قضايا متعلقة بالمرأة في العصر الحالي بين التجديد والتقليد … عبد الصمد الرضى

الدكتور عبد الصمد الرضى: مدير المركز الدولي للبحث العلمي (المغرب)

ليس جديدا في سنة التدافع الحضاري العام أن يُجر الضعيف إلى ساحات المناظرات الفكرية التي تروم تطويعه في مجالات أخرى أشد أثرا في عملية التدافع، وهو التبعية المطلقة لمبادئ الغالب من قبل المغلوب في السياسة والاقتصاد، أي في السلطة والثروة.

كما ليس مفيدا أن يبقى المغلوب دائم الولع باتباع الغالب في كل شيء، إذ من سنن الله في التاريخ، ومن طبيعة الأشياء توقان الضعيف إلى التحرر من ربقة القوي.

القوي الغالب يتجسد في كل أشكال الانتصار والقيادة، على المستوى الفكري والاقتصادي والسياس. والضعيف المغلوب إما تابع خنوع، وإما ممانع مصانع، ينظر إلى الآخر بعين المقاوِم العنيد الذي يرفض الغالب بكل ما له وما عليه.

ومما زاد الأمر تعقيدا وتشابكا في العصر ما يعرفه العالم من ثورات متسارعة في عالم التواصل التكنولوجي وما يحدثه من التأثير والتأثر بشكل سريع جدا، تتغير آثاره وتداعياته ونتائجه في كل لحظة من الزمن، بل في كل جزء صغير من جزيئات الزمن. العالم صار قرية صغيرة تتأثر جوانبه الدنيا بجوانبه القصوى في لحظات !

ولعل من أهم تجليات هذا النوع من التدافع الحضاري البعد العالمي” العولمي” في تشكيل القيم والمبادئ الحاكمة للسياسة والاقتصاد والفكر في العالم، وفي تحديد مسارات الشعوب والأمم و “برمجة” اختياراتها في خط ناظم محدد سلفا.

ويقتضي النظر السديد لحامل رسالة “العدل والإحسان” بما هي أمر من الله تعالى لكل عباده، أن يدرك هذا التداخل والتسارع، ويستوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بالنظر إلى الموروث الفكري الفقهي السياسي المحمول إليه عبر أجيال سبقته في الفعل التاريخي من جهة، والذي يحتاج إلى نظرات نقدية بناءة، وتمحيصات موضوعية وافية، وبين واقع يتطلب منه فقها واعيا باللحظة التاريخية التي يعيشها، وسلوكا بانيا لمستقبل الأمة مستشرفا لموقعا المرجو مآلا من جهة ثانية.

ومن أهم مداخل هذا النوع من التدافع ما يتعلق بقضايا المرأة:

  1. من حيث مساواتها بالرجل في كل شيء في الإرث والوظيفة والفعل المجتمعي والقرار السياسي….
  2. من حيث العلاقات الأسرية كزواج المسلمة بغير المسلم، وامتلاك حق التصرف المطلق في مصير الأسرة، وعدم اعتبار الأسرة وحدة طبيعية للتجمع البشري…
  3. من حيث الحرية الجنسية ومتعلقاتها، بأن ترتبط المرأة بمن تشاء وقتما تشاء، وكيفما تشاء.
  4. من حيث الإجهاض والأحقية به من غير اعتبار لأسبابه ونتائجه ومقتضياتهما الخلقية والدينية.

واللائحة طويلة من القضايا التي تثار في سياقات محددة، وبهندسات مرسومة، ومقاصد معلومة.

في هذا النقاش سنتناول مسألة” مساواة المرأة للرجل في الإرث” في المجتمعات الإسلامية، يتطلب منا هذا النقاش الإجابة على الأسئلة الملحة التالية:

  • ماذا تمثل مسألة الإرث والميراث في النسيج المجتمعي المسلم اليوم؟
  • ما هي القيمة المضافة التي تحققها مساواة المرأة بالرجل في الإرث من حيث تطوير العلاقات المجتمعية وتحسين أوضاع طبقات المجتمع؟
  • هل تحقيق المساواة يعني تحقيق العدل أم هناك فرق بينهما؟
  • هل تنبني منظومة الإرث أصلا على التماثل والمساواة مع الرجل أم على الاستحقاق المبني على العلاقة الواضحة بالموروث؟
  • هل هناك فرق بين النساء الوارثات أنفسهن في الميراث؟
  • ما هي حدود الاجتهاد وضوابطه المتعلقة بتغير الأزمان والأمكنة والأحوال والعوائد ؟

الأسئلة كثيرة يستدعي النظر فيها التأسيس العلمي لا مجرد الشعارات الموقوتة، والنقاش الموضوعي لا مجرد النداءات الفارغة، نتوكل على الله في مناقشة الموضوع من خلال:

  1. مفهوم العدل والمساواة بين التماثل والتمايز.
  2. مقاصد الإرث في منظومة التشريع الإسلامي
  3. نسبة فقه الإرث ودرجته بالنظر إلى الفقه الإسلامي بشتى مباحثه.
  4. حالات الإرث لدى المرأة في الفقه الإسلامي.
  5. بعض مظاهر الانحراف عن مقصود الشرع من الإرث في المجتمعات المسلمة.
  6. خلاصات ونتائج

للاطلاع على الورقة البحثية



نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد