<
p dir=”RTL” style=”text-align: justify;”>احتفاء بجهود الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن، تعتزم كلية الآداب والعلوم الإنسانيــــة بجامعة ابن زهـــر أكاديــــر (المغرب) تنظيم مؤتمر دولي في موضوع: الإبداع الفكري بين النظرة التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي لاستشكال المفاهيم، يومي 26 – 27 فبراير 2014.
وبالنظر إلى أهمية هذا المؤتمر العلمي وقيمته الأكاديمية الكبرى، يسعدنا في شبكة ضياء أن نُضيف فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد كروم لمعرفة الأهداف والمحاور التي سيسعى المشاركون إلى دراستها ومناقشتها، وأهم المعايير التي اعتمدت عليها اللجنة العلمية لانتقاء الأوراق البحثية المقبولة.
الدكتور أحمد كروم من مواليد 1964بمدينة تارودانت (المغرب).
أستاذ باحث في الدراسات اللغوية والترجمة، ومنسق فريق البحث في التعليم والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب).
حاصل على دكتوراه من جامعة باريس (5) في اللسانيات العامة عام 1994.
دكتوراه الدولة من جامعة ابن زهر بأكادير (المغرب) في اللسانيات العربية عام 2000.
صدر له عدد من المؤلفات والمقالات العلمية المنشورة .
أستاذ زائر لعدد من الجامعات العربية والأجنبية.
حصل على جوائز تقديرية ، منها جائزة علال الفاسي الفكرية الأولى عام 2011،
جائزة التميز التقديرية من جامعة ابن زهر بأكادير عام 2011.
نص الحوار
فضيلة الدكتور مرحبا بكم.
نحب في البداية أن توضحوا للسادة الباحثين أهمية عقد هذا المؤتمر وأهدافه المرجوة؟
أهلا وسهلا؛ باسم الله الرحمن الرحيم: نشكر في البداية شبكة ضياء على إتاحتها الفرصة لنا للتعريف بهذا اللقاء العلمي الاحتفائي الهام الذي ستحتضنه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير (المغرب) يومي 26- 27 فبراير/ شباط 2014، وهو مناسبة علمية دولية لالتقاء عدد من الباحثين والباحثات العرب المهتمين بفكر العلامة الفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمن الذي اتخذ مشروعه الفكري والفلسفي بعدا تجديديا للموروث المفاهيمي في الفكر العربي الإسلامي .
وتأتي أهمية انعقاد هذا المؤتمر؛ من كونه مناسبة علمية لاحتفاء الجامعة المغربية بعلم من أعلامها وهو العلامة الدكتور طه عبد الرحمن، ثم اعتباره لقاء علميا دوليا يناقش موضوع : «الإبداع الفكري بين النظرة التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي لاستشكال المفاهيم» وذلك انطلاقا من الجهود والأعمال التي قدمها الدكتور طه عبد الرحمن؛ كالوقوف على المقولات الفكرية، والمعرفية التي تناولها إبداعه الفكري ولها علاقة بالمقاربات النظرية المعاصرة، سواء كانت فلسفية أو فكرية أو منطقية أو لسانية، ثم الوقوف على التوجهات الاجتماعية المعاصرة كعلاقة الدين بالسياسة، وعلاقة الأخلاق بالوجود، والعلوم بأصولها وما تثيره في الوقت الراهن من إشكالات وقضايا معرفية مختلفة.
أما عن أهداف هذا المؤتمر فمنها؛ تشجيع ثقافة الاحتفاء والاعتراف بجهود المفكرين والباحثين الذين قدموا خدمة جليلة للفكر العربي والإسلامي. ولاشك أن المفكر المغربي الدكتور طه عبد الرحمن، قد أغنى الفكر العربي والإسلامي بمختلف فروعه بأبعاد تجديدية، فكان فكره الفلسفي سببا في توليد عدد من المفاهيم الجديدة التي كان إنتاجها ضروريا لخدمة الجانب التأثيلي للعلوم العربية والإسلامية. كما كانت الجهود النظرية والفكرية التي بذلها في مشاريعه السابقة واللاحقة أنموذجا للدعوة الواضحة إلى تأهيل الفكر الإسلامي وتنوير مبادئه الأخلاقية والعرفانية التي لها دور كبير في بعث التجديد الفكري وإحيائه وفق منظور الدين والحداثة.
كما نراهن في هذا المؤتمر على تأسيس المبادئ العامة والمنطلقات الفكرية لجعل هذا اللقاء تقليدا دوريا تحتضنه الجامعات المغربية.
فضيلة الأستاذ، ما هي المحاور والقضايا التي سيعمل المشاركون في المؤتمر على بيانها ومناقشتها؟
ينتظر أن يناقش هذا المؤتمر عددا من القضايا ذات المناحي التجديدية في مجال الإبداع الفكري والفلسفي وعلاقتهما بطرق بناء المفاهيم المعرفية للعلوم، انطلاقا من المشاريع الفكرية والفلسفية التي جسدها فكر الدكتور طه عبد الرحمن في إصداراته المختلفة التي نظرّت لمفاهيم عديدة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية والسياسية وغيرها. إذ يظل رهان المؤتمر متوقفا على مسايرة الفكر العربي للواقع وتطوراته المعاصرة. وهذا الدور سيفتح المجال أمام الباحثين في تخصصات مختلفة لمناقشة عدد من القضايا التي ستتوزع أفكارها على خمسة محاور منها:
المحور الأول: التجديد في مناهج التقويم لدى الدكتور طه عبد الرحمن ..
المحور الثاني: النقد والمساءلة في فكر الدكتور طه عبد الرحمن
المحور الثالث: التكامل بين العلم والعمل ..
المحور الرابع: التقريب التداولي ودوره في التكامل المعرفي .
المحور الخامس: شهادات في حق المحتفى به العلامة الدكتور طه عبد الرحمن.
هل يمكن إطلاع القراء والمتتبعين للشأن العلمي على عدد الأبحاث المقبولة، وما هي المعايير التي اعتمدت عليها اللجنة العلمية للمؤتمر في إجازتها؟
نعم، استقبل المؤتمر أزيد من مائة مشاركة من عدد من الدول العربية الشقيقة منها؛ العراق، والسعودية، والكويت، ومصر، والأردن، والإمارات العربية، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا والمغرب، وتم قبول خمسة وثلاثين بحثا محكما.
بالنسبة للمعايير المعتمدة منها؛
- أن يكون البحث أصيلا بلغة سليمة، وغير منشور.
- أن يكون البحث منسجما مع المحاور المحددة.
- أن يكون وثيقا بموضوع الإبداع الفكري لدى الدكتور طه عبد الرحمن.
- أن يكون متضمنا لأفكار جديدة .
- أن يكون واضحا في المنهج والتصور.
من الأكيد أن عقد مثل هذه الفعاليات العلمية ليس بالأمر السهل، فكيف استطعتم التغلب على العوائق المتعددة؟
قبل تنظيم هذا المؤتمر استحضرنا عددا من الإكراهات، ولكن والحمد لله تغلبنا عليها بفضل الله أولا ثم بتعاون عدد من الجهات المتعاونة التي تكنّ تقديرا كبيرا لفضيلة الدكتور طه عبد الرحمن، فبالإضافة إلى جامعة ابن زهر بأكادير التي شجعتنا كثيرا على احتضان هذا اللقاء ودعمه ماديا ومعنويا خصوصا في شخص رئيسها الشرفي لهذا المؤتمر فضيلة الدكتور عمر حلي، وكذلك عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير فضيلة الدكتور أحمد صابر، هناك كذلك شراكة فعلية مع استشارية المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالمغرب، وهناك تعاون مع مختبر الترجمة وتكامل المعارف بجامعة القاضي عياض بمراكش، بالإضافة إلى الجهة المنظمة وهو مختبر القيم والمجتمع والتنمية، وفريق البحث في التعليم والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
فعندما يكون التعاون الفعلي في أمثال هذه المؤتمرات تتلاشى جميع الإكراهات والصعوبات المختلفة.
ونرجو أن نوفر جميع أسباب الراحة لجميع المشاركين والضيوف الذين سنسعد باستقبالهم في هذا المؤتمر من جميع البلدان العربية الإسلامية الشقيقة.
أستاذنا الكريم، نحب أن نستطلع رأيكم بشأن رسالة ” شبكة ضياء”، فما هو تقويمكم لها ولطبيعة اشتغالها؟
سعدت كثيرا بوجود هذه الشبكة العتيدة والمتميزة إلى جانبي، فهي آلية ثقافية تجتهد في نشاط متجدد وتشتغل بذكاء ونباهة من أجل نشر الخبر الثقافي وإيصال المعلومة إلى الباحث العربي وغير العربي. ولا أخفي أن هذه الشبكة قد وفرت علي، وأحسب ذلك على جميع المنظمين للتظاهرات العلمية أشياء كثيرة منها: التعاون البناء قصد ضمان السرعة في نشر الخبر مع ضمان مساحة انتشاره، ثم التغطية الفعالة التي هي أساس من أسس الإشعاع الثقافي العالمي.
لذلك أرى في رسالة “ضياء” المنبر المشارك والفاعل الإعلامي في المؤتمرات العربية والإسلامية. وأنا أنوه بجهودها وبمهارة أطرها الشابة، وبتألقها شكلا ومضمونا في العرض للمؤتمرات والأنشطة، وللحدث الأكاديمي الذي هو رسالة مشتركة.
في نهاية هذا الحوار العلمي، نعرب لفضيلتكم عن معاني الشكر والتقدير راجين من الله تعالى أن يوفقكم في جميع أعمالكم ومشاريعكم.
اترك رد