افتتاح الملتقى الدولي إنشائيّة التخييل

نجاة ذويب: تونس

تمّ اليوم افتتاح أشغال الملتقى الدولي “إنشائيّة التخييل” الذي تشرف عليه مدرسة الدكتوراه “الآفاق الجديدة في اللغات والآداب والفنون وبالإنسانيات” بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان، تونس. وكان الافتتاح بكلمة السيد رضا بن حميد مدير مدرسة الدكتوراه ثمّ كلمة السيد عميد الكلية عبد الكريم العبيدي والسيد كمال عمران رئيس جامعة القيروان ثمّ كلمة السيد سمير السحيمي رئيس لجنة تنظيم الملتقى.

وقد كان الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت ترحما على روح فقيد الجامعة التونسيّة الدكتور الجليل توفيق بكار الذي وافقته المنية يوم أمس بأحد مصحات تونس العاصمة. وقد تمّ نعي الراحل في كلمات تأبينيّة قرأها الأستاذ الشاعر سمير السحيمي عبّر من خلالها عن جسامة خسران الجامعة التونسيّة لهذه القامة العلميّة لما له من فضل واسع عليها وعلى أساتذتها وطلبتها وكلّ مهتم بالشأن العلمي والثقافي. كما تمّ عرض فيلم وثائقي عن حياة المرحوم الدكتور توفيق بكار يبرز أهمّ المحطات العلميّة في حياته وآراء في منجزه العلمي والإنساني,
ثمّ كان افتتاح الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الأستاذ محمد الشاوش من تونس. وشارك فيها مجموعة من الأساتذة الذي كانت مداخلات مساءلة لمفهوم التخييل.
كانت المداخلة الأولى للأستاذ منصف الوهايبي بعنوان “تخييل ذاتي أم رواية ذاتيّة؟” بيّن فيها الفرق بين الرواية الذاتيّة ورواية السيرة الذاتيّة، مبرزا ضرورة تجاوز المصطلح الخارجي إلى المفاهيم الدقيقة التي يعبّر عنها.
وتدخّلت الأستاذة منيرة بن مصطفى (تونس) فقرأت ورقة علمية بعنوان “بين المفهوم والتخييل” مبرزة اوجه الاختلاف بين المفهوم والتخييل، لمّا كنذا نتحدّث عن وحدة في المفهوم فإنّ التخييل يمتاز بتعدّد أوجهه. كما بيّنت بن مصطفى مدى تمازج الأدب مع الفلسفة المعاصرة.
وقدّم الأستاذ طاهر بن يحي (تونس) ورقة بعنوان “المحاكاة والتخييل: هجرة المصطلح وتطوّر المفهوم”. تناول فيها مصطلح التخييل عند المتأخّرين مثل ابن رشد وابن سينا. كما بين الباحث علاقة الخضوع التي تحكم مصطلح المحاكاة في علاقته بجموع الفنون.
أمّا الأستاذ حمدي عبيد (تونس) فقد ساهم بورقة عنوانها “السرد بين التخييل والعوالم الممكنة” بيّن فيها دور التوقّع الخائب في تأسيس منظور يستشرف عالما آخر.
وقد ختم الأستاذ رضا الأبيض الجلسة بمداخلة عنوانها “حراس الكذب، عودة إلى لوكيوس أبوليوس”.
أمّا الجلسة العلميّة الثانية فقد كانت برئاسة الأستاذ الطاهر بن يحي. ساهمت فيها الباحثة إيمان المسعودي بورقة علميّة عنوانها “تخييل التاريخ في رواية باب الشمس لإلياس خوري” بيّنت من خلالها مدى ارتاحل النص التاريخي إلى العالم التخييلي في نص إلياس خوري. وساهم الباحث المنصف الوسلاتي بورقة عنوانها “إنشائيّة التخييل بين الزمان والمكان” درس من خلالها التخييل في الأعمال الفنيّة. وبيّن من خلالها أنّ إنشائيّة التخييل هي مقاومة ومعاندة نتجاوز من خلالها الأمل الممكن إذا ما جعلنا له صورة تخطيطيّة تجعله واقعا فعليا. أمّا الأستاذ عبد المجيد طلحة (المغرب) فقد قرأ ورقة بعنوان ” النظم والتخييل في دلائل الإعجاز” توصّل من خلالها إلى الدعوة إلى ضرورة إعادة النظر في اليقينيات النظريّة. وقد كان ختام هذه الجلسة العلميّة بمداخلة الباحثة ونّاسة النصراوي بمداخلة عنوانها “التخييل والعوالم الممكنة في الشعر العربي المعاصر” درست من خلالها علاقة التخييل بالعوالم الممكنة في الشعر. كما وقفت الباحثة عند صورة عمل التخييل في الفكر البلاغي والفلسفة في صوت الشاعر بما هو منتج للتخييل وعمل التصوير لإنتاج المعنى.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد