السميائيات والثقافة المغربية

2-11-2010

أكد مشاركون في أشغال المؤتمر الثاني للجمعية المغربية للسميائيات التي افتتحت اليوم الثلاثاء برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس ، على أهمية علم السميائيات في تحديد معالم الثقافة المغربية عبر مساءلة مكوناتها ومختلف أوجهها المتعددة والمتنوعة الأشكال والأصول.

وجاء في مداخلات المشاركين في هذا المؤتمر الذي ينظم بمبادرة من الجمعية وبشراكة مع جامعة مولاي اسماعيل إلى غاية رابع نونبر الجاري، أن مساءلة أوجه الثقافة المغربية تروم تثمين بعدها الإنساني وجعلها ضمن الثقافة الكونية انطلاقا من الهوية المحلية المنفتحة على الكوني.

كما أبرز المشاركون في الجلسة الأولى، عددا من مكونات هذه الثقافة كالصناعة التقليدية الغنية بالتسميات (صناعات جلدية ، خشبية ، فضية ، نحاسية، …) ، والطبخ المغربي المعروف بتعدد أنواعه وتسمياته وتوابله ، والموسيقى المغربية التي تتميز عن غيرها بتنوع كبير (الأندلسي ، الملحون، العيطة ، عبيدات الرما ، كناوة، …).

واعتبروا أن جميع مكونات الثقافة المغربية مركبة، مما يجعها مجالات خصبة للتحليل السميائي، بدءا بتحليلها وانتهاء بتأويلها وتفكيك عناصرها التي تتيح اكتشاف أكثر من مستوى وتفتح مجالات للتأويل، والانفتاح على ما هو متوقع أو غير متوقع من العوالم والدلالات.

وقد أكد الأستاذ أحمد البرنوصي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس ورئيس الجمعية بالخصوص أن اختيار موضوع سميائيات الثقافة المغربية، يدعمه المناخ السياسي الحالي بالمغرب، الملائم جدا للسير قدما في البحث في كل العناصر المرتبطة بهذه الثقافة وتحديد مفاهيمها وأصولها.

وذكر الأستاذ البرنوصي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في هذا السياق بأن خطاب أجدير التاريخي (17 أكتوبر 2001 ) ، الذي اعتبر بمثابة تصور جديد بخصوص الهوية المغربية، يؤكد على هذا النهج، مشيرا إلى أن السميائيات ستفيد كثيرا مجال إعادة اكتشاف الثقافة المغربية وعلاقتها بالثقافات الأخرى.

واعتبر الأستاذ البرنوصي، العضو في الهيئة التنفيذية للجمعية العالمية للسميائيات، في هذا الصدد أن البحث لا يمكن أن يستقيم إلا بمشاركة المؤرخين الذين يلعبون دورا أساسيا في ضبط العلاقات والأصول والتواريخ.

ويأتي اختيار هذا الموضوع اعتبارا لما تزخر به الثقافة المغربية من موروث غني ومتنوع، وبفضل تراثها العريق وألوانها الشعبية المتعددة الناتجة عن الاختلاف في الانتماءات الثقافية، والأصول العرقية الضاربة في عمق التاريخ.

وسيتناول المشاركون في هذا الملتقى من المغرب وفرنسا وإيطاليا بالخصوص محاور تهم الثقافات المغربية والإفريقية والمتوسطية، والمشاكل التي عرفها تاريخ الثقافات الأمازيغية والعربية الإسلامية والمغربية اليهودية ، ومواضيع تهم سميائيات الثقافة المغربية كالفنون الشعبية، وسميائيات الجسد، وسميائيات الثقافة المقدسة (آداب وفنون) ، وسميائيات الآداب (الأمازيغي ، والعربي، والمغربي المكتوب باللغة الفرنسية)، وسميائيات الثقافة الشعبية (التلفزيون، والمكتبة الشعبية، والحكايات الشعبية والأمثال والحس المشترك).

المصدر: و م ع أ


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد