28-04-2013
اختتمت في جامعة الزرقاء فعاليات المؤتمر العلمي الدولي العربي التاسع (الوضع الاقتصادي العربي وخيارات المستقبل)، الذي عقد على مدار يومين، وحظي المؤتمر بمشاركةٍ فاعلة من عددٍ كبيرٍ من الباحثين والمختصين إضافة إلى مشاركة طلابية متميزة، حيث بلغ عدد البحوث المقدمة للمؤتمر (150) بحثاً من سبعِ دول عربية إضافة إلى ماليزيا، وتم اختيار اثنين وأربعين بحثاً تم تحكيمها من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.
وشملت البحوث المحور الاقتصادي والتسويقي (18) بحثاً، والمحور المحاسبي والمالي والمصارف الإسلامية (12) بحثاً، والمحور الإداري ونظم المعلومات (12) بحثاً، إضافة إلى خمس أبحاث قدمت من قبل الطلبة في الكلية ضمن المحور الطلابي.
هذا وأكدت مناقشات محاور المؤتمر على أن إصلاح الأوضاع الاقتصادية العربية لا يمكن أن تُثمِر من خلال السياسات الاقتصادية العشوائية وسياسات ردود الفعل المتسرعة، وأن الإصلاح الحقيقي للأوضاع الاقتصادية العربية يستوجب برامج طويلة الأجل في مجال الإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي والاجتماعي، كما أكدت مناقشات المؤتمر على أن المخاطر التي تهدد الأمن الاقتصادي العربي ومخاطر فقدان السيطرة على مستقبل الاقتصاد العربي.
وعليه انتهت مناقشات المؤتمر إلى التأكيد على ضرورة صياغة توصيات علمية وعملية تسهم في بلورة مشروع حضاري اقتصادي شامل لإصلاح أوضاع الاقتصادات العربية.
وأوصى المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر بتبني مشروع لتطوير التكامل الاقتصادي العربي ، يتضمن إعادة صياغة نظرية التكامل الاقتصادي العربي لمواكبة التطورات العالمية ومواجهة تحديات اقتصاد العولمة وسياسات التحرر الاقتصادي ، وتصويب الخلفية النظرية للمنهج التكاملي بعيداً عن النظرية التقليدية للتكامل الاقتصادي التي تبدأ بمدخل التبادل التجاري دون أي اعتبار لواقع الاقتصادات العربية، ومراجعة برامج الإصلاح الاقتصادي القائمة على التخاصية وسياسات التحرر الاقتصادي ووصفات واملاءات المؤسسات الاقتصادية الدولية ، و تصحيح اختلالات الهيكل القطاعي للناتج المحلي الإجمالي للدول العربية من خلال زيادة مساهمة القطاعات الإنتاجية في الناتج المحلي الإجمالي.
والتخلي عن الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن تحقيق التنمية التكنولوجية بشرائها أو نقلها لأن المعرفة المستوردة سرعان ما تتلاشى نتيجة تقادمها ، والدعوة إلى توطين التكنولوجية وربطها بمنظومة التربية والتعليم والبحث والتطوير وبما يؤدي إلى تطوير التكنولوجيا، وإنشاء مراصد وطنية للعلوم والتكنولوجية كآلية لمتابعة واستشراف المستجدات التقنية والتطورات التكنولوجية على الصعيد العالمي، وتبني سياسة عربية موحدة للاستثمارات العربية البينية من خلال مؤسسة ضمان الاستثمار تأخذ بعين الاعتبار تصحيح التوزيع القطاعي للاستثمار العربي البيني، وإخضاع الاستثمارات العربية البينية لمعايير جدوى الاستثمار العربي البيني، واعتماد الاستثمار العربي البيني كآلية للتكامل الاقتصادي العربي، بالإضافة إلي دعم القاعدة الإنتاجية للاقتصاد العربي وتطويرها.
بالإضافة لإعادة النظر في السياسات الاستثمارية للمصارف الإسلامية وتعزيز دورها في التنمية الوطنية والعربية المشتركة، واستيعاب المستحدثات في الأدوات والمشتقات المالية والعمل على زيادة جاذبية الأسواق المالية العربية وقدرتها التنافسية في مجال تقديم الخدمات المالية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية،
وترشيد استهلاك الموارد المائية المتاحة وتنميتها وتطوير تقنيات تحلية المياه، وزيادة الشفافية المصرفية والمالية أمام المستثمرين إزاء المخاطر التي قد تتعرض لها المصارف التجارية جراء الأزمات الاقتصادية العالمية، والعمل على تحقيق المشاركة بين القطاع العام والقطاع الخاص لإنجاح إستراتيجية التنمية، ولتحقيق التكامل والتوظيف الأمثل للموارد.
ونشر تطبيقات الصيرفة الإسلامية العملية والتأكيد على أهميتها في تفعيل الاقتصاديات العربية في مواجهة الأزمات، وتقديم المعلومات المحاسبية بطريقة عملية وملزمة، وتدريب الكوادر الطلابية على الحرف عملياً إضافة للتعليم الأكاديمي، وضرورة إعداد وتنفيذ ومتابعة برامج متخصصة تهتم بالإدارة الالكترونية لأعداد قيادات إدارية مؤهلة علمياً وعملياً في حقل الإدارة الإلكترونية، بالإضافة إلي وضع برامج طويلة الأمد لمعالجة الاختلالات المالية المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد الأردني .
واختتم المؤتمر أعماله برفعِ المشاركين التحية والتقدير لجامعة الزرقاء، وللأردن أرضاً وشعباً وقيادة على الجهود الداعمة للتطور الذي تشهده هذه الجامعة، والجدير بالذكر أن جامعة الزرقاء عقدت العديد من المؤتمرات العلمية المتخصصة، وتعمل بشكل دؤوب على المشاركة في مختلف الفعاليات التي تسهم في مسيرة الجامعة العلمية والأكاديمية، بما يعود بالنفع والفائدة على نوعية التعليم فيها.
اترك رد