عقدت جامعة النجاح الوطنية بالشراكة مع وكالة الغوث الدولية يوم الخميس الموافق 10/10/2013 مؤتمر “الصحة النفسية المجتمعية واقع وتصورات”، وقد أشرف على تنظيم المؤتمر كلية العلوم التربوية في الجامعة بالشراكة مع برنامج الصحة النفسية التابع لوكالة الغوث الدولية.
وهدف المؤتمر التعرف على واقع الصحة النفسية المجتمعية في المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى التعرف على الدور الريادي الذي تقدمه المؤسسات العاملة في هذا المجال، من برامج ورعاية صحية وخدمات إرشادية للمراكز والمؤسسات ذات العلاقة، لمساعدتها على تجاوز الصعوبات والمعيقات التي تعترض روادها أفراداً وجماعات.
وحضر المؤتمر الدكتور حسين الأعرج، رئيس ديوان الرئاسة ممثلا عن السيد الرئيس محمود عباس، والسيد فيليب سانشيز، مدير عمليات وكالة الغوث الدولية، والأستاذ الدكتور سامي جبر، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور غسان الحلو، مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عميد كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين، والدكتور بسام ماضي، من برنامج الصحة النفسية المجتمعية التابع لوكالة الغوث الدولية، والدكتورة ريتا جقمان، أستاذة الصحة العامة ومسؤولة وحدة الأبحاث والبرامج في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت، وعدد من المدراء العامين في وكالة الغوث، وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر والباحثون والمختصون في هذا المجال.
وألقى أ.د. جبر كلمة الجامعة رحب فيها بالحضور والمشاركين في المؤتمر ووجه التحية للدكتور حسين الأعرج ممثل فخامة السيد الرئيس، كما شكر كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين وبرنامج الصحة النفسية التابع لوكالة الغوث الدولية على جهودهما معا في إنجاح عقد هذا المؤتمر يصادف يوم الصحة النفسية العالمي.
وأضاف د. جبر أن الظروف التي عاشها ويعيشها الفلسطينيون منذ ما يزيد على ستين عاماً من القهر والفقر والتهجير والتشريد والتفرق وما دار من أحداث في أماكن سكناه في الداخل وفي أرض الشتات أثرت في عدم الاستقرار في الصحة النفسية وما خلفته من اضطراب وصعوبات ومعيقات في حياة الفرد والمجتمع في البيت والشارع والمؤسسة، وطالب بتضافر جميع الجهود الفردية والجماعية في دراسة المشكلات الحاصلة وكيفية التعامل معها.
وبين د. جبر أهمية دور الممارسين للصحة النفسية كمرشدين وأخصائيين نفسيين للعمل على زيادة الوعي المجتمعي ومحاولة تعديل وتهذيب أنماط التفكير للوصول الى التفكير السليم والسلوك الإيجابي للعمل على توافق المجتمع وأنه من الضروري تدريب وتوعية الشباب والمراهقين من الطلبة في المدارس لكيفية التعامل مع المشكلات النفسية والاجتماعية والدراسية وذلك يقع ضمن مسؤولية المرشدين التربويين والعاملين في مؤسسات ومراكز الصحة النفسية.
أما الدكتور غسان الحلو فالقى كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدث فيها عن أهمية الصحة النفسية في حياة الشعوب، وخص بالذكر فلسطين التي تعاني من ظروف غير طبيعية جراء الاحتلال الذي يعاني منه اهل فلسطين منذ عشرات السنين.
وتحدث د. الحلو عن المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه نفسيا وصحيا جراء حالة عدم الاستقرار التي يمر بها الشعب وما يعانيه من فقدان في الأمن والأمان على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة، وتحدث الحلو عن الحالة التي تصبح سائدة في اي مجتمع بعد فقد النسيج الاجتماعي وانعدام الشعور بالأمن وكثرة تفشي الظواهر السلبية في المجتمع.
وطالب الحلو المؤسسات والمختصين والمهتمين بضرورة استنهاض مؤسسات الدعم النفسي والاجتماعي القائمة، والباحثين المختصين في المجال، لوضع اليد على أسباب الظواهر الغريبة في المجتمع، وبناء برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تساعد على تحسين رفاه الأطفال من خلال وضع برنامج متكامل في مجال الصحة النفسية ويسعى إلى تحقيق البحث عن السبل الكفيلة بإعادة نمو الأطفال إلى وضعه الطبيعي حتى لا تزداد صحتهم النفسية سوءاً، وحماية الأطفال وأفراد المجتمع من الآثار المترتبة على تراكم الأحداث الأليمة والمؤذية للنفس والجسد، ومتابعة الحاصل منها أولاً بأول، وزيادة قدرة الأسر وسائر مقدمي الرعاية، والطواقم المهنية، وقادة المجتمع وأصحاب القرار فيه، على توفير الرعاية اللازمة للأطفال من خلال استحداث أنشطة متنوعة تهتم بالطفولة وسبل إسعادها، وتمكين الأطفال من الإسهام على نحو فعال في إعادة بناء المجتمع وتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لهم.
أما السيد سانشيز فتحدث عن اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف اليوم وركز على ان المؤتمر يهدف إلى معالجة بعض القضايا في مجال الصحة النفسية، اشار الى اهتمام وكالة الغوث بهذا الموضوع رغم قلة الموارد المالية، وأشار الى ان المؤتمر يركز بشكل رئيسي على الاطفال وما يتعرضون له من مشاكل نفسية ومجتمعية.
وتحدث سانشيز عن انجازات الاونروا في مجال عمل الصحة النفسية والمجتمعية وكيفية عمل مرشدوها في المدراس ومراكز الصحة وفي مجال الإغاثة، وتقديم الارشادات الصحية للاجئين في فلسطين، وركز على اهمية برنامج من برامج الصحة النفسية وهو برنامج الطفل والأسرة” لما يواجهه الطفل من عنف اسري ليس بسيطا في الكثير من المواقع.
فيما تحدث الدكتور حسين الأعرج بكلمة شكر فيها جامعة النجاح الوطنية على تنظيم هذا المؤتمر بالشراكة والتعاون مع وكالة الغوث نظرا لأهمية المواضيع التي يناقشها والتي تخص الفرد الفلسطيني اهم مقومات الشعب الفلسطيني، وعبر الاعرج عن شكر القيادة الفلسطينية للأونروا التي تعمل مع اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة فلسطين عام 1948.
وقال الأعرج إن القيادة الفلسطينية اهتمت منذ عام 1967 بقطاع التعليم وقد اولت اهمية بالغة لهذا القطاع وعملت على بناء الصروح العلمية في الوطن ليكون لها دور مميز وفاعل في مجال الصحة النفسية وتقديم الدعم للمجتمع الفلسطيني.
ورحب الاعرج بالشراكة بين جميع هذه المؤسسات لعقد هذا المؤتمر وتحدث عن استراتيجية السلطة الفلسطينية للاهتمام بالأسرة الفلسطينية وطالب بمخرجات هامة من هذا المؤتمر والعمل على تحقيقها.
وقدم الدكتور بسام ماضي محاضرة عن برنامج الصحة النفسية المجتمعية التابع لوكالة الغوث الدولية، كما قدمت الدكتورة ريتا جقمان محاضرة عن طبيعة وحدة الأبحاث والبرامج في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت، كما تم تكريم الدكتورة سلفي منصور، لما قدمته من عمل هام في مجال الصحة النفسية المجتمعية.
وناقش المؤتمر ثلاثة محاور الأول كان حول الإرشاد التربوي في المدارس وتضمن الحديث عن واقع المشكلات المدرسية من حيث أنواعها ومعيقاتها، ومدى انتشارها، وكيفية التعامل معها، وكذلك المرشد التربوي من حيث حاجاته ومهاراته، والخدمات التي يقدمها، والمعيقات والصعوبات التي يواجهها في مجال عمله المهني، وعلاقة المرشد التربوي بمؤسسات المجتمع المحلي ذات العلاقة.
أما المحور الثاني فتحدث عن الصحة النفسية والإرشاد النفسي من حيث واقع مشكلات الصحة النفسية الفردية، وخدمات الصحة النفسية الفردية، وواقع الصحة النفسية والإرشاد النفسي وعلاقته بالرعاية الصحية الأولية.
وكان المحور الثالث حول الإرشاد النفسي المجتمعي في المراكز المجتمعية، وتضمن واقع الخدمات الإرشادية المقدمة في مراكز المجتمع المحلي، والمشكلات التي تواجه مراكز الخدمة المجتمعية المحلية، وشمل تجارب حية ومتميزة لبعض مراكز الخدمة المجتمعية المحلية في مجال الإرشاد المجتمعي.
وفي ختام المؤتمر أوصى المشاركون بتفعيل دور المؤسسات للعمل على الجاد بالكشف المبكر عن حالات الاكتئاب عند النساء قبل الولادة، وتفعيل دور المؤسسات للعناية بفكرة العيادات المتنقلة لمرضى السكري، وتأمين الخدمات العلاجية المجانية لهم وخاصة الفقراء منهم، وتفعيل البرامج الحكومية للتعامل مع الاطفال مفرطي الحركة في المدارس وتكمين المرشدين التربويين للتعامل مع ظاهرة العنف المدرسي، وتطوير دور المدرسة بتعميق علاقتها مع اسر الطلبة من خلال عمل لقاءات دورية وتوعية لأهالي الطلبة، وتركيز الجهود على رفع مستوى جودة الصحة المدرسية في المدارس من حيث المرافق الصحية الموجودة فيها، وايلاء اهمية كبرى لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من طلبة المدارس من خلال عمل برامج خاص لهم وتأهيل البيئة المدرسية لما يتوافق واحتياجات هذه الفئة.
اترك رد