مؤتمر دولي ترجمة اللسانيات ولسانيات الترجمة في الوطن العربي

عنوان الفعالية: مؤتمر دولي ترجمة اللسانيات ولسانيات الترجمة في الوطن العربي تكريمـــــا للأستــــاذ مصطفى غلفان

تاريخها: يومي 27-28 فبراير 2018
نوعها: دولية
التصنيف: مؤتمر

الإشكالية:

ورقة عمل

[1] قد يكون مفيدا، بداية، التذكير بالتمييز الذي شيده رومان ياكبسن في مقالة شهيرة تحت عنوان: ” المظاهر اللسانية للترجمة” (1959) بين ثلاثة أنماط من الممارسة الترجمية، وهو تمييز يضع في اعتباره أن فعل الترجمة ذهاب وإياب بين نسقين دلائليين، من اللغة نحو نسق آخر من الأدلة signes والعكس: أ. تقوم الترجمة داخل اللغة الواحدةintralinguale أو إعادة الصياغة rewording في تأويل الأدلة اللغوية عبر أدلة لغوية أخرى من اللسان نفسه. ب. تكمن الترجمة من لغة إلى أخرى interlinguale أو الترجمة بمعناها الحصري في تأويل الأدلة اللغوية عبر لسان آخر. ج. تنهض الترجمة من نسق دلائلي إلى نسق دلائلي آخر intersémiotique، أو التحويل، على تأويل الأدلة اللغوية إلى أنساق أدلة غير لغوية. [2] وقد يكون مفيدا كذلك التذكير بأن اللسانيات مقارنة علمية منهجية للألسن، تصف بنياتها الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية والمعجمية والتداولية، في أفق إنتاج معرفة بقوانين أنساقها وبوظائفها. وبهذا المعنى، تشتغل اللسانيات على اللسان، وتشتغل الترجمة باللسان وفيه وتزاول فعل اشتغالها في التخوم بين نسقين لسانيين، أو بين نسق لساني لفظي وآخر غير لساني وغير لفظي. ومن طبيعة دلائلية sémiotique أخرى.

[3] ومنذ زمن برج بابل، وصولا إلى أزمنة صعود البنيوية وانتصارها الظافر، ظلت العلاقة بين اللسانيات والترجمة طبيعية، أي ضرورية، لكنها اتشحت دوما بوشاح إشكالي. ويبدو اليوم أن العلاقة هذه ما تزال سؤالا إبستمولوجيا ذا اهمية علمية من الدرجة الأولى. ويتطلب هذا السؤال المزيد من التمحيص والنقاش مهما كانت طبيعة التصور الذي يشكل منطلقا، ومهما كانت طبيعة النتائج التي تلوح من هذا المنطلق أفقا؛ وسواء وقع تصور السؤال في إطار تجاور حقلين معرفيين يدعم أحدهما الآخر ويقدم له علبة أدوات العمل كما في كتاب ميشال بالار وأحمد القلادي: علم الترجمة واللسانيات والترجمة (2000)، أم تم تصوره كما لو أن هذين الحقلين المعرفيين يقودان إلى بعضهما بالتبادل، وفق ما ألح عليه كتاب تاتيانا ميلياريسي في اجتهاده الأكيد لرسم انحناءات المسار وانعطافاته من اللسانيات إلى الترجمة ( 2011).

[4] ويظهر هذا النقاش اليوم ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظلال التطورات المتلاحقة للبحث العلمي ضمن هذا المضمار بفعل الآثار الحاسمة للمعلوميات والتقانيات الحاسوبية في استثمار الظاهرات اللغوية واللسانية واستقصائها. ولا ريب في أن اللسانيات وعلم الترجمة مجالان معرفيان متمايزان ومستقلان نسبيا عن بعضهما؛ وبرغم ذلك، يلزم توكيد ارتباطهما وتقاطعهما وتداخلهما؛ إذ الترجمة تتحدد مبدئيا كعملية لغوية تهم اللساني من مواقع كثيرة وعلى أصعدة متعددة: أ‌- الترجمة عُدَّة للبحث في حقل اللسانيات، تُحدِّد مجال اللسانيات التفارقية المنشغلة بوصف الفروق بين الألسن واللغات وتحليلها؛ ب‌- نمط من التحدث énonciation يطرح الترجمة في علائقها بالقول والمقول ضمن مقام خاص وسياق متميز للتحدث؛ ت‌- ممارسة تتجاوز اللسان لتُسائل اللغة، طالما النشاط اللغوي ليس سجين الألسن التي تعمل في تعدديتها على تحديده ورسم تخومه، دون أن تقيِّده وتَحصُره. ومهما كان المضمار الذي فيه يرسو علم الترجمة (لسانيات المتن، الآداب، الفلسفة، الأسلوبيات…) فلا يمكنه أن يشكل عقبة كؤوداً أمام اللسانيات وإسهاماتها، التي تُعَدُّ في الغالب تقليصيةً مقارنة مع حقل المثاقفة الشاسع الذي تتيحه الترجمة وتشرع أبوابه ونوافذه.

[5] تلكم بعض التضمينات والمستتبعات النظرية والمعرفية لعلائق اللسانيات بالترجمة، أي العلاقات التي تقف على حدود التناقض والاختلاف، أو في تخوم التوافق والائتلاف، والتي يطمح المؤتمر الحالي إلى استشكالها وترهينها، وتجديد إجاباتها، عبر نقد أسئلتها وتجديدها في مدار جدل المبدإ الشهير: «سلاح النقد ونقد السلاح». وضمن الآفاق العلمية المبتغاة من هذا المؤتمر، تستعلن خمسة أسئلة جوهرية لا مندوحة عنها وغير نهائية: أولا- ما التحديدات الخاصة بحقلي الترجمة واللسانيات؟ ثانيا- ما صلات القرابة أو علاقات التداخل بين خطابات اللسانيات وعلم الترجمة؟ وما خصوصيات الخطابات حول اللسانيات وبصدد الترجمة كذلك؟ ثالثا- ما طبيعة الممارسة اللغوية في فعل الترجمة؟ وهل بإمكان التنظير اللساني دمج تأويل الظاهرات اللغوية؟ رابعا- ما ممكنات اللسانيات المجهزة بترسانة التقانيات في المساهمة ضمن مدار البحث الترجمي بمستوييه النظري والعملي؟ خامسا- ما طبيعة التمفصلات بين ممارسة الترجمة والتنظير العلمي للفعل الترجمي؟ قد يكون من النافل التوكيد مجددا على أن هذه المسالك ليست نهائية أو حصرية، وفي الإمكان الحفر في أرجائها ضمن إطارات المقارنة بين العربية- الفرنسية أو العربية-الإنجليزية؛ كما في الإمكان اقتراح أشكال أخرى من المقاربة المُقارِنة بين ألسنة أخرى ومعها، شريطة أن يكون أحدها اللسان العربي طبعا.

[6] تتشافع مع الغايات العلمية لهذا المؤتمر مرامي إنسانية متجذرة بقوة ورسوخ في ثقافة الاعتراف؛ إذ يرمي إلى تكريم الزميل الأستاذ مصطفى غلفان الذي بصم البحث اللساني بالمغرب والوطن العربي قاطبة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وكان من الأوائل الذين وَطَّنوا الدرس اللساني الحديث بالجامعة المغربية من خلال دراسات وبحوث تتمفصل إلى ثلاث موضوعات كبرى: اللسانيات الصوسيرية وما خرج من معطفها مُعمَّدا تحت ألوية اللسانيات البنيوية؛ اللسانيات التوليدية وما قامت عليه من أسس نظرية ومنهجية وأجهزة مفاهيمية؛ حفريات في نشأة اللسانيات العربية الحديثة وتكونها والأسئلة المنهجية التي رافقتها في تطورها الشامل وعثارها الأكيد. وعلاوة على المصنفات العلمية المتمركزة حول هذه الموضوعات، احتفل مصطفى غلفان، الحاصل على دكتوراه السلك الثالث من جامعة باريس7، وعلى دكتوراه الدولة من جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، بصياغة مئات المداخلات والمقالات التي قدمها في مؤتمرات وندوات علمية، أو نشرها في منابر ثقافية وازنة؛ كما احتفل بإنجاز عروض نسقية وشديدة التمفصل لكتابات لسانية مغربية وأخرى عربية تميزت بحضور عبد القاهر الجرجاني القوي في سطورها أو عاشت على إيقاع المزاوجة بين المشاغل العلمية، النظرية والمنهجية، والانشغالات التربوية، أو سعت إلى العبور بالمعجم العربي من مضمار القرطاس إلى الفضاء الإلكتروني. واعتبارا لحجم الرأسمال الرمزي الذي تَمَلَّكه الرجل وقوته في حقل اللسانيات العامة والخاصة، أهلته الكثير من المجمعات والجمعيات اللغوية والجامعات العربية والمجلات العلمية ومجموعات البحث والتكوين لعضويتها أو لعضوية لجان القراءة والإقراء والتحكيم فيها. وفي بداية الثمانينيات، تطوع بإلقاء سلسلة من المحاضرات تهم الدرس اللغوي العتيق والحديث، في رحاب كلية اللغة العربية بمراكش، وانشغل ما بين 1980 و1984 بإقراء اللسانيات في حرم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض؛ ثم التحق بعد ذلك بمسقط رأسه: الدار البيضاء، أستاذا للتعليم العالي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- عين الشق. وعبر مساره الأكاديمي والعلمي، تَشكَّل سَمْتُهُ أستاذا باحثا حقيقيا، يمارس البحث العلمي مندغما بالعمل البيداغوجي وموازيا له. ويكفي ذكر إسمه مقترنا بأسماء: الأستاذ أحمد المتوكل والأستاذ الفاسي الفهري والأستاذ أحمد العلوي والأستاذ أحمد الإدريسي والأستاذ محمد البكري والأستاذ سعيد بنكراد، وثلة أخرى من الأوائل المتقدمين، لمعرفة وزن القامات العلمية وعيارها التي شيدت الزمن الذهبي للجامعة المغربية في حقل متميز من حقوله: اللسانيات. وبقدر ما سيكون المؤتمر الراهن مناسبة لترهين أسئلة العلاقات بين اللسانيات والترجمة، سيكون كذلك لحظة اعتراف، لحظة تكريم عالم باحث شَكَّل عنوان مرحلة في تاريخ البحث العلمي بالجامعة المغربية.

منسق أعمال المؤتمر: أ. د. عبد الجليل بن محمد الأزدي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش)

أعضاء اللجنة العلمية (ترتيب الأسماء لا يتضمن أي حكم قيمة): الأستاذ محمد البكري، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الدار البيضاء- المغرب. الأستاذ سعيد يقطين، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط- المغرب. الأستاذ سعد مصلوح، كلية الآداب – جامعة الكويت. الأستاذ محمد الشاوش، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، منوبة- تونس. الأستاذ مصطفى الجوزو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجامعة اللبنانية-بيروت. الأستاذ محمد الدرويش، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط- المغرب. الأستاذ عبد الجليل هنوش، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش- المغرب. الأستاذ محمد خطابي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادير- المغرب. الأستاذ علي المتقي، كلية اللغة العربية، مراكش، المغرب. الأستاذ عز الدين المجدوب ، جامعة القصيم ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية- السعودية الأستاذ فهد اللهيبي، جامعة الملك عبد العزيز- جدة– السعودية الأستاذ حمزة بن قبلان المزيني، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة الملك سعود ــ الرياض. الأستاذ عبد الرزاق بنور ، كلية الآداب والإنسانيّات، منّوبة- تونس. الأستاذ عز الدين الذهبي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش- المغرب. الأستاذ نادر قاسم ، جامعة النجاح – فلسطين. الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش- المغرب. الأستاذ الرحالي الرضواني، الكلية متعددة التخصصات، جامعة القاضي عياض، آسفي، المغرب. الأستاذ حافظ إسماعيلي علوي، كلية الآداب جامعة ابن زهر، المغرب، كلية الآداب والعلوم- جامعة قطر. الأستاذ امحمد الملاخ، الكلية متعددة التخصصات، جامعة القاضي عياض، آسفي، المغرب. الأستاذ سالم الرامي، الكلية متعددة التخصصات، جامعة القاضي عياض، آسفي، المغرب.

اللجنة التنظيمية :أعضاء مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف ( ذ.عبد الجليل بن محمد الأزدي، ذ. عز الدين الذهبي، ذ.الرحالي الرضواني، ذ.مولاي يوسف الإدريسي، ذ.حميد الصولبي، ذ.عبد العاطي بانوار، ذة. خديجة عبد الجميل، ذ. امحمد الملاخ، ذ.سالم الرامي، ذ.عز الدين غازي، ذ.الكبير ميناوي، ذ.مصطفى البوروطي، ذ.امبارك أبومعشر، ذ.السعيد اهرو، ذ.محمد لفقيهي، ذ. محمد مخاد، ذ.عبد الودود خربوش، ذة. جميلة بية، ذ. محمد الركبي)

 شروط عامة للبحوث:

– أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الرصين.

– أن تتراوح صفحات البحث ما بين 20 و 30 صفحة، مقاس (A4) ، وأن يكون خط المتن والعناوين (Times New Roman) بمقاس (14)، و (Times New Roman) بمقاس (12) في الهوامش.

– ترقم هوامش البحث كاملة، من أول إحالة إلى آخرها، وذلك في أسفل الصفحة مع الاكتفاء بكتابة إسم الكتاب والصفحة فقط، والحرص على ذكر عناصر التوثيق كاملة في آخر البحث باعتماد أسماء المؤلفين.

 مواعيدُ مهمة:

– آخر أجل لتلقي الملخصات: 15 نونبر 2017

– الرد على طلبات المشاركة والحضور: 30 نونبر 2017 – آخر أجل لإرسال البحوث كاملةً : 10 يناير 2018

– الإخبار بقَبول البُحوث وإرسال الدعوات الرسمية للمشارَكَة والحضور: 15 يناير 2018

تاريخ المؤتمر: 27-28 فبراير 2018

ملحوظة:

– لا تسلم شهادات الحضور والمشاركة إلا إلى من تلقى دعوة رسمية من المختبر، وشارك في فعاليات المؤتمر؛

– يتكفل المختبر بالإيواء والتغذية والتنقل داخلَ المدينَة طيلةَ أيام المؤتمر فقط، ولا يتكفل بمصاريف المرافقين وبتنقل المشاركين من خارج البلَد إلى المملكة المغربية.

رسوم الفعالية؟ لا
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام)
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش



التسجيل في المؤتمر

[contact-form-7 id=”54805″ title=”مؤتمر دولي ترجمة اللسانيات ولسانيات الترجمة في الوطن العربي”]


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ عبد القادر شارف
    عبد القادر شارف

    هنيئا لكم نجاح المؤتمر مقدما ففكرته تدل على ذلك، سلامي لكل الساهرين على إحياء هذا المؤتمر العلمي والخاص بترجمة اللسانيات ولسانيات الترجمة في الوطن العربي، تحياتي الخالصة لمنسق أعمال المؤتمر: أ. د. عبد الجليل بن محمد الأزدي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش) والشركاء في إحياء هذه الندوة الموقرة، حياكم الله
    أخوكم أ.د عبد القادر شارف – جامعة الشلف- الجزائر.

  2. الصورة الرمزية لـ عبد القادر شارف
    عبد القادر شارف

    هنيئا لكم نجاح المؤتمر مقدما ففكرته تدل على ذلك، سلامي لكل الساهرين على إحياء هذا المؤتمر العلمي والخاص بترجمة اللسانيات ولسانيات الترجمة في الوطن العربي، تحياتي الخالصة لمنسق أعمال المؤتمر: أ. د. عبد الجليل بن محمد الأزدي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش) والشركاء في إحياء هذه الندوة الموقرة، حياكم الله
    أخوكم أ.د عبد القادر شارف – جامعة الشلف- الجزائر.

  3. الصورة الرمزية لـ روضة جديوي
    روضة جديوي

    السلام عليكم، تحية طيّبة وبعد:
    يسعدنيي كثيراً المشاركة في هذا المؤتمر الموقّر ، ولقد أرسلت ملخّصا لمداخلتي ولست على يقين إن كان قد وصل أم لا، لذا الرجاء إشعاري بوصوله لطفاً وتكرّماً

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: