة ما تفرضه من تحديات وتهديدات للأمن القومي للدول النامية خاصة، وللبشرية التي تعيش جواراً عالمياً بفعل وسائط الاتصال الرقمية التفاعلية، عامة؛
5) ترقية هذا المحفل العلمي إلى ملتقى دولي دوري تحت إشراف وتأطير فرقة البحث العلمي “الأمن القومي الجزائري: الرهانات والتحديات”، بغية إيجاد فرصة أوسع وأعمق لمناقشة محتلف مستجدات الموضوع، وليكن موضوع الندوة القادمة حول: “بناء سياسات الأمن القومي للدول المعاصرة وإشكالية هوية وانتماء وسائل الإعلام المعاصرة”.
ثانياً: التوصيات العملية:
1) حث صناع القرار في الدول النامية بوجه عام، وفي الدول العربية – الإسلامية على وجه التحديد، على الاهتمام الاستراتيجي – استشرافاً وتخطيطاً – بقضايا الإعلام السياسي وبالتحديات التي تفرضها تكنولوجيا الاتصال والإعلام والمعلومات الرقمية، وبنية الفضاء المفتوح على الأمن القومي لتلك الدول النامية؛
2) دعوة صناع ومتخذي القرار في الدول النامية، خاصة منها العربية والإسلامية، إلى تشكيل فرق ووحدات أمنية متعددة الاختصاصات لوضع خطط استشرافية تخطيطية مشتركة متجددة، لمواجهة الحرب الإعلامية المهددة لأركان وجودها وأصول ثقافتها ومكامن قدراتها المختلفة، والتصدي للتأثيرات السلبية، لوسائط الاتصال والإعلام المختلفة على الرأي العام الوطني، خاصة تأثيرتها على الرأي العام للفئآت الهشة القابلة للتلاعب عن بعد ببنياتها النفسية والسلوكية (كالأطفال والشباب والمرأة والأميين والمهاجرين والاجئين والبطالين والأقليات المختلفة)؛
3) فتح المجال أمام الإعلام المحلي الخاص والعام الداخلي على مبادرات المواطنين، وتنويعه ومنحه كل الإمكانيات ليغطي الحاجة إلى المزيد من الإعلام الجواري والمتخصص، ليعبر عن مشكلات وطموحات المواطنين كافة، وليكون نداً للإعلام الأجنبي، خاصة أمام محاولات ضرب مقومات الأمن القومي بقطاعاته الخمس (العسكري، السياسي، الاقتصادي، الثقافي، والبيئي)؛
4) تحصين البنية الداخلية لمجتمعات الدول النامية خاصة من زاوية العلاقة العضوية بين المواطن بممثلي السلطات العمومية، من خلال تعميق الحكم الراشد وحقوق الإنسان والمواطن، وإقامة دولة القانون والمؤسسات وترقية أساليب الإدارة اللامركزية والديمقراطية التشاركية، على جميع المستويات والمناطق؛
5) بناء سياسات الأمن القومي للبلدان النامية على أسس ومبادئ شاملة تفرضها متطلبات نظرية الأمن القومي في ظل علاقات دولية معولمة، على أن لا يقتصر تنظير وتقنين تلك السياسات الشاملة على الأبعاد العسكرية والاستخباراتية والشرطية، بل لابد أن تشمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية التكنولوجية والثقافية والروحية والإعلامية والديبلوماسية، بما يمنع محاولات استباحة السيادة على الإقليم الوطني في جميع أبعاده أو التلاعب بالوحدة الوطنية بكافة أبعادها الثقافية والسياسية والاجتماعية، من أطراف مصلحية في الدول الصناعية المتقدمة.
وحصلت الندوة على إهتمام وسائل الإعلام الوطني الجزائري، ونشرت عنها أخباراً باللغتين العربية والفرنسية، منها:
تحت عنوان “التأكيد على أهمية تحكم الدول النامية في وسائط الاتصال” نشرت وكالة الأنباء الجزائرية يوم 11/4/2017 خبراً جاء فيه:
ورقلة – أكد مشاركون في اشغال ندوة علمية عقدت اليوم الثلاثاء بجامعة قاصدي مرباح بورقلة على أهمية تحكم الدول النامية في وسائط الاتصال لضمان الأمن المعلوماتي.
أبرز متدخلون من اساتذة جامعيين وباحثين في مداخلاتهم في هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع “عولمة الإعلام السياسي وتحديات الأمن القومي للدول النامية” الأهمية التي اصبحت تكتسبها وسائط الاتصال الحديثة في مختلف المجالات وضرورة التحكم الجيد للدول النامية في هذه الوسائل لحماية أمنها القومي من خلال تحيين وتطوير منظماتها المعلوماتية.
وأوضح في هذا الصدد أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بذات الجامعة قاسم حجاج أن الفاعلين في المجتمع من جمعيات وإعلاميين وسياسيين وشركات وحكومات مدعوون للتحكم الجيد في كيفية التعامل مع وسائط الإعلام والاتصال الحديثة من أجل تفادي الإخلال بأمن المجتمع والدولة. ويرى ذات المحاضر أن تحصين الدولة من الأخطار التي تهددها في مجال المعلوماتية ووسائط الاتصال مرتبطة بمدى وعي الأفراد والجماعات باستعمالها الإيجابي وإدراك سلبياتها بما يضمن سلامة أمنها القومي.
ومن جهته أبرز محمد البخاري من جامعة طشقند (جمهورية أوزبكستان) في مداخلة بعنوان “الأمن المعلوماتي في الظروف العالمية المعاصرة” التطورات التي تشهدها تطبيقات المعلوماتية وما أفرزته من مجتمع معلوماتي داعياً إلى القيام بأعمال بحثية علمية وتنظيم مؤتمرات علمية تطبيقية بهدف إيجاد تقنيات فعالة لتوفير الأمن المعلوماتي.
ويرى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة ورقلة بوحنية قوي أنه بات من الضروري في الوقت الراهن البحث في السياسات المعتمدة لمقاومة الآثار السلبية للتدفقات الإعلامية القادمة من المؤسسات الإعلامية المتعددة الجنسيات. وتناول حوالي ثلاثون مشاركاً في أشغال هذا اللقاء المنظم من طرف كلي لحقوق والعلوم السياسية إشكالية عولمة الإعلام والاتصال السياسي لمعظم الدول النامية.
كما تطرقوا إلى عدة محاور تتعلق على وجه الخصوص بـ”البعد الإعلامي والمعلوماتي للأمن القومي للدول” و”الإنترنيت وأثرها على الاستقرار والأمن السياسي للدول النامية” و”سياسات التكيف المتوازن والمقاوم للتدفقات الإعلامية المضرة بالأمن المجتمعي والدولي”.

الآراء

اترك رد