تقرير ندوة منهاج مادة التربية الإسلامية: قراءات ومقاربات ديداكتيكية

نَظَّمَ المركز الدولي للدراسات والأبحاث التربوية والعلمية ندوة وطنية في موضوع: “منهاج مادة التربية الإسلامية : قراءات ومقاربات ديداكتيكية” بشراكة مع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع آسفي، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي. وذلك يومي السبت والأحد 24 و25 رجب 1438هـ / الموافق ل: 22 و23 أبريل 2017.
انطلقت أشغال الندوة بجلسة افتتاحية نَشَّطَها ذ. عبد العزيز الإدريسي، حيث تم الافتتاحُ بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة اللجنة العلمية للندوة ألقاها د. ربيع حمو مدير المركز الدولي للدراسات والأبحاث التربوية الذي رحب بالحاضرين وشكر الأطراف المنظمة مبينا أهمية هذه الندوة العلمية وراهنيتَها وخدمتَها لمادة التربية الإسلامية باعتبارها ندوة علمية محكمة في ديداكتيك مادة التربية الإسلامية، وقد ذكر بالضوابط المعتمدة من قبل اللجنة العلمية في قبول الملخصات والأبحاث.
أما كلمةُ اللجنة التنظيمية قدمها ذ. سعيد العريض كاتب فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بآسفي، وقد رحب بالحضور ضيوفا كراما بمدينة آسفي، وأشاد بهذا النشاط النوعي وقيمته العلمية؛ مذكرا بأنشطة الجمعية التي واكبت تنزيل المنهاج الجديد للمادة.
تلتها كلمة د. فؤاد شفيقي مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية ثمن فيها أشغال الندوة وأهميتها في اللحظة الراهنة حيث أكد أن هذه السنة سنة تجريبية بالنسبة للمنهاج الجديد للمادة، وأن المديرية راسلت دُور النشر والأكاديميات قصد تجميع الملاحظات حول المقررات الدراسية، وحضوره الشخصي للندوة بغرض الإنصات والاستماع للعروض والورقات العلمية منوها بأهمية الأنشطة النوعية التي يقوم بها خبراء المادة ومفتشوها. كما أطلع الحاضرين على المنهجية التي اعتمدت في مراجعة المنهاج الجديد للمادة، والمداخل التسع التي تأسست عليها المراجعة.
كما أن كلمة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي كانت حاضرة من خلال رئيس قسم الموارد البشرية بها الأستاذ جواد عرايشي ، الذي ألقاها نيابة عن السيد مدير الأكاديمية ، مؤكدا حرص الأكاديمية على دعم الأنشطة التربوية؛ مشيرا إلى أهمية موضوع الندوة وغنى فقراتها وعروضها، ومشيرا إلى القيم التي تأسس عليها منهاج المادة.
وقد أبرز د. مصطفى سلمي في كلمته التي ألقاها عن المركز التربوي الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي، أهمية هذه الندوة في خدمة مادة التربية الإسلامية وتطوير منهاجها. كما ألقى كلمة شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات د. فؤاد بلمودن، باعتبارها راعيا إعلاميا للندوة منذ نشر أرضيتها ومتابعة عملية التسجيل، حيث ذكَّر بالدور الريادي للشبكة في دعم البحث العلمي ونشر ثقافته وطنيا ودوليا.
رابطة التعليم الخاص كانت لها كلمتها أيضا ألقاها الأستاذ عبد العزيز خلاني نيابة عن فرعها بآسفي، تنويها بهذا الملتقى العلمي وتأكيدا على حضور هذا النوع من التعليم بالمغرب وشراكته وأهميته.
وقد حضر أيضا ذ.عبد الجليل لبداوي رئيس الجماعة الحضرية بآسفي وأحد داعمي هذا النشاط مشيدا بالندوة ومخرجاتها واستعداد حاضرة المحيط لاحتضان مثل هاته الفعالية حتى تحقق الإشعاع الذي يناسب عمقها الحضاري.
وقد قدم أ.د. محمد عبود الحراحشة عميد كلية العلوم التربوية بجامعة آل البيت وضيف الندوة كلمة أشاد فيها بهذه الندوة، كما أهدى د. ربيع حمو درع الكلية، وقد أهديت له أيضا هدية رمزية خزفية تحمل ذكرى مدينة آسفي.
بعد الجلسة الافتتاحية؛ انطلقت أشغال الجلسات العلمية للندوة على الشكل الآتي:
– الجلسة العلمية الأولى: ترأسها د. عبد الإله بومريا أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي، عرفت تقديم عروض ملخصة لخمس ورقات علمية:
 القيم في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية بين التصور المنهاجي والاشتغال الديداكتيكي. للأستاذ خالد البورقادي مفتش التعليم الثانوي التأهيلي وباحث بالمختبر العلمي والبيداغوجي في العلوم الإنسانية بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، تناول إشكالية القيم في المنهاج الجديد والكتب المدرسية وكيفية التنزيل والتطبيق.
 إشكال البناء النسقي لمداخل منهاج مادة التربية الإسلامية، للدكتور عبد السلام العزوزي، خِرِّيج دار الحديث الحسنية وباحث في الدراسات الإسلامية، تناول البناء النسقي للمداخل الخمس للمنهاج الجديد للمادة.
 درجة امتلاك معلمي التربية الإسلامية للمهارات التدريسية وفقا لمعايير الجودة الشاملة، للدكتور محمد عبود الحراحشة، أستاذ باحث وعميد كلية العلوم التربوية بجامعة آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث قدم أهم معايير الجودة الشاملة في التدريس.
 المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية: دراسة تحليلية نقدية للأستاذ إدريس بحوت مفتش التعليم الثانوي التأهيلي، منسق جهوي بأكاديمية الشرق، قدم فيه رؤية نقدية للمنهاج الجديد.
 منهاج التربية الإسلامية من المداخل إلى المفاهيم للدكتور طارق الفاطمي، مفتش التعليم الثانوي التأهيلي وباحث في السيرة النبوية، ربط بين مداخل المنهاج وبناء المفاهيم من خلال نموذجين تطبيقيين: القرآن الكريم في مدخل التزكية والسيرة النبوية في مدخل الاقتداء.
وبسبب مرضه الطارئ تغيب الأستاذ عبد العزيز قريش، مفتش التعليم الابتدائي حيث كان مبرمجا أن يُقدم ورقة علمية بعنوان: ” الإدراك فوق الحسي للمسميات الجديدة في منهاج التربية الإسلامية الجديد” تناقش مسألة المداخل وعلاقتها ببناء الهوية الدينية للمتعلم.
ليُفتح بعد ذلك باب المناقشة والتفاعل بين الأساتذة الباحثين والمشاركات والمشاركين في الندوة، التي أَثْرَتْ العروضَ العلمية.
– الجلسة العلمية الثانية:
– بعد الاستراحة، في الحصة المسائية من يوم السبت انطلقت الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور فؤاد بلمودن أستاذ التعليم العالي بالجديدة، وقد عرفت تقديم ملخصات الورقات العلمية الآتية:
 دراسة نقدية تحليلية للمنهاج الجديد في علاقتهما بالتدريس ببيداغوجيا الكفايات، للأستاذ محمد العايدي، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالمديرية الإقليمية بالقنيطرة، سَاءَل المنهاجَ الجديد في استجابته للتدريس بالمقاربة بالكفايات؛ مقدما ملاحظات نقدية ومقترحات للتطوير.
 تحليل محتوى كتاب مادة التربية الإسلامية في ضوء معايير الجودة:” كتاب منار التربية الإسلامية للسنة الأولى باكالوريا نموذجا” للدكتور يحيى عارف أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي؛ باحث في العلوم الشرعية. تتبع محتويات الكتاب وفق معايير الجودة، مقدما اقتراحات للتنقيح والتطوير.
 دراسة تحليلية تقويمية لكتاب ” في رحاب التربية الإسلامية للسنة الأولى باكالوريا وفق معايير الجودة”. للدكتور عبد الواحد الوزاني؛ أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالمديرية الإقليمية بالمحمدية؛ باحث في الدراسات الإسلامية رصد معايير الجودة في الكتاب، مقدما رؤى نقدية ومقترحات للتجويد.
 تعريف المصطلحات في التربية الإسلامية بين الانضباط المنهجي والتوظيف الديداكتيكي –السنة الأولى بكالوريا نموذجا- للدكتور عبد اللطيف البوزيدي أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالمديرية الإقليمية بصفرو، باحث في الدراسات الإسلامية. ناقش إشكالية التعريف في الكتاب وضرورة ضبطه من أجل توظيف ديداكتيكي سليم.
 دراسة تقويمية ونقدية للكتاب المدرسي الجديد “إحياء التربية الإسلامية نموذجا” للسنة الثانية ثانوي إعدادي، ، للأستاذ محمد حيزوم أستاذ مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي الإعدادي بالمديرية الإقليمية إنزكان-آيت ملول. حيث قدم رؤية نقدية للكتاب مشفوعةً ببعض المقترحات العملية للتطوير.
أعقبت العروض العلمية مناقشة مستفيضة منصبة على الكتب المدرسية حيث أغنى الأساتذة والاستاذات الورقات انطلاقا من اشتغالهم الميداني وممارستهم الصفية في تعاملهم مع هذه الكتب.
– الجلسة العلمية الثالثة:
ترأسها الدكتور طارق الفاطمي، مفتش التعليم الثانوي التأهيلي، عرفت تقديم ملخصات الورقات العلمية الآتية:
 أشكال تدبير الاشتغال الصفي في مادة التربية الإسلامية: الوظيفية والمنهجية، للدكتور إبراهيم الوجاجي منسق جهوي تخصصي بجهة كلميم واد نون، انطلق الباحث من دراسة ميدانية للاشتغال بالمنهاج الجديد؛ محددا أهم الثغرات ومقدما المقترحات والحلول.
 الموارد الرقمية في تدريس مادة التربية الإسلامية: مجالات الاستثمار ومنهجية التوظيف، للدكتور محمد المسكيني مفتش التعليم الثانوي التأهيلي بالمديرية الإقليمية بالسمارة، وباحث في فقه النوازل، تناول مجالات استثمار الموارد الرقمية في درس التربية الإسلامية مستحضرا مداخل المنهاج الجديد.
 إشكاليات التقويم في مادة التربية الإسلامية وفق المنهاج الجديد، للدكتور ربيع حمو، باحث في علوم التربية وعلم المقاصد؛ حيث بين الباحث أسس التقويم بالكفايات في درس التربية الإسلامية؛ والإشكالات المرتبطة بالمنهاج الجديد للمادة، والوثائق المؤطرة للمارسة التقويمية مقدما عدة مقترحات وشبكات.
 منهجية الدرس السيري في المنهاج الجديد: ضوابط ومبادئ، مقاربة منهجية بيداغوجية لمدخل الاقتداء، للأستاذ يونس محسين؛ أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي؛ باحث في المناهج التعليمية؛ قدم في دراسته أهم الضوابط المنهجية لمقاربة لمدخل الاقتداء في المنهاج الجديد للمادة.
 مركزية الاشتغال على التمثلات في بناء مفاهيم مادة التربية الإسلامية وفق المنهاج الجديد، للدكتور عبد الله الراجي مفتش التعليم الثانوي التأهيلي بمديرية العيون؛ باحث في العلوم الشرعية؛ مركزا على أهمية التمثلات في بناء المفاهيم.
هذا واختتمت الجلسة بمناقشة علمية عرفت مداخلات غنية من قبل الأساتذة الحاضرين، وبذلك يسدل الستار على أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى العلمي المتميز، وليتم الجمع بين الشق النظري والتطبيقي خصص اليوم الموالي للاشتغال على ورشات تطبيقية.
الأحد 25 رجب 1438هـ/ 23 أبريل 2017
عمل الورشات:
توزع المشاركون إلى أربع ورشات وفق التقسيم التالي:
الورشة الأولى: تقويم مفردات المنهاج وبنيته الهندسية، سيرها ذ. خالد البورقادي؛ وقرر أشغالها ذ. الشرقي قصاب؛
الورشة الثانية: مقاربات تدريس دروس مادة التربية الإسلامية؛ سيرها د. طارق الفاطمي وقرر أشغالها ذ. يونس محسين؛
الورشة الثالثة: الوثائق المرجعية وحاجيات تطوير الممارسات الصفية؛ سيرها د. محمد المسكيني؛ وقرر أعمالها ذ. إدريس بحوت؛
الورشة الرابعة: أي مواصفات للكتاب المدرسي؟ سيرها د. ربيع حمو؛ وقرر أشغالها ذ. محمد حيزوم، وعرفت عرض ورقتين لكل من ذ. مصطفى جعدي حول معايير جودة الكتاب المدرسي، ودراسة تقويمية للكتب المدرسية عرضها ذ. أشرف بولسعاد.
لتتوج الورشات بمنتوجات ومقترحات عملية متميزة تروم تطوير المنهاج الجديد للمادة وتقديم بعض المقترحات العملية لتجويده وتطويره نابعة من الاشتغال الميداني للسادة الأساتذة والمفتشين التربويين.
في ختام أشغال الندوة قدم ثلة من المشاركين ارتساماتهم حول هاته الندوة التي اعتبروها الأولى من نوعها من حيث جودة تنظيمها ودقة أوراقها، ومستوى مخرجاتها؛ وتمت قراءة البيان الختامي للندوة؛ في أفق إصدار إعلان آسفي حول المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية وطباعة أشغال الندوة. كما وزعت شواهد الحضور والمشاركة على المشاركين والمشاركات في الندوة في جو ملؤه التواصل التربوي والعلمي.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد