ينظم المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع جامعة اليرموك مؤتمرا علميا دوليا بعنوان: الإعلام المعاصر في الرؤية الحضارية بعمّان، الأردن: 16-17 محرم 1435ﻫ الموافق 20-21 (نوفمبر) 2013م.
أولاً: فكرة المؤتمر
أصبح الاتصال والإعلام في الواقع المعاصر شأناً مهماً في حياة الناس أفراداً ومجتمعات. وتعددت مفاهيم الإعلام ووسائله وأساليبه ومضامينه، فلم يعد يملك الإنسان فكاكاً من وصولها إليه، وتأثيرها عليه. وأخذت المعلومة الصحيحة والخطأ، تنتشر بسرعة هائلة إلى الغالبية العظمي من سكان الكوكب الأرضي، حتى إنَّ وصف الإعلام بأنه السلطة الرابعة، لم يعد تعبيراً عن درجة رابعة في التأثير على أنماط التفكير والسلوك الإنساني، بل إن هذه السلطة تكاد تتحكم في السلطات الثلاث الأخرى. ألا يدعو ذلك إلى وقفة للتفكر والتدبر في فهم الظاهرة الإعلامية وآليات عملها؟
ويبدو أننا في بلادنا العربية والإسلامية نتعامل مع واقع الإعلام المعاصر من موقع التلقي في غالب الأحيان، ونستخدم وسائل الإعلام وأساليبه على سبيل الاستهلاك في معظم الحالات، ونتداول العلوم والمعارف الإعلامية، نتعلَّمها ونُعلِّمُها كما تردنا من مصادرها، دون الوعي بالهوية الحضارية المميزة لأمتنا العربية الإسلامية، والقدرة على استثمار منظومة القيم الكامنة في معتقداتنا ورؤيتنا للعالم، ومركزية موقعنا الحضاري والاستراتيجي. فما الذي يمنعنا من إعمال رؤيتنا الكونية الحضارية في فهم ذلك كله، والحضور الفاعل في ساحة العالم الإعلامي إنتاجاً وإصلاحاً وترشيداً؟
من الملاحظ أنَّ التطور الذي حدث ولا يزال يحدث في وسائل الاتصال والإعلام، يضيف باستمرار أدوات ووسائل جديدة، لكنها لا تلغي الأدوات والوسائل السابقة عليها، بل تعيد كل وسيلة صناعة موقع جديد وطريقة جديدة في التأثير، مما ينبئ بأن خط التطور سيبقى متواصلاً، ألا تدعو هذه الحالة من التطور المتواصل في وسائل الاتصال والإعلام وأساليب تأثيرها، إلى القلق من الوقوف أمامها موقف المتفرج، دون أن نفكر في المشاركة في صنع المستقبل والتحكم في أحداثه، ونفتح لدى أبناء الأمة أبواب الإبداع؟
تشير بعض الدراسات إلى أن وسائل الاتصال والإعلام المعاصرة تُستخدم في جوانب محدودة من الحياة الاستهلاكية الرخيصة، مع العلم بأن المضامين الإعلامية تتوزع على تنوع كبير من المجالات ذات الأثر الأكثر أهمية، لا سيما في مجال الأخبار والتحليلات والآراء وبرامج التعليم والتوجيه. أليس من المحزن حقاً أنّ وسائل الاتصال والإعلام الجديدة التي فتحت مجالات جديدة للمعرفة والثقافة والتعليم والتنمية، قلّما توظف لهذه الأغراض؟
لعلَّه قد مضى ذلك الزمن الذي كان يمكن فيه تحديد مصادر الإعلام ووسائله التي تتاح لأبناء مجتمع معين؛ وتُحجب عنه المصادر والوسائل الأخرى. فالفضاء الإعلامي اليوم يكاد يمتلئ بكل ألوان الطيف الفكري والعقائدي والسياسي والاجتماعي؛ فما الذي يمثله هذا التنوع والتعدد من المنافع أو المخاطر التي يمكن أن تصيب شخصية المواطن في مجتمعاتنا؟ وإذا كانت وسائل الإعلام متاحة لكل فئات المجتمع العمرية، فما أثر هذا التعدد والتنوع على الطريقة التي تحاول مجتمعاتنا إعداد الأجيال الجديدة عليها من خلال برامج التعليم والتربية والتوجيه والتشريع، لا سيما في مراحل التنشئة الاجتماعية ومستويات التعليم المختلفة؟
ومع مظاهر التعدد والتنوع في المضامين الإعلامية تظهر أهمية القوانين والتشريعات التي تحدد ما هو مسموح وما هو ممنوع، مباح بحكم القانون، ومحرم مخالف للقانون. وتنبثق هذه التشريعات عادة من المعتقدات والقيم التي يتبنَّاها المجتمع للمحافظة على هويته وشخصيته. فأين تقف أجهزة الإعلام من هذه التشريعات؟ وما الأخلاقيات العلمية والمهنية والاجتماعية التي يمكن لمؤسسات الإعلام أن تحتكم إليها؟
لكنَّ الآثار السلبية للإعلام المعاصر ليست قدراً لا يملك الإنسان أمامه إلا الاستسلام والخضوع، ولا يعني ذلك غياب الجهود التي تبذلها بعض مؤسسات الإعلام في الإسهام في مشاريع الإصلاح، سواءً الموجَّهة إلى الناشئة أو المتخصصة في البرامج التعليمية، أو التي تهتم بالتوعية العامة. ومن العدل أن نشير إلى الخبرات الناجحة والجهود المميزة لبعض المؤسسات الإعلامية والبرامج الإعلامية. أليس من المفيد أن نفتح المجال لاقتراحات بنّاءة، ومبادرات إبداعية في مجال الإفادة من الإعلام المعاصر، وترشيد التعامل مع وسائله وبرامجه؟
إنَّ هذه الأسئلة وأمثالها تستدعي معالجة قضايا الإعلام المعاصر معالجة فكرية تأصيلية تتصل مباشرة بدور الإعلام في الحياة المعاصرة في المجتمعات العربية والإسلامية، وما يمثله هذا الدور من إمكانيات هائلة تستطيع أن تسهم في برامج التنمية في هذه المجتمعات، وتعين الوسائل الأخرى للتنشئة والتوجيه والتربية والتعليم في تحقيق أهداف المجتمع وطموحاته في النهوض الحضاري المنشود. وقد جاء اختيار هذه المعالجة الفكرية؛ لأن كثيراً من المؤسسات ذات الصلة بالإعلام والمهتمة به تغطي أنواع المعالجات الأخرى، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات وتنظيم الحلقات الدراسية والدورات التدريبية، لا سيما في المجالات المهنية والحرفية في الإعلام.
ثانياً: أهداف المؤتمر
- توضيح المفاهيم والعناصر والوظائف والقضايا الرئيسية في الاتصال والإعلام المعاصر ضمن المنظور الحضاري للأمة.
- الوعي بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في ظل العولمة والتحولات المجتمعية في المجالات المتنوعة.
- تفحُّص الأدوار المهمة للوسائط الإعلامية في التعبير عن هوية الأمة.
- إعمال الرؤية الفكرية الحضارية في فهم آليات الاتصال والإعلام المعاصر وكيفية التعامل معها.
- التأسيس لتطوير الخبرات والكفاءات والبرامج الإعلامية في العالم العربي والإسلامي.
ثالثاً: محاور المؤتمر
المحور الأول: الإعلام في الرؤية الحضارية: المفهوم والنظرية والوظيفة والأدبيات
1. مفهوم الإعلام في المجتمع المعاصر، وعلاقته بالمفاهيم والمصطلحات الأخرى، مثل: الاتصال، والدعوة، والإعلام المحافظ، والإعلام الملتزم،… .
- تطور مفهوم الإعلام ووظائفه وأدواته في الحضارة العربية الإسلامية: دراسة تاريخية نقدية.
- دراسة تحليلية نقدية للأبحاث والدراسات والكتب التي ناقشت مفهوم الإعلام الهادف والملتزم، والإعلام الإسلامي.
- دراسة تحليلية نقدية لألوان الخطاب الإسلامي في الفضائيات ذات التوجه الإسلامي.
- التأسيسات النظرية والتطبيقات العملية للإعلام الهادف من خلال التوجهيات القرآنية والنبوية والممارسات التراثية.
المحور الثاني: الدور المنشود للإعلام في عصر التحولات المجتمعية.
- دور وسائل الإعلام المعاصرة في تشكيل هوية المجتمعات العربية الإسلامية، والانتماء للمجتمع والأمة، والتنمية المجتمعية.
- الدور الإعلامي لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في عصر التحولات المجتمعية.
- دور الإعلام في الثقيف والتعليم: دراسات وصفية تحليلية نقدية.
- المعالجة الإعلامية للتطورات التي تحدث على الساحة العربية والإسلامية في المجالات المتنوعة: سياسية، اجتماعية، اقتصادية….
- برامج الفتاوى في القنوات الفضائية ودورها في بناء الثقافة الفقهية.
المحور الثالث: الوسائط الإعلامية في المنظور الحضاري للأمة
- تنوع الوسائط الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة وسبل توظيفها في النهوض الحضاري.
- ترشيد طرق التعامل مع الوسائط الإعلامية.
- سبل مواجهة المضامين الإعلامية المناقضة للتوجه الحضاري المنشود.
- التجديد والإبداع في الإنتاج الإعلامي الحضاري للأمة.
- الدور الإعلامي لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في تشكيل هوية المجتمعات العربية والإسلامية.
- أخلاقيات ممارسة الوسائط الإعلامية والملتميديا الحديثة في عصر التحولات المجتمعية.
المحور الرابع: برامج ومشاريع وخطط عملية مقترحة لبناء برامج وكفاءات إعلامية وفق المنظور الحضاري للأمة.
- تجليات التجارب الحضارية العربية والإسلامية في المجالات الإعلامية المعاصرة: السمعية والبصرية: دراسة تحليلية نقدية.
2. خارطة تصنيفية للفضائيات العربية والإسلامية بناء على منطلقاتها (تعليمية، غنائية، رياضية، ترفيهية، إخبارية، محلية وأجنية، حكومية وأهلية إلخ) وتناولها بالنقد والتحليل، وبيان مدى تأثيرها في الشخصية العربية الإسلامية.
3. القنوات الإعلامية والبرامج الموجهة إلى فئات محددة في المجتمع: الأطفال، المراهقين، النساء إلخ، ومدى تلبية كل نوع منها للحاجات النفسية والاجتماعية للفئة المستهدفة.
- التخطيط الاستراتيجي للإعلام المنشود في الرؤية الحضارية في الفضاء الكوني.
- سبل إعداد الكفاءات الإعلامية وفق المنظور الحضاري للأمة.
المحور الخامس: الإعلام والعولمة
- موقع الإعلام في المجتمع المعاصر في ظل العولمة الإعلامية، ومدى تأثيره على الخصوصيات الوطنية.
- دور الإعلام في المحافظة على القيم الإنسانية، والأعراف والتقاليد الحسنة.
- الرسائل الخفية في الإعلام، أهدافها، وصور تضمينها للمضمون الإعلامي وسبل الكشف والتعامل معها.
4. تأثير المسلسلات الأجنبية، والمدبلجة عَلَى الأسرة العَرَبية، ودور الإعلام الهادف في تغيير القيم السَّلْبِيَّة الَّتِي تتركها هذه المسلسلات في الأسرة.
المحور السادس: معوقات تعرقل بناء الإعلام الهادف:
- التكامل والتناقض في المضمون الإعلامي لمؤسسات الإعلام.
- الخطاب الإعلامي العربي الإسلامي بين المهنية والرسالية.
- الخطاب المذهبي………
المحور السابع: مستقبل الإعلام في عصر التحولات المجتمعية
- الدراسات الاستشرافية في مجال الإعلام للحفاظ على هوية الأمة في ظل التدفق الإخباري.
- مستقبل وسائل الإعلام الحديثة وتكنولوجيا الاتصال في نشر الثقافة المجتمعية والمحافظة على الهوية.
- القائم بالاتصال (الإعلامي) في وسائل الإعلام الحديثة والملتميديا الحديثة… رؤية استشرافية.
رابعاً: مواصفات البحث المطلوب
- ألا يكون البحث قد نشر سابقاً أو قدّم للنشر لجهة أخرى.
- أن يكون بحثاً علمياً حسب المعايير المعروفة في البحوث العلمية: الأصالة والإضافة إلى المعرفة والتوثيق (ويكون التوثيق في الهوامش أسفل الصفحات).
- أن يبدأ البحث بمقدمة (في حدود خمسمئة كلمة) تبين موضوع البحث وأهميته وأهدافه ومنهجيته وعناصره، وطبيعة البحوث السابقة فيه، وينتهي بخاتمة (في حدود خمسمئة كلمة) تبين خلاصة مركزة للنتائج التي توصل إليها البحث، وما تتطلبه هذه النتائج من توجهات أو تطبيقات عملية، والقضايا التي أثارها البحث وتحتاج إلى مزيد من الجهد البحثي. وتقسم مادة البحث إلى عدد من العناوين الفرعية.
- أن يكون حجم البحث ما بين ستة آلاف كلمة في الحد الأدني وعشرة آلاف كلمة في الحد الأقصى (25-35 صفحة).
- أن يكون البحث مرقوناً على الحاسوب (نظام أي بي أم) ويقدم منه نسخة إلكترونية ونسخة ورقية، ويرسل بالبريد الإلكتروني. ويرفق بالبحث ملخص في حدود مئة وخمسين كلمة، وتعريف بالباحث في حدود خمسين كلمة وصورة شخصية ملونة، لأغراض إعداد ملخصات المؤتمر والتعريف بالباحثين المشاركين.
- تتحمل الجهات المنظمة للمؤتمر نفقات الإقامة ووجبات الطعام والتنقلات الداخلية طيلة أيام المؤتمر، ويتحمل المشارك أو المؤسسات التي ينتمي إليها نفقات السفر إلى الأردن.
- تواريخ مهمة: آخر موعد لتسلّم الملخصات 20/5/2013م، وآخر موعد لإشعار الباحث بقبول الملخص 15/6/2013م والأجل النهائي لتسلّم البحث كاملاً 15/9/2013 والأجل النهائي لإشعار الباحث بقبول بحثه وتوجيه الدعوة له لحضور المؤتمر 15/10/2013م. موعد عقد المؤتمر 20-21/11/2013م.
- تتم مراسلات المؤتمر على عنوان البريد الإلكتروني [email protected]
اترك رد