رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور الصهيوني الجنرال المتقاعد عاموس يادلين

في سبيل تأسيس علم الاستغراب (2)

عرض وتحليل محاضرة :

رياح التغيير في الشرق الأوسط

من منظور الصهيوني

الجنرال المتقاعد عاموس يادلين(1)

علي سبيل التقديم :

قدم “عاموس يادلين” هذه المحاضرة في معهد ” واشنطن لسياسات الشرق الأدني” ، وألقي هذه المحاضرة بعد حركة الاحتجاجات والتظاهرات المصرية في ميدان التحرير 25/1/2011 م ، وهذه المحاضرة غاية في الأهمية لأن المحاضر جنرال سابق في جيش الدفاع الصهيوني و كان رئيسا لجهاز المخابرات العسكرية الصهيوني 2005- 2010 م ، وذلك يعني أنه يمتلك كما من المعلومات عن المنطقة العربية خاصة مصر كبيرا ، ولذلك كل كلمة سيلقيها في هذه المحاضرة من الضروري التفكير فيها بدقة وأخذها على محل الجد وأحيانا على محمل التهديد أو الترغيب . ومما يزيد من أهمية المحاضرة أيضا المعهد الذي ألقيت فيه ، فهذا المعهد يعد من أهم وأكبر المعاهد أو المراكز العلمية الخاصة بالفكر ، فيوجد في أمريكا حوالي ألف معهد أو مركز من مراكز الفكر أو مراكز الأدمغة ، وهذه المراكز لها دور كبير جدا في إدارة السياسة الأمريكية في المنطقة العربية . أضف إلي ذلك أنه بعد مراجعة قائمة الباحثين في هذا المركز وجدنا أن عددا ما الباحثين من العرب والمسلمين الذي يعملون في هذا المركز – وأمثاله – وخاصة أن القسم الخاص بالبحوث عن مصر يشرف عليه أحد المصريين الذين يعملون في المركز .

يدلي “يادلين” في هذه المحاضرة الهامة ببعض النصائح للصهاينة سواء كانوا ممن يدير الدولة أو الجمهور ، وكذلك يؤشر علي المكاسب التي يمكن للكيان الصهيوني أن يجنيها من وراء حركة الاحتجاجات والتظاهرات الكائنة في بعض الدول العربية خاصة مصر ، ولا يفوته أن ينبه إلي بعض المخاطر التي تحدق بالكيان الصهيوني السرطاني جراء هذه الأحداث . ويؤكد في محاضراته على أن الأحداث الجارية في الدول التي تعمها حركة الاحتجاجات والتظاهرات تحت سيطرة الكيان الصهيوني ويطمئن الجمهور الصهيوني بأنه لا خوف مما يجري بل من الممكن أن نستفيد مما يجري من حولنا …

يبدأ “يادلين” محاضرته بعرض بعض النصائح التي قدمت إليه من قبل أن ينتقل للعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية ، وهذه النصائح هي :

1 – سبر غور كل قضية يقوم بدراستها ، والتعمق فيها للوقوف علي أعراضها وجوهرها أيضا ، والتفكير فيها للبحث عن تفسيرات واقعية لها وحلول كذلك . يقول : ” … هذا عالم – يقصد عالم الاستخبارات – شامل ، معقد ، غير معقول ، غير يقيني … ينبغي أن تبحث عن كل – أو أهم – محركات القضايا ، سواء أكانت استراتيجية أو تكتيكية ، أو أن تجد حلولا … ” (2) إذا من يعمل في مجال الأيديواوجي والاستراتيجي لا يكفي أن يكون جنرالا سابقا فحسب بل من المفترض والمأمول أن يكون مؤهلا علميا أقصد أن يكون باحثا علميا متميزا ، وأن يكون صاحب كفاءة عالية في ممارسة الشك الديكارتي في كل ما يصل إليه من معلومات ، وأن يكون مؤهلا علميا للقيام بالتكليفات التي يناط به التعامل معها ، وعندما يتعامل معها يجب أن يجيد استخدام مشرط الباحث العلمي أعني العقل حتى يتمكن من التدقيق في هذه التكليفات ويخرج بنتائج منطقية من خلال بحثه فيها ، وهذه النتائج تحدد بدقة العلل الفاعلة وراء القضية التي يبحثها ويوصي في نفس الوقت بطرق علاج هذه القضية علاجا ناجعا . و”مراكز التفكير أو مراكز الأدمغة” عددا كبيرا من العاملين فيها من الجنرالات السابقين سواء كانت هذه المراكز في أمريكا أو في الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية .

2 – قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه وعبره وأحداثه ، فالتاريخ كالشعب خير معلم وملهم . يقول : ” هناك دائما في التاريخ شيء يمكنك أن تتعلم منه – فالتاريخ أستاذ جيد جدا ، لكنه لن يخبرك كل شيء لأن العالم يتصف بالدينامية . ويكمن التحدي في اكتشاف المتغير في القضية المحددة ، والذي من شأنه أن يغير مجري الأمور ” (3) الباحث الحاذق والمدقق سيقف على كل المتغيرات التي لا يجدها في دروس التاريخ ، ويدقق فيها لمعرفة العلل الحقيقية التي تكمن وراء ظهورها إلي حيز الوجود .علي نحو ما سيفعل “يادلين” في محاضرته ، فهو سيبحث عن الأساباب الجوهرية التي تقف وراء ما يشهده العالم العربي خاصة مصر من حركة احتجاجات وتظاهرات .

3 – التدقيق بحرفية في الأحداث التي يسبر الباحث غورها ، ولا يأخذ بالأفكار الشائعة التي تظهر هنا وهناك ، فيوجد من يحلو له أن يظهر الأحداث على أنها كارثية ، فمازل يوجد بين ركام الأحداث ضوء في نهاية النفق يبعث على الأمل . يقول : ” إياك والهلع ! إياك والهلع ! الأمور ليست بالسوء الذي تبدو عليه في عناوين الأخبار ! إذا ، دقق فيها ، وأبحث عن الجانب الجيد ” … كن كمن ممسوس بجنون الاضطهاد (paranoid) بعض الشيء ، لأن الأخبار جيدة كما تبدو في العناوين ” (4) يري “يادلين” أن الأحداث الجارية في العالم العربي خاصة مصر لا تمثل خطرا حقيقيا واستراتيجيا على الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية علي نحو ما يبدو في الصحف والمحطات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال الصهيونية . ويبدو ذلك واضحا في تساؤل “يادلين” عن دلالة ما يجري في العالم العربي من حول الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية ، الذي كان يركن طوال عدة عقود إلي ركود الأحداث في العالم العربي إلي أن حدث ما حدث من احتجاجات وتظاهرات . يقول : ” يلح علي سؤال : هل هذا الربيع العربي ذو دلالة ؟ أجل ، أظن أني لا أتردد في القول إنه ذو دلالة كبيرة ! إنه بكل تأكيد أهم حدث منذ سبعينيات القرن العشرين . لقد طبع عقد السبعينيات تاريخ منطقة الشرق الأوسط مدة أربعين سنة . تلك هي الأعوام العشرة التي شهدت حربا بين إسرائيل ومصر ، فسلاما بينهما ، وارتفاعا حادا في أسعار النفط الخام عدل ميزان الموارد الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ، لا بل في كل العالم ، ثم ثورة إسلامية في إيران . وتواصلت مفاعيل هذه الأحداث علي المنطقة طوال أربعة عقود . ” (5) بالفعل هذا ما حدث وباتت الأحداث راكدة تماما في كل أرجاء العالم العربي خاصة مصر ، التي ظل فيها نظام الرئيس المعزول في عام 2011 م يكرث لحالة الخضوع والخنوع للصهيوأمريكية العالمية . ولكن في نهاية عام 2010 م وبداية عام 2011 م بدأت تتفجر أحداث وتغيرات هائلة في العالم العربي خاصة مصر من احتجاجات وتظاهرات وخلع نظام الرئيس المصري المعزول . يقول : ” وها نحن نشهد اليوم مجموعة جديدة من الأحداث . هل نحن قادرون علي إدراك مسار الأمور وخواتيمها منذ الآن ؟ فلنتواضع قليلا ! ليست هذه سوي البداية ولايمكن التكهن بما ستفضي إليه هذه التطورات .إن الأحداث التي تأخذ منحي معينا علي المدي القصير قد تسلك اتجاها معاكسا في المديين الأوسط والبعيد . وفي الواقع ، لايزال الباب مفتوحا علي مصراعية أمام شتي الاحتمالات ، حتي في تونس ومصر . ” (6)

القارئ الفاضل ، اسمح لي هنا أن أعمل بنصائح “يادلين” وأحلل وأدقق في كل كلمة يطرحها . فهو يطرح سؤالا محوريا وهو : هل الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية لدية من القدرات والإمكانيات التي تعينه على متابعة الأحداث – الاحتجاجات والتظاهرات التي تدور في بعض الدول العربية خاصة مصر- من حوله ؟ ، ومعرفة مساراتها و اتجاهاتها وإلي ماذا ستنتهي ؟ ، ويعقب على هذا السؤال بقوله ” … فلنتواضع قليلا ! … ” . يدل هذه التعقيب على أن الأحداث مراقبة بدقة وحكمة وموضوعية من قبل الكيان الصهيوني ، وأنها مخطط لمساراتها ونهاياتها بدقة ، وأن كل الأحداث تحت سيطرة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية . وهذه رسالة لداخل الكيان الصهيوني وفي محيطه الإقليمي مؤداها : كل شيء تحت السيطرة . ولكننا علينا أن ندع الأحداث تسير في مجراها وفق حساباتنا وتقديراتنا ، فنحن اللاعبون والعلل الفاعلة للأحداث . نحن نسيطر على الأحداث ومستعدون لكل الاحتمالات على المدي المتوسط والبعيد ، كذلك أن كل ما يجري من أحداث ليس سوي البداية فمازالت الأحداث تجري وفقا لما نحدده لها . إن “حرب الجيل الرابع” أو “حرب الأدمغة “بدأت وستستمر إلي أن نصل إلي ما نريد وهو دولة الصهيونية الكبري من النيل إلي الفرات . واستنتاجات الباحث هنا قد يري القاريء أنها مفتعلة أو أنها تأويل في غير محله أو أن طرح “يادلين” لا يوحي بذلك مطلقا ، ولكن الباحث يري أن ما بين السطور يوحي بهذه الاستنتاجات ، وهذه وجهة نظر للباحث قد يتفق معه فيها بعض الباحثين وقد لا يتفق معه فيها البعض الآخر . ويتكأ الباحث في ذلك علي الكثير من الشواهد منها القبض على جاسوس صهيوني كان ضابطا في جهاز الموساد الصهيوني ” إيلان تشين جبرابيل” يحمل الجنسية الأمريكية أثناء الاحتجاجات والتظاهرت في ميدان التحرير في ذلك الوقت .

ويزعم “يادلين” أن ما يجري في مصر ، وليبيا ، وسورية لا يمكن التنبؤ بما ستنتهي إليه ، ويلفت اتنباه الحضور إلي أن هذه الاحتجاجات والتظاهرات لم تصل إلي دولتين هامتين بالنسبة للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية وهما إيران والمملكة العربية السعودية ، فرياح التغيير لم تصل هاتين الدولتين . ويؤكد “يادلين” أن الهبات الشعبية إذا وصلت إلي هناك سيكون لذك حسب تعبيره نتائج خطيرة ، خطيرة على الدولتين ، حيث سيتم تفكيك الدولتين وسيصب ذلك في مصلحة هذا الكيان السرطاني المحتل لفلسطين العربية .

ويوضح “يادلين” الأمر بعبارة أخري حيث يبين ماذا ستفتعله الصهيوأمريكية العالمية في البلدان العربية ، وهذا ما جري فعلا في ما بعد 2011م ومازال مستمرا . يقول : ” هل هو ما يعرف بأثر الدومينو ؟ هل يعني سقوط أية لبنة من لبنات الجدار انهياره ؟ ليس بالضرورة .أعتقد أن أريج الياسمين الذي فاح من تونس يتجه شرقا ، لكنه يمتزج بنفحات الزهر المحلي الخاص بكل بلد ، بمكوناته المجتمعية والطائفية والمذهبية والطبقية . لذا ، ينبغي لنا تحليل أوضاع كل دولة علي حدة . كذلك تختلف وسائل مواجهة الأجواء الثائرة (7) من بلد إلي بلد . ففي عدد من البلاد تهتف الحشود “إرحل” ، مطالبة برحيل الحاكم ، فتسقط الحكومة ، وفي أخري ، يتم استدعاء الجيش من ثكناته ، وفي بعض الأماكن ، تدفع مليارات الدولارات إلي المواطنين لتلطيف رياح التغيير وتحويلها إلي نسمات خفيفة جد خفيفة . ” (8) هذا هو الذي خططت له الصهيوأمريكية العالمية أنه بمجرد سقوط دولة في بئر الفوضي الخلاقة تتبعها بقية الدولة في السقوط ، بفعل الاختلافات الطبقية ، والطائفية ، والمذهبية التي ترسخها في الدول العربية من خلال عملائها من بني جلدنتا . وذلك يعني أن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية استبدل الدبابات والطائرات بالعقول أو الأدمغة ليحصل على الكثير من المكاسب ، وهي أكثر مما كان سيحصل عليه بالحرب ، وذلك بعد تنحية مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني بفعل اتفاقية السلام التي وقعت في كامب ديفيد . والحذر الحذر من أن المخطط الشيطاني قد وقف بسبب ما جري في مصر في 30 يونيه 2013 م . فالمخطط مستمر ، مخطط حرب العقول ومخطط إقليم الشرق الأوسط الجديد أو الكبير . ولكن أليس من الممكن أن تصل حركة الاحتجاجات والتظاهرات العربية إلي الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية ؟ . مما لاشك فيه أنها يمكنها أن تصل إليه إما بفعل فاعل أو بالمصادفة أو أنها قد تصل إليه لأن العالم كله أصبح قرية صغيرة خاصة أن دول الطوق أو الجوار للكيان الصهيوني تمر بها رياح التغيير خصوصا سورية. فعلي الرغم من أن العالم المعاصر ” هو عالم رحب وواسع ومترامي الأطراف ومتعدد الأجزاء ، لكن رغم اتساعه إلا أنه يتحول إلي قرية صغيرة . لقد تقلص العالم بفضل وسائل المواصلات والاتصال حتي أصبحت الكرة الأرضية بمثابة الحي الصغير الذي لا يخفي علي سكانه أي شيء مما يجري بمحيطهم . ” (9) اذا يمكننا القول أن احتمال هبوب عاصفة التغيير علي الكيان الصهيوني ممكنة .

ويؤشر “يادلين” إلي أنه من الضروري دراسة حالة كل دولة من هذه الدول على حده لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلي تفاقم الأوضاع في هذه الدول والسيطرة على الأوضاع فيها . ويعرض “يادلين” لأكثر من تفسير وتحليل لكل ما يجري ، وهي روايات عربية وإيرانية ، وهي تحليلات وتفسيرات تطمح إلي المحافظة على هذه الدول من سيناريو التقسيم المعد لها سلفا . يقول : ” إذا ، علينا تحليل أوضاع كل دولة علي حدة ، فهناك صراع علي رواية (narrative) هذه الثورة فيحلو للمقيمين بطهران أن يعتبروها ثورة إسلامية ، أي ثورة إيرانية متواصلة ، وتصديرا ناجحا لها ، وتقول القاعدة : “هي ذي أهدافنا تتحقق” . وهناك الرواية السورية وفحواها أنه تم إسقاط مبارك لأنه دعم إتفاقية السلام التي وقعها السادات مع إسرائيل . أعتقد أنه في وسعنا القول بوضوح إن هذه الروايات مجافية للواقع ، إذ إنها حقا ، رواية الشعوب العربية الحريصة علي مجتمعاتها والساعية لتغييرها . ” (10) كأن “يادلين” يريد أن يقول : دعوهم يفسروا الأمر على ما يحلوا لهم فمخططنا الشيطاني لن يزال مستمرا ، دعوهم يعيشوا في أوهامهم التي نسجوها ، فمخططنا في تقسيمهم لن يزال مستمرا . وكأن حرب العقول لن تتوقف . ولكن الأمل كل الأمل في قوة الشعوب العربية وليس الحكومات علي مواجهة هذا المخطط الشيطاني الذي بدأت فصوله ولن تتوقف إلا بتصدي الشعوب له ، فالصهيوأمريكية العالمية تعجز عن الوقوف أمام الشعوب .

ويصف “يادلين” حركة الاحتجاجات والتظاهرات التي تعصف ببعض الدول العربية بأنها “ثورة” ثورة بدون قيادة ، ثورة تبحث عن قائد يقودها إلي المستقبل . يقول : ” هناك نقطة أخري أود الإشارة إليها ، وهي أنها ثورة من دون قادة للثورة ، أي أنها ثورة بلا قيادة . من هو قائد المحتجين المصريين المحتشدين في ميدان التحرير ؟ من هو قائد الشعب في البحرين أو اليمن ؟ لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال . لا نزال نرقب بروز الزعامات الكاريزمية التي ستقود الثورة في هذا الاتجاه أو ذاك . ” (11) هذا التحليل يحتاج للتأمل ، فهل فعلا الاحتجاجات والتظاهرات في ميدان التحرير يمكن أن نطلق عليها ” ثورة” ؟! ، وهل هي بالفعل بدون قيادة ؟! . بالنسبة للسؤال الثاني المطروح – بأقل قدر ممكن من البحث والتقصي – يمكننا القول أنه كان لحركة الاحتجاجات والتظاهرات قيادة جماعية ، وهي الشباب الذين قادوا هذه الحركة ، وهؤلاء الشباب تدربوا علي ثورة اللاعنف في العديد من مراكز الأدمغة الكائنة في أمريكا وأوربا خاصة صريبا وأوكرانيا ، وهؤلاء الشباب كان يحركهم قيادات هذه المراكز ، ذلك يعني أنه كان لهذه الحركة قيادة أجنبية بآليات محلية تم تجنيدها للقيام بالفوضي الخلاقة لإغراق مصر في صراعات داخلية تنتهي بتحويلها لدولة فاشلة أعني أن تنهار هذه الدولة من الداخل مثلما حدث في الاتحاد السوفياتي السابق . أما الثورة الفعلية فهي التي تكون بقيادة وطنية وليس قيادة أجنبية على غرار ثورة وزير الحربية أحمد عرابي في عام 1882 م في مواجهة الخديو توفيق حاكم مصر في ذلك الوقت ، تلك الثورة التي قادها وزير الحربية بتكليف من الشعب بسبب تردي الأوضاع في مصر . وبسبب الخيانة فشلت الثورة وانتهت باحتلال الاستعمار البريطاني لمصر . هذا نموذج على ثورة مصرية ، وهذا يقودنا إلي الاجابة على السؤال الأول : هل ما حدث ثورة ؟ ، أعتقد – من منطلق الإجابة على السؤال الثاني – أن ما حدث حركة احتجاجات وتظاهرات ، كان وقودها الشعب المصري ، ولم يكن ثمة ثورة حقيقية بفعل قيادة وطنية مصرية مثلما حدث في الثورة العرابية آنفة الذكر . كذلك الثورة تعني اجتثاث نظام قديم واحلال نظام جديد يحقق مطالب الثورة : الخبز ، والحرية ، والعدالة الاجتماعية ، والكرامة الإنسانية وهذا ما لم يتحقق حتي الآن رغم مرور حوالي ثلاثة أعوام علي احتجاجات وتظاهرات 25 يناير عام 2011 م .

ينتقل “يادلين في محاضرته إلي مرحلة أخري من التحليل لما يجري في بعض البلدان العربية خاصة مصر من احتجاجات وتظاهرات ، فيثير نقطة غاية في الأهمية وهي الثورة المضادة التي ستحاول أن تسرق الثورة الحالية – على نحو ما يزعم – من الشباب الذين يعلم القاصي والداني أنهم يقودون هذه الثورة . يقول : ” الثورات عرضة للخطف والمصادرة خلال الموجة الثانية . فهذا نموذج ثورة 1789 الفرنسية ، وكذلك ثورة 1917 الشيوعية في روسيا ، وذلك ما حدث خلال ثورة 1979 الإيرانية . ففي الموجة الأولي للثورة ، يسعي أناس خيرون ومن ذوي النيات الحسنة لتغيير النظام وإزاحة الحاكم بأمره ، سواء أكان ملكا أم قيصرا أم شاها أم أي حاكم مستبد . يخرجون إلي الطرقات والميادين في تظاهرات احتجاجية ويصنعون التغيير ، ويتم إسقاط الحاكم . لكن خلال الموجة الثانية ، بعد عام أو أقل ، أو بعد عام ونيف ، يستولي نظام قمعي آخر علي مقاليد السلطة ، ويترحم الناس علي الحاكم السابق . لذا، ينبغي الحذر من حدوث ثورة مضادة – لكن ليست الثورة المضادة التي قصدها الشيوعيون في حينه – خلال الموجة الثانية من الثورة ، والتي هي آتية لا محالة . ” (12) هذا هو الدرس الأول الذي ينبغي أن نتعلمه مما يجري علي نحو ما يعبر “يادلين” وهو الحذر التام من الثورة المضادة التي تنبأ “يادلين” بأنها قد تأتي بنظام دكتاتوري استبدادي ، وهذا ما حدث فعلا بعد القاء “يادلين” محاضرته أتي الإخوان المسلمون وسرقوا ما يقال عنها أنها ثورة واستولوا على إدارة شؤون الدولة المصرية لمدة عام . فهل من قبيل المصادفة أن يتنبأ “يادلين” بذلك أم هو مخططا له سلفا بالإتفاق مع الإخوان المسلين ؟! . الإخوان الذين تحالف معهم بعد 25 يناير الشباب الذين قادوا هذه الاحتجاجات والتظاهرات . وقامت الجماهير بحركة احتجاجات وتظاهرات أخري أو قل بانقلاب شعبي قوامه ملايين من البشر الذين ملأوا الميادين والشوارع بعد ذلك في 30 يونيه 2013 م ، وهذه هي الموجة الثانية للثورة التي بشر بها “يادلين” ، موجة ثانية تصحح ما جري في 25 يناير 2011م قادها مرة أخري شباب من داخل الوطن . وألتف الجيش حول مطالب الجماهير ونفذ أمر هذه الجماهير بتنحية النظام الإخواني الذي سرق ما جري في 25 يناير 2011 م ، كما التف الجيش سابقا حول نفس الجماهير في 25 يناير 2011 م مما أدي إلي سقوط نظام الرئيس المصري مبارك . ولقد حذر أيضا “كرين برينتن” من سرقة الثورات ، وهذا ما يفسر عدم تحقيق الثورات مطالباها . يقول : ” إننا نعرف أن في الجسم البشري ، مثلا ، يرافق عدم التوازن الذي نسميه مرضا ردود فعل محددة تميل إلي إعادة الجسم إلي ما كان عليه قبل نشوب المرض . ويبدو مرجحا أنه في النظام الاجتماعي في حالة عدم التوازن ثمة شيء من نوع رد الفعل نفسه نحو الظروف القديمة ويساعد ذلك في تفسير سبب لماذا لا تصبح الثورات تماما مثل ما يريدها الثوريون . وتميل التعديلات القديمة إلي إعادة تثبيت نفسها وإنتاج ما يعرف في التاريخ بأنه رد فعل أو إعادة إلي وضع سابق . وفي النظم الاجتماعية ، كما في الكائن البشري ، تميل قوة إبراء طبيعية تلقائيا تقريبا إلي موازنة نوع من التغيير بنوع آخر من التغيير الشافي . ” (13)

وينصح “يادلين” الدول العربية التي تشهد حركة احتجاجات وتظاهرات بالصبر والمصابرة في إنجاز التغير المنشود ضد قوي الاستبداد والدكتاتورية ، وهذا ما يخبرنا به التاريخ ، ففي رأي “يادلين” التغيير قادم قادم لكن بالصبر سيأتي . ويستشهد على ذلك بما جري في الدول الأوروربية التي بدأت فيها حركة الاحتجاجات والتظاهرات في بدايات القرت التاسع عشر وانتهت بانتصار الليبرالية في نهاية القرن ذاته .(14)

هذا ما يريد أن يقوله لنا “يادلين” أو هذا ما يطمح إليه حيث لن تستمر حركة الاحتجاجات والتظاهرات قرن بأكمله مثلما حدث في أوروبا بل ستستمر الفوضي الخلاقة حتي تنتهي إلي فوضي عارمة تحرق الأخضر واليابس وتفتت الدول التي تمر بها وكل ذلك بفعل الصهيوأمريكية العالمية التي سخرت كل امكانياتها لتحقيق ذلك خاصة الساحة المصرية التي يراد تحويلها إلي صراعات وخلافات عميقة تقضي على هذه الدولة قضاءا مبرما . ولكن ذلك لن يحدث إن شاء الله فمصر على الرغم من الفساد الكبير المستشري فيها منذ 7000 عام إلا أن الدولة المصرية لم ولن تسقط بإذن الله تعالي على الرغم من الاستعمار بأشكاله المختلفة الذي غزا مصر على مدار تاريخها ، فمصر بأبنائها قادرون وعازمون على تخطي هذه المرحلة بكل ما فيها من أزمات مفتعلة بواسطة بعض العملاء والخونة من بني جلدتنا ومن وراءهم الصهيوأمريكية العالمية .

ويتحدث “يادلين” عن دور الانترنت “الشبكة العنكبوتية” أو مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة على هذه الشبكة خاصة ما يعرف بموقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” بالإضافة إلي المحطات الفضائية في التواصل بين الجماهير وتأجيج مشاعرهم ودفعهم دفعا إلي القيام بالمزيد والمزيد من الاحتجاجات والتظاهرات . يقول : ” لكن ثورة الفيس بوك أشمل بكثير ، لأن عالم الاتصالات الجديد رحب ، ويسهل التواصل والتفاعل بين الناس ، ويوفر وسائل اتصال جماهيرية من خلال الإنترنت والفضائيات الأمر الذي يتيح تعبئة الجماهير ، فتخرج إلي الطرقات منددة بالحكومات قبل أن تتمكن هذه الحكومات من اتخاذ القرارات وإرسال قوي الأمن لقمعها . فهذه ظاهرة جديدة ينبغي أخذها في الحسبان ، وإن لم تكن بمثابة رصاصة فضية . وتؤكد التطورات الحاصلة في أكثر من بلد أن الطريق نحو التغيير ليست واحدة ، ولا ميسرة ، ولا يمكن استنساخ تجربة من أخري ، لأن هناك من يهييء إجراءات مضادة لأي تجربة ناجحة سابقة . وما نجح في مكان ما لن يكتب له النجاح في مكان آخر . ” (15) نعم ، لكل بلد خصوصيته ، التكوين الديمجرافي والاجتماعي والعقدي – مثلا – في مصر يختلف عنه في سورية ، مما كان له عظيم الأثر في خلع نظام مبارك في 18 يوما في حين مازال النظام في سورية مستمرا في إدارة شؤون البلاد إلي أن يشاء الله تعالي . ويؤشر “يادلين” علي أن النجاح – مثلا – الذي فعلوه في الحالة المصرية لم يتحقق بعد في الحالة السورية . ولن يزال صراع الإرادات مستمرا بين الصهيوأمريكية العالمية من جهة والشعوب العربية من جهة أخري ، ولم نسمع أو نقرأ أن الإستعمار في أي مكان أو زمان انتصر على إرادة الشعوب .

وفيما يتعلق بنعت “يادلين” حركة الاحتجاجات والتظاهرات التي كان ومازال وقودها الشعوب بأنها “ثورة الفيس بوك” مسألة تحتاج لتأمل ونظر من قبل بعض الباحثين والدارسين . ولقد قام العديد من الباحثين والدارسين في أمريكا وأوربا بالكثير من الدراسات في هذا المجال أعني دور شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك / تويتر” في حركة الاحتجاجات والتظاهرات في العالم العربي . فقد قام باحثون متخصصون من جامعتي واشنطن وكمبريدج بدراسات علمية أكاديمية حول هذه المسألة وانتهوا لكثير من النتائج العلمية . فدراسة جامعة واشنطن انتهت إلي نتائج منها :

• أن حركة الاحتجاجات على السلطة التي تدير الدولة ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تظهر في الميادين والشوارع .

• استفاد الناس كثيراً من المشاركة في الشبكات الاجتماعية سعيا للديمقراطية وأصبحت مختلف وسائل الإعلام من صحافة ومواقع جزءا هاما من الأدوات الساعية للحرية .

• يوجد نوع من الانفجار والعطش للحرية والديمقراطية والتغيير . كما حدث في مصر حيث ازدهر ما أطلقت عليه الدراسة الربيع العربي .

• استفاد كل المستخدمين للمواقع والانترنت من ممارسة حرية التعليقات والمحادثات بصورة لافتة .

• واجهت بعض الحكومات تحديات صعبة في عملية قطع الاتصالات أو الانترنت أو حتى الهاتف النقال .

• وسائل الإعلام التقنية الحديثة كان لها دور كبير في عملية التغيير بصورة مدهشة .

ولم تنته الدراسة إلي ما أطلقه “يادلين” علي حركة الاحتجاجات والتظاهرات أنها “ثورة الفيس بوك” بل تؤكد الدراسة علي دور وسائل التواصل الاجتماعي في إشعال وتأجيج حركة الاحتجاجات والتظاهرات فحسب وهذا ما حدث بالفعل وظهرت نتائجه على أرض الواقع .

وانتهت الدراسة البريطانية إلي نتائج منها :

• رصدت الدراسة توظيف موقع “فيسبوك” كجريدة على الإنترنت تنشر لقاءات مع المشاركين في الإضرابات والاحتجاجات .

• أن المناقشات حول الإصلاحات الدستورية في مصر كانت واحدة من أهم الأمثلة على استخدام الإعلام الاجتماعي لتعبئة الناس لصالح رأي ما .

• دأبت بعض وسائل الإعلام الغربية على تقديم الثورة بوصفها “ثورة فيسبوك” ، والتأكيد على تأثير وسائل الإعلام الاجتماعي في التغيير السياسي . لكن هذه النظرة قد شابها الإفراط في التفاؤل ؛ فقد استمرت أحداث الثورة خلال الأيام الأولى بالرغم من قطع الإنترنت والاتصالات في السابع والعشرين من يناير 2011، بل ربما تسبب منع الاتصال بالإنترنت في دفع المزيد من الناس للمشاركة والخروج للتحقق من الوضع بأنفسهم . وربما كان أحد أسباب التأكيد على دور “فيسبوك” الارتفاع الملحوظ في معدل استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي بشكل عام ؛ فخلال شهريّ يناير وفبراير انضم ما يزيد عن 600 ألف مصري إلى موقع “فيسبوك” ، وكان هو الموقع الأكثر استخداماً في يوم الثاني من فبراير ، وهو اليوم الذي عاد فيه الإنترنت للعمل . كما نُشر ما يزيد عن مليون ونصف تغريدة عن مصر في “تويتر” خلال الأسبوع الأول من الثورة .

• الدور الأكبر لموقعيّ “فيسبوك” و”تويتر” تَمثل في تعبئة الجماهير في البداية ، أما في المراحل التالية تأثر الناس بالتجمعات العادية كصلاة الجمعة واللقاءات الاجتماعية . وأما القول بأن الفضل للتقنيات في هذه الثورة فقد انتهت الدراسة إلي نتيجة مؤداها “ينسب الناس القوة إلى التقنيات ، في الوقت الذي يجب أن تُنسب إلى الناس أنفسهم” .

• “فيسبوك” لم يكن مسئولاً عن الوصول إلى نقطة اللا عودة في مسار الثورة ، كما لم يتسبب “تويتر” في إسقاط نظام مبارك ، بل استغرق الأمر عدة مراحل حتى وصلت حركة الاحتجاجات والتظاهرات إلى لحظاتها الحاسمة . لكن لا يمكن إنكار تأثير تقنيات الاتصال الحديثة عموماً ، وليس فقط الإعلام الاجتماعي ، على مجريات الاحتجاجات والتظاهرات المصرية ؛ حيث أتاحت الهواتف الذكية للمتظاهرين توثيق صور الأحداث الجارية وإرسالها إلى تجمعات إعلامية صغيرة أقامها القادة المحليين لحركة الاحتجاجات والتظاهرات ، ومن ثم نقلها إلى وسائل إعلام عالمية مثل “بي بي سي”، و”سي إن إن”، و”الجزيرة”.

• الإعلام الاجتماعي أتاح تتبُع تطورات الأحداث في الوقت الحقيقي من خلال المشاركين فيها ، كما وفر الوصول لآلاف من وجهات النظر المختلفة ، وهو ما حوَّل من طرق البحث في الحركات السياسية ، كما غيَّر من طبيعة الحركات نفسها . (16)

يمكننا القول أن حركة الاحتجاجات والتظاهرات ظهرت على نحو رقمي وافتراضي في الانترنت الذي كان وسيلة ناجعة في التواصل بين قادتها المحليين والتواصل أيضا بينهم وبين قادتهم الصهيوأمريكيين . فعلي الرغم من قطع شبكة الاتصال والانترنت المحلية إلا أن القادة المحليين تواصلوا مع قادتهم في الخارج عبر الأقمار الصناعية .

ويحذر “يادلين” جماهير الصهاينة المستعمرين لأرض فلسطين العربية من الخوف مما يجري حول هذا الكيان المحتل والغاضب لفلسطين العربية ، ويحذرهم أيضا من الانفعال المفرط في التعاطي مع ما يحدث من حولهم ، ولذلك قرر الظهور على المحطات الفضائية الصهيونية لطمأنتهم . وأشار “يادلين” في هذه المقابلات إلي العديد من الفرص المستجدة أمام الكيان الصهيوني جراء ما يحدث ، وهو يعتبر هذه الفرص السانحة تمثل أمر إيجابيا لهم . وهي :

1 – إن إنتشار قيم الليبرالية من حرية ، وديمقراطية وغيرها في هذه البلدان العربية يعد تغيرا كبيرا يصب في دعم الكيان الصهيوني على المدي البعيد . يقول : ” إن تحولا ديمقراطيا في منطقة الشرق الأوسط مفيد لإسرائيل . إذ يندر لأن تحترب دولتان ديمقراطيتان . ولا يجوز أن تبدي إسرائيل لا مبالاة إزاء القيم التي دفعت الشعب المصري إلي ميدان التحرير ، أي قيم الحرية ، والعدالة ، وحكم القانون ، والديمقراطية ، التي نؤمن بها . فحتي لو بدا التغيير خطيرا علي المدي القصير ، مع ما ينطوي عليه من تصدعات يبقي أمرا إيجابيا جدا علي المدي البعيد لذا ، علينا مناصرته . ” (17) من غرائب “يادلين” وعجائبه أنه يقرر أنه لا تقوم حروب بين دول ديمقراطية ، كذلك أنه يزعم أن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية يجب أن يساعد مصر – مثلا – في ما تصبو إليه من تحولات ليبرالية لأن ذلك يصب في النهاية في صالح الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية . هذه الغرائب والعجائب المزعومة مدعاة للضحك والتندر ، فالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية سيساعد مصر للخروج من الوضع الراهن ، أليس ذلك أمرا مضحكا ؟! . كذلك ألا تتحارب دول ليبرالية و ديمقراطية؟! . بلي تتحارب . وأقرب مثال علي ذلك حرب عام 2006 م التي اعتدي فيها الكيان الصهيوني – الذي يزعم أنه كيان ديمقراطي – علي لبنان الديمقارطية ، والتي انتهت بانتصار لبنان الديمقراطي علي هذا الكيان السرطاني الذي لا يقبل بوجود دولة ديمقراطية في إقليم الشرق الأوسط ، الديمقراطية التي تعني أن الحكومات ستنفذ أوامر شعوبها ، وهذا ما يخافه الكيان الصهيوني لأنه على يقين أن الشعوب العربية ترفض رفضا تاما وجوده في المنطقة العربية .

2 – يستمر “يادلين” في هذيانه ومضحكاته فيقرر أن ما يجري في العالم العربي خاصة مصر يؤشر علي أن سبب مشاكل العالم العربي خاصة مصر هي : الديكتاتورية ، والاستبداد ، وغياب العدل ،،،الخ . ولا علاقة للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية بمشكلات العالم العربي . هذا ما تمخضت عنه قريحة “يادلين” وهذا الأمر يبين أن هذا الكيان الصهيوني غير جاد في عملية السلام المزعومة ، ويوضح أنه مستمر في تضيع المزيد من الوقت في حل الصراع الفلسطيني الصهيوني ، ويعرفنا أنه كلما قاربت مشكلة الصراع الفلسطيني الصهيوني على الحل يفتعل هذا الكيان الغاصب مشكلات في المنطقة لإيقاف عجلة المفاوضات ، وكثيرة هي الاستنتاجات التي يمكننا أن نستفيدها من تحليل “يادلين” . يقول : ” الخبر السار الثاني هو أن إسرائيل لم تعد ، بالنسبة إلي المجتمعات العربية ، لب المشكلة في منطقة الشرق الأوسط في اللحظة الراهنة . وهي الحجة التي سيقت ضد إسرائيل للقول إنه بمجرد إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني ، ستختفي مشكلات الشرق الأوسط كافة . إذ تبين أن الفقر والديكتاتورية والقضايا الحقيقية الأخري التي تهم المجتمعات العربية ، هي لب القضية ، لا إسرائيل . ” (18) إن “يادلين” يقلب الحقائق والوقائع رأسا علي عقب ، يزعم أن سبب أزمات العالم العربي هو نفسه العالم العربي وليس الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية وهذا لغو باطل وكلام ليس له أساس من الحقيقية ، يريد “يادلين” أن يصدره لنا . فشبكات التواصل الاجتماعي والاعلام بمختلف وسائله يثبت بالصوت والصورة مدي تورط الصهيوأمريكية العالمية في الفضوي والصراعات المفتعلة في العالم العربي .(19)

3 – يري “يادلين” إن حركة الاحتجاجات والتظاهرات التي لن تزال تجري في بعض الدول العربية ستعمل علي – أو مخطط لها علي نحو الدقة – إضعاف ما يطلق عليه الكيان الصهيوني محور الممانعة أو المقاومة” بداية من إيران مرورا بحزب الله وحركة حماس ونهاية بسورية . مما سيستتبعة تقدم في عملية السلام المزعومة . (20).

4 – الخبر السار الرابع الذي استنتجه “يادلين” من تحليله للأحداث أنه يتمني وصول حركة الاحتجاجات والتظاهرات إلي إيران زعيمة ما يقال عنه محور الممانعة أو المقاومة فذلك سيعمل على احداث مزيد من التقدم في عملية السلام المزعومة . (21)

ثم ينتقل “يادلين” بعد ذلك إلي استعراض التهديدات المحدقة بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية بسبب ما يجرى من حركة احتجاجات وتظاهرات في بعض الدول العربية . منها التهديد الذي يمكن أن يبرز في حالة أن مصر تعلن إلغاء إتفاقية السلام الموقعة بينها وبين الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية . والتهديد الثاني يأتي من الأردن فإذا أصيب الأردن بحالة اضطرابات شديدة فإنه سيصعب عليه المحافظة على اتفاق السلام معه . لذلك يري “يادلين” أنه من الضروري أن يحسب الكيان الصهيوني حساباته بدقة متناهية بالنسبة لهذين التهديدين . ويؤكد “يادلين” علي أهمية هذه التهديات المحتملة جدا بقوله : ” عندما تكون رئيسا للإستخبارات العسكرية ، كان من صلب مهماتي إصدار الإنذار – الإنذار المبكر – بشأن أوضاع الجبهات كافة ، وإيصاله إلي كل من رئيس الأركان ، ووزير الدفاع ، ورئيس الحكومة . علي الجبهة الشمالية ، وكان عقدي الوظيفي – مع رؤسائي في السلطة السياسية – يقاس بالأيام ، وبالساعات أحيانا ، لأننا يجب أن نكون مستعدين لاستدعاء الاحتياط في حال طرأ طاريء ، وهذا يدعي إنذارا عملانيا مبكرا . أما علي الجبهة المصرية ، التي لدينا معها اتفاقية سلام ، فلا إنذار عملانيا مبكرا ، وإنما إنذار استراتيجي مبكر يقاس بالأعوام ، وهو ما علينا مناقشته الآن . ” (22)

إن هذه التهديدات التي يتخوف منها “يادلين” صحيحة إلي حد ما . ولكن “يادلين” لم يصرح لنا عن السبب الذي يكمن وراء هذه التهديات . فقط قال أنه يتخوف من إلغاء هذه البلدان هذه الإتفاقيات الجائرة والمزعومة . والواقع أنه في حال نجاح حركة الاحتجاجات والتظاهرات في هاتين الدولتين ، فذلك يعني أن هاتين البلدولتين ستداران بمعرفة شعوبهما ، تلك الشعوب ستنيب عنها حكومات تأتمر بأمرها وتنفذ رغباتها . وهذا هو التهديد الجوهري والحقيقي لهذا الكيان الصهيوني فبما لا يدع مجالا للشك أنه في حالة انتشار الديمقراطية في كل من مصر والأردن ، فإنه في هذه الحالة ستكون السلطة لهذه الشعوب ، التي ستنادي بإلغاء السلام المزعوم والجائر مع هذا الكيان الصهيوني . لأن هذه الشعوب وغيرها من الشعوب العربية تعلم علم اليقين أن وراء هذه الاحتجاجات والتظاهرات المفتعلة الصهيوأمريكية العالمية ، التي تريد تقسيم كل هذه الدول أكثر مما هي مقسمة ، ويظهر ذلك بوضوح في الكراهية الشديدة التي تزيد يوما بعد يوم من قبل هذه الشعوب العربية للصهيوأمريكية العالمية علي نحو ما تصرح بذلك إدارات أمريكا والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية ، وهذا عكس ما يزعمه “يادلين” عندما تحدث – سابقا – عن الأخبار السارة التي يمكن أن يحصدها الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية من خلال عملائه من بني جلدتنا الذين يتخابرون معه على الأرض .

ويحذر “يادلين” مما يروجه الرئيس الأسد – مثل غيرة من الرؤساء العرب – من أن مشكلة العالم العربي هي في وجود هذا الكيان السرطاني الصهيوني في المنطقة العربية . يقول : ” وعلينا الحذر من الميل إلي تصدير المشكلة إلي إسرائيل . إذ هذا كان منحي الطغاة العرب علي الدوام . كنا في غاية الارتياح لأن أيا من المحتشدين في ميدان التحرير – سواء المحتجين أو العسكريين أو القادة – لم يشر بالإصبع إلي إسرائيل علي أنها أصل المشكلة , لكن الوضع مختلف بالنسبة إلي ما قاله بشار الأسد هذا الصباح . لكنها مجرد كلمات – ولقد اعتدنا عليها . وينبغي الحذر من تصدير المشكلة إلي إسرائيل في شكل أكثر حركية . وقد يقرر كل من حزب الله ، و “حماس” وسورية ، وإيران ، تحويل الأنظار إلي إسرائيل . ” (23)

بالرغم من أختلفنا مع الرئيس الأسد في الكثير من الملفات إلا أننا نتفق معه في أن العلة الفاعلة والجوهرية لكل مشاكل العالم العربي هي الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية بفعل الاستعمار الغربي . فالطمع الصهيوني في إقامة دولة صهيون الكبري من النيل إلي الفرات يجعلها تعتمد علي الحروب العسكرية والمدنية – أقصد حرب العقول – لتحقيق هذا الحلم المزعوم والباطل .

ويحذر “يادلين” كذلك من الفوضي وهو في عرضه وتحليله لها يبعث برسائل خفيه تبدو واضحه من كلاماته ، وتظهر كذلك ما المقصود من الفوضي ، وتعرفنا أيضا أي فوضي يمكن أن تكون في صالح الكيان الصهيوني السرطاني . يقول : ” يبقي هاجسنا الأكبر هو الفوضي فهذه حال بضع دول في منطقة الشرق الأوسط . هناك الفوضي الباكستانية ، وكان هناك في الماضي فوضي عرفاتية . وعلي الرغم من تقويمنا لهذا النظام أو ذاك ، نخشي من أن تكون الفوضي التي عاشها العراق في السنتين 2004 و2005 نموذجا لما يمكن أن يحدث في ليبيا ، أو اليمن ، أو بلاد أخري . مرة أخري ، إذا عمت الفوضي في اليمن ، فإن في وسعنا ، من منظور إسرائيلي ، التعايش معها . لكن ، إذا أصبحت سورية بؤرة فوضي ، وأصبحت الصواريخ والأسلحة الكيميائية في متناول الفصائل أو الإرهابيين ، ستكون تلك مسألة خطيرة لا يسعنا تجاهلها . ” (24) يبدو واضحا أن “يادلين” يري أن مقاومة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات فوضي وليست مقاومة ، وكأن مقاومة المحتل والمستعمر فوضي ، هذه إذا الفوضي من منظور “يادلين” . وفي نفس الوقت ما جري في العراق 2004 – 2005 م فوضي ، ولكنه لا يبين من المسؤول عن فوضي العراق كما لم يبين من المسؤل عن مقاومة الرئيس الشهيد عرفات ، ومعلوم للجميع أن المسؤل في كلا الحالتين هم الأمريكان والصهاينة . والأمريكان هم كذلك المسؤلون عن ما يزال يجري من فوضي في باكستان . وهو يشير إلي فوضي باكستان يعدها من ضمن دول الشرق الأوسط ، الشرق الأوسط الكبير أو الجديد وليس الشرق الأوسط القديم . وما أشار إليه “يادلين” هو ما ترمي إليه الصهيوأمريكية العالمية ، وهو إعادة تقسيم الشرق الأوسط مرة أخري مع العلم أن المرة الأولي قسم فيها الشرق الأوسط بموجب إتفاقية سياكس بيكو المشأومة عام 1916 م .

ويوصي “يادلين” في ختام محاضرته الكيان الصهيوني بالقيام ببعض الأعمال حتي تمكنه من المحافظة على وجوده في هذه المنطقة التي يصفها بـ ” الجوار الخشن” . ولا أدري من الخشن : هل الكيان الصهيوني المحتل والمستعمر لفلسطين العربية أم العرب ؟! . بالطبع ، الكيان الصهيوني هو الكائن السرطاني الهمجي المستعمر لفلسطين العربية .

ويوصي “يادلين” أيضا بوضع سياسة استباقية صهيونية تقوم على الصمت التام تجاه كل ما يجري في العالم العربي ، وضبط النفس وعدم الرد علي أي استفزازات عربية . يقول : ” أعتقد في الحالة الراهنة ، خلافا لآخرين كثر ، أن علي إسرائيل بلورة سياسة استباقية (proactive) ، وفي هذه الحالة بالذات ، عليها تبني استراتيجيا سلبية : لا تدخل ولا تشويش ! بل التزام الصمت ، وترك العالم العربي يعالج قضاياه . علي إسرائيل ألا تكون حاضرة هناك ! ينبغي أن نكون في غاية الحرص ، أكثر مما كنا خلال الأعوام الخمسة المنصرمة ، في ردنا علي الاستفزازات . ولن يكون حكيما أن ننساق إلي محاولة البعض تحويل الأنظار عن القضايا الحقيقية للمجتمعات العربية ، وتصويبها في اتجاه إسرائيل . ” (25) وهذا ما فعله “نتن ياهو” رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية حيث أصدر أمرا لجميع وزرائه الصهاينة بعدم الإدلاء بأي تصريحات بالمطلق تجاه ما يجري في العالم العربي . ويستطرد “يادلين” في وضع خططه بأنه إذا تم استفزازهم لدرجة كبيرة فعليهم أن يكون ردهم مدروسا بعناية فائقة جدا . ويجب وضع الخطط الاستراتيجية وفق هذه المستجدات علي المدي الطويل سواء في حال نشوب حرب أو في حال مفاوضات للسلام . (26)

ويري “يادلين” أنه يجب على الكيان الصهيوني أن يتعامل مع محيطه سواء حلت مشاكله أو استمرت في التفاقم ، ويري أن من الضروري وضع إيران في قمة جدول مشاكل الكيان الصهيوني .

النتائج والتوصيات :

1 – من يعمل في مراكز الفكر أو الأدمغة لا يكفي أن يكون جنرالا سابقا بل يجب أن يكون باحثا متميزا أيضا حتي يتمكن من تحليل الأحداث والغوص فيها باحثا عن عللها الحقيقية ويستطيع أن يتنبأ بما هو قادم .

2 – خرج قطار حرب الجيل الرابع أو حرب العقول من المحطة الرئيسية الصهيوأمريكية وسيقف في كل دولة عربية على حده ولن يوقفه إلا تدشين مراكز بحثية علمية في الوطن العربي ، مركز علمية قادرة على الصمود والتحدي والانخراط في هذه الحرب الملعونة .

3 – الثورة المضادة التي يقودها بعض العملاء والخونة من بني جلدتنا والتي تأتمر من قبل الصهيوأمريكية العالمية يجب الحذر منها وتوعية الجماهير بأخطارها الوخيمة على الوطن العربي الواحد . ومن الضروري تكاتف كل الدول العربية في مواجهة هذه الثورة المضادة .

4 – الانترنت “الشبكة العنكبوتية” كما له فوائد كذلك من الممكن توظيفه في صناعة كوارث ومصائب تفتك بالوطن العربي خاصة مصر أكبر دولة عربية ولذلك الحذر كل الحذر من الاستخدام الفاسد لهذه الشبكة في صناعة طابور خامس أو ثورة مضادة خاصة بالنسبة للحالة المصرية .

5 – ينبغي شرح الأسباب الحقيقية والواقعية لحركة الاحتجاجات والتظاهرات للجماهير العربية في كل قطر عربي حتي لا تقع في التشويش المتعمد الذي تبذل الصهيوأمريكية العالمية كل وسيلة لإحداثه لأن الجماهير – خاصة في الحالة المصرية- ومن خلفها الجيش المصري وحدها القادرة علي التصدي والصمود والتحدي لمخطط الدومنيو والفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد أو الكبير الصهيوأمريكي .

المراجع والحواشي :

1 – ولد “عاموس يادلين” في مستوطنة “حتسريم” بمنطقة النقب عام 1951م ، وهو ابن “أهارون يادلين” عضو الكنيست الصهيوني لفترة خمس دورات , ووزير التعليم في وزارة “إسحاق رابين” خلال فترة السبعينيات ، وهو متزوج وله ابنتين . وهو جنرال سابق في سلاح الجو ، ثم في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي ، تولي رئاسة الإستخبارات العسكرية (أمان) طوال خمسة أعوام قبل إحالته علي التقاعد سنة 2010 م . طرح اسمه في أواخر 2010 م لرئاسة الموساد خلفا لمئير داغان . ألقي يادلين هذه المحاضرة في 30/3/2011 م في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني ، في الذكري السنوية الرابعة لغياب زئيف شيف (1932 – 2007 م) الذي كان كاتبا ومراسلا عسكريا في صحيفة “هأرتس” ، وأستاذا مشاركا في المعهد المذكور . … وترجمت هذه المحاضرة عن الإنجليزية يولا البطل . للمزيد من التوضيح ينظر : ar.wikipedia.org/wiki/عاموس_يدلين .

وبالنسبة لـ : معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (The Washington Institute for Near East Policy) هو معهد بحث أمريكي تأسس في 1985م من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا ب ـ “أيباك” ويقع مقره في واشنطن العاصمة . بحسب موقعه الإلكتروني أسس لترقية فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط . وبتوجيه من مجلس مستشارين بارز من كلا الحزبين من أجل توفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم . وينقل موقع تقرير واشنطن إن الهدف من تأسيسه كان دعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث وأن “أيباك” كانت المؤسسة الأم للمعهد حيث أن مديره المؤسس هو “مارتن إنديك” رئيس قسم الأبحاث السابق باللجنة . ومن مهامه أيضا – على نحو ما هو وارد علي موقعه الإلكتروني – جلب المعرفة للتأثير على صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم . ومن الضروري أن نلفت الانتباه إلي هذا المركز – مثل غيره من المراكز المشابهة له – يستقطب بعض العرب والمسلمين للعمل فيه وهذا يبدو واضحا في الموقع الإلكتروني للمركز . للمزيد من التوضيح ينظر : The Washington Institute for Near East Policy – The Washington , ar.wikipedia.org/wiki/معهد_واشنطن_لسياسة_الشرق_الأدنى .

ويعتبر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” أحد مراكز بحوث الفكر ، وتشبه “مراكز الفكر ، Think tank ” مراكز البحوث والدراسات شكلاً ، لكنها تختلف عنها غايةً ومضموناً ، وإن تقاربت التسميات وتشابهت . لا ترمي مراكز البحوث إلى أبعد من الغايات الأكاديمية والحياد الموضوعي الصرف من حيث المبدأ ، أما مراكز الفكر (أو التفكير) فتستهدف غايات إستراتيجية محدّدة من خلال سعيها إلى الانخراط في صنع القرار السياسي العام . ليس هناك تعريف لـ”مركز الفكر” يحظى بالإجماع ؛ فبعض الباحثين يراه جماعة تجمعها المصلحة المشتركة ، وبعضهم يراه حلقة تشاور ، ويراه آخرون منظمة غير حكومية تسعى إلى تقديم مقترحات أو توليفات معيّنة في شأن مسألة اقتصادية أو قضية سياسية معيّنة ، كما يراه آخرون أيضاً مجموعة من المفكرين تسدي النصح إلى صنّاع القرار السياسيّين بغية الضغط عليهم وتوجيههم . للمزيد من التوضيح ينظر : نشرة-إعلامية/مراكز-الفكر-القوى-الناعمة-الجديدة arabthought.org/ .

2 – رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : الجنرال المتقاعد عاموس يادلين ، ألقي يادلين هذه المحاضرة في 30/3/2011 م في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني ، في الذكري السنوية الرابعة لغياب زئيف شيف (1932 – 2007 م) الذي كان كاتبا ومراسلا عسكريا في صحيفة “هأرتس” ، وأستاذا مشاركا في المعهد المذكور . … وترجمت هذه المحاضرة عن الإنجليزية يولا البطل . الناشر مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت – لبنان ، الموقع الإلكتروني : www.palestine-studies.org. والمحاضرة موجودة أيضا على الموقع الإلكتروني لـ : “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” . ص 3 .

3 – رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : عاموس يادلين: ص 3 .

4 – المرجع السابق : ص 3 .

5 – المرجع السابق : ص 3 .

6 – المرجع السابق : ص 3 – 4 .

7 – تشير كلمة الثورة في اللغة العربية إلي الغضب ، و الهياج بشدة وقوة ضد حاكم ما أو نظام ما بسبب الظلم والفساد والطغيان . وكلمة الثورة مشتقة من الفعل ثار ، يثور ، فهو ثائر ؛ وثار الغبار هاج وانتشر ؛ وثارت نفسه أي بلغ به الغضب مبلغا بعيدا ، وهاج ؛ وثار الماء أي نبع بقوة وشدة . وثار عليه أي تمرد وأعلن الثورة والعصيان ؛ يقال : ثار علي : النظام ، التعسف ، الظلم ، الفساد . و ثار الشعب بالحاكم المستبد : انتفض ووثب عليه ليحدث ثورة . ويقال أيضا : ثار الشعب على الاستبداد والقهر . وورد في معجم المصطلحات الاجتماعية أن الثورة = Revolution: تعني تغير مفاجئ وعميق في النواحي السياسية والاجتماعية في بلد ما وقد يتم عن طريق العنف أو استخدام القوة الشرعية و تتبع في أحداثه الوسائل المقررة لذلك في النظام الدستوري للبلاد . ويستخدم تعبير الثورة في الوقت الحاضر استخداما عاما للدلالة علي الحركة التي تؤدي إلي تغير جذري في المجتمع كالتغيرات الصناعية والثقافية والعلمية وغيرها التي قد لا تتم فجأة وبعنف ولكنها تستغرق فترة زمنية نسبية . ويعبر “كرين برينتن” عن المعاني المتعددة والمختلفة لمعني كلمة ثورة في كتابه (تشريح الثورة) فيقول :” الثورة من الكلمات التي تتصف بالغموض . الثورة الفرنسية الكبري ، الثورة الأميركية ، الثورة الصناعية ، ثورة في هايتي ، ثورة اجتماعية ، الثورة الزنجية الأميريكية ، ثورة في تفكيرنا ، أو في تجارة ملابس النساء ، أو في صناعة السيارات – تكاد القائمة تكون غير محدودة . وفي الواقع كادت الثورة في نهاية طيف معانيها في الإستعمال الشائع أن تكون مرادفا تأكيديا لكلمة “تغيير” ، ربما مع الإيحاء بأن التغيير مفاجيء أو لافت للنظر . وحتي هذا ىالتأكيد غير متضمن دائما . ” إذا فكلمة الثورة قد تعني أكثر من معني حتي أنها قد تعني التغير وقد لا تعنية . وبالتالي فعندما يشير “يادلين” في هذه المحاضرة إلي أن الثورة تعني التغيير فهذا ليس بالضرورة بل فإنا قد لا تعني التغيير أيضا . للمزيد من التوضيح ينظر الموقع الإلكتروني : www.arabdict.com/عربي-عربي/ثار . معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية : إنجليزي – فرنسي – عربي : د. أحمد زكي بدوي ، ط 2 1982 م ، الناشر مكتبة لبنان ، بيروت – لبنان ، ج 2 ، ص 359 . The Penguin Dictionary of Sociology :Abercrombie( Nicholas) and others , Fifth edition ,Published by the Penguin Group , London- Enggand , p : 328 – 329 . تشريح الثورة : كرين برينتن ، ترجمة سمير الجلبي ، مراجعة د. غازي بزو ، ط 1 ، 1430 هـ / 2009 م ، الناشر : هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (كلمة) ، الإمارات العربية المتحدة ، دار الفارابي بيروت – لبنان . ص 23 .

8- رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : عاموس يادلين: ص 4 .

9 – العالم المعاصر والصراعات الدولية : د. عبد الخالق عبد الله، سلسلة عالم المعرفة ، يناير1989 م ، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت . ص 10 .

10 – رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : عاموس يادلين: ص 5 .

11- المرجع السابق : ص 5 .

12- المرجع السابق : ص 5 .

13 – تشريح الثورة : كرين برينتن ، ص 38 .

14- رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : عاموس يادلين: ص 6 .

15- المرجع السابق : ص 6 .

16 : للمزيد من التوضيح ينظر المواقع الإلكترونية الآتية : www.alriyadh.com/iphone/article/667650‏ ، aitnews.com/2013/05/28/.

17- رياح التغيير في الشرق الأوسط من منظور إسرائيلي : عاموس يادلين : ص 6 .

18- المرجع السابق : ص 7 .

19 – للمزيد من التوضيح ينظر : arab-librarians.blogspot.com/2012/02/20_10.html .

20- المرجع السابق : ص 7 .

21- المرجع السابق : ص 8 .

22- المرجع السابق : ص 8 .

23- المرجع السابق : ص 8 – 9.

24- المرجع السابق : ص 9 .

25- المرجع السابق : ص 9 .

26- المرجع السابق : ص 9 – 10.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد