ندوة البنية والوظيفة، البنية والجمال: تجديد التفكير في المفاهيم وربط الصلات

تنظم كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بجامعة تونس الندوة الدولية الأولى في موضوع: البنية والوظيفة، البنية والجمال: تجديد التفكير في المفاهيم وربط الصلات، أيام 12 -14 صفر 1436 هـ الموافق 4 ـ 6 ديسمبر 2014م.

مدخل:

انتبه الإنسان إلى ظواهر الكون المختلفة وحاول فهمها وتبيّن نماذجها ولا أدل على ذلك من الأنحاء القديمة مثل السنسكريتيّة والعربيّة التي كانت بنيويّة بامتياز. ففيهما وعي واضح وتطبيق ناجح يبين أنّ اللغة بنية نسقيّة، منتظمة وثانيهما كونها بنية مركّبة تركيبا متعالقا ولكل جزيء وظيفة هي علّة وجوده وليس له من قيمة إلاّ باعتبار ما يقيمه في المجموع من علاقات تقابليّة وائتلافية. وذلك هو جوهر الرؤية البنيويّة، تعلي النظامَ على مكوّناته والكلّ عن تفصيلاته والقوانين المجرّدة عن توصيف المحسوسات.

أمّا الجمال فشأن البحث فيه لا يختلف عن شأن البنية. فهو ليس من مستحدث المواضيع أيضا. ولعل البحث عن الجميل من خصائص الإنسان الأصيلة. ومن يلتفتْ إلى آثاره الضاربة في أعماق التاريخ يلحظْ أنّه في ما يصطنع من أشياء تلبية لحاجاته لم يكتف قطّ بتحقيق وظيفيتها بل إنّه كان يتفنن في صنعها ويتكلّف فيها ما لا تبدو الحاجة إليه واضحة وما لا يمكن تعليل وجوده إلاّ بنزوع فيه إلى تجميل كل ما يختلق.

بدأ، في الحضارة الإغريقيّة، التأمّلُ فعلا في الجمال والجميل منذ سقراط ولكن ترسّخ الأمر مع أرسطو فاعتبر الجمال شيئا في الأشياء المتأمّلة وهذا الشيء هو النظام. وكانت اللغة واستعمالها خطابة ومسرحا وشعرا أوّل ما شغل الفكر الإغريقي وأرسطو على وجه الخصوص. فألّف في هذا المجال وفرق بين مواطن الجمال في الأجناس من خطابة ومسرح وشعر. وأشار إلى شروط الكمال في كل جنس. وكانت للاّتين آراؤهم في مجال الخطابة وقد حوّلوا المركز فيها من قوّة الحجة إلى قوّة التأثير بفعل جمال العبارة وسحرها. وكان للعرب كذلك تصوّراتهم للجمال وللجميل من الكلام خاصّة وابتنوا كلاسيكيتهم الأدبيّة مثل الأمم المجاورة بالقصيدة والخطبة والنثر المرسل. ودافعوا عن نماذجهم الأولى وأبانوا عن مواطن الجمال فيها. ولكنّهم لم يقصروا الحسن عليها بل اعتنوا بمحاسن المجددين المولّدين وضربوا في كل صوب فمنهم من رأى جمال الكلام في فصاحة ألفاظه وحسن بيانه بمجازاته واستعاراته وكناياته وإشاراته ومنهم من رجّح نطمه بمعايير نحوه على كل عيار ولكن لم يَقفل قطّ بابَ الإبداع ونقدَ الإبداع سلفٌ على خلف إلاّ من كان القصور منه وفيه.

وعموما فإنّ الكلام في البنية وفي الجمال والجميل وفي العلاقة بينهما لا ينتهي. ولذلك تبقى الأسئلة الجوهرية الكامنة في عنوان الندوة قائمةً تنتظر عنايةَ مَنْ سيساهم في وليمتنا الفكريّة. ومنها: أيَتمثلُ ذهننا البنى أم هي رسوم ثاوية فيه؟ أَوَيشترِط العلم وجود البنية والنظام في الظواهر أم أنّه يستقيم في فوضى الكائنات وعناصرها وفي انعدام النماذج والتوقعات؟ وهل يشترط الجمالُ البنيةُ والنسقَ ضرورة؟ وهل العلاقة بين البنية والجمال واضحة؟ ولو كانت كذلك فلم تختلف الشعوب والحضارات في تقدير الجميل؟ بل لِمَ يختلف تقدير الجميل حتّى في الحضارة الواحدة بين عصر وعصر بل بين فرد وفرد بل قد يتغيّر حال الفرد الواحد بين زمنين متعاقبين من حياته وتبعا لتجاربه وخبراته؟ أيعني ذلك أنّ الشعور بالجميل أو اختبار اللذّة الحاصلة منه هو حصيلة تجربة تلتقي فيها ذات وشيء متأمّل فيه في لحظة مّا لقاء ناجحا كيفما كان ذلك الشيء؟ ولكن أيكون الجميل جميلا دون بنيةٍ حاملٍ؟ وإلى هذا تنضاف أسئلة أخرى منها السؤال عن دور النقد الفنّي وسلطة النقّاد الفنيين في خلق حالات الإعجاب والانبهار مما يشرّع السؤال التالي: إدراك الجمال والوعي بوجوده أهو خصيصة إنسانيّة غريزيّة يتساوى فيها بنو البشر أم هو في منزلة بين الغريزة والكسب الثقافي الاجتماعي، وحاله مثل حال اللغة لا يتفتّق إلاّ في الجماعة لأنّه يحتاج إلى من يوقظه في نفوس الغافلين؟ وبناء عليه أيكون الناس متفاوتين في التمتّع بهذه الكفاءة أو الملكة حتّى أنّه لا يتفطّن إلى الجمال ولا يُحسن الإشارة إليه إلاّ العباقرة النبغاء؟ أم تراه يشير إلى أنّ شروطا محدّدة – مثل سدّ الخلّة – إن توفّرت للفرد طمحت نفسه إلى الجميل وإلى الجمال وأحسّت به وأدركته عقلا وسعت إليه ممارسة؟

المحاور:

1 ـ المحور النّظري:

1 ـ أ ـ بحوث في البنية اللغويّة وفي البنى الذهنية وفي غير اللغة من الظواهر الإنسانيّة والنشاطات البشريّة وحتّى الطبيعيّة.

1 ـ ب ـ بحوث في الجمال والجميل وقضايا الإدراك

1 ـ ج ـ بحوث في ما يمكن أن يتصوّر من علاقات بين المقولتين: مقولة البنية ومقولة الجمال.

2 ـ المحور التطبيقي:

2 ـ أ ـ بحوث مخصّصة لدراسة أبنية لغوية محدّدة، في لغات بعينها وفي مقدمّتها اللغة العربيّة الفصحى والدوارج العربيّة في علاقتها باللغات السّاميّة.

2 ـ ب ـ بحوث مخصّصة لدراسة البنية في الشعر العربي عموديّه وموشحه وحرّه ومنثوره

2 ـ ج ـ بحوث في أجناس النثر العربي قديمه وحديثة: من الخبر والنادرة إلى الرواية والأقصوصة حتّى الأشكالِ التجريبيّةِ.

2 ـ د ـ بحوث في بنية العقل العربي.

2 ـ هـ ـ بحوث تربط بين البنية والأثر الجمالي في أجناس القول وفي غيرها من النشاطات البشريّة المنسوبة إلى الفكر والإبداع.

2 ـ و ـ بحوث في مجالات أخرى غير اللغة والفلسفة.

شروط المشاركة:

1) لا تقبل لجنة القراءة والتقييم إلاّ البحوث العلميّة الطريفة الجديدة.

2) تقبل اللجنة البحوث المحرّرة باللغتين الفرنسيّة والإنقليزيّة.

3) تقبل لجنة القراءة ملخصات البحوث المقترحة حتّى نهاية الشهر السّادس (جوان/حزيران)، 2014،

4) ترسل الملخصات ثمّ البحوث كاملة على الإيميل التالي في شكل word(ولا حاجة إلى نسخة ورقية تبعث عن طريق البريد العادي): (تحميل استمارة المشاركة)

[email protected]

5) يتلقّى صاحب كل ملخص حظي بالموافقة المبدئيّة ردّا من لجنة القراءة في غضون ثلاثة أيّام من إرساله، مع التماس اللجنة ارسال البحث كاملا.

6) تقبل لجنة القراءة البحوث كاملة حتّى نهاية الشهر التاسع (سبتمبر/أيلول)، 2014،

7) تتكفل الجهة الداعية (وحدة البحث البنية والجمال) بمصاريف الإقامة كاملة وعلى الجهة المدعوّة تحمل مصاريف النّقل قدوما إلى تونس وعودة منها إلى البلد المعني.

8) تتكفل وحدة البحث بنشر ما تراه صالحا من أعمال النّدوة.

المصدر


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد