تعريف بالمصطلحات ( الثقافة – المثقف ) :
تعتبر كلمة الثقافة من الكلمات التي يغمض على الأفراد فهم معناها وتبين حقيقتها ، إذ يرى بعض الناس أن كلمة ( الثقافة ) مرادفة لكلمة التعليم أو التعلم، فالفرد المثقف إذن هو الفرد المتعلم أو المتحضر ، كذلك يخلط البعض بين الثقافة والحضارة CIVILIZATION ويجعل هذين اللفظين مترادفين ، أي يدلان على معنى واحد ( 1) .
فالثقافة عرفها علماء الاجتماع SOCIOLOGY وعلم الإنسان ANTHROPOLOGY وعلماء التربية بأنها جميع ما أنتجه العقل الإنساني ، وعاش به أوله ، ويشمل ذلك اللغة والدين والعادات والتقاليد والأزياء وأنواع المباني والمواصلات …الخ ، وعلى هذا يمكن القول إن كل مجتمع متحضر مجتمع مثقف وليس العكس ؛ حيث إن للقبائل البدائية ثقافة وليس لها حضارة من جنس الحضارات التي لدى الشعوب التى قطعت شوطًا من الرقى (2 ) .
والثقافة العربية وليدة عوامل تراكمت على مر السنين ، وتبلورت وأصبحت ذات خصائصٍ متميزةٍ ، وربَما كان من أهم ما يُميّز هذه الثقافة أنها ثقافة روحانية وعلمية في نفس الوقت ، وهى ثقافة إيجابية وليست تواكلية – كما يحلو للبعض أن يصفها – ، وهى حضارة عريقة وعميقة ، وليست مسطحة كما يدعى ” رينان الفرنسي ” .
وكلمة المثقف إذا أمعنا النظر فى مادة ( ث . ق . ف ) فى المعاجم العربية ، وجدنا أنها تدور حول الحَذق ، ففي محيط المحيط للبستانى : ” ثقفه يثقفه ثقفاً غلبه فى الحذق وبالرمح طعنه ، وثقف الرجل يثقف وثقف يثقف ثقفا وثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا فطنا ، ثقف الرمح قدمه وسواه بالثقاف ويستعار لتأديب والتهذيب يقال ثقف الولد أي علمه وهذبه ولطفه ” ( 3) .
وفى المعجم الانكليزي نجد معنى المثقف (INTELLECTUAL ) : –
1- الاحتكام إلى العقل أو ممارسة العمل العقلي .
2- امتلاك قدرة عقلية أو ذهنية .
3- – الاعتماد على العقل وليس على العاطفة أو الوجدان
4- شخص ذو مهارة وحذق عقلي .
5- شخص ذو مهنة متعلقة بالعقل .
ونجد مفهومًا للمثقفين فى مادة ( INTELLIGENSIA ) بأنهم : ” مجموعة المثقفين التي تُشكل صفوة فنية أو اجتماعية أو سياسية ” ( 4) .
إذا نظرنَا إلى المعنيين العربي والغربي فسنجد أن المعنى الغربي للثقافة والمثقفين هو المعنى السَّائد والمقصود حين الحديث عن المثقفين بصفتهم صفوة معينة تعتمد العقل فى النظر إلى الأمور أو يُفترض ذلك ، وهذا يتفق وتعريف ” جان بول سارتر” للمثقف حيث يقول : ” المثقف إذن هو ذلك الإنسان الذى يُدرك ويعي التعارض القائم فيه وفى المجتمع بين البحث عن الحقيقة العملية … وبين الأيدلوجيا السائدة … وما هذا الوعى سوى كشف النقاب عن تناقضات المجتمع الجوهرية … أن المثقف هو الشاهد على المجتمعات الممزقة التي تنتجه لأنه يستبطن تمزقها بالذات ، وهو بالتالي ناتج تاريخي .
وبهذا المعنى لا يسع أي مجتمع أن يتذمر ويشتكى من مثقفيه من دون أن يضع نفسه فى قفص الاتهام ؛ لأن مثقفى هذا المجتمع ما هم إلا من صنعه ونتاجه ” .
ونستطيع أن نعرف المثقف بأنه : ” الشخص القادر على فهم حركة المجتمع من حوله ، واتخاذ موقف فكرىٍّ أو ذهنيٍّ منها قد يكون أَساسًا لمشروع حول هذه الحركة ومستقبلها” .
دَور الثّقافةِ والمُثقّف فى حياتِنا المُعاصِرة
إنّ دور الثقافة والمثقف فى حياتنا المعاصرة والمستقبلية تتضمن بالضرورة مراعاة أمور ، منها :
1- زرع الثقة والأمل فى الجماهير العربية من جديد بعدما أصابها من الهزائم والنكبات الاقتصادية والإحباطات ، خاصة فيما يُسمى بدول الربيع العربي ، فبدون الثقة بالذات والأمل فى الغد لا يمكن عمل شئ لإخراج هذا الوطن العربي من واقعهِ المؤلم.
2- وضع الأسس الفكرية للطفرة الحضارية النوعية التي تحتاجها هذه الأمة فى هذا العصر دون تفريط فى القيم الروحية والقومية والإنسانية التي تصوغ ذاتها وهويتها وتغنى عطاءها الحضاري .
3- إِعادة تأكيد المحاور الأساسية والأهداف الكبرى للأمة العربية التي دار حولها نضال جماهيرها منذ عصر النهضة وحتى الثورات فى القرن الجديد ، وهى :
– الاستقلال والتحرر فى مواجهة الهيمنة الأجنبية والاستلاب فيما يُعرف بالعولمة .
– الوحدة القومية فى مواجهة التجزئة والإقليمية الضيقة ، وإحباط النعرات الجاهلية كالدعوة للفرعونية والآشورية … إلخ بدعوى أنها خصوصية ومزية يختص بها قطر بعينه ، فخصوصية ثقافتنا واحدة لأنه يجمعنا القرآن ، وبالطبع الشعر الجاهلى مدخل لفهمه .
– الديمقراطية فى مواجهة الاستبداد الأخلاقى والسياسى والاقتصادى .
– العدالة الاجتماعية فى مواجهة الاستغلال .
– التنمية الذاتية فى مواجهة ثقافة التخلف أو النمو المشوه لثقافتنا العربية .
– الأصالة والاعتزاز بقيمها الأخلاقية والإسلامية فى مواجهة التغريب والتبعية الثقافية .
– الحضور القومي بين الأمم بالإبداع والإنتاج فى مواجهة حضارة الاستهلاك والتقليد .
– وهذه المحاور السبعة إنما تُطرح كعناصر عضوية مترابطة فى مشروعٍ قومي حضاري كبير ، والثقافة – كما نعلم – هي جزء لا يتجزأ من كل محور ، وهى التي تُعطى المشروع كله قوته المعنوية ، وإطاره العقلاني والحضاري ، وهى التي تحقق فيه التوازن بين قيم الحركة ( التجديد ) وقيم الثبات ( المحافظة ) ؛ بحيث لا تُغطى واحدة فيها على الأُخرى ( 5) .
المثقف وأزمة الانقسامات الاجتماعية :
مصطلح الأزمة
تدور مادة ( أ.ز.م ) حول الشدة والضيق ، يقال : أزم يأزم أزما و أزوماً عض بالفم كله وترك الأكل ولم يدخل الطعام على الطعام … وأزم الشيء يأزم أزماً انقبض وانضم وبدا عليه ألم . تأزم أي أصابته شدة … ( 6) .
وفى المعجم الانجليزي يدور معنى الأزمة crisis حول ” نقطة التحول ” : –
1- النقطة التي عندها تكون العناصر المتضادة فى حالة من الصراع الشديد ، وهذا هو المعنى الحرفي
2 – النقطة التي يحدث عندها تغير حاسم فى مسار مرض ما بحيث يؤدى هذا التغير اما الى الشفاء او الى الموت .
3 – حالة من عدم الاستقرار سواء اجتماعيًّا أو اقتصاديًّا أو سياسيًّا تقود الى تغير حاسم . والمعنى الإغريقي للأزمة krisisالقرار واتخاذه ، أي الأزمة بهذا المعنى هي ذات القرار المتخذ وكيفية اتخاذه (7 ) .
ونقطة التحول تعنى النقطة الفاصلة بين الماضي والحاضر والتي عندها يتحدد اللاحق نتيجة تراكمات معينة للسابق بمعنى آخر فان الازمة بهذا المعنى هي نقطة الحسم التي تفصل بين الماضي والمستقبل الحياة والموت الجديد والقديم ….الخ ، ونجد أن ثمة تقارب كبير بين المعنيين العربي والغرب لمفردة الأزمة ، فنستطيع القول : إن الأزمة فى كلا اللسانين تعنى الشدة والضيق ، وهما بدورهما نقطتا حسم وفصل بين حالتين مختلفتين إحداهما سابقة والأخرى لاحقة بحيث إن السابق أدى إلى لحظة التأزُّم التي بدورها ستحدد اللاحق .
ونستطيع عن نحدد مفهوم الأزمة بأنها :” تلك الحالة التي يقف عندها الإنسان وتجعله فى حَيرة ، ويكون فى مُفترق طُرق عليه أنْ يَختار بينها” .
وقلنا حَيرة ؛ لأنه ليس هناك ما هو أشد من الحيرة ، وقد يكون وقوف الإنسان فردًا أو جماعةً أمام الأزمة .
ومن يتابع تعليقات المغرِّدين وإبداعَاتِهم على صَفَحَاتِ التَّواصل الاجتمَاعىّ يدرك أزمة الثقافة الحالية ، ومن يستمعُ للمسؤولينَ ونتابعُ المتحاورينَ تجدهَ يشعرُ بضيقٍ في التَّنفسِ ؛ لأَنَّهم يكرِّسُون في وجداننَا أنَّنا في أزمةٍ ، بل نحنُ الأزمة ذاتهَا ، وكنَّا نُعانِى مِنْ أزمةِ الثقافةِ والمثقفِ قبلَ الثورات العربية 20ِ11 م ، وأصْبحنَا نُعانِى من أزمَة الثقافةِ السِّياسيةِ المتخلفةِ ، التى سطت على فكرنا وثقافتنا المُترَهلة عُنوة ، وكأنَّ قدَرنا أنْ نكونَ كذلك فنُصبح ونُمسى على عبَارات : أزمَة الثقافة ، أزمَة المثقف ، أزمَة ….. إلخ ،
وكأَنى بسائلٍ يسأل : ما المعيار الذى نضبط به ثقافتنا ومتى نشعر أن الخلل دبَّ في جل نسيجها ، أو في موضع منها ؟ .
إِنّ هذا المعيار المنشود بَسيط وواضح أَشد ما تكون معايير الظَّواهر بِبساطةٍ ووضوحٍ ، أَلا وهو مدى لياقته لظروف الحياة القائمة !
ومعنَى الّلياقة – كما يقول أحد الأدباء السعوديين – هو القدرة على تسخير الأَشياء والمواقف والأَحداث تسخيراً يجعلهَا مطية لنا نبلغ بها منازل العلم والقوة والثَّراء والكرامة والحرية …إِلى آخر تلك الغايات التى ينشدها كل إِنسان معافى ، ولاَ يَغفل عن طَلبها إلا إنسان مريض ، فثقافة الفرد من الناس أو الشعب من الشعوب أو العصر من العصور إِنما يراد لها أن تكون أداة لبلوغ ما كان في المستطاع بلوغه من درجات الصعود، فإذا وجدت إنسانًا تتعثَّر خُطاه ويأْخذه اضطراب وربكة إذ هو في موقف معين ، فاعلم أَنَّ ثقافته الَّتى تراكمت فيه قطرتها قطرة قطرة من حيث يدرى ولا يدرى !!! لم تكن هى الثَّقافة التّى تعد صاحبها لمثل ذلك الموقف ، فثقافة الفرد من الناس التى صَاحبها لِمثل ذلك الموقف ، فثقافة الفرد من النَّاس أَو الشّعب من الشّعوب هى كالدفة من السفينة إِذا غابت فقد تسبح السفينة على سَطح الماء كما يشاء لها تيار الماء واتّجاه الرّيح ، وليس كما يشاء لها صَاحبها وراكبها وإِنها لصورةٌ مأْلوفة لنا نتفكّهُ بها في أَحاديثنا .
إِذن علامة الثقافة الصحيحة هى قدرتها على أن تكون أَداة لحياة قوية مزدهرة قادرة على أن تكون لها الهيمنة في الظروف المحيطة بها وبهذه الدرجة نفسها من الوضوح .
أزمة الثقافة العربية
,والسؤال المهم هل أزمة الثقافة والمثقف في عالمنا العربى وكل أزماتنا الأخرى التى نعيشها رجع لأنيين وصرخة لمعاناة وألم لشكوى حقيقية ؟
للأسف الشديد كل الذين يتحدثون عن أزمة الثقافة – بدءاً من الأدباء والمثقفين – هم من الأيفاع الخلصاء الذين لا يمكن أن نزايد على رغبتهم في المشاركة في عملية الإقلاع الحضارى للأمة ، وقناعتهم أن هذا الإقلاع يبدأ بالثقافة ، فهم في تحمسهم أشد من مالك بن نبى في مشروعه الحضارى ؛ بيد أَنهم يغلّبون مصالح خاصة وأيدلوجيات معينة ممّا يُؤدّى إلى تكريس ثقافةٍ مأزومةٍ !!!
فبعضهم يريد التّشخيص والتّحذير من تياراتٍ فكريةٍ تُخدّر المجتمع صباح مساء ، ممَّا يتسبَّب في غشيان المجتمع في حالة من التبرّم والقلق ، وتُصبح أَفكارنَا كطرائد البؤساء مصابة بصرعى الاحباطات ، وحينها تكون الجريرة أننا قتلنا لدينا الطموح ، وذهلنا عن الغاية المنشودة فلا نشاط على سعى ولا سير على مبدأ ولا قراءة تأملية على ارتجاف …
إن ثقافة الأزمة خلقت لنا أزمة الثقافة والمثقف فتشكل لدينا قاموس لمفردات السّخط الحاقد على ثقافتنا العربية ، والنَّقد اللاذع للمثقفيين والتعريض الممض والزراية الساخرة من أشخاصهم وذواتهم أحيانا ، ونسمع هذا القاموس على كل منبر ومن كل لسان وفى أى موقع ووسط أى شريحة مجتمعية ، سخرية سياسية واجتماعية وثقافية ، وتكاد تصل إلى الثوابت أحياناً ، وباءت محاولات بعض المثقفين بالفشل الزريع ، أو وقفت عند نقطة ولادتها ولم تخلق بعد .
وأدهى من ذلك أننا غير قادرين على ضبط مفهوم الثقافة ، ووضع نظرية عربية لهذا المفهوم ، الذى يختلف تأويله من قطر لآخر ، بل من جماعة لأخرى ، وربما شخص لآخر .
ونجد بصيص أمل عند د. عبد الله الغذامى في مشروعه الثقافى الذى تخطّى حدود المشرق العربى ليلتحم مع مشروع مالك بن نبى في المغرب العربى ، ففى الجزائر الآن أكثر من رسالة علمية عن مشروعه النقدى – في جامعة محمد خيضر ببسكرة أطروحة عن مشروع د. الغذامى النقدى – ، وهو جدير بهذه الدراسة ، لأنه لا يضع حدودا قومية أو أيدلوجية لخصوصية الثقافة العربية غير الدين الإسلامى واللغة العربية ، فلا يقول بخصوصية ثقافة قطر عربى بل يرى أن الخصوصية التى يطلبها الإنسان العربى تكمن في الفلكلور الشعبى داخل بيته لا يتعداه إلى الخارج ، وتكمن أهمية هذا المشروع الثقافى الحضارى وإن بدا ضئيلاً أمام الأزمة بسبب أن ثقافة الأَزمة وأزمة المثقفين العرب لم تنشأْ من عدمٍ وإنما كرَّستها سنوات من المعاناة والترنح في ظل قيادات للمناشط الثقافية غير مثقفة ، وغير قادرة على هضم الثقافة العربية ، وغيابٍ واضحٍ للخطط المستقبلية – في ظلّ ترأس غير المثقفين لهذه الأماكن التى يغشاها الأدباء والمثقفون حقبة من الزّمن في وطننا العربى ، والتسوّل على الموائد الغربية ، فلا غرو أن تجئ مترهلة مهتزة ككل شئ في حياتنا المعاصرة ، وأن يعيش المثقف الحقيقى في أزمةٍ حقيقية .
إن الثقافة العربية الممتدة جذورها في القدم قبل مجئ الإسلام بقرن ونصف أو قرنين تقريباً تمتاز عن بقية الثقافات الأخرى بأنهَا مصدرُ حريَّة الشُّعوب والأُمم من الخرافات والوثنيات والعصبيات، وأنها خُلقت سخية ، ورُزقت بمثقفين أسخياء فليس التكحُّل في العينين كالكَحَل ، وقد مثَّل ذلك الشعر العربى الجاهلى كشعر زهير بن أبى سلمى شاعر الحوليات ، وعنترة شاعر البطولة والشجاعة ودريد ابن الصمة شاعر الحكمة …. إلخ ، وما جاء في القرآن الكريم ، الرحى الذى قامت حوله الدراسات اللغوية والعلوم الشرعية ، والسنة النبوية المطهرة … وهذه الثقافة هى الطريق الوحيد إلى إيقاظ الروح العربية الأصلية ، والوعى والوجدان ، وتحرير العقل من خرافات القرن الواحد والعشرين ، كنظام للمجتمع ومنهج للحياة تجمع بين العقل والقلب والجسم والروح والدين والعلم ، والمادة والمعنى والشكل والمضمون والجوهر والمظهر والدنيا والآخرة .
والممعن النظر إلى الثقافة العربية كما هى قائمة اليوم بعد ثوراتنا كم فيها من قضبان الحديد فوق رؤوسنا ، ومن قيود في الأرجل وأغلال في الأيدى ؛ بحيث تسير الدنيا من حولنا ولا نَسير بل رجعنا القهقرى ، كنا نعانى من بعض الترهلات في الثقافة فأصبحنا نعانى الانهيار ، لأن الثقافة لا تنمو إلا في بيئة مستقرة خصبة ، وقديمًا قيل لأحد الشعراء لماذا تركت الشعر فأنشد :
قالوا تركتَ الشعر قلت ضرورة ….. باب الدوافع والدواعى مغلق
خلت البلاد فلا جواد يرتجى …. منه المنال ولا مليح يعشق
فهل لنا أن نزيل تلك العوائق من حياتنا الثقافية ؛ لأنها في الأساس من قبيل الفروض التى افترضها السابقون استجابةً لظروفهم التى كانوا يعيشون فيها ، وكان لهم الحق كاملًا ، فما الذى يلزمنا نحن بفروض افترضها آخرون لزمن آخر، فنرسخ في أغلال الماضى ، ونصبح أسيرين للوهم والجهل ، أليس لنا مثل ذلك الحق كاملًا في أنْ ننسج لأنفسنا عريشة جديدة من تعريفاتٍ حديثة للمعانى وللقيم وللمبادئ وللثورات القائمة ، فنستجيب بها استجابة صحية لحياةٍ جديدةٍ وثقافةٍ مديدةٍ نضعُها على مائدةِ الثقافةِ العربيةِ والفكرِ الإنسانى ، ويُصبح المثقف العربى عمود السفود لنهضتنا المعاصرة ؟!!!!
الهوامش:
1- الحضارة تعنى فى الحقيقة سيادة القانون وسيطرته على سلوك المجتمع الإنساني ، أي أن الحضارة لازمة من لوازم المجتمعات التي قطعت شوطا لا بأس به من الرقى ، وليست الثقافة كذلك دور الأدب فى توحيد الهوية الثقافية د/ حسن حنفي 517
2- ينظر بحوث تربوية ونفسية ، جامعة أم القرى بمكة المكرمة /66ط معهد اللغة العربية 1406=1986م ، دور الأدب فى توحيد الهوية الثقافية د/ عبد الفتاح مدين خصوصية الثقافة العربية 263
3- ينظر معجم محيط المحيط للمعلم بطرس البستانى ، مادة ( ث ق ف ) .
4- THE RANDOM HOUSE COLLEGE DICTIONARY
5- المرجع السابق .
6- الخطة الشاملة للثقافة العربية /25 المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الطبعة الثانية – تونس .
7- ينظر مقاييس اللغة لابن فارس ، ومحيط المحيط للبستانى مادة ( أ . ز . م )
8 – THE RANDOM HOUSE COLLEGE DICTIONARY
اترك رد