العتبات السردية في مجموعة “النسر في الليلة الأخيرة” للكاتبة إنصاف قلعجي

د. علي محمد المومني: جامعة الإسراء – كلية الآداب – قسم اللغة العربية (المملكة الأردنية الهاشمية – عمان)

الملخص :

تحاول هذه الدراسة الكشف عن أهمية العلاقة بين العتبة السردية والنص الأدبي، وذلك عن طريق دراسة العتبات السردية في مجموعة ( النسر في الليلة الأخيرة ) للكاتبة إنصاف قلعجي.

إنّ الاهتمام بدراسة العتبات السردية عموما يكشف عن عمق العلاقة بين العتبات السردية والنص الأدبي ودلالته العميقة ، وتزيل العتبات الالتباس المحتمل الذي يحصل جرّاء التصور الأولي من قبل القارئ إذ يقوده إلى تخيّل احتمالات عديدة لتفسير النص تبعا لثقافته ونوازعه النفسية مما يفتح تأويلات كثيرة لا يمكن حصرها بسهولة .

وستنطلق الدراسة من محور غايته الدراسة النظرية لمفهوم العتبات السردية وعلاقتها بالنص الأدبي ومن ثم تقف على النص الأدبي – محور الدراسة- لكي تستجلي الدلالات في العتبات السردية والنص الأدبي على نحو تطبيقي يبحث عن المعنى ويوضحه ، ويكشف التأويل والدلالة .

المقدمة :

إنّ الاهتمام بدراسة العتبات السردية في أي عمل أدبي من شأنه أن يكشف عن عمق العلاقة بين العتبة كمحتوى ودلالة ومتن النص الأدبي، بل إنّ العتبة تعدُّ المدخل الحقيقي لقراءة هذا الكتاب أو ذاك .
والمقصود بالعتبات السردية هنا، كلُّ مقدمة، في بدايات القصص أو بداية مجموعة قصصية أو شعرية أو غير ذلك، وقد يقسم الكاتب نصوصه إلى مقامات أو أقسام أو أجزاء وغير ذلك، ويضع أقوالاً في بداية كل مقام أو قسم، وقد تكون هذه الأقوال من تأليفه هو اقتباسات من كتابٍ أو لفلاسفة وشعراء، وهذه الأقوال من شأنها أن تكشف عن رؤية المبدع، وعلاقة هذه الأقوال بالمتن السردي أو الشعري، وقد تكشف عن إحساس داخلي عميق، لا يمكن كشفه من خلال النصوص بسهولة.
فالخطابات أو العتبات السردية سرُّ بين المبدع ونصّه، نحاول عن طريقها أن نكشف عن مدى اغتراف المبدع من التاريخ والذاكرة الإنسانية والتراث الديني وغيره، ونكشف أيضاً عن مدى تعّلق الإنسان بالمكان الذي يعيش فيه، وبوطنه، وكيف أن همومه الوطنية والقومية تثقل عليه حياته وتدفعه إلى التعبير عن واقع معيش بأسلوب أدبي مبدع يطغى عليه الجانب الثوري، في محاولةٍ لخلخلة المعتقدات الزائفة لتغييرها والقضاء عليها.
وهناك مقدمات نقدية يكون هدفها التحليل والتعمق لإبراز أصالة المكتوب، كما أن هناك كتابات موازية للنص المكتوب الهدف منها الإجابة عن الأسئلة الكبرى المطروحة في العمل الأدبي.
والعمل الإبداعي أياً كان، قصة أم رواية أم شعراً، فإنه يعرض منذ مطلعه بل ومنذ عنوانه ((عدداً من العلامات التي يستطيع المتلقي، بالانطلاق منها، تقليص التباس النص الذي بين يديه. وهذه القرائن صرفية أو تركيبية أو دلالية، وهي تصادر على الوجود القْبلي لثقافة تسمح بالحد من التعدد الدلالي للنص، وذلك بإدراجه ضمن أنساق فكرية أو جمالية أوسع.. ويتعلق الأمر بمعرفة شمولية تتفاوت درجة الوعي بها، أي بمجموعة من الإحالات الأدبية التي تكيف إدراك المتلقي لعمل معين)(1) ، فالعنوان والاقتباسات تقلِّص الالتباسات المحتملة التي يمكن للمتلقي أن يتصوَّرها بشأن أي كتابٍ يمكن تناوله، خاصة في مجال الأدب الذي تتفتح فيه مناطق تأويلية كثيرة، لا يمكن حصرها إلا بتوجيه المتلقي إلى الموضوع أو الفكرة الأساسية التي يحتويها النصُّ السردي بمجمله.
والعنوان السردي لا يعطي حقيقة الفكرة التي يريد المبدع التعبير عنها، لكن العنوان مفتتح النص ولا يصل القارئ عن طريقه إلى الحقيقة كلها، وقد يفاجئ العنوان القارئ، ويجعله يطرح تساؤلات قد تكون ملتبسةً، في ذهنه، ولهذا فأن التساؤلات الناجمة عن العنوان، نجد الجواب عليها في النص الإبداعي، ويعتبر العنوان رسالة من مرسل إلى متلقي، لتحقيق التواصل الثقافي لكن المرجع الأساس في عملية التواصل هذه هو النص الروائي، فيكشف عن ((خبايا العنوان وغموضه الأولى، كما يحدد انسجام العنوان مع النص، وإذا كان الإنسجام في الفكر الكلاسيكي يعني عدم الخروج عن النص، أي تحجيم سلطة النص وتقليص الاستعادة الأكثر غرابة والجمالية لوجوه متعددة، فإن العنوان الروائي الحديث لكسر هذا الإنسجام فنياً، فلم يعد يعبِّر بالضرورة، عن الحدث أو الشخوص، بقدر ما صار يشكل عصياناً للنص، فلا يمثل غير الإشراقة الغافية في باطنه، ومن ثمة فهو غواية لا تقدم لنا شيئاً بقدر ما تفاجئنا وتفتننا))(2)، ومن هنا يتأكد أن العنوان هو مجرَّدُ دخول إلى عالم النص القصصي، ولا يكشف حقيقة فكر المبدع إلاّ النصُّ ذاته، وهذا يؤكد أن العنوان يفتح الباب أمام المتلقي بل قد يعينه في الإجابة على تكهُنات ساهم في خلقها وإيجادها.
وإذا كان وضع العنوان دقيقاً وله علاقة مباشرة بالنص والمبدع على السواء، فإنه لا يمكن أن يكون مجّرد دلالة للدخول إلى نص العمل الأدبي وحسب بل يدخل في باب التأويل وفك رموز جنس العمل الإبداعي، ويفتح مجالاً للتأويل والتحليل، ولا بد من الإشارة إلى أن القاص لا يضع عتبات الدخول إلى العمل الأدبي لمجرّد كتابة قولٍ ما، أو عبارة ما، وإنما لهذه العتبة أو تلك خصوصية ومكانة أثيرة لدى المبدع تتعلق بجوّانية المبدع –كما أشرنا سابقاً-ونسيج العمل الأدبي.
والعنوان يوّجه القارئ بل ويمارس سلطته عليه، إذْ إنه يحمل مجموعة من الإحالات التي تتصل بطبيعة المبدع والمتلقي على السواء، وهذا يرتبط بطبيعة البيئة والتحُّولات التاريخية المرتبطة بالنص والقارئ، والظروف الاجتماعية التي نشأ النص في ظلِّها، لهذا فإن العنوان وثيق الصلة بالنص ودالٌ عليه، لكونه أتى في مفتتح النص الأدبي وهو جزء عضوي منه. وهو نقطة الارتكاز والانطلاق فيه.

والعنوان يلخِّص المعنى والقصد الذي يعنيه المبدع ويأتي متوسطاً بين الداخل والخارج، الداخل هو النص، والخارج هو التأويل والتفسير وفك غموض النص، والعنوان ((مرجع يتضمن بداخله العلامة والرمز، وتكثيف المعنى، بحيث يحاول المؤلف أن يثبت فيه قصده برمته كلياً أو جزئياً، إنه النواة المتحركة التي خاط المؤلف عليها نسيج النص، دون أن تحقق الاستمالية وتكون مكتملة-ولو بتذييل عنوان فرعي-والعنوان بهذا المعنى يأتي باعتباره تساؤلاً يجيب عنه النص إجابة مؤقتة للمتلقي))(3) إذ إن الإجابة الشافية لا يمكن الوصول إليها-إن استطاع الدارس- إلا بالرجوع إلى النص ذاته، ومحاولة الوصول إلى فك رموزه وتأويلاته.
ويُعَدُّ العنوان أمراً ضرورياً لأسباب كثيرة أساسية لا يمكن إغفالها، ومن هذه الأسباب: أن العنوان يقود إلى تعريف الجنس الأدبي والتمييز بين نوع ونوع آخر، ويسِّوغ التعريف بالمؤلف، ويُعتبر العنوان مفتتحاً يدل على المضمون باعتباره مرآة مصغرة لكل من النص الأدبي، وهو أيضاً يحفّز على القراءة ويحدِّد الحقل الأدبي الذي ينتمي إليه النص، وقد يكون للعنوان علاقة أو ترابط ما مع الزمان والمكان، وهناك بعض العناوين التي اهتمت بعنصر التشويق لإبراز عنصر الماورائي الغيبي، وعناوين اهتمت بإبراز أسماء معينة مثل: عنترة، سيف..وهي أسماء تعكس الخارق والعجائبي(4) والعناوين والمداخل والعتبات لها أهمية خاصة، إذْ إن الدخول إلى النص يأتي عن طريق هذه العتبات، ولا بُدّ أن تؤسس العتبة للعلاقة بين العتبة السردية لتكون مُدخلاً للنص ذاته(5).
واختيار العنوان له تقنية لا يتقنها سوى الكاتب الحاذق، والعنوان قد يتميز بالقصر والطول من أجل استيفاء المعنى وتقريب الدلالة إلى فهم المتلقي، أما التسجيع: فإنه يؤكد مقدرة الكاتب على خلق انسجام موسيقي، ويشير العنوان إلى الوعي بالجنس أو أسماء الأعلام نساءً ورجال، وأسماء الأمكنة(6). وهناك عناوين تدلُ على التخييل، ويمكن أيضاً استخدام الخطوط العريضة والداكنة لإبراز عنوان يدُل على معنى، يحدده المؤلف وقد يكون للعنوان الرئيسي عنوان فرعي، وعلينا أن نبحث عن العلاقة بين العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية لكل قصة.AA
أما خطابُ التقديم في بداية المجموعة القصصية أو أيِّ قصة قصيرة، فتأتي أهمية دراسته من ((كون هذا الخطاب لا ينفصل عن النص الروائي ما دام قد أنتج حوله ليتصل به اتصالاً مباشراً، عامداً إلى تحديد الرؤية من وراء هذا الاختيار، الذي هو اختيار تجريبي، كما يسعى إلى إفراز تصّورٍ حول كتابته، الشيء الذي يطرح السؤال من زاوية أخرى: إلى أي حدٍ يمكن للخطاب المقدماتي في الرواية أن يؤسِّس قوانينه التي تتوازى أو تتعارض مع المتخيل؟ وكيف تشتغل وظيفة هذا الخطاب؟…وهل يختلف داخل الأشكال السردية الأخرى أم ينفرد بخصائص مميزه؟…ومن جهة أخرى هل يأتي الخطاب المقدماتي في الرواية العربية ليبرز المتخيل، ويوِّطد مشروعيته، أم أنه يفتح باب الأسئلة الأخرى، والتي تكمل الأسئلة المطروحة بين ثنايا النص؟))(7)، وهذا الكلام الذي يتحدث فيه مؤلفه عن الخطاب في الرواية العربية يتضمن الحديث عما يتعلق بثيمة الخطاب المقدماتي في القصة القصيرة، إذْ إنّ هذا الخطاب يوضِّح الملامح ذاتها التي يوضحها في الرواية أو الشعر أو السيرة وغير ذلك.
إن الخطاب المقدماتي مدخل للتفسير والفهم، وإذا كان المبدع يلجأ للخطاب ليمهّد به للنص الداخلي، فإن هذا ما هو إلا افتتاح للنص ومحاولة للدخول في جوانيّته. والعتبات السردية المقدماتية ما هي إلا توضيحٌ لبعض الحقائق الغائبة عن المتلقي طمعاً في إحداث تخُّيل ما لديه، وهذا يعزِّزُ الحكي من داخل العمل الإبداعي ومن خارجه أيضاً، وهو-أي الخطاب المقدماتي- ينير بعض بؤر النص المعتمة، وبعض ما يتعتم على المتلقي، لتقوده في النهاية إلى محاولة الإفصاح عمّا يُخبّئه النص، والخطاب المقدماتي مفتاح أو مصباح يدخل أبواب النص ويضيء عتمته ((والخطاب في المقدمة هي علاقة حميمة تكمل بعضها البعض وتحيل على الوعي النقدي عند الكاتب، ومدى تماسك رؤيته تجاه الكتابة والعالم))،(8) ولا أحيد عن الصواب إن قلت: أن الخطاب المقدماتي يأتي به المؤلف ليدخل به هو ذاته إلى داخل النص قبل أن يتم دخول المتلقي، وبمعنى آخر: الخطاب المقدماتي علاقة خفية بين النص وكاتبه تُؤسّس لبناء علاقة بين النص ومتلقّيه.
لهذا فإن البداية في كل نصٍ أدبي تبحث عن خلق الجو التخييلي لدى القارئ، وينتج شعوراً معيناً عند المتلقي تؤهله لاستقبال ما سيقرأ من أحداث مختلفة ويتحقق هذا، بمقدرة القاص على استعمال تقنيات الكتابة واختيار العتبات المناسبة.
والعتبات السردية تُعّدُّ جزءاً عضوياً افتتاحياً من نسيج العمل القصصي، والنص القصصي ((مثل باقي الأشكال التعبيرية، بمختلف مظاهرها ومستوياتها المتفاوية، يخلق علامات منتشرة داخل بنية نسقية مفتوحة على الاجتهاد في التخيل والتأويل غير المرتبط بالزمان أو المكان، أو حتى بقارئ معين كُتبت من أجله النصوص))(9) ، وهذا برأيي هو سرّ العمل الإبداعي، إذ إن الاختلاف في فهم العمل القصصي نابع من اختلاف طرائق التأويل لدى المتلقي.
وتشكل العتبات أهمية من أجل فهم النص لأنها تكشف عن الغموض والكثافة داخل النسيج القصصي ومنها ينطلق المبدع إلى غمار الحبكة القصصية، لذا فإن العتبة السردية تشكِّل الإدراك الأولي للمتلقي، فتساعده في ربط مضمون العتبة بمضمون النص والمغزى وفضاءات النص المختلفة.

وبعد، فلقد لفت انتباهي العديد من الكتاب الأردنيين ممن ظهر في مجموعاتهم هذا الملمح التجريبي-العتبات السردية-، ومن هؤلاء: يحيى القيسي في (رغبات مشروخة)، وعدنان مدانات في (العمر الجميل) إذ العنوان ليس من ضمن القصص، ورمضان رواشده في (انتفاضة وقصص أخرى)، ومريم جبر في (طمي)، وهاشم غرايبه في (الحياة عبر ثقوب الخزان)، وهند أبو الشعر في، (الحصان)، وعزمي خميس في (جلبه في الممر)، وإنصاف قلعجي في (النسر في الليلة الأخيرة)، وبشكل لافت و(رعش المدينة)، وسامية العطعوط في (طقوس أنثى) و (جدران تمتص الصمت)، والياس فركوح في (الصفقة) و وسأحلِّل قصة من قصص مجموعه(النسر في الليلة الأخيرة) للقاصة إنصاف قلعجي كنموذج على هذا الملمح التجريبي.
العتبات السردية-في مجموعة (النسر في الليلة الأخيرة)(10)
للقاصة إنصاف قلعجي(*).

تُعتُبر العتبات السردية مُدخلاً لقراءة النص وهي البوابة الرئيسية لاستلهام عناصر النص من الداخل، والعتبات أو ما يسمى النصية المحاذية تتكون من العتبات جميعها مثل: العنوان والهوامش والمقدّمات…الخ، وكذلك المسودات وسائر التنويعات التي تقضي إلى الدراسة التكونية للنص، في صيغته النهائية(11). وكذلك الإهداءات، والاقتباسات الموجودة في بداية الكتاب، وقبل كل قصة أو فصل، ويمكن أن يُضاف إليها، الدراسات النقدية التي تكون عادة في البداية، وتُعد مدخلاً تحليلياً للنص الإبداعي هدفه تحليل النص وتقريبه إلى فهم القارئ.

وأجدُ أن القاصة إنصاف قلعجي اهتمت في معظم مجموعاتها القصصية، بالعتبات السردية، ويمكن ملاحظة ذلك في مجموعة (رعش المدينة) 1990، ومجموعة (النسر في الليلة الأخيرة)1999، و (للحزن بقايا فرح) 1987، ووجدت أيضاً أن إنصاف كانت من أكثر الكتاب تميزاً في وضع العتبات السردية، وهي عتبات لا تخلو من الاحاطة والرمز فتبدو صادمة في بعض الأحيان، لأنها تخاطب القارئ وتخلخل الثوابت الفكرية والعقلية عنده.
في هذا الملمح التجريبي/ العتبات السردية، سأتناول مجموعة (النسر في الليلة الأخيرة)، وسأركز البحث والتحليل على قصةٍ واحدة أو اثنتين لا أكثر لأستطيع التوسع في ربط العناصر الخارجية بالمتن الحكائي، وأبرز مظاهر القوة والترابط بين العتبات والنص السردي.
وأوّل ما يثير اهتمام القارئ-أيُّ قارئ-لهذه المجموعة هو العنوان، فالعنوان مكوَّنٌ من جملة اسمية بدأت بذكر-النسر- وهو طير جارح، ثم أعقبته بشبه جملة من الجار والمجرور، تدلُّ على علاقة النسر بالزمان، وهي هنا تعني-النسر في ليلته الأخيرة-والأخيرة تعني الموت والنهاية.
ويمكن التكهن بما يرمز إليه النسر، فقد يرمز إلى رجل سياسي أو قائد أو زعيم، أو حبيب مقَّرَّب، وغير ذلك من الرموز والتأويلات الكثيرة التي يمكن للمرء أن يتأوَلها.
والعنوان لا يشي بالفرح على الإطلاق، لأنه كما قلت عنوان مرتبط بالنهاية-الليلة الأخيرة، ولنتصوّر جميعاً كيف تكون نهاية نسر تهابه الطيور والحيوانات، ويُعد من طائفة الجوارح القاتلة، وقد نتفق على أن النهاية مأساوية بلا شك.

والعنوان يُعّدُّ مرآة عاكسةً للنص مهما كان نوعه، وعلى القارئ أن يتوسَّع في خياله لمعرفة ما وراء العنوان، وقد يُوهمُ القارئ بما لا يكون عليه النصُّ حقيقةً، ويرجع هذا إلى الكاتب-المبدع وقدرته على انتقاء العنوان المناسب لنصّه.
ويمكن للقارئ أن يقع في فخ العنوان بمعنى أن يعجبه عنوان ما، فيأخذ الكتاب ويقرأ ما فيه، فيجد أنه أخطأ في التصوُّر والاعتقاد، ولهذا فإن كثيراً من القرّاء ممن يلاحظون عنواناً فيُعجبهم لكنهم لا يقتنعون إلا إذا أخذوا الكتاب، وصاروا يقلَّبون صفحاته لإيجاد العلاقة والترابط بين العنوان والنص من الداخل.
فنحن في هذه المجموعة (النسر في الليلة الأخيرة)، أمام عنوان يشِّتتُ أفكار القارئ، ويحيله إلى مجموعة كبيرة من الرموز والمعاني، والإحالات العاطفية والسياسية والتاريخية، وقلما ينجح المتلقي في معرفة كُنه العنوان أو ما يكون عليه.
والنسر-الرجل-، علينا أن نرسم ملامح صورته، بمعنى كيف يمكن أن يكون؟ ومن هو، وفي أي قرن عاش؟ أم أنه ما زال على قيد الحياة!؟ هذه تساؤلات يطرحها المرء حين يبهره عنوانٌ كهذا، مع ما فيه من غموض وحذر.
وانتقل بعد ذلك إلى الإهداء، هذا الإهداء وجّهته الكاتبة إلى زعيم عربي اعتبرته أسطورة عصره، وهو-أي البطل-مصدر بقاء الكاتبة وقوتها، وهو رمزٌ للدين، والعدالة، والحياة والقوة، والصبر، والريادة، والحرية، والخلاص-إنه الزعيم جمال عبد الناصر.
ولنقرأ معاً الإهداء، ونتعرف إلى بعض ما يحتوي النص، -الإهداء- من معاني:

((ترمَّمني ذكراكَ…فأراكْ
في كل الوجوه الصّابرة أراكْ
في كل الأيدي القابضة-على الجمر أراكْ
في قناديلك المزروعة-على دروبنا
أراكْ..
في الشفق الدامي ينتظر نهاية المخاضِ
في اكفٍّ تبتهلُ إلى اللهِ
في صرَخات المظلومين
تشهَقُ في أعماق اللّيلِ
أراكْ..
ترممني ذِكراك، فأحْيَا من جديدْ..
إلى روح الزّعيم

(جمال عبد الناصر) إنصاف
(ص5،: النسر في الليلة الأخيرة)

فالإهداء عبارة عن قصيدة نثرية، يتبَّين قوّة العلاقة العربية والقومية والإنسانية بين الكاتبة والزعيم جمال عبد الناصر.
ولا أعرف إن كانت الكاتبة عرفت الزعيم عن قُرب، لكنها تتشبّث بكل شئ كان ينادي به، بل تعيش على بقايا حُلم، كان موجوداً في الواقع، وهو ليس حُلم الكاتبة وحدها بل كان حُلم الملايين من أبناء الشعب العربي وما يزال.
إن التشبُّثَ بالماضي شيء جميل، لكنه في الحقيقة، يأس وإحباط في الوقت ذاته، فنندفع إلى الماضي في محاولة للهروب، وألاحظ أنّ الكاتبة تتكئ على صورةٍ لبطل أسطوري عاش في عصر الانهزام والاستسلام، هذه الصورة تعطيها القوة والأمل في الاستمرار والقوة، واستعادة مجدٍ ولّى وغاب، خاصة حينما تقول:
((تُرمِّمني ذكراك، فأحيا من جديد…))، إنه- برايها-يبعث الأمل في النفوس المهزومة، والأرواح المعذّبة، وهو مصدرٌ للحياة وبعث الروح في الأجساد الميِّتة.
والزعيم بمواقفه- كما بيّنت الكاتبة-، يقبض على الجمر،ويتحمل مسؤولياته الكبرى تجاه وطنه العربي وأمتّه كلّها، وهو يقبض على جمر العروبة في الدفاع عن الوطن ومقدِّراته، والملاحظ، أن إنصاف لم تهدِ مجموعتها إلى الزعيم جمال عبد الناصر، عبثاً أو تظاهراً، بل لأنها كاتبة تؤمن إيماناً عميقاّ بهذا الزعيم وتعتبره الضوء الذي ينير طريق العتم للتخلص من الاستعمار والتبعية والاحتلال.
ونلاحظ ارتباط العنوان، بقصص المجموعة كلِّها، وهي تستمد أفكارها ورؤيتها من بطل عربي، نجد له حالة أو قولاً في كل قصص المجموعة، ثم يُفصحُ لنا الإهداء عن العلاقة الرُّوحية بين الكاتبة وصاحب الإهداء.
وتلاحظ كذلك، أنّ المجموعة حفلت بقراءة نقدية للشاعر ممدوح عدوان، وهذه القراءة تعتبر عتبةً من العتبات العديدة التي احتوتها المجموعة، فيقول عن القاصة:
((هذه امرأةٌ معبأة، لعلّي أستطيع أن أقول أنها موقوتة هي تحمل عبوتها في قلبها. ولا أقول متى تنفجر؟ بل أقول لنفسي: كيف وهي هكذا، لم تنفجر بعد؟)) (ص7، النسر في الليلة الأخيرة).

ولا بُدّ أن ممدوح عدوان استند إلى جملةٍ من الأفكار المطرحه في قصصها، واندفع إلى ابتداء قراءته النقدية بهذا القول، فالكاتبة تحمل همومها الذاتية وتخبؤها في قلبها، هذه الذاتية مُغرقة إلى حدٍ كبير في قضايا الوطن والأمة، وهو جزء من هذا. فليس هناك انقسامٌ بين ذاتية القاصة وهمومها، والوطن وهمومه بل تفاعل والتزام، وتأثير. هذا ما دعا ممدوح عدوان إلى القول: ((هذه ليست قصصاً بالمعنى المعروف.أنها تداعيات قلب مجرَّح))
( ص7،النسر في الليلة الأخيرة).
والجدير بالقول؛ إنّ ممدوح عدوان وضع عنواناً غريباً لقراءته، وهو: (والإنسان إِذا تحيْوِنِ)، فقد التقط في قصص المجموعة، تحُّول الإنسان من الإنسانية والرقي إلى الحيوانية والانحدار، لأن الإنسان الذي عبرت إنصافُ عن همومه، إنسانُ مُنتهي الصلاحية أو فقد طعمه، بل هو إنسان مخلوع من الداخل، كيف لا؟ والوطن كله مخلوع من المحيط إلى الخليج.
أما العتبات الداخلية بمعنى تلك العتبات التي جاءت قبل كل قصة، فهي عبارة عن أقوال وأشعار مقتبسة من شعراء وأدباء غربيين وعرب، ولم تأت القاصة بها دون مغزى، بل إنّ هذه المقتبسات تلخّص مشاعر القاصة، وما تُعانيه من هموم وعذابات، وهي صورة من صُوَر القهر الذي تعانيه الشعوب، والاقتباس قبل القصة هو عتبة أخرى بعد عنوان القصة ذاتها.
وسأركز على تحليل قصة (من مقام الشهيد)، وقد كتبت القاصة تحت عنوان القصة مباشرة، وبخط فاتح مميز: ((إلى يحي عياش))، ويحيى عياش، من قادة النضال الفلسطيني، استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

وعنوان القصة: (من مقام الشهيد)، يوحي بطقوس حزينة، وقد جاءت القاصة بمقطوعة شعرية للشاعر الراحل، أمل دنقل، حيث تقول:
((لا تدخلوا معمدانية الماء..
بل معمدانية النار..
كونوا لها الحطب المُشتهى والقلوبَ الحجارة،
كونوا..إلى أن تعود السماوات زرقاء
والصحراء بتولا..
تسير عليها النجومُ محَّملة بِسلال الورود
أمل دنقل
(أقوال جديدة عن حرب البسوس) .(ص7، النسر في الليلة الأخيرة).

تحضُّ هذه العتبة-المقطوعة الشعرية-برأيي، على الدخول، لكن إلى أين؟ إنها دعوة للدخول إلى التعمد بالنار، ونعلم جميعاً أن التعمد يكون بواسطة الماء، لكن الشاعر يدعو إلى أن يتعّمد الشهداءُ بالنار، وقلوبهم كالأحجار التي توقد النارَ وتزيدُ من اشتعالها والنار لا تشبع من حطبها أبداً.
وجاء في فعل الأمر: كونوا … تحريضاً لهؤلاء الذين أصبحوا بلا وطن، يقاتلون أعداءهم، حتى ترجع السماء زرقاء كما كانت من قبل، حتى تصير الصحراء يانعة، مملوءة بسلال الورود والحب والعبق والجمال.

إنه القتال حتى الموت، في سبيل عودة الأمر إلى ما كان عليه، فالسماء كانت زرقاء ولم تَعُد كذلك، والصحراء ما زالت صحراء، قاحلة، يابسة، ليس فيها، خضرةٌ ولا شجر ولا أي شيء، فالموت في سبيل عودة اللون الأزرق الجميل وعودة السلال الملأى بالورود واجبٌ مقدّس، يدعو إليه الشاعر.
هذه عتبات ندخل منها إلى المتن السردي=أي القصة ذاتها- (من مقام الشهيد)…
والدخول إلى المتن الحكائي أو السردي كما يحلو للبعض تسميته، تطالعنا القاصة بعتبة سردية، ندخل إلى القصة عن طريقها، فقد استُهِلَّت القصة: بفَقرة مُغرقة في الرومانسية والشاعرية، لكن إلى أين تقودنا هذه الشاعرية العميقة؟!
في هذه الجمل الافتتاحية، نلاحظ أن القاصة بدأتها بذكر الزمن، وهذا الزمن هو بداية اليوم وموعد تفتح الورود وصحوة الطيور واستيقاظ الأشجار..
والقصة القصيرة تمنح فرصة للمبدع ليقدم وصفاً مستوحياً إلى حد ما، وهذه البداية هي عتبة النص الأولى، ومنها تدخل إلى النص مباشرة:
((الخامسة والنصف صباحاً. إنه رنين هاتف الأعماق. شيء ما يحث على إيقاظي يومياً. إنها الخامسة والنصف وعقارب الساعة تعدو بخطى حثيثة. يتنفس الصبح والعصافير على شرفاتها تمسح عن عيونها ندى الفجر الطري، تثاءبت الياسمينة فأطل عصفور شارد يهمس لها:
صباح الخير.)) (ص 39: النسر في الليلة الأخيرة).
هذه الفقرة، مغرقة إلى حد كبير في العاطفة والذاتية، وهي تذكر عناصر الطبيعة وما تكتسبه الحياة من وجودها كالبهجة والندى وتفتح الزهور وتثاؤب الياسمينة، وهمس العصفور لها يقوله: صباح الخير.

ومقدمة رومانسية كهذه تحتوي حزناً شفيفاً، يخالج القلب والوجدان…
والواجب أن تخدم الجملة الافتتاحية فكرة النص عامةً، والإيقاع العام، وما نجده أن العتبة السردية موغلة في الطبيعة ويكتنفها الحزن، ولكن إذا قرأنا العتبة الثانية نرى أنها أبانت عن الجو العام للقصة، وصارت معالم القصة تتضح أكثر وأكثر.
ثم تنتقل الكاتبة إلى الفقرة الثالثة/العتبة الثالثة وهنا تستطيع بأن تمسك بالخيط الرفيع الذي يقودنا إلى الجو العام للقصة:
((غريباً يجلس بالعراء وأكوام الخريف تتبعثر..تتناثر من حواليه لعلها تسعى أن تنال من بهائه ومن جبروت صمته..والشمسُ تتردد على استحياء..والعصافير تتلصص بحدقاتها الصغيرة وأنا في العراء أخطو خارجة من قبر القهر اليومي)).(ص 39، النسر في الليلة الأخيرة).
والقاصة هنا تتحدث عن الشهيد، صمته له قوة عجيبة قادرة على إسكات ما حوله، وعناصر الطبيعة –مصدر البهاء-تسعى إليه ليأخذ من بهائه، وحتى الشمس تشرق وتقترب على استحياء، والعصافير تتلصص بعيونها الصغيرة لا تجرؤ على الاقتراب، وتلحظ أن القاصة صوّرت كلّ ما حول الشهيد ينظر إليه باستحياء، ولا يستطيع أحد أن يرفع ناظريه في حضرته. ثم تتدخل القاصة عن طريق الأنا الساردة لتقول:… وأنا في العراء أخطو خارجة من قبر القهر اليومي.
أنها تجعل البهاء كله في شخص الشهيد، وهو هنا- لنقل يحيى عياش-رمزٍ للشهادة، والشهداء، وقد أومأت القاصة إلى ذلك حين اطلقت على قصتها: من مقام الشهيد، وحين أهدت القصة إليه.

أما علاقة الاقتباس وهو مقطوعة شعرية لـ أمل دنقل بالجو العام للقصة، فإن الكاتبه لم تأت به كزيادة وانما جاء الاقتباس الشعري، دعوةً لكل المظلومين والمقهورين ليتعمّدوا بالنار ويكونوا وقوداً لها كالحجارة والحطب، وهي دعوة لقتال الأعداء حتى النصر أو الشهادة في سبيل الله:- (( قالوا بصوت واحد وجوقة من الملائكة تشدو من حولهم: حتى تعود كل الأرض التي استشهدنا من أجلها وما تحررت بعد. حتى يزول القهر والظلم والجوع. حتى…))(ص40، النسر في الليلة الأخيرة).
انه قتال حتى آخر قطرة من الدماء، في سبيل عودة الأرض إلى أصحابها، حتى يزول الظلم والقهر والجوع وينجلي الذل، وهو جهاد في سبيل الله ضدّ الظُلم والطغيان الذي تمارسه الدول الكافرة في حق المستضعفين من العرب والمسلمين والأمم التضعيفة.
والقتال يستمر(( حتى يُرفع الحصار الغاشم عن العراق وعن ليبيا وعن السودان وعن الأمة كلها))(ص41،النسر في الليلة الأخيرة). ويحيى عياش رمز للجهاد والشهادة في سبيل كل ذلك فلم يكن ألإهداء في بداية القصة بعيداً عن الجو العام، ثم تنهي القاصة المقطع الأخير من القصة بآية قرآنية كريمة:(( ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون)).
النتائج :

مما سبق، نلاحظ أن (( للعناوين والمداخل والعتبات التي تسمح بالنفاذ إلى النص ذاته أهمية خاصة))(12)، إذْ إنّ الدخول إلى النص يستلزمُ الدخول إلى العتبات أولاً، ولا بّد أن تكون مُدخلاً يؤسِّس للعلاقة ما بين العتبة السردية والنص ذاته.
أما البداية في القصة القصيرة فإنها تشكل أهمية كبيرة من أجل الوصول إلى فهمٍ عميق للنص القصصي، وهي تكشف عن الغموض والكثافة، ومنها ينطلق المبدع إلى غمار الحدث، وتبرزُ( أهمية البداية أو الجملة العتبة من كونها حلقة تواصل بين المؤِّلف والسارد من جهة، وبين المتلقي من جهة ثانية، وعبرها يتم تحديد العديد من المنطلقات الولية التي تهم الجنس الأدبي وإفضاءاته))(13)، وبداية القصة تجريب ومجازفة، يقودان إلى مضمون النص، ((فالبداية هي عتبة أولى- بعد العنوان- للتخييل، وبناء إدراك أولي تتشكل معه أحاسيس وأفق انتظار منسجم أو معدّل عن الأفق الذي خلقة العنوان أو اسم المؤِّلف الحقيقي… هذا الأخير الذي يسم البداية بخلفيته ومواقفه الفكرية وقناعاته السردية والتقنية))(14). فالعتبات بوابة الدخول إلى النص، عن طريقها يتعرف القارئ إلى أسلوب المبدع وأفكاره، والبداية، باب يفتح التأويل والتخييل، وغالباً ما تكون ممزوجة بعنصر التشويق لكي تشدَّ القارئ إلى مغزى القصة.
إن اختيار عنوانات القصص لم يكن محض مصادفة، بل جاء ضمن دلالات تتعمق بالانتقال من قصة إلى قصة، وتكوِّنُ شبكة من الدلالات(( وما يتصل بها من ضفاف وهوامش وإحالات، يمكن النظر إليها بوصفها موجهات تضيء قراءة القصص باتجاه نسق فضائي معيَّن يستجيب لمنطق الزمان والمكان فيه))(15) ، وما نلاحظه أن قصص المجموعة متوائمة من حيث الأفكار القومية الوطنية التي تحملها القاصة تجاه قومها ووطنها.
لقد جاءت الأدبية إنصاف قلعجي بمقدمات، أو لنقل عتباتُ لـ(( أعمال عظيمة لأدباء عظام، لا… لم تأت بذلكم الترياق الأدبي جزافاً أو قبض ريح، فحين تربط بين (انكسار الأمس) في مقطوعة (محمود درويش) الشعرية، وبين انكسار النملة/ البطلة: الضحية، فإنما للالتقاء مع الهدف الدرامي النبيل، وقد جاء التقديم/ الربط، على أي، صحياً/ عفياً ..مطابقاً وموظفاً بدراية فنية عالية))(16)، جاء هذا في تحليل العتبات على أول قصة في المجموعة وهي(ثرثرة نملة) وينطبق على باقي القصص.

إنّ هذا الموضوع، العتبات السردية عند القاصة إنصاف قلعجي، يحتاج إلى دراسة منفردة نظراً، لأعمالها القصصية المتميزة، لكي تستطيع الإلمام بما أبدعته في هذا المجال من عناوين وإهداءات ومقتبسات عظيمة، واستهلالات في بداية القصص، وما يتعلق ذلك كّله بفهم النص السردي من الداخل، وأرجو الله أن يتاح لي التوسع في هذا الموضوع مستقبلاً ضمن دراسة موسّعة .

الهوامش:

(1 ) برنار قاليط: النص الروائي، ترجمة: رشيد بنجدّو المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى، القاهرة، 1992، ص84.
(2 ) شعيب حليفي: هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل، مرجع سابق، ص16.
(3 ) المرجع السابق، ص15.
(4 ) أنظر: المرجع السابق، ص11-12.
(5 ) انظر: برناط قاليط: النص الروائي، تقنيات ومناهج، مرجع سابق، ص11.
(6) أنظر: شعيب حليفي: هوية العلامات، مرجع سابق، ص15
(7) المرجع السابق: ص38.
(8) أنظر المرجع السابق: ص74
(9) المرجع السابق: ص6.
(10) إنصاف قلعجي: (النسر في الليلة الأخيرة)، (قصص)، الطبعة الأولى، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت:1999
(*) إنصاف قلعجي: كاتبة وقاصة أردنية، حاصلة على الماجستير من جامعة لندن، وتكتب المقاله وهي ومتفرغة للكتابة الأدبية:
صدر لها المجموعات القصصية التالية:
1- للحزن بقايا فرح: 1987.
2- رعش المدينة: 1990.
3- النسر في الليلة الأخيرة 1990 وغيرها.
(11) أنظر : برنار قاليط: النص الروائي، مرجع سابق، ص11.
(12) المرجع السابق: ص11
(13) شعيب حليفي: هوية العلامات، مرجع سابق: ص71.
(14) المرجع السابق: ص72.
(15) محمد صابر عبيد: تنوع أساليب السرد وغرابة المروي، مجلة أفكار، وزارة الثقافه العدد146، 2000، عمان ص61.
(16) ممدوح ابو دلهوم: قراءة في مجموعة إنصاف قلعجي؛ مجلة أفكار، وزارة الثقافه العدد 141،2000،عمان ص159.

المصادر والمراجع :
– قاليط ( برنار) ( 1292 ): النص الروائي، ترجمة: رشيد بنجدّو، ، الطبعة الأولى، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة .
– حليفي ( شعيب ) ( 2004 ) : هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل، الطبعة الأولى، مصر المجلس الأعلى للثقافة .
– قلعجي (إنصاف) 1999) ) : (النسر في الليلة الأخيرة)، (قصص)، الطبعة الأولى، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
– عبيد (محمد صابر ) (2000 ) : تنوع أساليب السرد وغرابة المروي، مجلة أفكار العدد 146، عمان ، وزارة الثقافه .
– أبو دلهوم (ممدوح ) ( 2000 ) : قراءة في مجموعة إنصاف قلعجي؛ مجلة أفكار العدد 141، عمان وزارة الثقافه.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد