"على رأس الثمانين"

تعريف بكتاب: “على رأس الثمانين”

يعتبر الأستاذ محمد داود (1901 – 1984) إحدى الشخصيات الوازنة في عالم الفكر والثقاقة والتأريخ والصحافة والتربية والتعليم والنضال الوطني بالمغرب، وقد ارتأى الأستاذ داود رحمه الله، أن يكتب مذكراته الشخصية، وأن يضمنها في كتاب سماه “على رأس الأربعين”، على أن يشتمل هذا الكتاب على مجمل نشاطاته وأعماله ومساهماته واهتماماته ومنجزاته ورحلاته واتصالاته، منذ نشأته إلى أن بلغ سن الأربعين.

إلا أن الظروف لم تساعده على استكمال كتابه المذكور، حيث شرع في كتابة بعض فصوله، ففصل الكلام عن ميلاده ونشأته وأسرته وبيئته، ثم تحدث عن دراسته الأولية في الكـُتاب بتطوان، ثم عن دراسته العليا على شيوخ وعلماء هذه المدينة، ثم على شيوخه وأساتذته في مدينة فاس، مدققا في كل ذلك، ومفصلا لكيفية تلك الدراسة وطرقها وموادها وكتبها وأماكنها، كما ترجم لرفقائه من الطلبة، وكذا أساتذته في كل من تطوان وفاس، وقد توقف عند هذا الحد، حيث توفي رحمه الله قبل أن يتم هذا الكتاب.

ونظرا لما يكتسيه موضوع الكتاب المذكور – رغم عدم استكماله من طرف مؤلفه – من الأهمية في مجال التعريف بحياة هذه الشخصية المتميزة بين رجالات المغرب، وكذا التعريف بخصائص الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية بمدينة تطوان في أوائل القرن العشرين الميلادي، فقد عملت على تحقيقه واستكمال بعض جزئياته، ثم أخرجته إلى الوجود، خدمة للثقافة المغربية وإغناء للخزانة العربية، تحت عنوان “على رأس الأربعين” من تأليف: محمد داود، وبتحقيق: حسناء داود.

ثم إنني – وفاء لوالدي – واعتبارا لما وقفت عليه من مذكراته الغنية بالمعلومات المتعلقة بمختلف أعماله ونشاطاته في حياته الطويلة، إلى أن بلغ سن الثمانين، قد ارتأيت أنه من واجبي – وتلبية لطلب كثير من المهتمين بالموضوع – أن أكمل هذه المذكرات، وأن أصدر الجزء المكمل لها، فكان كتابي “على رأس الثمانين”.

فهذا الكتاب، هو من منشورات جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية بتطوان، وقد صدر في شهر يوليوز من سنة 2011، ويقع في 346 صفحة، بالإضافة إلى 27 صفحة تضم بعض الصور المختارة للمترجم. وهو في الحقيقة تكملة لمذكرات “على رأس الأربعين” المذكور، وقد حاولت فيه أن أقف عند مختلف المحطات المتميزة في حياة والدي رحمه الله، منذ فترة رجوعه من جامعة القرويين التي استكمل فيها دراسته بفاس، ومرورا بأهم هذه المحطات، وهي (باختصار):

أعماله بعد عودته من فاس
إجازاته العلمية
تأسيسه لأول مدرسة عربية وطنية حرة بشمال المغرب (المدرسة الأهلية سنة 1924)
أخبار المقاومة الريفية ضد الاحتلال الإسباني بتطوان
نشاطه الصحافي (تأسيسه لمجلة السلام وجريدة الأخبار)
نشاطه في الحقل الوطني والعمل النهضوي
أعماله في ميدان التعليم
عضويته في مختلف الهيئات والمنظمات التعليمية والقانونية والحقوقية والأدبية …الخ.
وظائفه ورحلاته وأسفاره
كتاباته في الصحافة
مؤلفاته وأشعاره
خزانته
شذرات من مذكراته (أحداث وأخبار وطرائف اجتماعية وتاريخية عن مدينة تطوان)

إلى آخر مرحلة من مراحل حياته، ثم وفاته رحمه الله سنة 1984 م.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد