<
p style=”text-align: center;”>
إعداد: د. عبد الرحيم الرحموني
<
p style=”text-align: justify;”>انعقد بقصر المؤتمرات بفاس المؤتمر الدولي الذي نظمته شعبة اللغة العربية وآدابها كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز بفاس احتفاء بمرور خمسين سنة على تأسيسها أيام 22 – 23 – 24 محرم الحرام 1435 هـ (26-27-28 نونبر 2013م)، في موضوع: “اللغة العربية وآدابها في الجامعة : التراث والامتداد”.
وحضر المؤتمر مجموعة من الأساتذة الباحثين من عدد من الجامعات العربية من المغرب وتونس والسعودية والإمارات واليمن وقطر.
ولقد تضمن المؤتمر ست جلسات علمية ومحاضرتين، إضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية.
في الجلسة الافتتاحية ركزت الكلمات على أهمية هذا المؤتمر الذي يؤرخ للذكرى الذهبية لشعبة اللغة العربية وآدابها، مبينة ما قامت به من دور على امتداد هذه العقود الخمسة، حيث تخرج فيها العديد من الأطر العليا والأساتذة الباحثين والأساتذة المدرسين في مختلف الأسلاك التعليمية، إضافة إلى أطر إدارية تشتغل بعدد من الإدارات، وذلك كله على امتداد التراب الوطني. كما أنجزت في أحضانها العديد من الرسائل والأطروحات الجامعية، ودرَّس فيها أساتذة كبار من المشرق والمغرب على حد سواء، بالإضافة إلى ما أنتجه أساتذتها من دراسات وما ألفوه من مؤلفات وما نظموه من أنشطة علمية محلية ووطنية ودولية.
وركزت المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها الدكتور عبد العلي الودغيري الأستاذ بكلية الآداب بالرباط، والمدرس السابق بشعبة اللغة العربية وآدابها ظهر المهراز، والتي كانت بعنوان : العربية ولغة التدريس، ركزت على ما تعانيه العربية في المغرب من تهميش وتضييق من قبل العديد من الأطراف غير البريئة في تصورها ورؤيتها. كما أثار الأستاذ المحاضر الأطروحات المدعية بأن العربية مفروضة على المغاربة، أو التي تنادي باستعمال الدارجة أو الفرنسية، مبينا أن “الفرض” يكون دائما من قِبَل جهات قوية، ومن ثَمّ تساءل عمن فرض العربية على المغاربة؟ هل فرضها إدريس الأول أي جاء بمفرده من المشرق أم فرضها المرابطون أو الموحدون أو المرينيون وهم دول أمازيغية عُرفت بمحافظتها على اللغة العربية؟ أم من؟ وأما دعوى التدريس بالدارجة بدعوى أنها اللغة الأم، فقد بين المحاضر معنى اللغة الأم، كاشفا أن هذه دعوى مغالطة مُغرضة مُلبِسة.
وتناولت أبحاث الجلستين العلميتين الأولى والثانية جهود شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب ظهر المهراز وتجاربها في البحث العلمي والتكوين الأكاديمي والتدريس بمختلف الأسلاك، كما عُرض فيهما عدد من منجزات الشعبة من الرسائل العلمية وفي عدد من الموضوعات كالبحث المصطلحي والشاهد والاستشهاد والمعجم والمعجمية والصواتة.
وكانت المحاضرة الثانية في بداية اليوم الثاني بعنوان: اللغة العربية والشعر الحديث، قَدم فيها الدكتور محمد السرغيني الأستاذ السابق بشعبة اللغة العربية وآدابها ظهر المهراز مجموعة من العناصر تتعلق بلغة الشعر والإيقاع عموما سواء باللغة العربية أو بعض اللغات الأجنبية مبرزا قوة العربية وأهميتها في التعبير بلغة شعرية راقية مبنىً ومعنىً وإيقاعاً.
أما الجلسة العلمية الثالثة فقد قدم فيها الأساتذة الباحثون مجموعة من العروض التي تسير في اتجاه إبراز مجهودات الشعبة في مجال البحث العلمي بالشعبة من خلال الرسائل والأطروحات الجامعية في مجال التحقيق والبلاغة والشروح الشعرية والرواية والقصة.
وفي الجلسة العلمية الرابعة تم عرض منجزات شعب اللغة العربية وآدابها في عدد من الجامعات بالمغرب والمشرق في مجال الدرس اللغوي والبلاغي مع بيان واقع وآفاق البحث العلمي في اللغة العربية وآدابها بعدد من الجامعات العربية.
وخصصت الجلسة الخامسة لقضايا تدريس اللغة العربية بالنظر إلى عدد من المواد كالنحو والنقد الأدبي وتدريس اللغة العربية في حد ذاتها، مع إثارة ما يتعلق بمنظومات التدريس التي تعتمد على الفصول.
وكان ختام الجلسات العلمية بالجلسة السادسة التي حصرت في قضايا البحث في اللغة العربية وعلوم اللغة .
واختتم المؤتمر بالجلسة الختامية التي تُلي فيها البيان الختامي والتوصيات، والتي جاءت كما يلي.
البيان الختامي والتوصيات
للمؤتمر الدولي الذي نظمته شعبة اللغة العربية وآدابها ظهر المهراز بفاس
في موضوع:
اللغة العربية وآدابها في الجامعة : التراث والامتداد
أيام 26-27-28 نونبر 2013م
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه .
أيها الحضور الكرام:
ها نحن بحمد الله وتوفيقه نصل إلى ختام هذا المؤتمر الدولي الذي تأخر تنظيمه بعد أن أعلن عنه في الشابكة منذ أكثر من عامين، والذي قدر له أن ينظم في هذا الوقت، في موضوع: ” اللغة العربية وآدابها في الجامعة : التراث والامتداد” ، وهو مؤتمر يؤرخ لميلاد أقدم شعبة في تاريخ الجامعة المغربية، ويؤرخ كذلك للجهود الجليلة للأجيال المتعاقبة على هذه الشعبة، تدريسا وتكوينا و تأطيرا، من جيل المؤسسين الرواد، إلى جيل الإرث والامتداد .هذا الجيل الذي أبى إلا أن يواصل السير في هذه الشعبة اقتداء بسلف التجربة والخبرة، ووفاء لميثاق القيم العلمية النبيلة، والتقاليد التربوية الراسخة المؤسسة لخدمة العلم ولغة العلم وأهل العلم، بتفان وإخلاص.
لقد كان جمعنا هذا مناسبة عظيمة التأمت فيها أفكار الأساتذة الفضلاء، وائتلفت فيها نظرات السادة العلماء ذوي الأقدام الراسخة في التربية والتدريس والبحث العلمي والتكوين الأكاديمي. كما كان مناسبة طيبة أتاحت لنا صلة الرحم بإخوان وأحبة وفدوا علينا من بلدان شقيقة هي: تونس ومصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والجمهورية اليمنية، استجابة لنداء العلم والمعرفة، متحملين في ذلك عناء السفر والبعد عن الأهل.
فلهم منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان، داعين الله تعالى أن يتقبل منهم وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين.
وإنه ليسعد اللجنة المنظمة أن تتقدم من جديد بالشكر الجزيل والتقدير العميم إلى كل الأساتذة المشاركين في هذا المؤتمر، وإلى كل الحاضرين من أساتذة باحثين، وطلبة، وجميع المهتمين، خاصة أولئك الذين قطعوا المسافات الطويلة من أجل متابعة أشغال هذا المؤتمر.
ونشكر كذلك وسائل الإعلام بتنوعها التي أسهمت في متابعة أشغال المؤتمر. والشكر موصول إلى كل من مد يد العون والمساندة لتنظيم هذا المؤتمر،ونخص بالذكر:
– السيد والي جهة فاس بولمان.
– السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله.
– السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس.
– السيد رئيس جهة فاس بولمان.
– السيد رئيس مجلس مدينة فاس.
– السيد رئيس جمعية حماية اللغة العربية فرع فاس.
– السيد رئيس مؤسسة العرفان للاستشارات التربوية والتطوير المهني.
– السيد مندوب مديرية الثقافة بفاس.
– السيد مدير المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
أيها الحضور الكرام:
إن الجلسات العلمية العلمية لهذا المؤتمر، التي استمعنا فيها إلى عروض قيمة، واقتراحات مفيدة، ومناقشات بناءة، تلاقحت فيها أفكار وتبودلت فيها آراء في شأن اللغة العربية وواقعها في بعض الجامعات العربية ، قد أثمرت التوصيات التالية:
1- طبع أعمال هذا المؤتمر في أقرب وقت، وتسهيل الوصول إليها إلكترونيا.
2- اعتبار هذا المؤتمر الأول من نوعه، تليه سلسلة من المؤتمرات الأخرى المماثلة.
3- عقد المؤتمر الثاني بعد سنتين من الآن.
4- ضرورة التواصل بين شعب اللغة العربية وآدابها وكلياتها داخل المغرب وخارجه، للتعاون من أجل عقد هذا المؤتمر.
5- الانفتاح على الشعب والكليات الأخرى من أجل تنظيم مؤتمرات علمية تخدم اللغة العربية في علاقتها بمختلف العلوم والمعارف والفنون.
6- التعاون بين شعب اللغة العربية وكلياتها من أجل وضع دليل شامل للمنجز فيها والمسجل من الأطروحات، وإحداث قاعدة بيانات لهذا المنجز من الدراسات والبحوث والأنشطة العلمية.
7- دعم جهود شعب اللغة العربية وآدابها في الجامعات العربية من أجل اقتراح موضوعات للبحث في اللغة العربية وآدابها على مستوى الماجستير والدكتوراه.
8- التنسيق بين شعب اللغة العربية في الجامعات العربية وغيرها في أفق إنشاء اتحاد عالمي لشعب اللغة العربية وآدابها.
9- تصوير كل الرسائل الجامعية غير المطبوعة ورقمنتها، تحصينا لها وتيسيرا للوصول إليها.
10- الدعوة إلى مضاعفة العناية بتحقيق التراث العربي ونشره.
11- الدعوة إلى استعمال اللغة العربية ودعمها في جميع قطاعات الحياة العلمية والاجتماعية.
12- الحرص على استثمار الطاقات العلمية من الأساتذة الباحثين الذين يحالون على التقاعد، وعدم التفريط في خبرتهم وتجربتهم في مجال التدريس والبحث والتأطير.
13- إحداث موقع على الشابكة يخدم هذه الأهداف كلها، ويسهل التواصل بين الأساتذة الباحثين في اللغة العربية وآدابها.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اترك رد