الدول المستقلة للأوزبك عبر التاريخ


على صفحات الإنترنيت قرأت مقالة مهمة باللغة الروسية كتبها رستامجون عبد اللاييف تحت عنوان “أول دولة مستقلة للأوزبك في عام 1312م حملت اسم مملكتي أوزبيكي (مملكة الأوزبك)”. ونظراً لأهميتها أترجمها بالكامل وأضعها في متناول القارئ ليستطيع التعرف على وجهة نظر باحث علمي أوزبكي عن تاريخ بلاده، يحاول من خلالها التقرب من وجهة النظر الروسية في تاريخ وسط آسيا، على حساب الحقائق التاريخية، على أمل إشراكه في تأليف كتاب مدرسي موحد عن تاريخ روسيا، وهو الكتاب الذي دعا إلى تأليفه الرئيس فلاديمير بوتين خلال جلسة مجلس القوميات في الفيدرالية الروسية.
وبدأ رستامجون عبد اللاييف مقالته بأن: بوتين محق، فأوزبكستان وروسيا تربطهما بالفعل عرى صداقة تمتد لقرون عديدة. وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء لقاءه الذي جرى بتاريخ 15/5/2012 في الكريميلين مع الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، قال أن: “أوزبكستان وروسيا تربطهما عرى صداقة وعلاقات وثيقة تمتد لعدة قرون…. وبالإعتماد على هذه القاعدة، التي بقيت لنا من التاريخ، ومن أجدادنا، سنتحرك للأمام…”.
ولهذا ظهرت عندي بعض المسائل مثل: كيف بنيت تلك العلاقات، عند ظهور أول دولة أوزبكية على خارطة العالم التاريخية، وحملت اسم “أوزبكستان”، وتحدث عنها فلاديمير بوتين ؟ ومن كانوا حكام وشعب تلك الدولة وما هي أصولهم الإثنوغرافية ؟ وكيف نشأت دولة الأوزبك وظهرت للمرة الأولى على المسرح التاريخي كدولة لعرق مستقل ؟ وأية دول كانت ضمن الدول الأوزبكية ؟
وفلاديمير بوتين قال أن: أوزبكستان وروسيا تربطهما عرى صداقة وثيقة تمتد لعدة قرون. وبالإعتماد على هذه القاعدة التي بقيت لنا من أجدادنا، سنتحرك إلى الأمام، وسنتحرك بنفس الوتيرة وبنفس النوعية، التي يحتاجها الوقت منا.
مقدمة
وللإجابة على الأسئلة الواردة في ملخص هذه المقالة، ولأسباب أخرى كثيرة، كتبت ونشرت على صفحات ويكبيديا مقالتي بعنوان “الدول الأوزبكية”، وهذا النص يقدم مضمون هذه المقالة أساساً. وأريد الإشارة إلى أني تناولت مسألة أصول الشعب الروسي في مقالتي “الشعب الروسي، ليس من الإيرانيين، والطاجيك ليسوا آريين”، التي نشرت في العديد من الصفحات الإلكترونية runetaفي نوفمبر/تشرين ثاني عام 2011. ومما ميزها عن غيرها مما كتبه مؤلفون كثيرون من الروس وغيرهم من المؤرخين، أنهم ربطوا بين أصول الشعوب الروسية والإيرانية، أما أنا فأعتبر أن الشعب الروسي يمثل مجموعة عرقية مستقلة.
وهذه المسألة تتمتع بأهمية خاصة في تاريخ أوزبكستان وروسيا بسبب تكليف رئيس الفيدرالية الروسية ف.ف. بوتين الأجهزة الحكومية المختصة في الفيدرالية الروسية بتأليف كتاب تعليمي موحد عن تاريخ روسيا. وكما نشرت صحيفة “إزفيستيا”، أشار بوتين خلال جلسة مجلس العلاقات بين القوميات إلى أنه: “لوضع مثل هذه الكتب التعليمية علينا وضع اليد ليس على المتخصصين في وزارة التعليم فقط، بل وفي أكاديمية العلوم، والمنظمتين الروسيتين الأقدم، جمعية التاريخ، وجمعية التاريخ العسكري”.
ولكن كان من الأفضل لو أدخل ضمن قائمة مؤلفي هذا الكتاب التعليمي مؤرخين وغيرهم من المتخصصين في دول رابطة الدول المستقلة، التي يرتبط تاريخها بشدة مع تاريخ روسيا.
والآن ومن أجل أن يفهم القراء مسائل مثل: عن اي دول أوزبكية يدور الحديث في هذه المقالة، أبدأوها من التحديد التالي لمفهوم “الدول الأوزبكية”:
الدول الأوزبكية (1) (بالأوزبكية Ozbekdavlatlari، أوزبيك دولاتلاري) هي الدول التي سميت وتسمى اليوم أوزبكستان (بالأوزبكية Ozbekiston – أوزبكستان)، وهي الدول التي ينتمي معظم سكانها بطريقة أو أخرى للأوزبك (بالأوزبكية Ozbeklar أوزبكلار – مفردها Ozbek أوزبكي)؛ وتقلدت السلطة فيها أسر حاكمة من القبائل والعشائر التركية الداخلة ضمن تركيبة الشعب الأوزبكي.
أول الدول الأوزبكية
أول الدول المستقلة للأوزبك حملت اسم أوزبكستان (مملكة الأوزبك – بلاد الأوزبك) من عام 1312م (2)، وأطلق هذا الاسم على الدولة تكريماً للحاكم العظيم أوزبيك خان، وبعدها ظهرت في المراجع التاريخية من عام 1566م (3)، باسم “الأوردة الذهبية”.
أوزبيك خان أول حاكم لدولة الأوزبك
لم يكن أوزبيك خان خاناً (سلطان) لأول دولة لأسرة حاكمة أوزبكية في أوزبكستان (1)، ولكنه مصلحها العظيم وكان ومنذ البداية مسلماً واتخذ من هذا الدين الإسلامي ديناً للدولة. وعند الحديث وفق المفاهيم الحديثة نرى أنه حقق ليس تلك الإصلاحات وحدها التي أخذت منحى أيديولوجياً، بل سمحت له بالنتيجة القضاء على التركيبة الإقطاعية في دولته، وبتحقيق إصلاحات إقتصادية وإدارية في المنطقة. وكان من نتائج الإصلاحات الإدارية في المناطق داخل الدولة الواحدة، أوزبكستان، أحداث 4 مناطق إدارية ضخمة، أولوس، مثل: ساراي، وخوارزم، وكريم، وديشت كيبتشاك، التي ترأسها أمراء (أولوس بيك) كان يعينهم أوزبيك خان شخصياً (4)، (وكان البيك الرئيسي في الأولوس “بيكلاربيك”. وكان الوزير الثاني من حيث الأهمية. كما أحدث منصبين آخرين شغلا أهمية خاصة ولكنهما تميزا عن الإقطاعيين لنحو ما. وهذه المناطق الأربعة قسمت إلى 70 منطقة صغيرة (تومان)، برئاسة حاكم التومان، وهذا يعني أنه نتيجة للإصلاحات الإقتصادية ألغي “الباسكاتش”، وفي نفس الوقت أعطي حق جمع الآتاوات والضرائب من الأغنياء والتجار التابعين لروسيا، وهو ما يعني توسيع الإستقلال الذاتي بشكل كبير (5).
ونتيجة لذلك تمكن من زيادة قوة دولته، أوزبكستان، عسكرياً، وسياسياً، وحتى إقتصادياً. الأمر الذي سمح له القيام بأعمال خيرية واسعة بين السكان، وهو ما يلبي التوجه الإسلامي في تلك المرحلة، وأدى إلى تعزيز شخصيته في أوساط السكان؛ وبناء عاصمته الجديدة مدينة ساراي الجديدة (القصر الجديد)، وتحويل أوزبكستان إلى إمبراطورية فعلية، ودولة عظيمة.
ولهذا تم الإعتراف به في كل أنحاء العالم، وسعت العديد من الدول لإقامة علاقات دبلوماسية معه. ومن بين تلك الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أوزبكستان كانت بيزنطة، والهند، ودول غرب أوروبا. ولكن سلطان مصر الناصر محمد، وملك بيزنطة أندرونيك الثاني، لم يقيما علاقات دبلوماسية مع هذه الدولة الأوزبكية العظيمة فقط، بل اعتبروا أن ذلك شرفاً لهم بإقامة علاقات قرابة مع هذا الحاكم القوي، مثل أوزبيك خان، فالأول منهم تزوج من أخته تولونباي، والثاني زوجه ابنته تايدول الأميرة التي أصبحت الزوجة الثانية الأكبر، والملكة الحقيقية لمملكة الأوزبك بعد وفاته، أثناء حكم ابنيهما تيني بيك وجاني بيك.
وبالإضافة إلى ذلك كان أوزبيك خان ميالاً بشكل كاف لحكام المقاطعات الروسية والشخصيات المعروفة غيرهم. ولهذا سعى لإعاقة احتلال البولونيين لمقاطعة غليتسكو فولينسك. ولقاء رجولته قلده حاكم موسكو إيفان قلادة النسر للمقاطعة العظيمة، وقبعة مونوماخ، كتاج للمقاطعة، وبموجبها غدا بين الحكام الروس والسلاطين العظام، وخصص إيفان له جيشاً من 50 ألف مقاتل. وفي عام 1337م وبموافقته نظمت حملة موحدة من الجيوش الأوزبكية والروسية ضد محاربي ليوبلينسك. وبطلب من القائد العسكري لغاليتسك والبيارن المعروف ديمتري ديدكو أرسل جيشاً مؤلفاً من 40 ألف جندي لمواجهة ملك بولونيا كازيمير الثالث…
قبعة مونوماخ
وليس عبثاً أن اعترف كل المؤرخين بأن أوزبك خان (1312م – 1342م) بالذات كان ذروة القوة العسكرية للأورطة الذهبية. وشاهد الرحالة العربي ابن بطوطة الكثير في عصره والتقى أوزبك خان شخصياً في عام 1333م، وأعطاه تقييماً عالياً، وقال: “أنه أحد الحكام الذين بعظمتهم وقوتهم يحكمون العالم” (6). وكتب غيره من المؤرخين: أن سلطته كانت متساوية القوة على جميع الأراضي الواسعة التي يملكها. وعلى سبيل المثال: وفقاً للمؤرخ العربي في القرن الـ 15 ابن عرب شاه (7)، أن القوافل من خوارزم كانت تعبر على العربات بهدوء تام، “دون خوف أو حذر”، حتى القرم خلال 3 أشهر. ولم تكن تحتاج لحمل علف للخيول، ولا طعام للأشخاص الذين يرافقوا القافلة. والأكثر من ذلك لم تصطحب القوافل معها أدلاء، لأن البوادي والمناطق الزراعية كانت مليئة بالسكان الرحل والمزارعين، الذين يمكن الحصول منهم على كل الضروريات لقاء ثمن (8).
عاصمة أول دولة أوزبكية
ساراي الجديدة، كانت عاصمة أول دولة أوزبكية، وأوزبكستان في القرن الـ 14، ووفق ما قاله ابن عرب شاه: كانت ساراي مركزاً علمياً، ومصدراً للسعادة، وخلال فترة قصيرة ظهر فيها الكثير من العلماء المشهورين، والأدباء، والناس العظام، الذين تمتعوا بصفات هامة، وفي أماكن كثيرة أخرى، وحتى في المسجد الجامع الأزهر بمصر (القاهرة) وفي قراها لم يجتمع مثلهم، وتمتعت أيضاً بصفات وقدرات هامة. ومن بينها أن بناء ساراي وتحويلها من خراب لم يمضي عليه 63 سنة. حتى كانت ساراي، بمظهرها وعدد سكانها واحدة من أعظم المدن.
وتحدث ابن عرب شاه عن أن أحد عبيد أشراف ساراي هرب (من مالكه) وعاش بالقرب من طريق كبيرة. وافتتح لنفسه دكاناً صغيرة ومارس التجارة الصغيرة، وبهذه الطريقة كسب طعامه. واستمر بعمله هذا طيلة عشرة أعوام، لم يلتقي خلالها ولا مرة بمالكه. وهذا كان بسبب أن ساراي كانت ضخمة جداً، وعدد سكانها كبير. وكما تحدث عنها الرحالة، والمؤرخين، والدراويش، كانت ساراي واقعة على شاطئ أحد مجاري روافد مياه أحد الأنهار من روافد نهر كبير للمياه العذبة، والذي يعتبر من أكبرها وهو نهر إيتيل (الفولغا) (7).
لغة الدولة
ولغة الدولة في أول دولة أوزبكية، أوزبكستان، كانت اللغة التركية، الأوزبكية القديمة. وهذه اللغة الأوزبكية القديمة هي:
– التي كانت آنذاك لغة دولة أخرى، وهي ألوس شغتاي، التي ضمت أراضيها قسم من خوارزم، وسمرقند، وبخارى، وغيرها من مدن ماوراء النهر وتركستان، حيث عاشت عشائر وقبائل تركية أساساً، وكانت لغة الدولة (9)؛
– وعن طريق الخطأ سماها الكثير من المؤرخين ويسمونها “لغة تشغتاي”، دون تمييز للغة الدولة في ألوس شغتاي، الذي سمي على شرف تشغتاي، الإبن الثاني للإمبراطور المغولي تشنغيز خان، عن اللغة المغولية للمغول أنفسهم، وعلى كل حال فقد رأس تشغتاي هذا الأولوس (10)؛
– وفي التحديدات والتسميات، التي أوردها العلماء، الذين درسوا تلك المرحلة التاريخية، وبغض النظر عن أن الشعراء الأوزبك العظام علي شير نوائي، وبابور (ظهير الدين محمد)، كتبوا مؤلفاتهم بهذه اللغة، فلا يوجد رأي موحد حول أن العلماء عرفوا هذه اللغة بشكل سيء وأنهم حتى الآن يعرفونها بشكل سيء.
السكان
سكان أول دولة أوزبكية، أوزبكستان، من وجهة النظر العرقية كانوا تجمعاً من مختلف الشعوب (وهو ما يمكن قوله عن الفيدرالية الروسية المعاصرة). فقد كان بينهم: من بولغار الفولغا، وروس، وبورتاس، وياس، وشراكس، وغيرهم. ولكن الكتلة الرئيسية من سكان الدولة الأوزبكية كانت منحدرة من الكيبتشاك الأتراك (11)، (12)، الذين عاشوا على أراضيها قبل قدوم جيش المغول البالغ 70 ألفاً، بقيادة جوتشي ربيب تشينغيزخان (والذي اعتبره المؤرخون المغول خطأ أنه منهم، والإبن الأكبر لزوجته الأولى بورتيه)، وكان الجيش مؤلفاً من قبائل كونغرات التركية بنسبة 80% (1). ولهذا لم تكن هناك مشاكل لغوية بين الكيبتشاك، والكونغرات. وإذا أخذنا بعين الإعتبار حقيقة أنه اعتبر خطأ في المصادر العربية أن التركيبة العرقية لجيش جوتشي كانت من عشائر وقبائل تركية أخرى، مثل: التتار، الذين كان عددهم قليل في عداد الجيش، وفي هذه الحالة لم تكن هناك مشاكل لغوية بين هذه العشائر والقبائل التركية. وفيما يتعلق بالـ 4 آلاف محارب، من العشائر والقبائل المغولية، الذين ألحقهم تشينغيزخان بجيش جوتشي (13)، فقد بدأوا بالإنصهار في الوسط الكيبتشاكي والكونغراتي، وبالتدريج نسوا لغتهم الأم.
ومن أجل التدقيق بمن هم الكيبتشاك، والكونغرات، ومن خلال حقيقة أنه أشير في المصادر العربية أن التركيبة العرقية لجيش جوتشي كانت من التتار، فإذا نظرنا في قائمة 92 عشيرة وقبيلة التي شكلت تلك التركيبة (14)، فيمكن تحديد القائمة التالية، وهي قائمة العشائر والقبائل الأوزبكية (1)، (13)، (14) وضمت القائمة: عرب؛ وألتشين؛ وأرغون؛ وأرلات؛ وباغان؛ وبارلاس؛ وباخرين، وبوستون؛ وبوداي؛ وبويازوت؛ وبويتاي؛ وبويأوراك؛ وبوركوت؛ وبوسي؛ وغاريب؛ وغيري؛ وجالاير؛ وجالجوت؛ وجويوت؛ وجولاجي؛ وجورات؛ وجوسولاجي؛ وجييت؛ ودودجير؛ ودورمين؛ وإياج. ك.ر.؛ وكالماك؛ وكاليواي؛ وكانغلي؛ وكارا؛ وكارلوك؛ وكاري؛ وكاتتاغان؛ وكينيغيس؛ وكيرايت؛ وكيليتشي؛ وكيبتشاك؛ وكيات؛ وكوخات؛ وكونغرات؛ وكور؛ وكورلاوت؛ وكوتشي؛ وكرغيز؛ وكيرق؛ وكيشليق؛ وكيات؛ ومانغيت؛ وماسيد؛ وماهدي؛ وميركيت؛ ومينغ؛ وميتان؛ ونايمان؛ ونيكوز؛ وأوغلان؛ وأوغلين؛ وأويرات؛ وأونغ؛ وأونغاتشيت؛ وأونغوت؛ وأولخونوت؛ وبولادتشي؛ ورمضان؛ وساراي؛ وساختيان؛ وسولدوز؛ وسيميرتشيك؛ وتابين؛ وتام؛ وتاما؛ وتانغوت؛ وتارغيل؛ وتتار؛ وتوواداك؛ وتوركمين؛ وتوشلوب؛ وأوز؛ وويغور؛ وويماوت؛ وويشون؛ وأورماق؛ وأوتارتشي؛ وحافظ؛ وخيتاي؛ وتشاكماق؛ وتشيلكاس؛ وتشيمباي؛ وشيرين؛ وشوبورغان؛ وشوران؛ ويوز؛ ويابو؛ ومن هنا نرى أنهم جميعاً يدخلون في هذه القائمة.
وعلى هذا الشكل، ومن الحديث باللغة الحديثة، يمكن بثقة القول، بأن الأمة الرئيسية وأول دولة أوزبكية، أوزبكستان، لم تكن أوزبك، بل تألفت من ثلاثة عشائر وقبائل تركية هي: الكيبتشاك، والكونغرات، والتتار. ولكنهم لم يأخذوا آنذاك شكل عرق أوزبكي واحد، بسبب قلة عددهم، ولهذا كان مصطلح “أوزبك” في دولة أوزبك خان العظيمة يشكل إجتماعياً مفهوم الإرستقراطية العسكرية أو التركيبة العسكرية لهذه الأسر الحاكمة في الدولة (وهو ما يشبه مفاهيم مثل: ساموراي، وطبقة القصر)، وانتمت إليها طبقات: الخان، والأمير، والبيك، والبوغودوري (الفرسان)، وهكذا. ولكن ما ميز الأسرة الحاكمة في هذه الدولة عن غيرها من الدول في ذلك الزمن، أن تسمية “أوزبكي” شملت حتى المحاربين العاديين. أو أن الجيش الأوزبكي في تلك المرحلة التاريخية كان من المرتزقة، وهذا يعني أنه كان من مقاتلين محترفين، قبلتهم الدولة للخدمة من أبناء الشعوب التركية وأحفاد أولئك الـ 4 آلاف محارب من العشائر والقبائل المغولية الذين وضعهم تشينغيزخان في أمرة جوتشي (1)، (15).
ولهذا السبب شملت أوساط المعبئين للخدمة العسكرية، قطعات عسكرية من العشائر والقبائل التركية في دولة أوزبك خان وحتى من خارجها، وكانت الخدمة لهم ليست فقط محترمة، بل ولها مكانتها ليصبحوا أوزبك وأعضاء في الطبقة الإرستقراطية، ومربحة أيضاً، إذ في حال أعطاء بعض القطعات العسكرية المؤلفة من المئات، أو الألوف، أو عشرات الألوف (توماني) أراضي من أراضي الرحل لملكية هذا البيك أو ذاك، فهذا يعني أن أسر المحاربين الأوزبك، كانت تتمتع (في أوقات السلم) بحق العمل في مزارعها الخاصة ولم يهملوها. وكان خان الأوردة الذهبية كمالك لكل الأراضي في الدولة، يوزع الأراضي والمواشي كملكيات للبكوات عبر الأمراء، شرط قيامهم بواجبات محددة. وأهم تلك الواجبات كانت طبعاً الخدمة العسكرية. لأن كل بيك كان ملزماً عند أول طلب من الأمير (الخاضع مباشرة لسلطة الخان) ووفق الفترة المحددة لهم، إرسال كمية محددة من المحاربين، إلى نقطة التجمع، أو ساحة القتال أو غيرها من الإجراءآت العسكرية، لقاء رفاهية الحياة والنشاطات الاقتصادية للأسر، التي يشرفون عليها. وكان يحق للبيك في إقطاعيته استغلال عمل الفلاحين ورعاة الحيوانات، وكان يؤجرهم أراضيه، ويكلفهم برعاية حيواناته أو يكلفهم بالعمل في مزارعه مباشرة. وكان البكوات الصغار يخدمون البكوات الكبار من الإقطاعيين والأمراء (1).
كما وتجب الإشارة هنا إلى أنه في تلك الظروف كان بعض المؤلفين أحياناً غير ملمين بأسماء العشائر والقبائل التركية والمغولية، ولهذا كانت كتابتهم لها تأتي بشكل غير صحيح، كإسم العشيرة التركية الشهيرة كونغرات، وهي باللغة الأوزبكية قونغيروت (بالأوزبكية qongir – بني، و ot – فرس؛ و QONGIROT يعني– بني فرس)، وكانوا يخلطون بين المغول والمغوليين من أصل تركي، ومنغوليا مع مغولستان. ولهذا يجب تذكر كلمة المؤرخ الفارسي العظيم رشيد الدين، الذي قال عن الأتراك ما يلي: “كما قدمت لهم المساعدة الإلهية، خلال ذلك الوقت منذ نحو 400 عاماً تضاعفوا وزاد عددهم عن غيرهم؛ وبالتالي زادت قوتهم عن غيرهم، وأصبحوا معروفين في هذه المناطق باسمهم، لأنه كان يطلق على أكثر الأتراك تسمية مغول” (16).
الأصول العرقية لحكام أوزبكستان
ترتبط الأصول العرقية لحكام أول دولة أوزبكية باسم تشنغيزخان، والتي أخذت بدايتها من ربيبه (الابن الأكبر) جوتشي. ولهذا إذا نظرنا الآن إلى أصول تشنغيزخان نفسه، فيمكن معرفة من المصادر الأدبية، أن أمه أويلون كانت من قبيلة أولخونوت، وهي فرع من قبيلة كونغرات، ويسوغي والد تشنغيزخان، تركها عند يكي تشيليد بوغادور من قبيلة ميركيت. والصبي الذي ولد نتيجة لزواج يسوغي وأويلون، سمي على شرف قائد إحدى القبائل التركية تيموتشين أوغي، الذي انتصر عليه يسوغي قبل ولادة الصبي (17).
ومن أسباب هذه الحقيقة التاريخية المثيرة، أنها تتمتع بأهمية كبيرة لدى السلالة العرقية للأوزبك، وهو الوضع الذي ثبت في “أسرار تاريخ المغول”. وخاصة أن: القبيلة التركية كونغرات نتجت عن زواج قبلي (قودا أندا) للسلالة المغولية بورجيغين تيموجين (تشنغيزخان) وأجداده (18). ولهذا استمر على هذه التقاليد ليس تشنغيزخان نفسه، الذي تزوج من إمرأة من قبيلة كونغرات بورتي (بورتي كوتشين)، ولكن أولاده، وأحفاده أيضاً، وهكذا. ولهذا إذا اتجهنا الآن لسيرة جوتشي الابن الأكبر (الربيب) لتشنغيزخان، فيمكن أن نكتشف وضعاً هاماً جداً والأهم سر لم يكتشف عن أصله، ويتعلق بوضع مثير لعلاقة وضعه القبلي في حياة هذه الشعوب في تلك المرحلة التاريخية.
ولد جوتشي نحو عام 1182م من بورتي، الزوجة الأولى والمحبوبة والمحترمة والمؤثرة لتشنغيزخان، ولكن هناك فرضية تاريخية تقول أن جوتشي، الابن الأكبر لتشنغيزخان، لم يكن ابنه فعلاً. ولهذا جوتشي (بالأزبكية – Yolchi؛ يولتشي) تترجم كـ”طارق” أو “ضيف من الطريق” (19). والسبب الرئيسي لتصحيح أبوة تشنغيزخان هي قبيلة زوجته بورتي، القبيلة التركية ميركيت، إذ بعد تحريرها، ولدت جوتشي. ومن الممكن أن يكون والد جوتشي وفقاً لـ”أسرار تاريخ المغول”، تشيلغير بوكو من القبيلة التركية ميركيت بوغودور (الفارس)، الذي أخذ بورتي بين عشيقاته. وهنا تجب الإشارة إلى أن تشيلغير بوكو، كان الأخ الأصغر لتشيلدو، الذي توفي قبل أسر بورتي، ولكن يدور الحديث حوا أن العروسة أويلون من قبلة أولخونوت جاءت لعند يسوغي والد تشنغيزخان، حينها، وهذه القبيلة فرع من قبيلة كونغرات (20)، وهذا يعني أنها كانت من المتوقع أن تكون أم تشنغيزخان في المستقبل. ولكن تيموجين اعترف بأن جوتشي ابنه، وأعلن أن زوجته بورتي، كانت حاملاً منه عند أسرها من قبل قبيلة الماركيت. ومع ذلك، بقيت “فضيحة أسيرة المركيت”، تلاحق جوتشي خان طيلة حياته (17).
وكتب ميرزة ألوغ بيك في كتابه “تور أولوس تاريخي” (19)، أن أبناء تشنغيزخان شككوا أكثر من مرة بنسب جوتشي وأهانوه مشيرين إلى تلك الحقيقة. ولكن تشنغيزخان أعلن أن جوتشي ابنه. ومع ذلك، وبسبب التشكيك بنسب جوتشي، اضطر تشنغيزخان لتسمية ابنه الثالث أوغيديا ولياً للعهد في الإمبراطورية المغولية بدلاً عن الإبن الأكبر. ولهذا السبب لم يتولى أي من سلالة جوتشي الحاكم طيلة فترة الإمبراطورية التي أنشأها تشنغيزخان.
وعلى هذا الشكل إذا أخذنا بعين الإعتبار أن والد جوتشي البيولوجي هو تشيلغير بوكو بوغودور من قبيلة ميركيت التركية، وأن أمه أويلون من قبيلة أولخونوت، التي تعتبر واحدة من فروع القبيلة التركية كونغرات، فليس من الصعب الخروج بنتيجة أن: جوتشي هو من السلالة التي ينتمي إليها كل حكام وملوك الأوردة الذهبية (ديشتي كابتشاك) والأوزبك، وليس غير قسم من الأتراك، وفق نسبهم العرقي الذي ليست له أية علاقة بعشائر وقبائل تشنغيزخان المغولية. ونعتقد أن الظروف أظهرت حقيقة تعتمد على ما أشار إليه رشيد الدين في الكثير من أعماله من توتر العلاقة بين تشنغيزخان، وجوتشي (19). وعن صدور أمر بقتل جوتشي أصدره تشنغيزخان نفسه بسبب رفضه تنفيذ رغباته باجتياح الأراضي الروسية، وأوروبا، وهكذا. وأيضاً لقلة عدد القوات المغولية المخلصة لتشنغيزخان في ألوس جوتشي، والتي لا تزيد عن 4 آلاف مقاتل.
ولكن الظروف الأخيرة حملت أرضية محددة، وإذا توقعنا وأخذنا بعين الإعتبار، أن جوتشي عرف بدقة أصوله الإثنوغرافية ولم يثق بإخوته، وشكل مركزاً لفرسانه ومحاربيه من الأورطة الذهبية، وليس من المغول، بل من العشائر والقبائل من أقربائه. وهذا يوضحه أن القسم الرئيسي من الـ 70 ألف جندي في جيش أولوس جوتشي 80% أو 55 ألف محارب تقريباً (21)، كانوا محاربين من القبيلة التركية كونغرات، التي تعتبر من أقرباء جوتشي، من طرف الأم الزوجة الأكبر لسارتاك، ومن طرف الأب الذي ينتمي للقبائل التركية (1). وكانت كل الزوجات الأكبر عند أوردي، الابن الأكبر لجوتشي خان من قبيلة كونغرات أيضاً. ولكن المهم من وجهة نظر تاريخ الدول الأوزبكية كان مصير باتي، الابن الثاني لجوتشي خان، وهو ثاني حكام أولوس جوتشي (1227م – 1255م)، وأصول حاكم أول دولة أوزبكية، أوزبيك خان، الذي تنتمي إليه دولة الأوزبك.
باتي خان
ولمعرفة أصول أوزبيك خان، رجعنا لـ”جامعي التواريخ” لرشيد الدين (18)، ومن الصعب معرفة أن باتي ولدته أوكي فوج خاتون، ابنة إلتشي نويون من قبيلة كونغرات التركية. ولكن أوزبيك خان كان ابن توغرولتشي، الابن العاشر لمينغو تيمور حفيد باتي خان. وأم مينغو تيمور كانت كوتشو خاتون من عشيرة أويرات التركية (1). وأولى زوجاته الكبار كانت أيضاً من قبيلة كونغرات التركية الشهيرة واسمها أولجاي خاتون، ومن الاتحاد العائلي ولد توغرولتشي، الابن العاشر لمينغو تيمور، والد أوزبيك خان (18). وهكذا فإن مؤسس أول دولة أوزبكية، أوزبكستان، وأول حاكم عظيم مشهور لها، كان أوزبيك خان، ذو الأصول التركية النقية.
ومثل الأصول التركية تلك كانت لكل حكام أول دولة أوزبكية، أوزبكستان، من بعد أوزبيك خان، وورد في المقالة المكرسة للأوردة الذهبية. أنه أطلق عليهم تسمية أوزبك (1)، (8)، (18)، (20)، (22). ولهذه الأسباب تحدث نظام الدين شامي مؤرخ تيمور، عن فرار اثنين من الأمراء، قال أنه: “عندما فهما (الأميرين عديد شاه، وساري بو، اللذان انتفضا ضد تيمور في عام 1377م) أنهما ليسا من البشر الأوقوياء الذين يستطيعون مناهضته، هربا، وغادرا إلى منطقة الأوزبك ولجأءا إلى أوروس خان”. وأطلقا على أوروس خان لقب الخان الأوزبكي (20)، (23).
واستخدم مصطلح “أوزبكي” ليس مع أوروس خان فقط، بل ومع تابعيه (20). وإلى هذا آشار شريف الدين يزدي، مؤرخ تيمور الآخر، من خلال حديثه عن سفارة تيمور كوتلوغ عام 1397م من الأوردة الذهبية، وسمى السفراء القادمين، سفراء الأوزبك (20)، (24).
أوضاع أول دولة أوزبكية
خلال حكم مينغو تيمور (1266م – 1280م)، جد أوزبيك خان، أصبحت الأوردة الذهبية دولة مستقلة بالكامل عن إمبراطورية المغول. ولهذا السبب تبادل في الكورولتاي (مؤتمر) الذي عقد عام 1269م بوادي نهر طلس مينغو تيمور، وبوراك، وخايد خان من أولوس تشيغتاي، وألوس أوغيدي، الاعتراف لبعضهم البعض باستقلال دولهم. وعقدوا تحالفاً ضد الخان العظيم خوبيلاي، في حال محاولته إثارة خلاف حول الإستقلال عن السلطة المركزية في إمبراطورية المغول (25). ولكن تسمية دولة الأوردة الذهبية المستقلة أولوس جوتشي، استمرت حتى قبل أن يجلس أوزبيك خان (1312م – 1341م) على كرسي الحكم فيها. وفي عهده سميت الدولة العظيمة، وأملاكها، على شرفه دولة الأوزبك، أو أولوس الأوزبك، أو بلاد الأوزبك، وهذا يعني أوزبكستان، وسمي أتباعه ومحاربيه الشجعان في نفس الوقت، أوزبك.
معلومات تاريخية قصيرة عن دول الأوزبك الأخرى
أوزبكستان في عهد توختاميش
بين خانات الدولة الأوزبكية الأولى، التي استمرت حتى نهاية القرن الـ16 ميلادي. كان هناك حكاماً أمثال: توختاميش. الذي لا يعرف أصله، وحاول إقامة دولة عظيمة في (أولوس جوتشي) أيام تشنغيزخان، وأعتقد أن الكثيرين ممن يعتبرون أنفسهم اليوم من سلالة تشنغيزخان، لا يعرفون أنهم بأصولهم العرقية لا يمتون بأي صلة لأحدى الشخصيات العظيمة في تاريخ الإنسانية تشنغيزخان، ولا توجد أية علاقة بينه وبين خان أوزبكستان توختاميش، الذي قام بغزو الكثير من الأراضي والمدن الروسية، وحتى أنه قام باجتياح موسكو، مستخدماً الخداع والدهاء، وقضى حتى على أولئك الذي صدقوه وفتحوا له أبواب المدينة الروسية العظيمة واستقبلوه بالخبز والملح. وقام بعد ذلك بنهب موسكو، وأشعل فيها وبسكانها حريقاً مدمراً (8).
امبراطورية تيميرلان
بين حكام ماوراء النهر الأتراك كان القائد العسكري العظيم، الذي يشبه إلى حد كبير تشنغيزخان، وهو: الأمير تيمور (تيميرلان)، الذي أطلق على نفسه اسم سلطان طوران وأمير تركستان، وكان مقدراً له تحرير الروس من اجتياح توختاميش خان، والإنتصار والقضاء تماماً على وجود الدولة التي كان يراسها (8)، (26). ونتيجة لذلك وبطريقة وأخرى ساعد على ولادة محاربين من القبائل التركية من بقايا الدولة الأوزبكية الأولى، الذين اعتبروا أنفسهم أوزبك، ومن الدول الأوزبكية النقية خلال القرنين الـ15 والـ 16 برئاسة خانات من أسرة شيباني، وكان الإبن الخامس لجوتشي خان، الذي انتصر على دولة أسرة الأمير تيمور نفسه. وحتى أنه طرد أولئك التيموريين في القرن الـ 16، من أراضي ما وراء النهر، واضطروا نتيجة ذلك للعيش بغزوهم للهند، وأراضي أفغانستان، وباكستان المعاصرتين، وحتى أن الشاعر الأوزبكي والكاتب العظيم بابور، حاكم إمبراطورية المغول، كان من التيموريين.
ويعتبر الأمير تيمور محرر الأراضي الروسية من توختاميش، ومنقذ أوروبا من اجتياح الإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان بيازيد الأول، بطلب من ملوك أوروبا (26). وفي عام 1405م أقيم للأمير تيمور في باريس تمثالاً تذكارياً كتبت عليه عبارة: “محرر أوروبا” (22).
الخانية الأوزبكية وحدت قسم من الشعوب التركية من العرق الأوزبكي في القرن الـ15
مؤسس دولة الأوزبك التي دخلت الساحة التاريخية كعرق، كان الأمير أبو الخير (1412م – 1468م) من سلالة الشيبانيين، وخان “دولة الأوزبك الرحل” في آسيا المركزية. ودخلت هذه الدولة التاريخ كخانية الأوزبك، وحكمها الخان أبو الخير طيلة 40 عاماً من عام 1428م وحتى عام 1468م (28).
ليصبح مصطلح “الأوزبك” ومصطلح “أوزبيك”، أثناء إنشاء هذه الدولة تسمية شملت مجموعة كاملة من القبائل التركية، التي اختارت الأمير أبو الخير قائداً لها، وكخان لأول دولة قومية أوزبكية. وللقبائل الـ 24 التي دعمت الخطوات الأولى للأمير الشاب والملهم أبو الخير، والتي توحدت وشكلت للمرة الأولى تحت راية خانية أوزبكستان المنتمية للعرق الأوزبكي في عام 1428م، (14)، (22)، (24)، (28) وهي قبائل: بايلي؛ وباراك؛ وجات؛ ودورمان؛ وإمتشي؛ وإيجان؛ وكارلوك؛ وكينيغيس؛ وكيات؛ وكونغرات؛ وكورلاوت؛ وكوشتشي؛ ومانغكيت؛ ومينغ؛ ونايمان؛ وتايماس؛ وتانغوت؛ وتوباي؛ وتومان؛ وأوغريش نايمان؛ وويغور؛ وأويشون؛ وأوتارتشي؛ وخيتاي.
وعلى هذا الشكل، ظهر الأوزبك في عام 1428م على خارطة العالم لأول مرة كعرق مستقل. وتميزوا عن غيرهم، وظهروا على المسرح التاريخي كعرق، خرج بالكامل من الوسط الإرستقراطي لمحاربي القبائل التركية لأول دولة أوزبكية (1)، وأثناء تأسيس الدولة المركزية تحت اسم خانية الأوزبك. كان هناك ما يشبه مثل هذه العملية التاريخية من خلال ما عرفه العالم من تاريخ نشوء الشعوب الأخرى (29).
وهكذا ودون التعمق في تفاصيل تطور دول الأوزبك، استولى محمد شيباني خان (1451م – 1510م) بعد توليه السلطة عام 1499م على ماوراء النهر، ودولة التيموريين، التي انقسمت بعد وفاة الأمير تيمور. ويشير تاريخ الشيبانيين إلى امتداد سيادتهم لما بعدهم.
خانية بخارى وإمارة بخارى
خانية بخارى، وهي دولة أوزبكية استمرت من عام 1510م وحتى عام 1599، وحكمها الشيبانيون الأوزبك، ومن عام 1599م وحتى عام 1755م حكمها أحفاد جوتشي خان. وفي عام 1755 نشأت دولة أوزبكية جديدة، وهي إمارة بخارى، التي استمرت حتى عام 1920م. وتولت السلطة فيها سلالة حكام أوزبك من المنغيت. وكانت إمارة بخارى تابعة ومرتبطة بالإمبراطورية الروسية منذ عام 1886م. وكانت سمرقند خلال كل تلك الفترة ضمن دولة بخارى. وكان سعيد عالم خان الأمير الأوزبكي الأخير لإمارة بخارى. وبين سكان دولة بخارى كان أوزبك، وقبائل تركية كانت دائماً موقع الريادة من حيث العدد.
خانية خيوة
خانية خيوة (خوارزم)، وهي دولة أوزبكية، استمرت من عام 1512م وحتى عام 1920م. وكانت السلطة للأسرة الحاكمة الشيبانية الأوزبكية في خوارزم من عام 1511م وحتى عام 1695م، وانتقلت لأسرة عرب شهيد من عام 1695م وحتى عام 1740م، ومن بعدها لأسرة توختاموراد، ولأسرة الكونغراتيين من عام 1804م وحتى عام 1920م. وحتى ذلك الوقت كان عدد سكان الخانية يبلغ نحو 800 ألف نسمة، 65% منهم أوزبك، و26% تركمين، والقسم المتبقي قره قلباق، وقازاق.
خانية قوقند
خانية قوقند، وهي دولة أوزبكية، استمرت من عام 1709م وحتى عام 1876م على أراضي أوزبكستان، وطاجكستان، وجنوب قازاقستان، وقرغيزيا المعاصرة. وأسست هذه الخانية عام 1709م عندما أسس شاهروح بيه من القبيلة الأوزبكية مينغ منطقة أملاك مستقلة في القسم الغربي من وادي فرغانة. ومن عام 1855م كانت القبائل القرغيزية والقازاقية تحت سلطة خانية قوقند، وأخذت بالتدريج تنتقل للتبعية الروسية بسبب الخلافات مع الحكام المحليين لهذه الخانية. الأمر الذي أدى إلى وقوع صدامات مسلحة بين خانية قوقند، والجيوش الروسية. وكان يتبع لخانية الأوزبك حينها كل وادي فرغانة، والأراضي الممتدة من بشكيك المعاصرة وحتى توكماك، ومدن تركستان، وتشمكنت، وطشقند… كما شارك القازاق باقتحام طشقند مع الجيوش الروسية… وبعد الإستيلاء على طشقند تم إنشاء محافظة تركستان التابعة للإمبراطورية الروسية… وكان خان قوقند في ذلك الوقت خودايار خان. وفي ربيع عامي 1873م و1874م اندلعت انتفاضات كثيرة في خانية قوقند، و استطاع الخان بطريقة وأخرى السيطرة عليها. وفي بعض الحالات طلب المنتفضون المساعدة من السلطات الروسية، التي واجهت طلباتهم بالرفض دائماً. وفي ربيع عام 1875م انتفض وجهاء قوقند ضد خودايار… وفي صيف نفس العام هرب خودايار خان مع مجموعة صغيرة من الجنود… ومن عام 1876م انتهى وجود خانية قوقند، وانتقلت كل أراضيها إلى سلطة الإمبراطورية الروسية…
أرميني فامبيري عن الأوزبك
تحدث المستشرق الهنغاري الشهير، والمتخصص بالعلوم السياسية، والرحالة أرميني فامبيري في كتابه “رحلة في وسط آسيا”، الذي نشر للمرة الأولى باللغة الإنكليزية عام 1864م، وأعيد إصداره بجميع اللغات الأوروبية، عن 32 أو 92 عشيرة وقبيلة تركية معروفة لديه، بانتمائها للعرق الأوزبكي، وكتب أن: “تلك التقسيمات قديمة، وأوضاعها تثير الإنتباه لأن بعض القبائل منتشرة بشكل واسع على تلك الأراضي، وتبهر الباحث، وهي دائماً وببساطة غير معقولة، لأن الأوزبك في خيوة، وقوقند، ويارقيند (مدينة في منطقة سينزيان ويغور ذاتية الحكم في الصين حالياً)، يختلفون بلغاتهم وعاداتهم ووجوههم تماماً، ومع ذلك فهم مقتنعون بانتمائهم لقومية واحدة، وقبيلة واحدة، وعشيرة واحدة”.
الإمبراطورية الروسية والدول الأوزبكية
حتى بداية القرن الـ20، كان وسط آسيا ضمن الإمبراطورية الروسية، ومع بداية إقامة السلطة السوفييتية، وبغض النظر عن مقاومة البلاشفة، أصبحت كل وسط آسيا جزءاً من الاتحاد السوفييتي، وتألفت من جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم، وجمهورية بخارى الشعبية السوفييتية، وجمهورية خوارزم الشعبية السوفييتية.
ولادة واستقلال أوزبكستان المعاصرة


وبغض النظر عن فقدان الشعب الأوزبكي لدولته المركزية الأوزبكية الوحيدة، فإنه يتذكر دائماً ماضيه العظيم ودوله العظيمة، وهو ما كتبه العلماء في بداية القرن الـ 20 الميلادي (30). ولهذه الأسباب وبالضبط بعد تقسيم الأراضي قومياً، أحدثت بتاريخ 27/10/1924م مجدداً جمهورية اتحادية أخرى للشعوب التركية في الاتحاد السوفييتي ولم يطلق عليها غير اسم أوزبكستان، جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية ضمن اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية، وعاصمتها مدينة سمرقند. ومن 1/9/1930م نقلت عاصمة جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية من سمرقند إلى طشقند.
وفي عام 1991 وبعد انهيار تمرد أغسطس/آب في عاصمة اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية موسكو. وبفضل مبادرة الرئيس إسلام كريموف أعلن استقلال جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عن اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية بتاريخ 31/8/1991 وتم تغيير اسمها إلى جمهورية أوزبكستان.
هوامش:
(1) 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، عبد اللاييف ر.: الأوزبك من أسر الشعوب التركية الحاكمة، وسرتي هم من رجال الأعمال في آسيا المركزية. صفحة رابطة “التاريخ والكمبيوتر” وقطاع نظريات التنقيب الأثري والمعلوماتية لمعهد التنقيب عن الآثار والمجتمعات الإثنية بأكاديمية العلوم الروسية. “Sibirica” قطاع المصادر المعلوماتية لنظريات التنقيب الأثري والمعلوماتية لمعهد التنقيب عن الآثار والمجتمعات الإثنية بأكاديمية العلوم الروسية. (باللغة الروسية)
(2( سلطانوف ت.إ.: أحفاد جينغيز خان. رفعوا الراية البيضاء. ألماآتا، 2001. ص 125. أشار دكتور العلوم التاريخية البروفيسور سلطانوف ت.إ. المؤرخ الروسي المنحدر من أصول قازاقية إلى أنه “لتحديد المناطق التي عاشوا عليها استخدم المؤلفون المسلمون عبارة “أولوس الأوزبك”، أو أوزبكستان (بلاد الأوزبك). وعلى هذا الشكل دخلت آنذاك ضمنها أجزاء من أراضي آسيا المركزية المعاصرة، وضمت أجزاء من شمال، وشمال شرق، وغرب قازاقستان”.(باللغة الروسية)
(3) بعد نشر المؤلفات التاريخية “تاريخ قازان” و”تاريخ الممالك القازاقية”، و”صفحات من تاريخ قازان”، والملاحم التاريخية التي كتبت خلال الأعوام من عام 1564م وحتى عام 1566م التي تحدثت عن احتلال إيفان غروزني لقازان في عام 1552م، أطلق على أولوس جوتشي اسم “الأوردة الذهبية” وتلك الدولة آنذاك لم تكن موجودة فعلاً. (باللغة الروسية)
(4) العمري (ابن فضل الله): طرق النظر في دول مختلف البلاد. (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية الشرقية والغربية في القرون الوسطى. (باللغة الروسية)
(5) يغوروف ف.ل.: التاريخ الجغرافي للأوردة الذهبية في القرون الـ13 والـ 19. موسكو: ناووكا، 1985. (باللغة الروسية)
(6) ابن بطوطة: هدية مراقبة المدن المتوحشة وعجائب الرحلات (تحفة النظر في غرائب الأمصار في عجائب الأسفار). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(7) 1، 2، ابن عرب شاه: عجائب مصير تاريخ تيمور (عجائب المقدور في تاريخ تيمور). المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(8) 1، 2، 3، 4، غريكوف ب.د.، ياكوبوفسكي أ.يو.: الأورطة الذهبية وانهيارها. م.، ل.: دار نشر أكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية، 1950. (باللغة الروسية)
(9) غوميلييف ل.ن.: المغول والروس. روس القديمة والسهب الواسع. 6. الدولة والمجتمع في الأورطة الذهبية. وعن هذا كتب غوميلييف ل.ن. في كتابه أن: “… أكثر وثائق القرنين الـ 14 والـ 15، المتعلقة بالإدارة الداخلية، والتي نعرفها باللغة التركية (أساساً هي بالشغتائية التركية)”. (باللغة الروسية)
(10) رسائل خانات الأورطة الذهبية. الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. والمؤلفين الذين نشروا هذه الوثائق، يتحدثون عن: “1. رسالة توكتاميش خان للملك البولوني ياغايليه”، ويكتبون أن: “الأصل”؛ كتب بالكتابة الويغورية التي تسمى لغة تشغتاي”؛ “2. رسالة ألوغ محمد خان للسلطان التركي مراد الثاني”، وأيضاً يكتبون أن: الأصل؛ محفوظ في أرشيف متحف توبكابي باسطنبول تحت رقم 10202. والرسالة مكتوبة باللغة الشغتائية”.
(11) تيزينغاوزين ف.غ.: مجموعة مواد، تتعلق بتاريخ الأورطة الذهبية. س ب ب.، 1884، الجزء 1. (باللغة الروسية)
(12) مراد حجي. الكيبتشاك. التاريخ القديم للآتراك والسهب العظيم. – م.، و ا و “مطبعة “نوفوستي”، 1999. – ص 175. (باللغة الروسية)
(13) 1، 2، يوغوروف ف.ل.: التاريخ الجغرافي للأورطة الذهبية في القرنين الـ 13 والـ 14. البناء الإداري والسياسي للأورطة الذهبية. – م.: ناووكا، 1985. (باللغة الروسية)
(14) 1، 2، 3، سيف الدين أخسيكيندي: مجموعة تاريخ (مجموعة التواريخ). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(15) عبد اللاييف ر.يا.: أفتخر بأني بارلاس ومن أحفاد تيمور. صحيفة الإنترنيت الفيدرالية الروسية “كابيتال ستراني”. (باللغة الروسية)
(16) رشيد الدين: مجموعة تاريخية (جامع التواريخ). دليل تسميات الشعوب التركية الرحل… الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(17) 1، 2، غوملييف ل.ن.: المغول والميركيت في القرن الـ 12. (باللغة الروسية)
(18) 1، 2، 3، 4، 5، رشيد الدين: مجموعة تاريخية (جامع التواريخ). دليل تسميات الشعوب التركية الرحل… الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(19) 1، 2، 3، ميرزه ألوغ بيك: تورت ألوس تاريخي (ترجمة مخطوطة المتحف البريطاني، معلومة رقم: АDD 26190: تاريخي أربع أولوس – تاريخ الألوس الرابع). – طشقند: تشولبون، 1993 – 352 ب. كتاب صدر بتقديم وتحرير العضو المراسل بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية ب. أحميدوف.
(20) 1، 2، 3، 4، 5، إلهاموف أ.: الأوزبك. الأطلس العرقي لأوزبكستان. مجموعة مقالات.. من هذه المقالات يمكن معرفة أن كونغرات هي واحدة من القبائل الأساسية والمعروفة، التي تدخل في عداد القوميات الرئيسية في أوزبكستان المعاصرة، الأوزبك، والتي تعيش في الوقت الحاضر على أراضي ولايات: سورخانداريا، وقشقاداريا، وخوارزم، بجمهورية أوزبكستان. وانتماءهم الحقيقي للكونغرات انعكس في ملحمة “ألباميش” ببادية غوزار بايسون.
(21) خراباتشيفسكي ر.ك.: مسألة بداية عدد المغول في ألوس جوتشي. (باللغة الروسية)
(22) رحمن علييف ر.: إمبراطورية الأتراك. حضارة عظيمة. – موسكو: ريبول كلاسيك، 2009. – ص 704. (باللغة الروسية)
(23) نظام الدين شامي: ظفر نامة.
(24) شريف الدين يزدي: كتاب الانتصارات. الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. (باللغة الروسية)
(25) بوتشيكاييف ر.يو.: الوضع الحقوقي لأولوس جوتشي في الإمبراطورية المغولية للأعوام 1224م و1269م. (باللغة الروسية)
(26) تيميرلان. مدونة تيمور. القسم الثاني. مدونة عن مسؤوليات الوزراء.
(27) ت. نيازي: لا داعي للكذب. التاريخ الحقيقي لروسيا، والإمارات المغولية التترية والبخارية. (باللغة الروسية)
(28) 1، 2، مسعود بن عثمان كوهستاني: تاريخ أبو الخير خان (تاريخي أبو الخير خاني).
(29) كوزلوف س.يا.: السلالات البشرية بطرق غامضة. من المقدمة – في العرق عبر اللغة، وشكل الحياة، والعادات، والدين. (باللغة الروسية)
(30) طوشقندي ص.: تيمورنامه. أمير تيمور كوراغون جانغنوماسي. طشقند: تشولبان، 1991. – ص 352. وهو إصدار جديد لكتاب موللو صلاح الدين بن علاء الدين (صلاح الدين طوشقندي)، طبع النص في مطبعة إلينا بطشقند عام 1908م. وفي الصفحة 135 من هذا الكتاب إشارة إلى أن دولة أوزبك خان كانت أول دولة أوزبكية. وتأليف هذا الكتاب المكرس لتاريخ الأمير تيمور العظيم (تميرلان)، أصبح ممكناً فقط بعد حصول أوزبكستان على استقلال دولتها.
المصادر
1. العمري (بن فضل الله): طرق الأنظار بدول مختلف البلدان (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
2. بن عربشاه: عجائب مصير تاريخ تيمور (عجائب المقدور في تاريخ تيمور). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
3. بن بطوطة: هدية مراقبي وعجائب المدن وعجائب الأسفار (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
4. سيف الدين أخسيكيندي: مجموعة تاريخ (مجموع التواريخ). الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
5. رسائل خانات الأوردة الذهبية. الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
6. رشيد الدين: مجموعة تاريخية (جامع التواريخ). دليل أسماء الشعوب التركية الرحل، المنحدرين من أحفاد أربعة أبناء ديب ياكويا. الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
7. رشيد الدين: مجموعة تاريخية (جامع التواريخ). رواية عن جوتشي خان، ابن تشينغيز خان، في ثلاثة أجزاء. الأدب الشرقي. المصادر التاريخية للقرون الوسطى في الشرق والغرب. مؤرشفة، تم التأكد منها بتاريخ بتاريخ 23/4/2013م.
8. الأطلس العرقي لأوزبكستان. مجموعة مقالات.
المراجع
1. فامبيري أ.: رحلة في وسط آسيا. – موسكو: الأدب الشرقي، 2003. – ص 230. – ISBN 5-02-017570-6 (باللغة الروسية)
2. غريكوف ب. د.، ياكوبوفسكي أ. يو.: الأوردة الذهبية وسقوطها. – موسكو: أكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية، 1950. – ص 500. – ISBN 5-89589-005-9 (باللغة الروسية)
3. غوميليف ل. ن.: المغول والمركيت في القرن الـ12. – كتابات علمية تارتوسكوفو غوس. و ن – ت ا: ديزاين. معلومات. خرائط، 1977. – ص 40. – ISBN 5-306-00155-6 (باللغة الروسية)
4. غوميليف ل. ن.: روس القديمة والبادية العظيمة. س ب ب.: كريستال، 2001.- ص 248. – ISBN 978-5-4241-3400-5 (باللغة الروسية)
5. يغوروف ف.ل.: الجغرافيا التاريخية للأوردة الذهبية في القرنيت الـ 13 والـ 14. – موسكو: ناووكا، 1985. – ص 320. – ISBN 9965-9416-2-9 (باللغة الروسية)
6. ميرزه أولوغ بيك: تورت أولوس تاريخي. – طشقند: تشولبان، 1993. – ص 352. – ISBN 5-8250-0315-5
7. مراد حجي: الكيبتشاك. التاريخ القديم للأتراك والبادية العظمى. – موسكو: الشركة المساهمة المحدودة “مطبعة “نوفوستي”.، 1999.- ص 175. – – ISBN 5-88149-044-4 (باللغة الروسية)
8. رحمن علييف ر.: إمبراطورية الأتراك. حضارة عظيمة. – موسكو: ريبول كلاسيك، 2009. – ص 704. – – ISBN 978-5-386-00847-5 (باللغة الروسية)
9. سلطانوف ت. ي.: أثار على سجادة بيضاء. أحفاد تشينغيزخان. – ألماآتا: دايك بريس، 2001. – ص 276. – ISBN 9965-441-46-4 (باللغة الروسية)
10. تيزينغاوزين ف.غ.: مجموعة مواد، تتعلق بتاريخ الأوردة الذهبية. ت. 1.. – س ب ب.: سانكتبيتربورغ، 1984. ص 588. – ISBN 978-5-89786-088-3 (باللغة الروسية)
11. طوشقندي س.: تيمورنامة. أمير تيمور كوراغون جانغنوماسي. – طشقند: تشولبون. – ص 352. – ISBN 5-8250-0285-5
12. الأطلس الإثنوغرافي لأوزبكستان. – طشقند: إصدار مشترك “و و ف س – أوزبكستان” و ل ي يا (ر. إيلينا-، 2002. – ص 452. – ISBN 5-862800-10-7 (باللغة الروسية)
المؤلف: عبد اللاييف رستامجون.
العنوان الدائم للمقالة باللغة الروسية في الإنترنيت:
http://ru.wikipedia.org/wiki/Узбекские_государства.
طشقند، 10/5/2013

نقلها بتصرف عن اللغة الروسية إلى اللغة العربية أ.د. محمد البخاري، في طشقند بتاريخ 29/12/2013


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد