فضائل القرآن الصحيحة

سبب اختيار موضوع الفضائل، مكانة كتاب الله العزيز بيننا، لدرجة قد تقع في الإفراط أو التفريط، وقوعا يستوجب تصحيح عدة المفاهيم. والغرض، اغتنام فضائل القرآن العظيمة، الصحيحة شرعا لا الضعيفة نقلا.

إن للقرآن في حياتنا فضائل عظيمة، ينبغي أن نغتنمها من أجل الانتفاع بها في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة. فنكون مًمْتَثِلين لتَعالبم ديننا الحنيف، المؤسسة حتْما على قرآننا العظيم.

وحول موضوع الفضائل القرآنية، وردت بالخصوص عدة أحاديث نبوية. بعضُها من الصحيح، وفي بعضِها الآخر الكثير من الضعيف، بل من الموضوع أيضا، خصوصا في شأن بعض السور والآيات، لدرجة يَضيق المقام هنا للتفصيل فيها.

لكن من أبْلغ التعبيرات عن هذا الواقع الغريب، أن أحد الوضّاعين لأحاديث في فضل القرآن وسوره، سُئل: لِم تضع أحاديث؟، فقال: رأيت الناس زهدوا في القرآن فأحببت أن أرغبهم فيه. فقيل له: إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)[1]، فقال: أنا ما كذبت عليه، إنما كذبت له!”.

فكان من المفارقات، انتشار كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين المسلمين، خاصة في فضائل السور والآيات، رغم أن في الصحيح ما يُغني. لذا، لزِم التركيز في هذا المبحث، على الصحيح من فضائل القرآن عموما. وحيث قد يتعذر استقراؤها كلها، يُكتفى بإيراد أغلبها أو أهمها.

أحاديث نبوية في فضل القرآن وثواب قراءته والعمل به.

ا) في الدنيا:

1) حب القرآن دليل حُب الله ورسوله:

كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ”من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله“[2]. فكان من فضائل القرآن المأثورة، أن حُبّه علامة على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

2) كثرة قراءة القرآن دليل التقوى:

فكان من فضائل القرآن المأثورة، أن كثرة قراءته علامة على التقوى. وهذه الكثرة، علامة أيضا على التقرب إلى الله عز وجل، مثلما قال خَبّاب بن الأرَتِّ رضي الله عنه لِجار له: “تَقرّب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تَقرّب إليه بشيء أحَب إليه من كلامه”[3]. فصارت من أعظم القُربات، قراءةُ القرآن بإتقان وسماعُه بتدبُّر .

3) أفضلية المؤمن بقراءة القرآن:

فالمؤمن الذي يقرأ القرآن، أفضل من الذي لا يَقرَؤه، كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كَمثل الأُتْرُجّة، رِيحها طيِّب وطَعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثَّمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحَنظلة، ليس لها ريح وطَعمها مُر)[4].

4) ثواب قراءة القرآن مُضاعف:

فيُشجع على قراءته، الثواب والأجر العظيم، الذي ورد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)[5].

5) فضْل الماهر بالقرآن مع الملائكة وفضل الذي يتتعتع فيه أجران:

الكل مأجور بقراءة القرآن، سواء المتقن من أجل إتقانه، أو المتعتع من أجل مشقته.

فعن عائشة رضي الله عنها، في صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران)[6]. وفي صحيح البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: (مَثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السّفَرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران).[7]

6) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتَلاّء القرآن بالرحمة:

إن مَن صار مُكثِرا لقراءة القرآن، يدخل بإذن الله تعالى تحت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة، كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم دخل قبراً ليلاً، فأُسرج له سراج، فأخذه من قِبل القبلة، وقال: (رَحِمك الله إن كنتَ لأواهاً تَلاّء للقرآن)، وكبّر عليه أربعاً.[8]

7) الإذن بالتغني بالقرآن:

يُستحسن لزيادة الثواب في تلاوة القرآن التغني به، لكنْ ليس المقصود الإفراط والمبالغة، بل فقط الجهر بالصوت الحسن، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن، يجهر به)[9].

8) يُباهى الله بالمجتمعين على القرآن الملائكة:

إن فضائل القرآن، تزداد مع الجماعة. وإنه لفَضل عظيم حَقا، أن يُباهى الله بالمجتمعين على القرآن، الملائكةَ في الملإ الأعلى، كما جاء عن معاوية رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلْقة من أصحابه فقال: (ما أجْلَسكم؟)، فقالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومَن به علينا. قال صلى الله عليه وسلم: (آللهِ ما أجلسكم إلا ذاك؟)، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال صلى الله عليه وسلم: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني، أن الله عز وجل يُباهي بكم الملائكة)[10].

فكانت المباهاة، رَدا على الملائكة الذين ظنوا البشر سيكونون مُفسدين فقط، مثلما جاء في سورة البقرة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[11].

9) نزول الملائكة والسكينة والرحمة على مَجامع تلاوة القرآن ودراسته:

لاشك أن مَجامع تلاوة القرآن ودراسته مباركة للمُجتمعين، لدرجة نزول السكينة عليهم وغِشيان الرحمة، بل كذلك تَحُفّهم الملائكة بأجنحتها، ويَذكُرهم الله فيمن عنده مُباهاة كما في الحديث السابق. فيتحقق لهم ما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)[12].

10) الخَيرية في تَعلم القرآن وتعليمه:

هكذا، فالخير كلُّ الخير، في تَعلم القرآن وتعليمه، من أجل نيل فضائله، كما في حديث عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[13].

وإذا كانت فضائل القرآن للفرد على نفسه، قاصرة عليه، فإن الفضائل تزداد مع الآخَرين حتما. فيلزم العمل أكثر، على نَفع الناس بالقرآن، لأن المسلم ليس مأجورا بنفسه فقط، بل بغيره أيضا.

11) فضل حافظ القرآن:

فلا يُكتفى بقراءة القرآن، بل الأفضل حِفظُه في الصدور، من جهتين:

1* حمْل القرآن:

لأن حامل القرآن يتميز عن غيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل الذي ليس في جوفه من القرآن شيء كالبيت الخرب”[14].

2* جُهد حَمله:

لأن القرآن بعد حِفظه يتفلّت، فيحتاج للمراجعة المتواصلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تَعاهَدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لَهو أشدُّ تَفلُّتاً من الإبل في عُقُلها”[15]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “تعاهدوا هذا القرآن فإنه وَحشي، أشد تَفَصِّيا من صدور الرجال، من الإبل من عُقُلِها، ولا يَقولن أحدكم نَسيت آية كَيْت وكيت بل هو نُسِّي”[16].

وقد جاء الأسلوب العملي لتَعاهد القرآن، في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قولُه: “وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذَكره، وإذا لم يقم به نَسِيه”[17]. والحمد لله، الآن مجالس تحفيظ انتشرت لترسيخه في الأذهان، فكثُر المحَفِّظون والحفاظ.

12) غبطة صاحب القرآن:

إن أفضلية صاحب القرآن، تُجيز غِبطته، لنكون مثله. فعن ابن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)[18].

13) أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته:

ما أفضلها من نعمة، أن نكون من أهل الله وخاصّتِه، كما ورد عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله أهلين من الناس. قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القران أهل الله وخاصته)[19].

14) إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى:

فأهلُ الله وخاصّتُه، يجب أن يُكَرّموا بين الناس، لِما ورد عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من إجلال الله: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسِط).[20]

وإن حملة القرآن، في الغالب مُكَرَّمون معزّزون. فصاروا يُحترُمون في المجتمع، إلا إذا لم يحترموا ما معهم من قرآن.

15) حِفظ القرآن خير من متاع الدنيا:

ففي عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفة، فقال: (أيُّكم يُحب أن يَغدوَ إلى بُطْحان أو إلى العَقيق فيَأخذ ناقتين، كَوْماوَين بغير إثم بالله ولا قَطْع رَحم؟)، فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك. قال: (أفلا يَغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيَعْلم أو يَقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خير له من ثلاث، وأربعٌ خير له من أربع ، ومن أعدادِهن من الإبل).[21]

إنه فضل عظيم، نغفل عنه كثيرا، ونضيعه في المسجد خصوصا. فوجب الانتباه دائما، لكل فضيلة، خفيفة من حيث العمل، ثقيلة من حيث الأجر.

16) الانشغال بالقرآن لا ينقص الرزق:

إذا كان الانشغال بالقرآن، له أجر عظيم، حتى لو كان انشغالا قليلا، فإنه إن كان كثيرا، لا ينقص أبدا من الرزق، بل على العكس تماما.

يقول الله تعالى في حديث قدسي: “مَن شغله القرآن عن ذكري ومَسألتي، أعطيته أفضل ما أُعْطِي السائلين”.[22]

17) العبرة بالعمل بالقرآن:

أوجب الله العمل بالقرآن الكريم في كافة مجالات الحياة، لأن العمل به هو الغاية الكبرى من إنزاله؛ لقوله سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[23]. فصار العمل بالقرآن: تصديقاً لأخباره، واتباعاً لأحكامه، بفعل ما أمر الله به وتركِ ما نهى عنه.

لهذا كان السلف الصالح، يتعلمون القرآن تدريجيا للعمل به. فكانوا يجمعون بين العلم والعمل، مثلما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كنا إذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات من القرآن، لم نتعلم من العشر الذي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه”[24] أي من العمل.

والنعمة الكبرى، بفضل العِلم مع العمل بالقرآن، تَعُم يومَ القيامة حتى الوالدين، وبالأحرى الولد العامل بعِلمه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن، وعمل بما فيه أُلبِس والدُه يوم القيامة تاجا ضَوءُه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا وكانت فيه، فما ظنكم بالذي عمل به؟”[25].

18) القرآن يرفع صاحبه أو يضَعه:

إن بِقدْر العمل بالقرآن، يرتفع حامِله أو ينخفض. فكان التطبيق، هو المقياس الحقيقي لمكانة حامل القرآن، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

لذا، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)[26]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:القرآنُ حجة لك أو عليك”[27].

وفي الآخرة، حسب العمل يشهَد القرآن لحامله أو عليه. فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “القرآن مُشفّع، ومَاحِلٌ مُصدَّق، من جعله إِمامَه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار”[28].

19) الطاعة بالقرآن وآيات السجود:

إنما جُعِل القرآن ليُعمل، فتُطاع أوامره وتُجتنب نواهيه الإلهية. فكانت الطاعة به لازمة، مثلما يتجسد آيات السجود، بالامتثال التام امتثالا به يتميز ابن آدم عن الشيطان.

لهذا عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلَه)، وفي رواية: (يا ويلي)، (أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبَيت فلي النار).[29]

20) وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن:

نظرا لفضائل القرآن، ومكانة الاهتداء بها، ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالعمل به. فكان مما ورد عن طلحة بنِ مُصَرِّف، قال: سألت عبد الله بن أبي أوْفى رضي الله عنهما: آوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، فقلت: كيف كُتب على الناس الوصية أُمروا بها ولم يُوص؟، قال: “أوصى بكتاب الله”[30].

وفي حجة الوداع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وقد تركت فيكم ما لن تَضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله)[31]. فكانت وصيته صلى الله عليه وسلم، هي كتاب الله تعالى.

ب) في القبر:

القرآن يُقَدِّم صاحبه عند الدفن:

والدليل، حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَجمع بين الرَّجلين من قتلى أُحد في ثوب واحد، ثم يقول: “أَيُّهم أكثر أخذا للقرآن؟”، فإذا أُشير له إلى أحدهما قَدّمه في اللّحد.[32]

إنه نِعْم التقديم، بِفضل حِفْظ القرآن أكثر. وما أحْوجنا عند القبر إلى السّنَد، الذي يَجعلُنا مُقدّمين على غيرِنا في طريق الآخرة، نَحْو أبَد نَعيمِها المُخْلِد، لا جَحيمِها المُهلِك.

ج) في الآخرة:

1) القرآن وقاية من الجَحيم:

لكنها عِصمة ونجاة من عذاب جهنّم الأليم، فقط لِمن عمِل بالقرآن، تَمسُّكا واتباعاً. فعن النبي صلى الله عليه وسلم، قولُه: (إن هذا القرآن مأدُبة الله، فاقبَلوا من مأدُبته ما استطعتم. إن هذا القرآن حبلُ الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عِصمةٌ لمن تَمسك به، ونجاة لِمن تبِعه)[33].

إن الوقاية من عذاب النار، وقعت بفضْل شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة. فجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولُه: (اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)[34].

2) صاحب القرآن يلبس تاج الكرامة يوم القيامة:

فيكون الحافظ لكتاب الله تعالى، متميزا عن غيره، بحمْل تاج الكرامة فوق رأسه يوم القيامة. لهذا، ورد حديث أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يا رَب حَلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زِده، يا رب ارضَ عنه فيرضى عنه، ويُقال له اقرِهِ وارْقَه، ويزداد بكل آية حسنة”[35].

3) حافظ القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن:

إن مَن يَحفَظ القرآن بإتقان، لا يقتصر على دخول الجنة، بل يَصعْد درجاتِها بقدر ما معه من الحِفظ، كلَّ آية بدرجة.

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يُقال لصاحب القران اِقرأ وارْتق ورَتِّل كما كُنت تُرتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها)[36].

4) حفظ القرآن كاملا سبب للنجاة من النار:

إنه فضل عظيم، يناله حافظ القرآن الكريم. فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لو أن القرآن في إهاب، ثم أُلقي في النار، ما احترق).[37]

الهوامش:

[1] متفق عليه، في صحيح البخاري: كتاب العلم-باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم: باب في التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[2] الطبراني في الكبير.

[3] صححه الحاكم في مستدركه على الصحيحين.

[4] متفق عليه بمتُون متقاربة.

[5] في سنن الترمذي، حسن صحيح.

[6] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل الماهر في القرآن).

[7] صحيح البخاري(كتاب تفسير القرآن- سورة البقرة – سورة عبس).

[8] في سنن الترمذي، حسن(أبواب الجنائز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء في الدفن بالليل).

[9] متفق عليه بروايات متقاربة.

[10] صحيح مسلم(كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار-باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر).

[11] البقرة:30.

[12] صحيح مسلم(كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار-باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر).

[13] صحيح البخاري(كتاب فضائل القرآن- باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

[14] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن-أخبار في فضائل القرآن جملة).

[15] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب الأمر بتعهد القرآن). عُلُلها: أي حبالها المربوطة بها.

[16] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن- أخبار في فضائل القرآن جملة).

[17] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب الأمر بتعهد القرآن).

[18] متفق عليه.

[19] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن- أخبار في فضائل القرآن جملة).

[20] الأدب المفرد للبخاري- باب إجلال الكبير.

[21] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه).

ضُرب المثال بالذهاب إلى منطقة لشراء ناقتين ضخمتين.

[22] سنن الترمذي: الجامع الصحيح(الذبائح- أبواب فضائل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، حديث حسن غريب.

[23] ص:29.

[24] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن).

[25] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن- ذكر فضائل سور).

[26] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل من يقوم بالقرآن).

[27] صحيح مسلم( كتاب الطهارة- باب فضل الوضوء)

[28] صحيح ابن حبان(كتاب العلم- ذكر البيان بأن القرآن من جعله إمامه بالعمل قاده إلى الجنة).

[29] صحيح مسلم(كتاب الإيمان- باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة).

[30] متفق عليه (صحيح البخاري:كتاب فضائل القرآن- باب الوصية بكتاب الله عز وجل، صحيح مسلم: كتاب الوصية- باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه).

[31] صحيح مسلم(كتاب الحج- باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم).

[32] صحيح البخاري(كتاب الجنائز- باب من يقدم في اللحد).

[33] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن-أخبار في فضائل القرآن جملة).

[34] صحيح مسلم(كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة القرآن).

[35] المستدرك على الصحيحين للحاكم(كتاب فضائل القرآن- أخبار في فضائل القرآن جملة).

[36] سنن الترمذي: الجامع الصحيح(الذبائح- أبواب فضائل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، حديث حسن صحيح.

[37] رواه أحمد وحسّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد