نافذة على أثر الدكتور إبراهيم عوض في النقد الحديث .. مسعد عامر إبراهيم سيدون

مسعد عامر إبراهيم سيدون: باحث دكتوراه في جامعة المدينة العالمية ماليزيا

هل هناك علاقة بين الشخصية الناقد وتوجهاته وأفكاره وبين ما يطرح من رؤى وأفكار تضيء النصوص الأدبية؟ وتميز جيدها من زائفها؟
في الواقع ان مهمة النقد على امتداد عصوره هي هذه الوظيفية التي إن شئت فقل إنها معيارية صرفة ، ولكن معياريتها لا تثنيها عن ارتباطها بالذوق، أليس من اكتشف الخلل في بيتي النابغة هو الذوق. وذلك حين كان النابغة يقوي في قوله :
زعم البوارح أن رحلتنا غدا … وبذلك خبرنا الغراب الأسودُ
وذلك أن القصيدة مبنية على الروي المكسور، فاكتشف الخطأ وعدل عنه ؛ وهو خطأ موسيقي بطبيعة الحال.[ينظر الموشح:29] وهناك نماذج تتعلق بنقد المعنى والدلالة والنحو والإعراب وغير ذلك.
وهذا يعطيك عن صورة دور النقد في تسليط الضوء على بقعة من المنجز الإبداعي ومحاولة إعادته إلى الأسس السليمة لفن القول بما يتلاؤم مع روح الأدب بشعره ونثره.
وفي العصر الحديث مع خروج مارد الإبداع من قوقعته ، وكثرة الانتاج اللإبداعي الذي ينطلق بحرية جارفة لا تقف في وجه قوة نقدية تحاول الحد منه إلا ما سنرى في السطور الآتية، أقول مع كثرة هذا المنتج الإبداعي لا سيما السردي المشرئب إلى روح التحرر والديقراطية وحرية التعبير حتى وصل لأمر ببعض هذه النماذج إلى الصراحة في مغايرة الثوابت التي لا تقبل القسمة في قواميس الأمة الإسلامية. يبرز من شغل في هذا الميدان نافحا ومدافعا ، نادرا نفسه لإعادة الحق إلى نصابة حتى لا يصيب المجتمع بصدمة الإبداع المنفتح المتروك له الحبل على الغارب كما يقال!
ولعل المتأمل فيما يكتب الدكتور إبراهيم عوض استاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس في مصر العربية، من جهود عملاقة في ميدان النقد الأدبي وفق منظور إسلامي صارم يقول للمحسن أحسنت وللمسئ أسئت دون تردد أو تلكؤ . يجد القارئ في هذا المنجز النقدي الصراحة والوضوح والشفافية ، إنه نقد يعكس روح صاحبه الحريصة على تأصيل التوابث في وعي الأمة، وعدم الإقتراب منها تحت مبررات الإبداع والحرية الفكرية؛ الذي يعكس شخصية المسلم المتمسك بدينه وعقيدته وفكر أمته.
فهو حين نتقد رواية الزيني بركات لجمال الغيظاني ، ينبه بلغة واضحة سليمة لا التواء فيها ولاشطط ما وقع فيه الكاتب من اخطاء تاريخية واجتماعية ، لا قبول لها في حياة المجتمع المصري و العربي عامة ، لا سيما في تلك الفترة التاريخية.
وهو مع ذلك لا يغفل دور النقد الألسني في الكشف عن الصحو السلامة اللغوية في النص، وأسلوبه وجمالياته ، وفق منهج علمي موضوعي، لا يحيد عن القاعدة النحوية في التراكيب والنظم، ولا القاعدة الصرفية في بناء الألفاظ وأصالته في العربية. وقيس هذا المنهج على غيره من أثاره النقدية التي ينشرها على صفحته في الفيس بوك، الأمر الذي جعل من صفخته ملاذا لكل من يروم النقد الأدبي الواضح الشفاف الذي يضع الهناءة مواضع النقب كما يقول القدماء.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ تعجيب
    تعجيب

    ليت الباحث أو أحد من مديري الموقع يصحح بعض الهنّات التي في النص والتي نخطأ فيها جميعا بسبب التسرع في الطباعة على لوحة المفاتيح
    الإنتاج الإبداعي
    الديمقراطية
    حتى وصل الأمر
    ناذرا نفسه
    إلى نصابه
    أستاذ النقد
    تأصيل الثوابت
    عدم الاقتراب
    حين ينتقد (حين انتقد)
    جمال الغيطاني
    الصحة والسلامة اللغوية
    جعل من صفحته

    أو غيرها مما فات عليَّ

  2. الصورة الرمزية لـ تعجيب
    تعجيب

    ليت الباحث أو أحد من مديري الموقع يصحح بعض الهنّات التي في النص والتي نخطأ فيها جميعا بسبب التسرع في الطباعة على لوحة المفاتيح
    الإنتاج الإبداعي
    الديمقراطية
    حتى وصل الأمر
    ناذرا نفسه
    إلى نصابه
    أستاذ النقد
    تأصيل الثوابت
    عدم الاقتراب
    حين ينتقد (حين انتقد)
    جمال الغيطاني
    الصحة والسلامة اللغوية
    جعل من صفحته

    أو غيرها مما فات عليَّ

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: