فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة

ينظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الأردنية (كلية الشريعة، ومعهد العمل الاجتماعي، ومعهد دراسات الإسلام في العالم المعاصر) عمّان، الأردن: 22-24/3/2011م

أولاً: فكرة المؤتمر:

رسَم الهديُ الإلهي صورةً رائعة لانْتماء الإنسان المؤمن لدينه، وأسرته، ومجتمعه، وإنسانيته. وضرَبَت الحضارة الإسلامية أروع الأمثلة العملية على تمثّل هذه الصورة في مشاعر الأفراد وممارساتهم، وفي واقع المجتمعات وما بَنَتْهُ من مؤسسات الرعاية والتكافل والنصرة. ولكنَّ من ينظر في حال الأمة اليوم يجد جفوةً واضحة بين تفكير الكثير من الأفراد ومشاعرهم وممارساتهم وطموحاتهم، من جهة؛ ومصالح المجتمع، وقضايا الأمة، من جهة أخرى. وإنَّك لترى ذلك عند النظر إلى تخطيط الفرد لمستقلبه، واختياره لمهنته، وإتقانه لعمله، وتطويره لكفاياته وخبراته، وجهوده في إصلاح الواقع المحيط به؛ إذ تغلب على ذلك –في كثير من الأحيان- الروحُ الفردية والطموحاتُ الأنانية، بعيداً عن أيِّ خدمة مباشرة لمصالح المجتمع والأمة، كما يغلب عليه غيابُ الجهد الإيجابي المخلص في تطوير بيئته الاجتماعية والمادية، وضعفُ روح العمل مع الجماعة والمؤسسات، والسلبيةُ في تلبية الدعوة إلى التعاون مع الآخرين في مجالات الخدمة العامة.

وقد يكون ذلك سبباً في بطء جهود الإصلاح، والفشل في برامج التنمية، وتنامي مظاهر الفرقة وتقطُّع أواصر البناء الاجتماعي، وتخلُّف مجتمعاتنا على المستويات كافَّة، بالمقارنة مع ما يطلبه منَّا الإسلام، أو بما لدينا من إمكانيات على النهوض والتقدم، أو بما يحدث في المجتمعات الأخرى.

إنَّ بقاءَ الأميَّة في مجتمعات المسلمين، وتصاعدَ روح العصبية المذهبية والإقليمية والطائفية، في هذه المجتمعات، وعجزَ هذه المجتمعات عن الحدِّ من الاستبداد السياسي، والفوضى الاقتصادية، والفساد الإداري والتنظيمي والمالي، كلُّ ذلك وأمثالُه يُعيقُ هذه المجتمعات عن الإسهام المتميِّز في الحضارة الإنسانية المعاصرة، ويجعلُ أمتنا ومجتمعاتنا عالة على الأمم الأخرى، تبدِّد طاقاتها في الاستهلاك الرخيص، والرخاء الموهوم، والتقدم الكاذب، الذي تظن بعض الفئات الطفيلية المستبدة في المجتمع، أنَّها تتمتع به، في حين تبقى الأغلبية الكبيرة من أبناء المجتمع وفئاته تعاني الفقر، والفاقة والحاجة، وتجترّ مشاعر الظلم وتأنس بالدعاء على الظالمين.

أما مفاهيم الشهادة على الناس، والخيريَّة من بينهم، وأحاديث الجسد الواحد، والسفينة، فيكفي أن تكون مادَّةً للحياة في النصوص، والحياة في التاريخ، دون أن يكون لها في الواقع شأنٌ يؤْثر. وإذا كانت الأممُ الأخرى تقوم اليوم بالاختراع والاكتشاف، والإبداع، والعمران الحضاري، فمصير ذلك أن يكون أدوات تصلنا فنستمتع بها. ولا يضيرنا أن نأكل مما لا نزرع، ونركب مما لا نصنع، ونستهلك كل أدوات اليوم والشهر والسنة، فكلفة الإنتاج المحلي والزراعة والصناعة أكبر من نفقات الاستيراد. وهل يضير “المؤمنين” أن يسخر الله لهم “كفارا”ً يقدمون لهم كلَّ متطلبات الحياة، فيقعدوا طاعمين كاسين، ساخرين من هجاء الحطيئة!

وإذا سلّمنا بأنَّ هناك دوائر للانتماء والولاء، تبدأ بانتماء الفرد إلى أسرته وتنتهي بانتمائه إلى الإنسانية، فما الذي نَعنِيه بمفهوم الانتماء؟ وما المستوى المعياري لهذا الانتماء؟ وكيف نفهم دوائر الانتماء؟ وما مظاهرُ التكامل بين هذه الدوائر، وكيف نفهمُ عدمَ التعارض فيما بينها؟

وإذا سلّمنا بأنَّ ثمَّة خللا في تمثُّل هذا الانتماء؛ فكيف يؤثِّر هذا الخللُ على نظرة المسلم لنفسه ولأمته؟ وكيف يؤثِّر ذلك على نظرة الأمم الأخرى للإسلام والمسلمين؟

ولا شك في أنَّ ثمَّة عوامل قادت إلى الخلل في انتماء المسلم إلى جماعته ومجتمعه وأمته، ونظرته الإيجابية إلى العمل لإصلاح واقعه، فما هذه العوامل؟ وكيف نفهم آليه التأثير السلبي لكل منها؟

ويتوقع أن يظهر هذا الخلل في جوانب محددة، أكثر من غيرها، فما جوانب الخلل في الانتماء التي يلزم أن تنال الأولوية في الاهتمام؟

كما يتوقع أن نكون بحاجة إلى تطوير برامج علاجية محددة تكون قادرة على الإسهام في تعزيز مظاهر الانتماء بدوائره المتعددة، فما هذه البرامج؟

ولا نستطيع أن ننكر وجود بعض مظاهر الارتباط العاطفي في قلب المؤمن تجاه إخوانه المؤمنين، بقطع النظر عن العِرْق واللون واللغة، فكيف نتعامل مع هذا النوع من الارتباط لتعزيزه وتقويته وتحويله إلى مظاهر أكثر دلالة وبرامج أعمق أثراً؟

ونغلِّبُ الظنَّ أنَّ هذا القلق الذي نعبر عنه في هذا المؤتمر، ساوَرَ الكثيرين من قبل سواءً في مراحل سابقة من تاريخ الأمة، أو في تاريخها الحديث والمعاصر، فما البحوث والدراسات التي عبرت عن هذا القلق وما نتيجة الجهود التي بذلت في سبيل الإصلاح؟

سوف يحاولُ هذا المؤتمرُ الإجابةَََ عن الأسئلة الواردة أعلاه، وصوغَ رؤية علمية وعملية للتعامل معها، وحفزَ المعنيين من العلماء والباحثين والمربين والمصلحين وأصحاب القرار على بذل الجهود الواجب بذلها، من أجل بناء روح الجماعة والأمة، وتطوير البرامج المناسبة لتمتين أواصر الولاء والانتماء عند الفرد لأمته ومجتمعه، لتأخذ هذه الأمة مكانها “أمةً وسطاً” و “خيرَ أمة أخرجت للناس” ولتمكين هذه الأمة من أداء أمانتها وإبلاغ رسالتها إلى العالمين.

ثانياً: هدف المؤتمر:

1- تأصيل مفهوم الانتماء إلى المجتمع والأمة، وتوضيح أهمية هذا المفهوم، وضرورة ترسيخه، والكشف عن المفاهيم المتعلقة به.

2- توضيح دوائر الانتماء بمستوياته المختلفة، والكشف عن صور التكامل والتداخل فيما بينها.

3- تفعيل قيمة الانتماء من أجل تعزيز الدور الحضاري للمجتمع والأمة في تحقيق رسالة الاستخلاف.

4- تشخيص معيقات الانتماء إلى الأمة، والتأكيد على ارتباط الانتماء بالشعور بالكرامة الإنسانية والحرية.

5- تلمّس تجليات الانتماء إلى المجتمع والأمة من مراحل تاريخية مختلفة، فيما يتعلق بالأمة الإسلامية والأمم الأخرى، وبيان القيمة العملية للانتماء.

6- تقديم برامج وخطط عملية لتنمية قيمة الانتماء إلى المجتمع والأمة.

ثالثاً: محاور المؤتمر:

المحور الأول :مفهوم الانتماء إلى المجتمع والأمة، والمفاهيم ذات العلاقة.

  1. الانتماء هوية أمة، لكنه في الوقت نفسه: حقيقة فطرية، وضرورة اجتماعية، وظاهرة تاريخية
  2. علاقة الانتماء بالعمران البشري، والتحضر الإنساني
  3. الانتماء ثقافة وممارسة، انفتاحاً وتفاعلاً
  4. برامج تعليمية وتربوية وثقافية مقترحة لتوضيح مفهوم الانتماء وإشاعته وتعزيزه

المحور الثاني: الأدبيات التي عالجت مفهوم الانتماء إلى الأمة: دراسة تحليلية نقدية

  1. أدبيات النصوص الدينية والتراث العربي الإسلامي
  2. نصوص الشعر والأدب في الحضارة الإسلامية
  3. دراسات التاريخ الثقافي والحضاري للأمة العربية والإسلامية
  4. الدراسات المعاصرة: تحليل واقع الانتماء، ونماذج معبرة عن الانتماء
  5. بحوث ودراسات مقترحة تعالج ثغرات الأدبيات المتوفرة أو تستدرك عليها.

المحور الثالث: دوائر الانتماء و تكاملها ومستوياتها.

  1. اتساع دوائر الانتماء العامة والخاصة من الأسرة إلى القبيلة إلى الشعب إلى المجتمع إلى الأمة إلى الإنسانية
  2. التداخل والتقاطع والتكامل بين دوائر الانتماء

3. مستويات الانتماء: من مشاعر الوجدان إلى الاستخلاف والعمران، النسب والرحم والولاء والحمية والعطاء والريادة…إلخ.

  1. برامج تعليمية وتربوية وثقافية مقترحة لتعزيز التكامل والتداخل بين دوائر الانتماء.

المحور الرابع: تمثلات الانتماء ونماذجه وصوره الإيجابية.

  1. قيم الانتماء عند الخاصة من ذوي الشأن في المجتمع: أهل السلطان، وأهل المال،
  2. قيم الانتماء عند أهل الحرف والمهن والوظائف العامة.
  3. قيم الانتماء عند العامة من الناس في السلوك الاجتماعي، والحياة العامة.
  4. نماذج وأمثلة على أثر الانتماء في تماسك المجتمع وتجاوز الأزمات التي تمر به.
  5. برامج تعليمية وتربوية وثقافية مقترحة لإبراز نماذج إيجابية للانتماء.

المحور الخامس: معيقات الانتماء إلى الأمة والمجتمع.

1. معيقات نفسية تتمثل في الاستغناء والأثرة والعنصرية وروح الكبر والخيلاء والعزة بالإثم على صعيد الفرد والجماعة والمجتمع.

2. معيقات ثقافية تتمثل في تجذر مفاهيم “الخلاص” الفردي، وعدم الثقة بالآخرين، والانطلاق من ثقافة الفرقة الناجية…

  1. معيقات سياسية مثل الظلم والاستبداد والفساد وغياب الشورى والديمقراطية…
  2. معيقات اقتصادية مثل التفاوت في مستويات الغنى والفقر التكاثر والاحتكار…
  3. برامج تعليمية وتربوية وثقافية مقترحة لمعالجة معيقات الانتماء.

المحور السادس: العوامل التي تسهم في تمتين مشاعر الانتماء ومظاهره.

  1. سياسات وممارسات التماسك والتكافل والضمان الأسري والاجتماعي
  2. شيوع الحريات العامة في التعبير والتنظيم والنمو وانفتاح السبل أمام الطموح والمبادرة
  3. مشاركة الأفراد والجماعات في بناء السياسات على المستوى المحلي والمجتمعي
  4. برامج تعليمية وتربوية وثقافية مقترحة لتعميق مشاعر الانتماء ومظاهره.

رابعا: تعليمات المشاركة بالبحوث:

  1. يتصف البحث بما هو متعارف عليه من التحديد الدقيق للموضوع والأصالة العلمية والمنهجية الواضحة والتوثيق الكامل للمراجع والمصادر في مواقعها في صلب البحث، وليس على شكل قائمة ببليوغرافية، على أن لا يكون قد سبق نشره أو تقديمه للنشر، أو عرضه في أي مؤتمر آخر.
  2. يتضمن البحث تحليلاً ناقداً وتقويماً أميناً للحالة الراهنة لموضوع البحث ويستوعب المصادر التراثية والمعاصرة المتنوعة بما في ذلك الدوريات العلمية والأطروحات الجامعية والكتب المنهجية وبحوث المؤتمرات والندوات العلمية.
  3. يضع الباحث مقدمة للبحث تتضمن الهدف المحدد من بحثه وعلاقته بمحاور ورقة العمل وموقعه منها، والمنهجية التي سيستخدمها في البحث، وأهمية موضوع البحث. ويضع كذلك خاتمة تحدد الأفكار الجديدة التي استطاع البحث أن يسهم بها ويصوغ أهم نتائج البحث والأسئلة التي أثارها وتحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والتوصيات التي يراها الباحث.
  4. يكون حجم البحث ما بين سبعة آلاف وخمسمائة كلمة إلى عشرة آلاف كلمة.
  5. سوف يتم التحكيم العلمي للبحوث حسب الإجراءات المتعارف عليها.
  6. لغة المؤتمر هي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية.
  7. الموعد المقترح لانعقاد المؤتمر هو: أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس 17-19 ربيع الثاني 1432هـ ( 22-24 /3/2011م).
  8. 8. يرسل ملخص البحث مع السيرة الذاتية في موعد أقصاه 15/8/2010م.
  9. ترسل البحوث عن طريق البريد الإلكتروني في موعد أقصاه 1/12/2011م.
  10. آخر موعد للإعلان عن الأبحاث المقبولة بعد دراستها وتحكيمها هو 1/2/2011م.
  11. يكون عنوان مراسلات المؤتمر على البريد الإلكتروني الآتي: [email protected] مرقونة على صورة ملف word.

الآراء

اترك رد