مؤتمر السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا: التحديات والفرص

نظّمت كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية، برعاية وزير السياحة الأستاذ أفاديس كدنيان ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، وبالشراكة مع اتحاد خبراء السياحة العرب واتحاد الجامعات العربية وشركة طيران الشرق الأوسط، مؤتمراً تحت عنوان:” السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا: التحديات والفرص”، وذلك في قاعة المؤتمرات في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية. حضر المؤتمر وزير السياحة الأستاذ أفاديس كدنيان، عميدة كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية الدكتورة أمال بو فياض ممثلةً رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، سفير الجمهورية التونسية في لبنان السيد كريم بودالي، سفير الجمهورية الجزائرية في لبنان السيد أحمد بوزيان، سفير المملكة المغربية في لبنان السيد محمد جريني، سفير جمهورية مصر في لبنان السيد نزيه نجاري، الأستاذ حسين غاري ممثلا سفير الجمهورية الايرانية، أمين عام اتحاد الجامعات العربية السيد سلطان أبو عرابي، الأستاذ أغوب تارزيان ممثلاً رئيس بلدية بيروت، عميدة كلية السياحة في جامعة قناة السويس الدكتورة ناديا ماهر، المستشار التربوي والتعليم العالي لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور سامي عجم، مدير المبيعات لشركة طيران الشرق الاوسط الأستاذ مروان الهبر، رئيس اتحاد بلديات جزين السيد خليل حرفوش، ممثلون عن الجامعات الأوروبية والعربية، وعدد من العمداء والأساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية ووسائل الإعلام.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحب الدكتور اندريه عازوري بالحضور، وأشار في كلمته إلى أن القطاع السياحي يعمل بمناخ يتسم بالحركة والتغيّر والتنوع الحضاري والتكنولوجي، وهو من أكثر القطاعات تأثراً بالإستقرار والسلام العالمي، لذلك يتعرض إلى العديد من المخاطر والأزمات المعقدة داخلياً وخارجياً.

أضاف:” ان التخطيط الاستراتيجي المبني على الرؤية الواضحة مطلب أساسي مهم في عملية إدارة الأزمات حيث أن أفعالنا ما هي إلا رد فعل، وشتّان ما بين رد الفعل العشوائي ورد الفعل المخطط له. فمعظم الأزمات تتطور بسبب غياب القاعدة التنظيمية للتخطيط الاستراتيجي، فإن لم يكن لدينا خطط استراتيجية لمواجهة الأزمات، فإن الأزمات سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي نريدها نحن.”

بوفياض

ألقت عميدة كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية الدكتورة أمال بو فياض كلمة قالت فيها:” انه من دواعي اعتزازي أن تقوم كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية بتنظيم مؤتمر يشارك فيه القيّمون على صناعة السياحة ونخبة من الأساتذة والباحثين لطرح واقع السياحة ومستقبلها في هذه المنطقة الاستراتيجية.”

وتابعت:” يتجلّى نجاح كلية السياحة وإدارة الفنادق في دورها الريادي هذا في انتشارها على مساحة الوطن. وهكذا سيشهد العام الجامعي المقبل 2017-2018 انشاء شعبتين للكلية تم اختيار موقعهما نظراً للأهمية السياحية. الشعبة الأولى تنطلق من جبيل مهد الأبجدية وتلاقيها شعبة ثانية في صور سيدة البحار.”

وأكّدت بو فياض على الدور المهم الذي لعبته كلية السياحة وإدارة الفنادق على الصعيدين العربي والأوروبي. فعقدت عدة اتفاقيات أبرزها مع الاتحاد الأوروبي وأصبحت شريكاً في صناعة سياحية تقوم على معايير الجودة العالمية. ففي العام 2012 تم افتتاح مشروع HELAND بمشاركة ست دول عربية وأوروبية وهو مشروع يهدف إلى تطوير السياحة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وقد توّج هذا المشروع بإطلاق السياحة الافتراضية عام 2015.”

وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يبحث في أزمة السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وفي أبعادها وتأثيراتها، وللتفكير في استراتيجيات مستقبلية ووضع آفاق لسياحات بديلة.

حرفوش

ثم كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات جزين الأستاذ خليل حرفوش قال فيها:” إن السياحة في لبنان وفي المحيط أي سوريا والأردن تشكل ركيزة أساسية في الإقتصاد، غير أن وجودنا في منطقة الشرق الأوسط المتخبط أبداً في النزاعات السياسية والحروب، أدى إلى ضرب هذا القطاع الذي تراجع شيئاً فشيئاً، فغاب السياح الأجانب خاصةً عن لبنان وسوريا وأقفلت الكثير من المؤسسات السياحية وتراجع الدخل المحلي. وإزاء هذا الواقع لا بد من وجود البديل عن السياحات التقليدية الاستهلاكية.”

وتابع:” لقد قامت مناطق ريفية عديدة بمبادرات مميزة من خلال تعزيز السياحة الريفية المسؤولة ومنها: السياحة الدينية، السياحة البيئية، السياحة الثقافية… ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الشوف، جزين، إهمج، حمانا…وغيرها وقد برهنت هذه المناطق عن قدرتها على وضع خطط سياحية استراتيجية طويلة الأمد تؤمن سياحة مستدامة قد تكون مرتكزة في أغلب الأحيان على السياح اللبنانيين الذين لا يعرفون جميع المناطق اللبنانية.

كما وكان لوزارة السياحة دوراً فعالاً في إنجاح هذه المبادرات من خلال دعم معنوي ومادي وحملات ترويجية.”

بوزيان

شكر سفير الجزائر في لبنان السيد أحمد بوزيان الجامعة اللبنانية على هذه المبادرة الطيبة للمشاركة في هذا المؤتمر، متمنياً لأشغاله كل النجاح والتوفيق.

وقال في كلمته:” يقودنا موضوع المؤتمر إلى الحديث عن أكبر الصناعات في العالم المعاصر، صناعة أصبحت في إطار التنافس بين البلدان تتطلب مهارات وتقنيات خدماتية ومتطورة والتحكم في معرفة التعامل مع الآخر، حيث أن أكثر البلدان استقطاباً للسياح هي التي تهتم بهم وتقدم لهم تسهيلات وخدمات أفضل وأرقى بالإضافة إلى توفرها على عوامل أساسية أخرى مثل عامل الأمن والاستقرار والمواقع الطبيعية والتاريخية والحضارية والثقافية…”

كما أطلع المؤتمرون على المقومات والإمكانيات السياحية التي تتوفر في الجزائر والتي تؤهلها بأن تكون في المستقبل قطباً سياحياً بامتياز، كالمناظر الطبيعية والمناخ المعتدل فتسمح لها بتطوير الكثير من أنواع السياحة نذكر منها: السياحة الجبلية، السياحة الساحلية أو الشاطئية، والسياحة الصحراوية.

النجاري

ثم كانت كلمة لسفير مصر في لبنان السيد نزيه النجاري قال فيها:” إن السياحة هي أحدى الركائز الأساسية للاقتصادين المصري واللبناني، بل والاقتصاد العالمي كونها مصدراً رئيسياً للدخل القومي والعملة الأجنبية ومصدر دخل لقطاع عريض من العاملين في هذا المجال بالإضافة إلى غيرهم من العاملين في المجالات السلعية والخدماتية المرتبطة بالسياحة. هذا فضلاً عن كون السياحة من أهم التواصل بين الشعوب والثقافات مما يجعلها سبباً من أسباب نشر ثقافة السلام والتعايش.”

كما نوّه بتنامي حركة السياحة البينية بين مصر ولبنان خلال الفترة الأخيرة والتي يعود الفضل الرئيسي فيها إلى التعاون والتنسيق المباشر والمستمر بين الجهات الرسمية في البلدين في دعم وكالات السياحة والسفر والقطاع الخاص فضلاً عن تسريع عملية إصدار التأشيرات، وهي العوامل التي ساعدت على زيادة ملحوظة في أعداد السائحين اللبنانيين إلى مصر.

جريني

وكانت كلمة لسفير المملكة المغربية في لبنان السيد محمد جريني قال فيها:” السياحة في المغرب هي اختيار استراتيجي لسببين: أولا كونها محرك للنمو الاقتصادي والاجتماعي في البلد، ثانياً لأنها تحمل في طيّتها الانفتاح على الآخر والتواصل والتعرف على الآخر.

فيما يتعلّق بالأرقام، بلغ عدد السواح في المغرب عشرة مليون ونصف سنة 2016 ، ونسعى إلى مضاعفة هذا الرقم في الأفق 2020- 2025 خاصةً بالنسبة للقادمين من اوروبا. فيما يتعلق بالقدرة الايوائية، هناك 250 ألف سرير ونعمل على أن تصبح 500 ألف سرير.”

وتابع:” بالنسبة للرؤيا فيما يتعلق بالسياحة، تعتمد المغرب على تنويع الجهات المعنية بالسياحة. ف 50% من النشاط السياحي مركز في مدينتين: أقادير ومراكش. فالاستراتيجية في المغرب اليوم تقوم على خلق ثمانية أماكن للسياحة معتمدة على عروض مندمجة.

كما تتوفر في المغرب عدة أنواع من السياحة: السياحة البحرية، السياحة المتعلقة بالتنمية المستدامة، سياحة تقديم التاريخ والآثار، السياحة الصحية والسياحة الداخلية التي تحمي البلاد من تقلبات التطورات الدولية. “

بودالي

أشار سفير تونس في لبنان السيد كريم بودالي إلى نجاح تونس منذ ستينات القرن الماضي في التحول إلى وجهة سياحية مميزة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تشير الإحصائيات إلى استقبال تونس لحوالي 9 ملايين سائح سنة 2010 وذلك بفضل ما تتسم به من مقومات طبيعية هامة ومتنوعة وارث ثقافي وحضاري مميز، أفرز منتوجاً سياحيا مميز بعد أن راهنت الدولة على هذا القطاع من خلال تخصيص الإمكانيات اللازمة واحاث هياكل التكوين والترويج. والدفع باستثمارات كبرى في البنية التحتية والموارد البشرية حيث أصبح هذا القطاع يساهم بنحو 7% من الناتج الداخلي الخام ويوفر 400.000 مواطن شغل مباشر وغير مباشر، كما يشكل مورد دخل بالنسبة إلى حوالي مليونين من التونسيين.

وأضاف:” هذه النتائج والمكتسبات لم تحجب عدد من الصعوبات والتحديات التي واجهتها السياحة التونسية، ووعياً منها بضرورة مجابهتها، فقد اتخذت تونس عدد من الإجراءات الحينية والمستقبلية لتجاوزها ومساعدة القطاع السياحي على استعادة حيويته ومردوديته.”

العدوان

عبّر أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان عن سعادته وشرفه بتواجده في هذا المؤتمر الهام في رحاب الجامعة اللبنانية العريقة.

وقال في كلمته:” لقد بدأ اتحاد الجامعات العربية عام 1964 وكان آنذاك عدد الجامعات العربية محدود جداً، ومع تطور الاتحاد أصبح يضمّ 350 جامعة عربية في كافة الوطن العربي. وفي هذه الجامعات الكثير من كليات ومعاهد وأقسام السياحة.”

وتابع:” بالنسبة لتحديات وفرص السياحة، فإنها مرتبطة بالظروف السياسية والاستقرار السياسي والبنى التحتية، كالموجودة في اسبانيا مثلاً والتي تلعب دوراً محورياً مهماً في تنشيط السياحة، إذ بلغ عدد السياح فيها نحو 70 مليون سائح.

لذلك علينا نحن في الدول العربية تسهيل عملية السفر من وإلى الدول العربية، هذه العملية التي تعتبر معضلة رئيسة تواجه كل الدول العربية ، ونبسّط هذه الإجراءات وتعقيدات السفر، كالدول الأوروبية التي تفتح أبوب السفر بشكلِ أسهل.”

وأردف:” على سبيل المثال تمتاز الأردن بالسياحة التعليمية، فالجامعات الأردنية تستقطب عشرات الآلاف من الطلبة العرب والأجانب ليتابعون تحصيلهم العلمي فيها، ويعود السبب للاستقرار الأمني والسياسي الذي تنعم به البلاد.

وهناك السياحة الطبية مع وجود المستشفيات والمراكز الطبية المهمة في العالم العربي، والسياحة الدينية والسياحة السياحية… مع ذلك، ما زالت السياحة العربية قليلة، فعلينا تشجيعها قدر الإمكان.”

وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو من المؤتمرات الهامة، ويجب تسليط الضوء في المحاضرات على واقع التعليم العالي وواقع البحث العلمي وواقع السياحة في الوطن العربي.

كدنيان

وألقى وزير السياحة الأستاذ أفاديس كدنيان كلمة تشكّر من خلالها الجامعة اللبنانية لدعوته حضور هذا المؤتمر، الجامعة التي درس فيها وعرف قيمتها المضافة بعد أن كان طالباً فيها وأصبح اليوم يتعاطى في الشأن العام.

وأشار إلى أن السياحة هي فن اتقان حسن التعامل مع الضيف، هذا التوصيف الوحيد للسياحة، ونحن في لبنان نتقن حسن التعامل مع الضيف الأمر الذي يجعلنا من روّاد السياحة في العالم العربي.

أضاف:”يحمل عنوان المؤتمر “السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: التحديات والفرص”، فعلاً نحن في لبنان أمام تحدٍ كبير، وهو تحدّي العودة إلى الخريطة السياحية. فبعد غياب فترة طويلة عن السياحة في المنطقة، أعدكم بعودة السياحة ومنافسة أكبر وأضخم وأعظم الدول الرائدة في السياحة.”

وأكّد أن السياحة ليست فقط مفتاح لتطوير اقتصاد البلد فحسب، إنما لتطوير المجتمع. فالإختلاط الذي ينتج عن السياحة، كاختلاط الحضارات والثقافات واللغات والعادات والتقاليد.. هو الذي يدفع لتطوّر البلاد وريادته في كل القطاعات.

وفي الختام قدّمت عميدة كلية السياحة وإدارة الفنادق في جامعة قناة السويس الدكتورة ناديا ماهر درعاً تكريمية لوزير السياحة الأستاذ أفاديس كدنيان.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد