<
p style=”text-align: justify;”>تعقد جمعية مركز الرواية العربية بقابس –الجمهورية التونسية- ندوة علمية دولية بعنوان “الذات في السرد الروائي” أيام 9- 10-11 ماي 2014 .
<
p style=”text-align: justify;”>
تقديم:
للذّات في ما تتلفّظ به وجود وكينونة، ولاسيّما إذا ما كان ملفوظها خطابا إبداعيّا مشكّلا باللّغة. تتفاوت درجات حضورها فيه من خطاب إلى آخر وتتباين، فقد يكون صريحا معلنا، وقد يكون خفيّا مضمرا. والسرد الروائيّ منخرط في هذه المقولة غير منفلت من حدودها وغير مستثنى.
فقد تكون هذه الذات في السرد الروائيّ المؤلّف الكائن التاريخيّ يتجسّد في خطابه بوصفه متكلّما. وقد يكون الراوي ذاك المنوط به فعل السرد يطبع خطابه بطابع ذاتيّ. وقد يكون المتلفّظ ذاك الذي عنه يصدر فعل الإدراك والتمثّل. وقد يكون غير هذا وذاك كالشخصيّة في السرد الروائيّ تتخلّى عن كينونتها بوصفها فاعل ملفوظ لتغدو فاعل تلفّظ عنها ينبجس الخطاب فيشحن بتلوينات الذات وانطباعاتها.
وليس أمر تلبّس الذات بملفوظها بمقصور على ما عهدناه من خطابات سيريّة كالسيرة الذاتيّة والسيرة الذاتيّة الروائيّة، ولكنّه -كذلك- يمكن استجلاؤه من الخطاب الروائيّ ذاته بما أنّ كلّ ملفوظ يكون لا محالة حاملا بصمةَ من تلفّظ به مطبوعا بها.
إنّ تناول الذات في السرد الروائيّ ليس بالأمر المبتدع المبتكر، ولكنّه شأن قديم مستحدث. فقد كان مدار اشتغال النقد الأدبيّ في العالم العربيّ قاربها في علاقتها بما تبدعه وبما تنتجه منذ المدّ الرومنطيقيّ وشيوع النقد المؤسّس على نظريّات علم النفس والفلسفة وخاصّة الوجوديّة منها….، لكنّه أوغل في ما هو ليس من الخطاب يحاول أن يسقطه عليها خارج مقولات أدبيّة الخطاب الأدبيّ ومقتضياته وسننه.
وقد خفت مثل هذا التناول، بل أقصيت الذات من المقاربات السرديّة مع انتشار المناهج الشكلانيّة أو كادت. ووجّه الاهتمام شطر النصوص بنيةً مغلقة ليس لها خارج تعلّق به ولا سياق تنزّل فيه. ونفي منها أن تكون خاضعة في إنتاجها لتأثير الذات إذ لم يكن المعوّل عليه تتبّع آثار الذات في ما تنتجه ولا محاولة رصد تجلّياتها في خطاباتها.
غير أنّ المقاربات السرديّة أمكن لها أن تتطوّر بفضل ما ارتفدت به ممّا حقّقته علوم اللّسان فذهبت بعيدا في تجاوز المقاربات المحايثة للنصوص والإغراق في ما هو شكليّ منها وتخطّت مقولة البنى المغلقة ليتسنّى لها وضعها في سياقها المنتج بوصفها خطابا يصدر بالضرورة عن جهة تتوجّه به إلى متلقّ تبتغي به تحقيق مقاصد وبلوغ غايات. وكان المعوّل عليه في كلّ هذا ما أنجزته لسانيّات التلفّظ والتداوليّة ونظريّات تحليل الخطاب….
وزال الحرج من مقاربة الذات فأمكن للدرس السرديّ المشتغل بالرواية وبالسيرة الذاتيّة وبالسيرة الذاتيّة الروائيّة أن تغتني بمداخل جديدة تقارب من خلالها الذات مدارها على إشكاليّات متعدّدة تبحث جميعها في قضايا الذات في علاقتها بما تنتجه من خطابات تنظيرا أو تطبيقا وتحليلا.
-فما هي تجليّات حضور الذات في مثل هذه الخطابات وما هي مستوياته وما هي مقاصده وما غاياته من تداولها فيه؟
-وهل من اختلاف بيّن بين حضورها في مثل هذه الأجناس الخطابيّة من رواية وسيرة ذاتيّة وسيرة ذاتيّة روائيّة…؟
-ما علاقتها بما هو من خارج الخطاب أي بما اصطلح عليه بالمرجع؟
-الذات في السرد الروائيّ بين المرجع والمتخيّل أي صلة بينهما وأيّ علاقة؟.
في هذا الإطار يمكن تنزيل ندوتنا الموسومة بـ”الذات في السرد الروائيّ”. وهو عنوان فرضته عوامل مختلفة متعدّدة منها السياق الراهن ومنها التوجّه العامّ للخطاب السرديّ المعاصر وتمحوره على الذات، ومنها انفتاح المقاربات السرديّة على مدارات عرفانيّة مستجدّة منه ما هو موصول بالخطاب الفلسفيّ ومنه ما هو موصول بعلوم اللسان كلسانيّات التلفّظ والتداوليّة ونظريّات تحليل الخطاب…. بما توليه للذات من أهميّة في طروحاتها وفي مقارباتها إيّاها في مختلف أجناس الخطاب.
واشتغالا بمقولة الذات في السرد الروائيّ ومحاولة تفكيكها تنظيرا وتحليلا رأينا أن تكون محاور هذه الندوة متمحورة على قضايا من أبرزها:
-مفهوم الذات والذاتيّة في السرد الروائيّ مقاربات نظريّة ومنهجيّة…
-الذات في السرد الروائيّ(الرواية والسيرة الذاتيّة والسيرة الذاتيّة الروائيّة …).
-المتكلّم/ المؤلّف في السرد الروائيّ.
-وجهة النظر في السرد الروائيّ…
-صور الذات في السرد الروائيّ…
مواعيد:
فعلى الراغبين في المشاركة إرسال ملخصات مداخلاتهم في أجل أقصاه: 30- 1-2014 والبحوث مستوفاة في أجل أقصاه31- 3 2014.
تكاليف السفر والإقامة:
المكلف بالندوات:
أحمد الناوي بدري
<
p class=”MsoNormal” dir=”RTL” style=”direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;” align=”right”>
<
p class=”MsoNormal” dir=”RTL” style=”direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;” align=”right”>[email protected] / [email protected]
اترك رد