وقعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (العراق)، مذكرة تفاهم مع هيئة النزاهة، لتفعيل القدرات الأكاديمية والإمكانات البحثية على وفق استراتيجية موحدة لنشر ثقافة النزاهة.
وتنص مذكرة التفاهم التي وقعها وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب، ورئيس هيئة النزاهة القاضي علاء جواد حميد، على قيام التدريسيين والباحثين في الجامعات العراقية بإجراء دراسات متخصصة، وتأشير الأسباب الكامنة وراء ظاهرة وتحديد العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في سلوكيات الافراد والمجتمعات.
وتتضمن المذكرة تولي لجان فنية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإعداد مواضيع تخص مكافحة الفساد، واشاعة ثقافة النزاهة، لتضمينها في مفردات المناهج الدراسية في الكليات والمعاهد بالجامعات العراقية، والقيام بتنفيذ برامج دراسية وتدريبية واسعة لمحاربة الفساد والتصدي لمظاهره.
من جهته قال معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب في كلمة خلال حفل توقيع المذكرة، إن المذكرة ستفتح تعاونا بين وزارة التعليم العالي وهيئة النزاهة لتكون حلقة من حلقات مد الجسور مع الاطراف الساندة لمحاربة الفساد،، مشيرا الى ان مضامين المذكرة ستقضي الى نشر الوعي بين الموظفين وتحصينهم من الانزلاق الى الخطأ او مهاوي الفساد.
واضاف الأديب ان الوزارة ستتبنى اعداد مواضيع تخص مكافحة الفساد، واشاعة ثقافة النزاهة من خلال تضمينها في مفردات المناهج الدراسية في الكليات والمعاهد.
وتابع معالي وزير التعليم العالي ان ظاهرة الفساد تتميز بها المجتمعات المتخلفة كونها المعوق الرئيسي لعملية التنمية، مؤكدا ان الفساد له ابعاد متعددة تدخل في مختلف المجالات، واذا ما اردنا القضاء على تلك الظاهرة، علينا الرجوع الى القيم والمقاييس التي تعتمدها المجتمعات والتي تتحكم بها فتقرر من خلالها ماهو فاسد وما هو صالح، وان الفساد يعرقل التنمية ، فالتنمية البشرية هي اساس نهضة الامم والتي من خلالها تقيم الشعوب بانها شعوب متحضرة او متأخرة.
وتابع الاديب ، ان مصطلح العالم الثالث الذي يطلق على الشعوب المتأخرة ، في الحقيقة هو مصطلح للمجاملة فقط ، فليس هناك شعوب متقدمة وشعوب متأخرة وانما هناك قيم تربوية للافراد منذ الولادة يكتسبها من التربية المنزلية والمدرسية والجامعية هي التي تجعل من الشعوب متقدمة، لان هذه القيم ستكون جهاز رقابة على التصرفات الفردية التي يحتكم اليها الفرد في اداء مهمة او خدمة معينة لمصلحة المجتمع، الا اننا نجد ان الفلسفة السائدة في الوقت الراهن هي فلسفة المصلحة الشخصية وهي تغليب المصالح الافراد والكيانات والمؤسسات على المصلحة العامة وهذا ما يدمر التنمية ويعوق التقدم والتطور.
وبين الاديب ، ان معالجة هذه الظاهرة، يكمن من خلال التوعية بأهمية الجانب التثقيفي في الحرب على الفساد، والعمل على اصدار تشريعات قانونية جديدة ، بما يؤمن سد الثغرات التي تتيح لبعض المفسدين النفاذ على التعرض للمال العام، فضلاً عن التثقيف الذاتي للانسان وتحصينه بثقافات الشرائع السماوية والموروث الاجتماعي، داعياً وسائل الاعلام الى المساهمة في تأطير اسس نشر هذه الثقافة واشاعتها.
من جانبه قال رئيس هيئة النزاهة القاضي علاء جواد حميد ان توقيع هذه المذكرة مع وزارة التعليم تعد خطوة ايجابية لتحقيق شراكة استراتيجية لمكافحة الفساد، وتعزيز قيم النزاهة في بلد يتطلع الى بناء غد جديد.
العراق: مذكرة تفاهم لتفعيل القدرات الأكاديمية والإمكانات البحثية
من طرف
الكلمات المفاتيح:
اترك رد