ندوة إسهامات الهنود في الدراسات العربية

إيم عالم الندوي – شبكة ضياء

عقد النادي العربي التابع لمركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي، الهند، ندوة وطنية يومية للباحثين الشباب حول ” إسهامات الهنود في الدراسات العربية (17-2016)” بتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي، الهند، وذلك في التاسع من مايو عام 2017م. ولقد نالت هذه الندوة اهتماما بالغا من الباحثين الشباب من أنحاء البلاد. وشارك فيها الباحثات والباحثون من الجامعات والكليات الهندية ببحوثهم القيمة التي تناولوا فيها الكتب العربية أو المترجمة المطبوعة في عامي 2017-2016. ومن الجدير بالذكر أن مركز الدراسات العربية والإفريقية هو الذي عقد مؤتمرا وطنيا لأول مرة، للباحثين الشباب في عام 2014. ومنذ تلك السنة، لايزال يَعقِد هذا المركز مؤتمرا خاصا بالباحثين الشباب كل عام. وفي الواقع، تُعَدّ هذه الندوة أيضا سلسلةً من الندوات والمؤتمرات التي تُنَظّم للباحثين، لكن هذه الندوة التي جمعت ثُلة من الباحثين الشباب من الجامعات المختلفة المنتشرة في أرجاء البلاد مثل جامعة جواهر لال نهرو، وجامعة دلهي، والجامعة الملية الإسلامية، وجامعة علي جراه الإسلامية، وجامعة بركة الله بهوبال ، وجامعة كيرالا، وجامعة بابا غلام شاه بادشاه، وجامعة اللغات الأجنبية والإنجليزية، تختلف تماما عن الندوات الأخرى المنعقدة سابقا، إذ شهدت هذه الندوة مناقشة علمية حادة حول الكتب المطبوعة خلال الفترة المحددة.

الجلسة الافتتاحية:

عقدت الجلسة الافتتاحية برئاسة البروفيسور ستيش تشاندرا غاركوتي، ريكتر- الثاني بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي. وتشرف الملحق الثقافي السعودي لدى الهند حضرة صاحب السعادة الدكتور عبد الله بن صالح الشتوي بقدومه الميمون كضيف الشرف في هذه الندوة. قدم البروفيسور راجيندرا دينغلي، عميد كلية اللغة والأدب والثقافة بالجامعة كلمة الترحيب، رحب فيها بالضيوف الكرام، معربا عن سروره وسعادته بعقد هذه الندوة من قبل النادي العربي، للباحثين الشباب الذين يهتمون باللغة العربية وآدابها. وقدم صاحب السطور الذي قام بتنسيق هذه الندوة بصفته الأمين العام للنادي العربي، التقرير السنوي للنادي العربي وفعالياته ونشاطاته، كما ألقى ضوء مستفيضا على أهمية هذه الندوة وأهدافها قائلا: إن أغراض هذه الندوة واضحة تماما، لاتهدف إلى تقليل من شأن الكُتّاب والانتقاص من قدرههم ولا إلى ذكر مناقبهم ولاعرض نقائصهم وعيوبهم، بل إنها تهدف إلى إعلاء مكانة اللغة العربية وإبراز أعمال الكتاب الهنود المعاصرين من خلال الأبحاث والأفكار والرؤى الجديدة، والوقوف على الدراسات اللغوية والأدبية والبلاغية، والتركيز على دور الكتاب الهنود المعاصرين وجهودهم الجبارة في مختلف المجالات من اللغة والأدب والثقافة والدين الإسلامي وما إلى ذلك. وتقدم الأستاذ الزائر السوري بجامعة جواهر لال نهرو، الدكتور خلدون صبح بالخطاب الرئيسي للندوة، وسلط ضوء كافيا على تطور العلاقات العربية-الهندية من خلال الأدب العربي نثرا وشعرا، وإسهامات الهنود في ترويج اللغة العربية وآدابها في شبه القارة الهندية.

وألقى ضيف الشرف الدكتور عبد الله صالح الشتوي خطابا قيما موجزا عبر فيه عن خواطره بقوله إن الجهود الجبارة للعلماء الهنود ومساهماتهم الجليلة في تطوير اللغة العربية عن طريق التصنيف والتأليف في مجالات التفسير والحديث والفقه واللغة والأدب، تستحق أن تكتب بماء الذهب، مضيفا أن الاهتمامات المتزايدة للباحثين الشباب باللغة العربية وآدابها هي تبشر بالخير للغة الضاد في بلاد الهند. ثم قدم رئيس الجلسة البروفيسور ستيش تشاندرا غاركوتي أحر التهانئ للنادي العربي ومركز الدراسات العربية والإفريقية ورئيس المركز وجميع القائمين على هذا النوع الفريد من الندوة الأكاديمية والأدبية، وأعرب عن سروره وسعادته بكونه جزء لهذه الندوة الأكاديمية الأدبية التي وفرت فرصة ذهبية للنقاش وتبادل الآراء حول مواضيع شتى. وفي الأخير، قدم البروفيسور رضوان الرحمن رئيس المركز كلمة الشكر والامتنان لجميع الضيوف والباحثين والباحثات والحضور الكرام، وأشاد بالقائمين على هذه الندوة بالقول إن هذه الندوة ندوة الباحثين بواسطة الباحثين، ومن أجل الباحثين.

كما تم توزيع الشهادات وتقديم الجوائز للطلاب الفائزين في المسابقات الأدبية والثقافية المتنوعة التي عقدها النادي العربي خلال العام الدراسي، لتدريب طلاب المركز على الكتابة والنطق، ولشحذ أذهانهم وصقل عقولهم وتنمية مواهبهم.

جلسات البحوث:

بعد الجلسة الافتتاحية، عقدت خمس جلسات أكاديمية بصورة متوازية، قدم فيها 45 باحثا وباحثة أوراق البحث القيمة على الكتب المطبوعة في الفترة مابين 17-2016 سواء كانت بالعربية أو مترجمة من العربية إلى لغة أخرى وبالعكس. وترأس هذه الجلسات، العديد من الأكاديميين الكبار من أمثال أ.د محمد أسلم الإصلاحي، وأ.د مجيب الرحمن، و الدكتور خلدون صبح، والدكتور عبيد الرحمن طيب، والدكتور محمد قطب الدين، وألقى كل منهم كلمات الرئاسة في ختام الجلسة، وأشادوا بأهداف الندوة، ودعوا الباحثين إلى العناية ببحوثهم عناية فائقة وبذل قصارى جهودهم في دقة أبحاثهم.

الجلسة الختامية:

بعد الجلسة الأكاديمية، انعقدت الجلسة الختامية برئاسة أ.د راما كرشنن، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية، الذي أعرب عن السعادة التي غمرته، والبهجة التي تملكته على النجاح الباهر الذي حققته هذه الندوة، ولفت انتباه الباحثين إلى التركيز على الدقة العلمية والقراءة الواسعة. وعُرض على الحفل تقرير استعراضي للندوة، قرأه الدكتور عبيد الرحمن طيب. كما أعرب بعض المشاركين في الندوة من جامعات مختلفة عن انطباعاتهم ومدى تأثرهم بهذا النوع الأول من الندوة، وتوجهوا بالشكر والتقدير إلى مركز الدراسات العربية والإفريقية.

وأخيرا تقدم الدكتور محمد قطب الدين، بتوجيه أسمى معاني الشكر والامتنان إلى كل من ساعد من الأفراد والمؤسسات في إنجاح هذه الندوة بأي شكل ما، وشكر الضيوف الأفاضل والمشاركين والمشاركات والحضور الكرام.

الآراء

اترك رد