المؤتمر الدولي العلمي: العيش والاستهلاك والنشاط في فلسطين

بتنظيم من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في القدس وجامعة النجاح الوطنية، وبالشراكة مع القنصلية الفرنسية العامة، وبمشاركة العشرات من الباحثين الدوليين والعرب، إنطلقت اليوم، الثلاثاء، الموافق 2014.09.30، أعمال المؤتمر العلمي، “العيش، الاستهلاك والنشاط في فلسطين، بين المعولَم والمحلي”، في قاعة مؤتمرات المعهد الكوري الفلسطيني المتميز لتكنولوجيا المعلومات في الحرم الجامعي الجديد لجامعة النجاح الوطنية، ويستمر حتى مساء يوم الخميس الموافق، 2014.10.02م.

وشارك في أعمال الجلسة الإفتتاحية السيد هيرفي ماغرو، القنصل الفرنسي العام في القدس، ود. محمد العملة، نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الأكاديمية، ود. جوني عاصي، مدير مركز كرسي اليونسكو للديمقراطية وحقوق الإنسان في الجامعة ذاتها، والدكتورة ستيفاني لاط عبدالله، من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمركز القومي للبحث العلمي، والبروفيسور جون كولينس، من جامعة سانت لورانس في نيويورك، وقد يسّر الجلسة أ. فاتن عكاوي، منسقة مشروع ماجستير القانون الجنائي في جامعة النجاح الوطنية.

وفي كلمته، أعرب السيد هيرفي ماغرو، القنصل الفرنسي العام في القدس، عن سعادت بعلاقات التعاون التي تجمع الحكومة الفرنسية وجامعة النجاح الوطنية على الصعيد العلمي والبحثي، كما أعرب عن فخره بوجود قسم متخصص في الجامعة لتدريس اللغة الفرنسية بالأساليب الحديثة إلى جانب وجود الفرانكفونية، وأضاف: “إنه لمن المهم جداً عقد المؤتمرات العلمية والعمل على تنفيذ مخرجاتها ولا سيما الدولية منها، وذلك من أجل تبادل الخبرات والباحثين على كافة الصعد، والإرتقاء بالشعوب والأمم.”

وأضاف، السيد ماغرو، “إن لمدينة نابلس أهمية بالغة في فلسطين، كونها العاصمة الإقتصادية، وقد شهدت هذه المدينة حركة تبادل تجاري عبر التاريخ، وضعتها على سلم المدن المتقدمة في حينه، وهي اليوم تعيد هذه الحركة إلى ما كانت عليه من قبل، وتحتضن واحداً من أقى الصروح العلمية في المنطقة برمتها، الأمر الذي من شأنه أن ينقل فلسطين إلى حالٍ متطور، واليوم بعثتنا الفرنسية للآثار تقوم بمهام مضنية في سبسطية، وما نراه من حقائق ونحصل عليه من تحليلات يؤكد وبكل قوة أن هذا الشعب يملك تاريخياً وحضارة قويتين منذ الأزل”.

من جانبه، رحب د. محمد العملة، نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الأكاديمية، بسعادة القنصل الفرنسي العام، وبالباحثين الدوليين والضيوف، في رحاب الجامعة، وتوجه بالشكر للجزيل للقنصلية الفرنسية على جهودها في دعم مسيرة الجامعة العلمية ولا سيما على صعيد البحث العلمي، كما عبر فخر الجامعة بالتعاون مع فرنسا على الصعيد العلمي.

وأضاف د. العملة، “إن هذا المؤتمر يهدف إلى استكشاف الحالة الاجتماعية والسياسية والتي تم التهجين فيها بين المعولم والمحلي، ويطرح ويضح الحلول ليس من باب الصراع، أو بسبب ما يعيشه المجتمع الفلسطيني من خصوصية سياسية وثقافية وإجتماعية، بل يتعدى ذلك إلى أشكال وأنماط عيش جديدة في سبل الحياة وأنشطتها والتي برزت في سياق واقع معولَم تم فرضه، وبالتالي استيعابه والتأقلم معه وتطبيقه كبعد محلي.”

وفي مداخلته وصف د. جوني عاصي، مدير مركز كرسي اليونسكو للديمقراطية وحقوق الإنسان في الجامعة، المؤتمر بالمكتظ بالشخصيات العلمية المرموقة من مختلف دول العالم، وبالباحثين الصاعدين، وممثلو مختلف الحقول العلمية، وأضاف، “إن الجهود التي تبذل في المؤتمر تهدف إلى ترسيخ فكرة العولم بعد أن باتت فكراً وممارسة في وقتنا الحالي، رغم الصعوبات التي تحاك لإنضاج الفكرة، سيما أن فلسطين بلد ما يزال يرزخ تحت الإحتلال.”

أما الدكتورة ستيفاني لاط عبدالله، من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمركز القومي للبحث العلمي، فعبرت في مداخلتها عن شكرها لجامعة النجاح على استضافتها للمؤتمر العلمي، وقالت إن هناك مشاكل جسيمة تواجه الأنظمة الجديدة في العالم، ولا سيما نمط المعيشة، بيد أن نقاشات كهذه وتظاهرات عملية كهذه لا بد وأن تنتج فلسفة لمواجهة التحديات والقيود المفروضة، وهذه ما سنسهب في الحديث عنه خلال الثلاثة أيام.

وفي سياق الجلسة الافتتاحية، قدم البروفيسور جون كولينس، من جامعة سانت لورانس في نيويورك، وهو المتحدث الرئيس في المؤتمر، محاضرة بعنوان “الدفاع عن البيئة في فلسطين العالمية” استعرض فيها الأفكار الأساسية لكتابه الذي ألفه بعنوان “أثر العوملة على فلسطين”، والذي كان محوراً لموضوعات المؤتمر.

وشهد اليوم الأول من المؤتمر، جلستين علميتين، شارك بهما باحثون من جامعة النجاح وجامعة بيرزيت، وغزة، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى في لبنان، إلى جانب باحثين دوليين من إيطاليا وفرنسا ولندن. وقد انضوت أوراق الجلسة الأولى حول عنوان “إعادة النظر في مفهوم حياة الإحتلال المعولمة: المدن والمواطنين بين اللبرالية المستجدة والإغلاق”، فيما انضوت أوراق الجلسة الثانية على عنوان كبير، وهو “مشاهد مرئية وفضاءات فنية بين المعولم والمحلي.”

جدير بالذكر أنه تقام على هامش اليوم الأول من عمر المؤتمر جلسة سينما في الهواء الطلق مساء هذا اليوم في بلدة سبسطية، الساعة الثامنة مساءً، يتم خلالها عرض المواد الفلمية التالية، (5دقائق في البيت) و (أمة للإيجار) و (العشاء الأخير) و(وصفات المقاومة).


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد