انطلق صباح يوم الثلاثاء ٢٩ أبريل ، ٢٠١٤ في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر المؤتمر الدولي للإعلام والأزمات بعنوان “فنّ التلاعب والتضليل والدعاية”، والذي نظمه قسم الإعلام و يستمر لمدة يومين، ويُشارك في المؤتمر العديد من الخبراء والباحثين والمتخصصين من وسائل إعلامية محلية وإقليمية ، وتأتي أهمية هذا المؤتمر في وقت تنتشر وتتكاثر فيه الأزمات بمختلف أنواعها وأشكالها، في مختلف مناطق العالم، وفي ظروف صعبة يسودها التعتيم والتضليل والتشويه والأفكار المسبقة والصور النمطية وصراع الثقافات والحضارات والعنصرية والجهل وثقافة إقصاء الآخر، والصراع المحتدم على الصورة والرأي العام، الأمر الذي جعل الفرد في المجتمع يتساءل عن مصداقية ما يشاهده ويسمعه ويقرأه، ويتساءل عن الحياد والموضوعية والأخلاق في تغطية وسائل الإعلام لما يجري في مصر وفي سوريا وفي أنحاء عديدة من العالم.
من جانبها قالت د. ايمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم :أرحب بكم أساتذة وباحثين وقيادات صحافية محلية ودولية في هذا المؤتمر الدولي الثاني الذي ينظمه قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم حول الإعلام والأزمات : فن التلاعب والتضليل والدعاية وهي مناسبة تثار فيها مجموعة من التساؤلات حول دور وسائل الإعلام في تغطية الأزمات وحدود اشتغالها ، والميثاق الأخلاقي الذي يؤطر العمل الإعلامي ، والعلاقة بين طبيعة الحدث المغطى إعلاميا وآلية تغطيته، وطبيعة الأزمة التي يعانيها الإعلام الدولي وغيرها من التساؤلات التي ستسهم الإجابة عنها في تصحيح بعض الإعوجاج في مسار الخطاب الإعلامي المعاصر وإعادته إلى درب الحقيقة ، إذ لايخفى على ما يمثله الإعلام في عالم اليوم من بالغ الأهمية في إنارة توجيه الشعوب وخلق وتشكيل الرأي العام ، ومن هنا تكمن أهميته وخطورته ، إذ أنه يؤثر على المجتمع عقليا وعاطفيا وسلوكيا.
وأضافت د. مصطفوي: لقد غدت المعلومة في عالمنا اليوم (عالم ثورة المعلومات) سلعة ذات قيمة كبرى ، تتصارع المؤسسات الإعلامية عليها لتحقيق السبق الصحفي ، بالوصول إليها قبل غيرها ، وتقديمها للمتلقي الذي انتقلت مهمته من البحث عن المعلومة ، إلى مقاومة هذا الفيضان من التدفق المعلوماتي ، لا على المستوى اليومي بل على مستوى الدقيقة الواحدة ، فأصبح هذا المتلقي في مواجهة أمواج متلاحقة من الأخبار والتقارير والنقاشات، تتبنى آراء ورؤى متباينة ومتعارضة في معظم الأحيان وهو ما يضع المتلقي البسيط في موقف تتضاعف صعوبته نطرا للثقة الكبيرة التي يمنحها هذا المتلقي لوسائل الإعلام، بحيث غدت المعلومة تنتقل بيسر من المصدر الإعلامي إلى عقل هذا المتلقي مباشرة ، دون أن يخضعها الأخير لمساءلته التأملية المستكشفة لحدود الصواب والخطأ فيها ، مما يجعله في أكثر الأحيان يسقط في فخ التضليل الإعلامي ليكون ضحية لهذا الخبر أو ذاك ، ويتعرض الإعلام والإعلاميون في وقتنا الراهن إلى أخطار جمة ، أخطار تتباين مستوياتها من المضايقات إلى تقييد الحريات ، وفق آليات قانونية مصطنعة، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد الاغتيال المادي المتعمد في مناطق التوتر والنزاعات ،ولكن الخطر الأكبر الذي يهدد الإعلام يتمثل في جنوح بعض وسائله إلى الاستجابه للموجهات الأيدولوجية التي تجرده من قيمته الوظيفة الكبرى بوصفه وسيطا تقنيا بين المتلقي والحقيقة في حضورها النقي، فتتحول رسالته النبيلة من تقديم الحقائق وتنوير العقول إلى أداة تزييف وتعمية وتضليل.
وفي كلمة له قال د.نور الدين الميلادي رئيس قسم الاعلام بكلية الآداب والعلوم يأتي المؤتمر الدولي السنوي لقسم الاعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر تحت عنوان ( الاعلام والازمات: فن التلاعب والتضليل والدعاية ) في وقت تنتشر وتتكاثر فيه الازمات بمختلف انواعها واشكالها وفي مختلف وفي مختلف مناطق العالم ، وفي ظروف صعبة يسودها التعتيم والتضليل والتشويه والافكار المسبقة والصور النمطية وصراع الثقافات والحضارات والعنصرية والجهل وثقافة اقصاء الاخر والصراع المحتدم على الصورة والراي العام ، الامر الذي جعله الفرد في المجتمع يتساءل عن مصداقية ما يشاهده ويسمعه ويقرأه.
وفي كلمة الاستاذ وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة قال: لا يوجد لدينا إعلام في العالم العربي، وقناة الجزيرة هنا استثناء، يوجد لدينا أدوات سياسية موجهه يستخدمها الساسة لتحقيق أهداف وأجندات خاصه. لذا أصبح الإعلامي، للأسف، هو الوجه الآخر لضابط المخابرات في نظر الكثيرين.
يسعى مؤتمر “الإعلام والأزمات، فن التلاعب والتضليل والدعاية” إلى الإجابة على عدد من الاسئلة وهي: أين هو الصدق وأين هو التهويل؟ أين تكمن الحقيقة وأين هي الدعاية؟ ما هو دور الإعلام في مثل هذه الحالات؟ هل تتحول وسائل الإعلام في زمن الحروب والأزمات إلى وسائط لإثارة الفتنة والتهويل والتضخيم والتسيّيس والتلاعب بدلا من تنوير وتثقيف وتوعية الرأي العام بهدف الحوار والنقاش والتفاهم وإطفاء نار الضغينة والحقد والكراهية ، ودراسة الأزمة التي يتخبط فيها الإعلام الدولي أثناء تغطيته للأزمات ومحاولة استقصاء ازدواجية المعايير المهنية التي تنتهجها العديد من المؤسسات الإعلامية في الغرب والشرق. إذ يتطرق المؤتمر إلى دراسة وتحليل اختلاف الرؤى في تطبيق القواعد الموجهة للعمل الصحفي لدى شتى وسائل الإعلام من صحف وقنوات تلفزيّة وإذاعية وشبكات تواصل اجتماعي والتي تنبني على أسس الموضوعية والحيادية والمصداقية في نقل الخبر. كما يناقش المؤتمر موقف المهنيين من أزمة الإعلام في تغطية الحروب والنزاعات والأزمات والتعرف على خصائص ومميزات إعلام الحروب والأزمات وآليات وأساليب التغطية الإعلامية أثناء الحروب والأزمات و العلاقة بين الإعلامي والسياسي والعسكري أثناء الحروب والأزمات وأزمة المصداقية والموضوعية والحياد أثناء تغطية الأزمات والحروب والنزاعات.
يُذكر أن قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر يُساهم في تهيئة الكوادر المهنية في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وتلبية حاجات المؤسسات الوطنية ، يقدّم برنامج البكالوريوس في الإعلام الجماهيري للطالب فهما عميقا لقضايا الإعلام والاتصال ويطرح تخصّصات في المجالات التالية: الصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية, صحافة الراديو والتلفزيون, والاتصال الاستراتيجي. ويسعى قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر إلى المساهمة في تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدولة قطر بأن تكون مركزا إعلاميا حيويا وذلك بتوفير برنامج تدريسي فعّال ومساير للتطوّرات التكنولوجية في قطاع الإعلام والاتصال حول العالم ، من الجدير بالذكر أن قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم حصل في شهر يونيو 2013 على الاعتماد الأكاديمي من مجلس الاعتماد لتعليم الصحافة والاتصال الجماهيري (ACEJMC). وكان هذا إنجازا كبيرا جعل من برنامج الإعلام في جامعة قطر البرنامج الأكاديمي الثاني خارج الولايات المتحدة الأمريكية والأول على مستوى الشرق الأوسط الذي يحصل على هذا الاستحقاق والتميز.
اترك رد