اختتام مؤتمر الوزراء المسؤولين عن شؤون الثقافة

الدوحة في 28 أكتوبر /قنا/

اختتم الوزراء المسؤلون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي أعمال اجتماع دورتهم السابعة عشرة بالدوحة “عاصمة الثقافة العربية لعام 2010م” والتي عقدت برئاسة سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث خلال يومي 27 و 28 من شهر أكتوبر الجاري و كان موضوعها الرئيسي الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية التي أعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتعاون ودعم من دولة الكويت.
وأعرب الوزراء في بيان أصدروه في ختام أعمالهم يوم الخميس عن صدق تقديرهم لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على رعايته ودعمه لهذا اللقاء العربي المتميّز ودوره الفاعل في رعاية الثقافة العربية ونشرها ودعمه للمؤسسات الثقافية العربية وما تتبناه وترعاه دولة قطر من مشروعات ثقافية كبرى .. كما تقدموا بالشكر لوزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر على استضافتها الكريمة لأعمال المؤتمر وعلى ما بذلت من جهد مقدّر لتنظيمه وإنجاحه.
وأشاد البيان بتجربة دولة قطر المتميّزة في احتفائها “بالدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010م” وبالبرامج الثقافية التي نظمتها خلال العام وبالإنجازات التي حققتها للنهوض بالحياة الثقافية وتأكيد دور الثقافة بما أنها عنصر أساسي في التنمية الشاملة، ودعوة الدول التي ستحتفي بمدنها عواصم للثقافة العربية إلى الاستفادة من هذه التجربة.
وأكد الوزراء التزامهم بتحقيق ما حددته القمة العربية بسرت في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية العظمى هذا العام بالإعداد لعقد قمة ثقافية عربية من أهدافها صياغة رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية وتوفير الدعم للمؤسسات الثقافية والمبدعين والكتّاب العرب، والارتقاء بالإبداع الثقافي العربي في مختلف المجالات.
وأقر البيان الختامي بأن العمل الثقافي العربي المشترك هو السبيل إلى تحقيق إسهام عربي فاعل في زمن التكتلات الإقليمية وفي زمن التحديات الكبرى في عصر العولمة ، معربا في هذا الصدد عن قناعة الوزراء بأن شروط هذا العمل الثقافي العربي المشترك متوفرة لدى أمتنا العربية من حيث الانتماء الثقافي والحضاري واللغة الواحدة والمصالح المشتركة والمستقبل الواحد.
وأعلن الوزراء تمسكهم بالمبادئ الأساسية التي نصّت عليها الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية لتحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدين التزامهم معا بتحقيق الثقافة العربية لنهضتها المنشودة “وهذه مسؤولية تاريخية وأخلاقية وقومية لنضمن للأمة العربية حضورها الفاعل بين الأمم في خارطة الغد الإنساني”.

وأعلن الوزراء المسؤولون عن الثقافة في الوطن العربي في ختام أعمالهم في الدوحة اليوم تمسكهم بالمبادئ الأساسية التي نصت عليها الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية ومن بينها أن النهضة الثقافية العربية المنشودة ترتكز إلى موقف من الحياة ونمط سلوكي وتطلع معرفي وتستلزم رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية.
وأكد الوزراء في بيانهم أنه لا بد للعرب من التفاعل مع العصر والتفاعل الإيجابي مع الفكر الآخر لا الاستعارة منه وتقليده وألا يكتفوا من العصر بمنتجاته التي يسّرها لهم الذهن الحديث بل أن ينخرطوا في الذهن المولّد لتلك المنتجات، مشددين على أهمية حرية الفكر والتعبير بما أنها شرط للإبداع وأهمية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وأوضحوا أن اللغة العربية عنصر أساسي لتطوير ثقافتنا العربية فلا بد من النهوض بها وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطوّر والصمود أمام اللغات الأجنبية ..مطالبين بالعمل على الارتقاء بمستوى الجامعات العربية لتجاوز المعارف القديمة في مناهجها والتخصصات المحدودة، وجعلها تمتلك ما يلزم من مقومات إنتاج المعرفة والعلماء.
وأعلن البيان الختامي أن مجتمع المعرفة المنشود في وطننا العربي يجب أن يتأسس على العلم لإنجاز مشروع علمي معرفي يعيد للمثقف دوره ويشكل منطلقا للنهوض بالعمل الثقافي ، مطالبا بوضع السياسات والآليات وتوفير الأجواء للإبداع الثقافي والفني وحماية حقوق المبدعين ولقيام النخب بالدور الفكري المرجوّ لنهضة ثقافية.
وحول ثقافة الأطفال والشباب أكد الوزراء أن هذه الفئة هي الأكثر تأثرا بسلبيات مجتمع الإعلام من صناعة الإثارة إلى نشر ثقافة الخرافة ، واكدوا علي دور المرأة في الحياة الثقافية وتعزيز مقوّمات المجتمع المدني، وطالبوا بإعادة تعريف هوّيتنا الثقافية بحيث تعرّف بأنها متحرّكة لا ساكنة وتعريف الوحدة الثقافية بأنها تنوّع في إطار الوحدة، وذلك عنصر ثراء للثقافة والتأسيس لثقافة التسامح واحترام الاختلاف وقبول الآخر المختلف دينا أو طائفة أو فكرا أو طبقة.
وأكد الوزراء المسئولون عن الثقافة العرب أنه لا سبيل إلى حوار جدّي مع الغرب بدون امتلاك ثقافة حديثة ومعاصر، ثقافة عصر المعلومات وهو ما يستلزم بنية ذهنية حديثة ومعاصرة تمكننا من الانخراط فيه ومعالجة مسائله الكبرى.
وكانت اللجنة الدائمة للثقافة العربية قد اجتمعت بالدوحة يومي 24 و25 أكتوبر الجاري برئاسة المملكة العربية السعودية ممثلة في الدكتور عبد الله صالح الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف، وبمشاركة ممثلين لتسع عشرة دولة عربية وذلك للإعداد للدورة السابعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وباستضافة كريمة من وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد