إشكالية تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا

نوقشت برحاب جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال بالمملكة المغربية يوم الخميس 16 نونبر 2017 رسالة الطالب الباحث يوسف نويوار حول موضوع: إشكالية تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا.
تتكون لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الدكتور عبد الرحمان العضراوي والدكتور سعيد شبار والدكتور محمد المغراوي والدكتور دونيس فلوردورج Denis FLEURDORGE والدكتور فانسون جسير Vincent GISSER . وقد نوهت اللجنة بالرسالة التي حظيت على ميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع.
تعد الرسالة ثمرة شراكة وتعاون علمي بين جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وجامعة Paul Valery بمونبوليي. الاتفاقية وقعت في مارس 2014، ثم ذيلت بملحق مطلع 2016. وينص الفصل التاسع من الاتفاقية أن تكتب الرسالة باللغة العربية على أن ترفق بملخص واف باللغة الفرنسية. عدد الصفحات المكتوبة بالعربية 446 وعدد الصفحات المكتوبة بالفرنسية 132 أما الملحقات فعدد صفحاتها 34.

مقدمة

الرسالة التي تشرفت بإعدادها ثمرة شراكة وتعاون علمي بين جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وجامعة Paul Valery بمونبوليي. الإتفاقية وقعت في مارس 2014، ثم ذيلت بملحق مطلع 2016. وينص الفصل التاسع من الإتفاقية أن تكتب الرسالة باللغة العربية على أن ترفق بملخص واف باللغة الفرنسية. عدد الصفحات المكتوبة بالعربية 446 وعدد الصفحات المكتوبة بالفرنسية 132 أما الملحقات فعدد صفحاتها 34.

1. إشكالية البحث

عرفت فرنسا خلال الثلاثة عقود الفارطة قضايا وأحداث كثيرة مرتبطة بالإسلام والمسلمين استقطبت الإهتمام الاعلامي والسياسي وحظيت بمساحة مهمة في النقاش العمومي، من أبرزها:الهوية والإندماج، الإرهاب، الحجاب، الرسوم المسيئة، البرقع، التعذية الحلال، الإسلاموفوبيا، وغيرها. وإذا كان الاهتمام الأكاديمي بهذه المواضيع ضعيف خلال سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فإنه يشهد وثيرة متصاعدة منذ مطلع التسعينات لدراسة وفهم الظواهر المرتبطة بالاسلام بالديار الأوروبية.

لقد تميزت العلوم الإنسانية في الغرب خلال القرن العشرين بانصرافها عن الاهتمام بالأديان واللاهوت وتركيزها على الإنسان في اتصاله الأفقي مع غيره أو في غوصه لسبر أعماق شخصيته أو اجتهاده للكشف عن سبل تسخير الطبيعة لخدمة الانسان. يعضد هذا المنحى النظريات التي برزت بالغرب خلال القرنين التاسع عشر والعشرين والتي تدعو إلى اعتبار الإنسان مركز الوجود وتقديس العقل والتجربة العلمية، ومحاولة السيطرة على الموارد الطبيعة وتسخيرها لخدمة الانسان. وكنتيجة مباشرة فقد لوحظ عزوف فئات عريضة داخل المجتمعات الأوروبية عن كل ما هو ديني، وهبوط ملموس في نسبة الممارسين للديانة المسيحية وكذا الأطر الدينية المنظمة لهذه الديانة (crise des vocations). الحضور الاسلامي بالغرب من خلال الهجرة وبروز مشاكل جديدة مرتبطة بتمثيلية المسلمين وتنظيم الممارسة الدينية الإسلامية، خلخلت بعضا من هذه المعطيات وأعادت النقاش حول “الدين ومكانته في المجتمع” إلى واجهة الأحداث. وهو ما دفع السياسيين والأكاديميين على السواء إلى إعادة النظر في العلاقة بما هو ديني وتشجيع البحث في موضوع الإسلام بفرنسا والغرب عموما والذي أضحى يتمتع بجاذبية أكاديمية وسياسية واستراتيجية.

ولعل أولى التساؤلات التي تعترضنا في هذا البحث معرفة من هم مسلمو فرنسا؟ وماهي أبرز التيارات والمذاهب والمؤسسات التي تمثلهم؟ لا يمكن وصف الإسلام بفرنسا بأن له لون واحد، وإن كان غالبية معتنقيه يعيشون الإسلام التقليدي الذي عرفوه في بلدانهم الأصل، أي تحت مظلة الإسلام المالكي السني المعتدل. الإسلام بفرنسا يعبر عن نفسه داخل تنظيمات وجمعيات ذات صبغة وطنية، لذلك يتحدث علماء الاجتماع والصحافيون والعديد من الباحثين عن الإسلام المغربي والإسلام الجزائري والإسلام التركي بفرنسا. ونجد الاتجاه الاصلاحي القريب من فكر الإخوان المسلمين حاضرا كذلك، ممثلا في اتحاد المنظمات الإسلامية والذي يسعى للتميز والاستقلال عن الإسلام الرسمي للبلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين، وإلى تجاوز الخلافات بين المدارس الفقهية والاعتماد على فقه الأقليات مع التشبث بالمرتكزات العقدية الإسلامية والسعي إلى التأقلم والاندماج كلية مع المناخ الأوروبي.

إن فرنسا باعتبارها البلد الأكثر إيواء للمسلمين بأوروبا، وارتباطها القوي بالدول المصدرة لليد العاملة المسلمة خاصة تلك القادمة من مستعمراتها السابقة بالمغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، وباعتبارها الابنة البكر للكاثوليكية المسيحية وكذا بالنظر لطبيعة نظامها العَلماني المرتكز على فصل الدين عن الدولة، تعتبر مسرحا عمليا للقاء الحضاري بين الإسلام والغرب، ومعتركا تتفاعل وتتصارع فيه الأفكار والإيديولوجيات الدينية والعَلمانية، ومجالا لتبادل الخبرات والتجارب ولتلاقح الثقافات والعقليات. فإلى أي حد استطاع المسلمون تنظيم أمورهم وتثبيت حضورهم بالديار الفرنسية؟ ما هي أهم الأشكال التنظيمية التي ابتكروها لتيسير ممارستهم الدينية والاستجابة لحاجياتهم الروحية والثقافية؟ ما هي أهم الإشكالات التي يطرحها الوجود الإسلامي بفرنسا؟ كيف تفاعلت الحكومة المركزية بباريس والمؤسسات الجهوية وباقي فعاليات المجتمع المدني مع هذا الحضور؟ هل نجحت فرنسا في استيعاب مطالب المسلمين الثقافية والدينية وتجاوز الصعوبات التنظيمية للدين الإسلامي داخل الفضاء العمومي؟ ما هي المساحة التي يحتلها الإسلام داخل الفضاء الديني الفرنسي؟ هل يحظى بنفس الحقوق والامتيازات المخولة للديانات السابقة له تاريخيا فوق التراب الفرنسي؟

البحث الذي نحن بصدده، محاولة جادة لفهم آليات التدبير العمومي للإسلام بفرنسا، من خلال تسليط الضوء على الجهات المتدخلة في هذا الموضوع، كالحكومة والعمالات والبلديات والمؤسسات الجديدة التي أحدثتها الحكومة الفرنسية لهذا الغرض كالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية Conseil Français de Culte Musulman، وكذا التدبير المنبثق عن مسلمي فرنسا من خلال المساجد والجمعيات الدينية والمنظمات الإسلامية في تفاعلها مع محيطها الأوروبي اللائكي ومقتضيات القانون الفرنسي. فإلى أي حد استطاعت الأقلية المسلمة بفرنسا النجاح في بلورة تصور واستراتيجية لتدبير شؤونها الإسلامية؟ ما هي الوسائل التي اعتمدتها لتحقيق أهدافها؟ ما هي الصعوبات والإكراهات والمشاكل التي اعترضت سبيلها أو ما تزال؟ هل يمكن الحديث عن أقلية مسلمة منسجمة ومتجانسة أمام تعدد الانتماءات والمرجعيات المذهبية والفكرية والوطنية والسياسية للمسلمين بفرنسا؟

إن مجال الممارسة الدينية الإسلامية واسع ومتشعب، لذا فإننا سنركز أساسا على بعض المحاور والقضايا التي تشكل جوهر ولب هذه الممارسة، وفي مقدمتها إشكالية مهنة الإمامة بفرنسا وإشكالية تدبير المساجد والجمعيات الدينية الإسلامية وارتباط هذا التدبير بالسياسية والقوانين الفرنسية والمناخ الدولي ومساهمات البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين في هذه العملية.

2. دواعي اختيار هذا البحث

إن اختياري لهذا الموضوع نابع من الوعي العميق بقضايا المهاجرين ومشاكلهم، فطبيعة عملي كأستاذ للغة العربية والثقافة المغربية وعضو بالبعثة الثقافية المغربية بفرنسا لمدة عشر سنوات، جعلني في احتكاك مباشر ويومي مع الجاليات المسلمة مما يسر لي الاضطلاع على أوضاعهم والصعوبات والتحديات التي تعترض تطبيق شعائرهم الدينية[1]. كما أن هناك خصاصا معرفيا في هذا الموضوع يترجمه فراغ المكتبة العربية أو تكاد، من دراسات أكاديمية تعنى بتدبير لإسلام بفرنسا، وكذا ندرة الباحثين المغاربة المتخصصين في هذا المجال، على أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة تنظيم العديد من الندوات وعناية بعض المجلات، بجوانب من الحضور الإسلامي بأوروبا. أما في الغرب وأخص بالذكر فرنسا، فقد شهد نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن دينامية متسارعة فيما يتعلق بالأبحاث والدراسات حول الإسلام. نلاحظ في هذا الإطار أن الاهتمام انصب حول الممارسات الدينية للمهاجرين المسلمين وأبنائهم وعلاقتها بثقافة البلدان الأصلية، وكذا حول قدرة الإسلام على الاندماج كدين أقلية في مجتمع غربي ديمقراطي لائكي متعدد الديانات والمرجعيات. نلاحظ أيضا أن الإهتمام بالإسلام كان غالبا في ارتباطه بواقع اجتماعي معين، فنجد مثلا أبحاث حول الإسلام والإرهاب، الإسلام وحقوق المرأة، الإسلام والحرية الدينية إلخ… أما موضوع تدبير الشأن الديني الإسلامي فلم يُفرد بالدراسة وإنما تناولته جزئيا بعض الأقلام أو اهتمت ببعض محاوره، دونما الكشف أو الإحاطة بجميع جوانب الموضوع. وتأكد لي أن الحاجة ماتزال ملحة لسبر أغواره. ومن ثمّ، فإن هذه الرسالة تعد فاتحة في هذا الباب وهذا ما شجعني لخوض غمار هذه اللجة، والسعي لإعطاء تحليل وتفسير نابعين من داخل أوساط المهاجرين المسلمين (باعتباري أحد أفراد هذه الجالية المسلمة) يوازي وربما يتجاوز بعض التحاليل والتفاسير التي أنجزها الغربيون[2].

لا يفوتني في هذه الفقرة الاشارة كذلك إلى بعض الدوافع الشخصية التي شجعتني على هذا الاختيار، والتي تتمثل أساسا في تكويني الأكاديمي الأساسي؛ حيث حصلت على باكالوريا علوم تجريبية ثم باكالوريا آداب اصيلة ثم الاجازة العليا في أصول الدين فدبلوم الدراسات العليا المعمقة بدار الحديث الحسنية. بموازاة هذا التكوين كنت أشعر ولاأزال بجاذبية تجاه السوسيولوجيا حيث حصلت على الاجازة في علم الاجتماع من جامعة محمد الخامس بالرباط وكذا الاجازة في نفس التخصص من جامعة Paul Valery بمونبوليي. وما شدني بالخصوص إلى هذا المجال هو دراسة الدين كظاهرة اجتماعية ومحاولة تحليل وتفسير أثره في المجتمع. وكيف يتأثر الدين بدوره بطبيعة الزمان والمكان فنتحدث عن أنماط التدين باختلاف البيئات والمجتمعات الحاضنة للدين. وحاولت تعميق دراستي في هذا الباب، وحصلت على ماستر فلسفة من جامعة Michel de Montaigne ببوردو، تخصص الأديان والمجتمعات، مما أهلني للعودة إلى مونبوليي وتسجيل هذه الأطروحة. وأرجو أن تعبر هذه الرسالة عن رؤية الباحث المزدوجة وتكوينه بالدراسات الاسلامية وعلم الاجتماع، لمقاربة موضوع حساس وحيوي ومتجدد يعنى بتدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا.

3. أهداف البحث

تتعدد أهداف هذه الدراسة، بين أهداف معرفية وأخرى عملية، وبين أهداف قصيرة المدى وأخرى متوسطة وطويلة المدى. ومن بين هذه الأهداف والمقاصد الكبرى، والتي أوردها على شكل عناصر مستقلة طلبا للوضوح والدقة، ما يأتي:

Ÿ التعرف على الإشكالات الكبرى التي يطرحها الحضور الإسلامي بفرنسا (اللائكية، الهوية والاندماج، تكوين الأطر الدينية…).

Ÿ التعرف على حاجيات الجالية المسلمة بفرنسا في المجال الديني، وطرق تلبية هذه الحاجيات.

Ÿ التعرف على المشاكل والصعوبات التي تعترض الممارسة الدينية الاسلامية بفرنسا.

Ÿ تحليل آليات التدبير العمومي للممارسة الدينية الاسلامية بفرنسا.

Ÿ التعرف على آليات تسيير وتدبير المساجد والجمعيات الدينية الاسلامية بفرنسا.

Ÿ التعريف بمهنة الإمامة والصعوبات التي تعترضها في السياق الفرنسي.

Ÿ التعريف بمختلف المؤسسات التي تعنى بالشأن الديني الإسلامي بفرنسا.

Ÿ التوثيق لأهم المحطات التي تميز الحضور الإسلامي بفرنسا خلال نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.

Ÿ تسليط الضوء على السياسات الدينية التي توليها البلدان الأصلية للمهاجرين تجاه مواطنيها بالخارج، المملكة المغربية نموذجا.

Ÿ المشاركة في إنتاج معرفة علمية تتعلق بتدبير الشأن الديني للجالية المغربية في الخارج.

Ÿ التعريف بالسياسة المغربية في المجال الديني تجاه المواطنين المغاربة بالخارج.

Ÿ اقتراح حلول عملية لبعض المشاكل المرتبطة بتطبيق تعاليم الديانة الإسلامية بفرنسا أو تلك التي تتعلق بتدبير العلاقة بين المسلمين والدولة.

Ÿ اقتراح اجتهاد علمي ومحاولة صياغة أرضية عملية لدليل المساجد بفرنسا.

يتبين من خلال الأهداف المعلنة أن هذه الدراسة ستسهم في إغناء البحث العلمي الأكاديمي في موضوع يستقطب الرأي العام وما يزال، على أن المستفيد من البحث في الدرجة الأولى هم المسلمون أنفسهم وبخاصة الأئمة والمسؤولين عن الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا. كما سيستفيد من هذه الدراسة المنتخبون والسياسيون ورجال الإعلام بفرنسا وعدد من المسؤولين بالبلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين سيتعرفون على زوايا جديدة في التحليل وشهادات متنوعة توثق للحضور الإسلامي بفرنسا وتشهد على طبيعة وخصوصية الممارسة الدينية الإسلامية بهذا الجزء من المعمور.

إننا واعون بالوقوف أمام ورش بحثي واسع يتطور باستمرار، وتتداخل فيه العديد من التخصصات. فهاته الدراسة ما هي إلا لبنة في صرح علمي كبير وتوطئة لدراسات لاحقة، تعنى بجوانب من تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا.

4. منهجية البحث

بالنظر إلى مسوغات البحث وأهدافه وانتمائه لتخصصات علمية مختلفة اعتمدت أولا على المنهج التحليلي الاستقرائي بغية التعرف على الأبحاث المنجزة واستثمار نتائج وإحصائيات[3] الدراسات حول موضوع الإسلام والمسلمين بفرنسا من قبل الجامعات والمراكز والمعاهد المتخصصة، وكذا استقراء آراء مختلف الفاعلين والمتدخلين في الموضوع. إن قصدي من المنهج الاستقرائي هو توظيف الملاحظات الميدانية، وتوثيق أكبر قدر من الوقائع قصد استخراج أحكام موضوعية وتعميمها في شكل قوانين تفسيرية لواقع المسلمين بفرنسا.

ثم انتهجت الأسلوب التحليلي الذي يتجاوز سرد الخبر، ويسعى إلى تشخيص علمي مبني على الملاحظة الدقيقة والمعاينة الميدانية أو ما يصطلح عليه في علم الاجتماع ب”الملاحظة التشاركية” (l’observation participante)[4]. وتسمى أيضا الملاحظة بالمشاركة أو الملاحظة بالمعايشة. وهي آلية أو تقنية يعتمد عليها في الدراسات الميدانية قصد الحصول على معلومات دقيقة حول مجتمع الدراسة (عشيرة أو قبيلة أو شركة أو جمعية أو مجتمع…). ولكي لا يتغير سلوك الأفراد المشكلين لمجتمع الدراسة نتيجة إحساسهم بأنهم تحت الملاحظة أو يعدلون من تصريحاتهم ومواقفهم، يجب على الباحث الانخراط في هذا المجتمع قدر الإمكان وقيامه بأدوار معينة تكسبه ثقة الجماعة وتعطي الانطباع بأنه فرد منها.[5] ولعل تواجدي بفرنسا لمدة تجاوزت عشر سنوات كأستاذ بالمدارس الفرنسية وبعض الجمعيات الإسلامية، واحتكاكي المباشر بالمنتخبين والأئمة والمسؤولين بالمساجد والقنصليات والبلديات والجامعات ومراكز البحث والتكوين وغيرها، ساعد حتما على الملاحظة العلمية المباشرة لظروف تدبير الإسلام وملامسة المناخ الاجتماعي والسياسي المحيط بهذه العملية.

كما عملت في هاته الدراسة إلى المزج بين المنهج الكمي (méthode quantitative) والمنهج النوعي (méthode qualitative) لفهم آليات هذا التدبير، ولهذا الغرض سأعتمد تقنيات مثل: تحليل المضمون، المقابلات المباشرة مع الفاعلين والمسؤولين عن تدبير الاسلام بفرنسا، كما سأعمل على توظيف بعض الإحصائيات المنجزة من طرف بعض المعاهد المتخصصة، للوقوف عن كتب على واقع المسلمين بفرنسا.

إن الملاحظة التشاركية المعتمدة في هذا البحث لا تكتفي بوصف واقع تدبير الممارسة الدينية الاسلامية بفرنسا، وإنما تطمح إلى البحث عن حلول عملية للمشاكل التي يتخبط فيها المسلمون بفرنسا، ويسكنها هاجس الإصلاح وتحسين شروط وظروف هذه الممارسة. إن التشخيص الذي نقوم به في إطار هذا البحث ليس هدفا في حد ذاته بقدر ما هو سعي وطموح لأن يكون لبنة في صرح معرفة علمية تتوخى المساعدة على توفير مناخ ملائم للممارسة الدينية الاسلامية بفرنسا.

5. تصميم البحث

يتألف هذا البحث من مقدمة وبابين وخاتمة؛

عنونت الباب الأول ب”الحضور الإسلامي بفرنسا: دراسة معرفية”، الغرض من ذلك إعطاء صورة تقريبية عن مجتمع الدراسة والمراحل التي مر بها المسلمون بفرنسا مع إبراز بعض المحطات المفصلية في هذا الحضور، وكذا الحديث عن أهم الاتجاهات الفكرية والفقهية والسياسية والوطنية لمسلمي فرنسا. ويحتوي هذا الباب على ثلاثة فصول: الأول يعطي لمحة تاريخية موجزة عن الوجود الإسلامي بفرنسا مع الإشارة إلى صورة الإسلام والمسلمين في الفكر الغربي وفي المتخيل الفرنسي على وجه الخصوص، والفصل الثاني يسلط الضوء على أهم الاتجاهات الفكرية والسياسية والوطنية لمسلمي فرنسا، وقد خصصت مبحثا مهما في هذا الفصل للحديث عن مأسسة الإسلام وتمثيلية المسلمين بفرنسا من خلال تأسيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وشرح تركيبته وأهم أدواره والتحديات المطروحة أمامه. أما الفصل الثالث، وهو الأهم في نظري، فيعنى بالتعريف ودراسة أهم الإشكالات المرتبطة بتنظيم الاسلام والمسلمين بفرنسا. وهنا أحب الإشارة إلى أن الإشكالات المتصلة بالحضور الإسلامي وبتدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا هي أكثر وأوسع من أن يطمح هذا البحث لفحصها ودراستها كلها، فهذه مهمة جسيمة تتطلب تضافر جهود مجموعة من الباحثين أو عدد من المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية، لذا كان لزاما علي اختيار بعضها أو أكثرها حضورا وإلحاحا بالنسبة للمسلمين بفرنسا. أخص بالذكر إشكالية مهنة الإمامة بفرنسا، وإشكالية تدبير المساجد والجمعيات الدينية الإسلامية بفرنسا وإشكالية الهوية والاندماج وبعض الإشكالات الفقهية المرتبطة بالأقليات المسلمة بفرنسا وأوروبا بوجه عام. وقد كان هذا الفصل مناسبة لإبراز الدينامية الصاعدة التي انخرط فيها مسلمو فرنسا من أجل تلبية حاجياتهم الدينية والثقافية، وكيفية تأقلمهم وتكييف ممارستهم الدينية مع الواقع الفرنسي، مع الإشارة إلى أهم العقبات والصعوبات التي اعترضتهم وماتزال.

أما الباب الثاني فعنونته ب:” التدبير السياسي للإسلام بفرنسا”. الغرض من ذلك إبراز السياسات العمومية التي تشرف أو تتطرق لتدبير الحضور الإسلامي والممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا. ويشمل كذلك ثلاثة فصول. ويعنى الفصل الأول بإبراز معالم السياسة الفرنسية في مجال تدبير الاسلام والمسلمين من خلال التركيز على دور الحكومة الفرنسية ودور الجماعات المحلية والإشارة إلى دور الثقافة والإعلام والحوار بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الفرنسي في هذه العملية. ويتطرق الفصل الثاني لشرح وتحليل دور البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين في تدبير الإسلام بفرنسا من خلال رؤية شمولية تتوخى التعريف بأبرز المتدخلين في هذا المجال، بينما يعالج الفصل الأخير، وبشكل أدق، المساهمة المغربية من خلال التعريف بالمؤسسات المغربية التي تشارك في تدبير الإسلام بفرنسا، وشرح طبيعة ومستويات تدخلها ومحاولة تقييم تجربتها وأدائها في هذا المجال. ويسعى هذا الباب في مجمله إلى إبراز الدينامية الهابطة التي تترجمها السياسات العمومية بفرنسا وعدد من البلدان الإسلامية المصدرة للهجرة فيما يتعلق بتدبير الإسلام بفرنسا.

6. خلاصة البحث

فرنسا لها مشكل مزدوج: من جهة لها علاقة متوترة تاريخيا مع “الدين” خاصة الكاثوليكي، مما يجعل كل نقاش حول الدين يتخذ صبغة حساسة يمتزج فيها الحماس والمبالغة وهو أمر نلمسه في اللائكية الشرسة التي تطفوا على سطح السجال السياسي بين الفينة والأخرى، ومن جهة أخرى التجربة الكولونيالية بالجزائر الفرنسية كانت مؤلمة، وجراحها مع مستعمراتها السابقة لم تلتئم بعد، مما يجعل التعامل مع قضايا الإسلام والهوية والمهاجرين القادمين من المستعمرات السابقة لفرنسا مشحون بحمولة نفسية يصعب تجاوزها. خصوصية العلاقات الفرنسية الجزائرية عامل محدد لفهم تدبير الإسلام بفرنسا. ماتزال بعض آثار الصراع بين المسيحية والإسلام خلال القرون الوسطى، وكذا الهيمنة الكولونيالية على ملف الإسلام بالجزائر الفرنسية مسيطرة على شبكات القراءة والتحليل في صفوف أوساط عريضة من السياسيين والإعلاميين الفرنسيين. وتكشف رمزية إشراف وزارة الداخلية على ملف الأديان عن حضور الهاجس الأمني بقوة في تدبير الأديان وبخاصة الإسلام، وذلك بالنظر للماضي الكولونيالي لفرنسا وأيضا للتمثلات المتجذرة في المتخيل الفرنسي حول الإسلام كديانة تمثل بامتياز الآخر أو التهديد الأجنبي، وأخيرا بالنظر كذلك لتنامي الإرهاب كظاهرة دولية عابرة للحدود والمشاكل الجيوستراتيجية المرتبطة بالإسلام.

استخلصنا في هذه الدراسة أن قضية تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا مرتبطة عضويا بتاريخ هجرة المسلمين لهذا البلد، وأنها اسفرت عن ديناميتين متلازمتين (صاعدة ونازلة) لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى. تتعلق الأولى بالحاجيات والمطالب الدينية والثقافية التي عبر عنها المسلمون بفرنسا منذ سنوات السبعينات إلى اليوم، والكيفية التي نظموا بها أنفسهم والسبل التي سلكوها لتلبية هذه الحاجيات، وتتعلق الثانية بالتدبير السياسي للحضور الإسلامي ولمطالب الجاليات المسلمة من طرف الحكومة الفرنسية والجماعات المحلية والمنتخبين وكذا من طرف البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين. ولا يمكن فهم طبيعة الإسلام بفرنسا وتطوره وآليات تدبيره بمعزل عن العلاقات البنيوية التي تربطه بالدول الاصلية للمهاجرين المسلمين، وكذا تعقد وتشابك مساهمات المتدخلين في هذا المجال.وتلتقي هاتان الديناميتان الصاعدة والنازلة، للبحث عن مساحة توازن تحترم فيها القوانين والقيم والمبادئ الفرنسية وتُـلَبّى فيها المطالب الدينية للجاليات المسلمة. وتكشف لنا هاتان الديناميتان عن مساحة متوترة تتجاذبها قوى متعددة، تعبر عن كيفية تنظيم مسلمي فرنسا لأمور دينهم وكيفية تفاعلهم مع الواقع، الخاضع لضغط الزمان والمكان، المتجدد باستمرار. كما تكشف عن ملامح صراع[6] خفي ومعلن يكتسي أبعادا ثقافية ووطنية ودينية وسياسية.

وإذا كان الاهتمام الأكاديمي قد انصب حول تحليل وتفسير” الدينامية النازلة” المرتبطة بالسياسة العمومية الفرنسية ودور الحكومة والعمالات والبلديات والجماعات المحلية والمؤسسات الجديدة التي أحدثتها الحكومة الفرنسية لهذا الغرض كالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية Conseil Français de Culte Musulman، وتأثير الدول الأصلية للمهاجرين في تدبير الممارسة الدينية الاسلامية بفرنسا، فإن التطرق إلى “الدينامية الصاعدة” المتمثلة في الحاجيات الدينية والمطالب الثقافية التي عبر عنها المسلمون بفرنسا وتفاعلهم مع المحيط الأوروبي اللائكي ومقتضيات القانون الفرنسي، وتحليل العلاقات والصراعات التي تكون المساجد مسرحا لها أو تلك التي تنشأ بين الهيئات والمنظمات الإسلامية بفرنسا لم تستوف حقها من البحث والتحليل، وهو ما عملنا على تداركه في هذه الدراسة أو على الأقل مهدنا لأبحاث لاحقة في هذا الباب.

وتعتبر إشكالية تدبير المساجد والجمعيات الدينية الإسلامية بفرنسا لب البحث ونواته. وتحتوي بدورها على جملة من الإشكالات الثانوية، كتلك التي تتعلق بمهنة الإمامة بفرنسا، وتكوين الأئمة، والتدبير المالي للمساجد والجمعيات الدينية الإسلامية أو ما يصطلح عليه في وسائل الاعلام بتمويل الإسلام بفرنسا. لقد حاولنا بالإضافة إلى التحليل الوثائقي للأبحاث والاصدارات في الموضوع، القيام بدراسة كمية وكيفية لمهنة الامامة بفرنسا، وهي في نظرنا إضافة نوعية في هذا المجال. أنجزنا سلسلة من المقابلات المطولة مع مجموعة من الأئمة المحاضرين، والتي مكنت من وصف ملامح هذه “الوظيفة”، والتطرق بإسهاب إلى بعض الإشكالات والتحديات التي تعترض الأئمة في مزاولة مهامهم بفرنسا. كما ناقشنا موضوع فقه الأقليات المسلمة بالمهجر ومدى انتفاع المسلمين بفرنسا من هذا الاجتهاد وهذا التراكم الفقهي.

ومن أهم محاور هذه الدراسة تلك التي تعنى بدور البلدان الاصلية للمهاجرين المسلمين في تدبير الممارسة الدينية الإسلامية بفرنسا. كشف البحث على الكثير من الارتباط والتنسيق حول هذا الملف بين الإدارة الفرنسية وسلطات البلدان الاصلية للمهاجرين المسلمين، وهي عملية تتم في الكثير من جوانبها عبر القنوات الدبلوماسية. وهو ما عبر عنه البحث ب”الديني في خدمة الدبلوماسي”. حيث نجد بعض الدول المصدرة للهجرة خاصة المغرب وتركيا تعمل على التسويق لنموذجها الديني، وتبلور لهذا الغرض سياسات تروم التأطير الديني لجالياتها بالخارج. مما يزكي هيمنة الطابع الوطني لإسلام المهاجرين بفرنسا. حضور “الديني في خدمة الدبلوماسي” يتجلى كذلك في مشاريع بناء بعض المساجد الكبرى بفرنسا، التي تتميز بتمويل دولي تشترك فيه بعض الدول العربية والإسلامية، كمسجد إفري، ومسجد سان إتيان ومسجد الملك فهد بن عبد العزيز وغيرها. وأحيانا تتميز بعض المشاريع بمساهمة بلدية المدينة أو المجالس الجهوية في مصاريف البناء. تشييد هذه المراكز والمساجد الكبرى يتم في الغالب بحضور شخصيات إدارية وسياسية وازنة كالوزير الأول الفرنسي أو وزير الداخلية أو المحافظ والمنتخبون وكذا ممثلين عن البلدان الإسلامية المساهمة.

“الديني في خدمة الدبلوماسي” حاضر كذلك من خلال رمزية تأسيس مسجد باريس سنة 1926، ووضعه آنذاك تحت إشراف وزارة الخارجية الفرنسية. لكن المسجد لم يشكل مركز إشعاع ثقافي وديني بالرغم من تأسيس “مؤسسة الإسلام” و”معهد الغزالي” لتكوين الأئمة. وتحظى هذه المعلمة بزيارات متكررة للسياسيين الفرنسيين والجزائريين وبعض المسؤولين العرب. ويعتبر مسجد باريس قطب الرحى فيما يتعلق بالمساهمة الجزائرية في تدبير الإسلام بفرنسا.

وبعدما أشارت الدراسة إلى الدور الجزائري والتركي ودور بعض دول الخليج في تدبير الإسلام بفرنسا، حاولت تسليط الضوء بالتفصيل على النموذج المغربي وإبراز ملامح ومستويات المساهمة المغربية في تدبير الإسلام بفرنسا. وأبرز البحث أن السلطات المغربية تسعى لتطوير دبلوماسية عمومية، يشكل الإسلام ونمط التدين المغربي المتميز بالوسطية والاعتدال أحد أبعادها الرئيسية. كما تعمل على نهج سياسة وقائية واحترازية ضد الهجمات الإرهابية التي تتغدى وتنمو فوق تربة الغلو والتطرف الدينيين. وهي لأجل ذلك توظف رأس مال مادي وبشري من خلال مجموعة من المؤسسات والوزارات (وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج، مجلس الجالية المغربية بالخارج، المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بالخارج)، التي تشترك وتتحد لتوفير الرعاية للجالية المغربية بالخارج والاستجابة لحاجياتها الثقافية والدينية والمادية. القراءة النقدية للمساهمة المغربية في تدبير الشأن الديني للمغاربة بالخارج تبرز بعض أوجه التكامل والتنافس بين هذه المؤسسات والوزارات السالف ذكرها. هناك وحدة حول الغايات والأهداف المسطرة، وتنوع وتعدد السبل ومستويات التدخل لتحقيقها. كما تنسق السلطات المغربية مع المؤسسات الأمنية الأوروبية وغيرها، لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي بات يؤرق السياسيين ويهدد العيش المشترك بأوروبا وعدد من الدول الغربية.

7. المصادر والمراجع

اعتمدت في هذه الدراسة على العديد من المصادر والمراجع باللغتين العربية والفرنسية. الملاحظة الأولى التي تسترعي انتباهنا، أن الكتابات التي تتناول وتعالج موضوع الحضور الإسلامي بفرنسا قليلة في مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وشبه منعدمة قبل هذا الفترة. لكنها أخذت وتيرة متسارعة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من توترات دولية أدت إلى سن قوانين لها اتصال مباشر بواقع المسلمين بالغرب، وكان من أبرزها بفرنسا قانون حظر ارتداء الحجاب والرموز الدينية داخل المدارس العمومية في مارس 2004. الحديث هنا عن الإصدارات باللغة الفرنسية، أما التأليف في هذا الموضوع باللغة العربية فما يزال محتشما، لكننا نلاحظ أن وثيرته في ازياد مضطرد، خاصة من خلال المقالات والندوات التي تتطرق لجوانب مختلفة للحضور الإسلامي بفرنسا والغرب عموما.

الملاحظة الثانية أن الإقبال الكبير للإعلام والنشر في موضوع الاسلام والمسلمين بفرنسا في الآونة الأخيرة، تغذيه اعتبارات سياسية ومخاوف اجتماعية.

والملاحظة الثالثة تتمثل في تشابه وتناسخ الكتب والمقالات الصادرة حول هذا الموضوع، واعتماد الصحفيين والمؤلفين على بعض الباحثين والأكاديميين المتخصصين[7] في الظاهرة الإسلامية وتداعياتها على المجتمع الفرنسي، حيث أصبح بعضهم مرجعا لكل دارس أو متتبع أو باحث في هذا المجال. أخص بالذكر أوليفيه رْوَاOlivier ROY، وجيل كبيل Gille KEPEL، دانييل إرفيو ليجيي Danièle Hervieu-Léger، رافاييل ليوجييه Raphaël LIOGIER، وفرانك فريغوسي Franck FREGOSI، وبرينو إتيانBrunot ETIENNE، ومالك شبال Malek CHEBBEL، ودنيا بوزار Dounia BOUZAR، وطارق رمضانTariq RAMMADAN، وعبد النور بيدار Abdennour BIDAR، وغيرهم. وكثيرا ما يستشار هؤلاء المتخصصون ويستدعون إلى الحوارات المتلفزة ونشرات الأخبار كلما استجد أمر له اتصال أو علاقة بالمسلمين بفرنسا.

هذا الأمر يحيلنا بدوره على ملاحظة رابعة تتعلق باكتساب المواضيع الدينية جاذبية جديدة في الدراسات الأكاديمية وإعادة الصلة بها في مجال العلوم الإنسانية. أصبح موضوع الإسلام مركزيا في هذه الأبحاث، ولا أدل على ذلك من إنشاء مراكز للبحث وتخصيص رسائل جامعية واعتمادات مهمة لدراسة المسلمين بصفة عامة والمسلمين بالغرب بصفة خاصة.

الملاحظة الخامسة تتعلق بتنامي التقارير الوزارية والبرلمانية وتقارير الخبرات حول الاسلام والمسلمين بفرنسا. غالبا ما تحتوي هذه التقارير على مادة علمية خصبة وقيمة علمية مضافة بالنظر للقائمين على تحرير هذه التقارير وقربهم من بعض المصار والمواقع الحساسة.

الإقبال المتزايد للرسائل والأطروحات التي تناقش وتحلل ملامح الحضور الإسلامي بالغرب والإشكالات التي يثيرها، يجعلنا نؤكد على راهنية هذا الورش البحثي وأهميته في الدراسات الأكاديمية وربما لعقود طويلة.

الهوامش:
[1]. من القضايا الحساسة في هذا الإطار أخص بالذكر: قلة المساجد والمراكز الإسلامية، التغذية الحلال، قلة أو انعدام الأماكن الخاصة بدفن المسلمين، مشاكل وإكراهات الاحتفال بالأعياد الإسلامية خاصة عيد الأضحى، تنامي الإسلاموفوبيا…
[2]. أنجزت أغلب الدراسات حول موضوع الإسلام والمسلمين بالغرب خلال العقدين الفارطين من طرف أوروبيين، وأخص بالذكر الباحثين الفرنسيين والبلجيكيين والإنجليز، ينظر البيبليوغرافيا في ختام البحث.
[3]. على سبيل المثال l’institut Française d’opinion publique : IFOP، التي تقوم بكيفية منتظمة بدراسات وإحصائيات علمية دقيقة للتعرف على آراء الفرنسيين بخصوص مواضيع اجتماعية و سياسية…
[4].http://www.recherche-qualitative.qc.ca/documents/files/revue/edition_reguliere/numero27(1)/soule.pdf

(visité le 26/09/2016).
[5]. للمزيد من التوسع في موضوع الملاحظة التشاركية يرجى العودة إلى المراجع التالية:

– Jacqueline Barus- Michel, Eugène Enriquez, André Levy (dir), Vocabulaire de psychosociologie, Ed érès, 2013 (1ère édition 2002).

– Jean-François Dortier (dir), Le dictionnaire des sciences humaines, Ed Sciences Humaines, PUF, 2004.
[6] مصطلح الصراع كما أشار إليه الفيلسوف الألماني سيمل Simmel، يتجاوز معنى تعارض المصالح والطموحات إلى أشكال الفصل والربط داخل المجموعات الإنسانية والتي تنتج بدورها روابط اجتماعية. (ينظر شرح مصطلح Conflit في ملخص هذا البحث بالفرنسية).

Georges SIMMEL, Le Conflit, éd Circé, 1995, p.19.
[7]. من المسلمين هنالك:

Abdenour BIDAR, Tariq Ramadan, Dounia BOUZAR, Tareq OUBROU, Malek CHEBBEL, Tahar MAHDI, Mohamed ARKOUN, Leila Babbès, Rachid BENZINE, Rachid ID YASSINE…

ومن غير المسلمين هناك:

Gilles KEPEL, Olivier ROY, Danièle Hervieu-Léger, Vincent GEISSER, Franck FREGOSI, Bernard GODARD…


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد