اختتم في الدوحة المؤتمر الدولي الرابع “الخطابة والمناظرة والحوار: نحو تأصيل منهجية التمكين في مؤسساتنا التعليمية” (11 – 13 يناير 2013) الذي نظمه مركز مناظرات قطر بالتعاون مع معهد سلوفينيا لثقافة الحوار من سلوفينيا، الجمعية الدولية لدراسة المحاججة من هولندا، المعهد الدولي للمناظرات، والمركز الدولي لدعم التواصل والحوار السياسي من الولايات المتحدة الأمريكية ، بمشاركة أكثر من 300 باحث وخبير وأكاديمي يمثلون 38 دولة، وبحضور عربي كبير من أكثر من 14 بلداً.
وأكد المؤتمر، الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، الدور المميز الذي حظيت به قطر وهو أن تكون جسراً للتواصل بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان لتكريس ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر بدلاً من استخدام لغة الفوضى والعنف التي تسود العالم.
وبعد نقاش عميق وتداول مكثف حول القضايا الرئيسية المعروضة على جلسات المؤتمر وورشاته والمستحضرة لمختلف التحديات، وحاجة الإنسانية إلى نشر ثقافة الحوار والتناظر والتمكين لقيمها باعتبارها الحل الأمثل لما يواجه البشرية اليوم من مشاكل وصعوبات، خلص المؤتمر إلى أهمية إصدار “إعلان الدوحة” ودعوة الهيئاتالدولية ذات الصلة والحكومات وصناع القرار والنخب السياسية والفكرية والعلمية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني و الأهلي إلى:
1) استثمار الرصيد الإنساني في مجال المناظرة والحوار، والعمل على عولمة مبدأ : “الحوار فكرا وممارسة”.
2) العمل على عقلنة المجهود النظري واستثماره في برامج عملية تبني جسور الحوار والتواصل بين الأمم والدول على اختلاف لغاتها وأديانها وثقافاتها وحضاراتها.
3) ضرورة اعتماد الحوار آلية مؤسسة للحق في الاختلاف وأهمية تدبيره سلميا ومدنيا، والعمل على توفير فضاءات للنقاش الحر وتبادل الرأي.
4) بناء شبكة دولية للمؤسسات التي تعنى بالحوار والمناظرات واستثمار تكنولوجيا الإعلام والاتصال في ذلك.
5) إدماج الحوار والمناظرة في المناهج التعليمية والإعلامية والثقافية باعتبارها مشتلا للتنشئة على قيم الحوار ومهاراته وإنشاء مراكز خاصة بذلك.
6) الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي المهتمة بالحوار والمناظرة و دعم جهودها في مجال إعداد و تدريب الناشئة على قيم الحوار والتناظر وآدابهما.
7) جعل “المؤتمر الدولي للخطابة والمناظرة والحوار” محطة دورية لإشعاع قيم وثقافة الحوار في مختلف الدول.
8) الارتقاء بأسلوب الأولمبياد حول الحوار والمناظرة وتعميمه ليصير تقليدا عالميا معتمدا.
9) تطوير الدراسات والأبحاث المتعلقة بثقافة الحوار والمناظرة.
10) تعميق التواصل الحواري بين التيارات الفكرية والثقافية من خلال ملتقيات علمية متخصصة، واحتضان الشباب في فضاءات لتدريب وتنمية مهارات الحوار والمناظرة.
وأشارت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إلى أن تربية الأجيال على ثقافة الحوار هي السبيل لبناء عالم آمن ينزع إلى السلام.
ومثلما كان الأثر البالغ لكلمة صاحبة السمو في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كذلك أثرت مشاركتها في جلسة النقاش الرئيسة بعنوان “إشراك الشباب في حوار بنّاء لتعزيز السلام والتفاهم والاحترام المتبادل” التي أدارها السيد جاسم العزاوي – قناة الجزيرة الإنجليزية. وشارك فيها الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي – رئيس مجلس ادارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان – ، والدكتورة عائشة المناعي – عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية- جامعة قطر، والبروفيسور ألفريد سنايدر – جامعة فيرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية والدكتور ديفيد كراتس وليامز – جامعة فلوريدا اتلانتيك بالولايات المتحدة الامريكية-، الى جانب دانة الأنصاري – جامعة كارنيجي ميلون – في قطر.وفي مداخلة لصاحبة السمو، أكدت أهمية تعليم الحوار وتعلم أساليبه من داخل محيط الأسرة نفسها.
وناقش المشاركون في المؤتمر 120 ورقة عمل متنوعة في محاور المناظرة والحوار والخطابة، باللغتين العربية والإنجليزية إلى جانب عقد ورش عمل وكلمات رئيسة.
وقام مركز مناظرات قطر على هامش فعاليات المؤتمر بتدشين قاموس “مصطلحات المناظرة” باللغة العربية والإنجليزية، وذلك في احتفالية حضرها سعادة الدكتور محمد فتحي سعود- رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع-. ويعتبر هذا القاموس هو الأول من نوعه عربياً ويأتي تحقيقاً لمبادرة المركز: “مناظرو اليوم، قادة المستقبل”، التي تلخص رسالة المركز، ويعد إضافة جوهرية في مجال المناظرة.
وأشارت الدكتورة حياة عبدالله معرفي- المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر- في مؤتمر صحفي عقد على هامش المؤتمر عن اعتزازها بالمشاركة العربية وما قدمه الخبراء والأكاديميون العرب من مواد أثرت محاور المؤتمر وشكلت إضافة له، معربة عن تمنياتها بأن يكون المؤتمر في الدوحة “قاعدة ينطلق منها المختصون العرب لمشاركات أكبر في المستقبل”.
المصدر: ميدل إيست نيوز واير
اترك رد