الملتقى المغاربي: الإبراهيمي وآفاق الحداثة

تنظم الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية ( فرع ولاية برج بوعريريج) الملتقى المغاربي الأول في موضوع: الإبراهيمي وآفاق الحداثة يومي 10/ 11 أفريل 2015.

إشكالية الملتقى:
من المؤكد أن استئناف سؤال التنوير مَردُّهُ إلى البحث عن مخرج عقلاني للإهدارات التي أصابت المجتمعات الإنسانية من جهة أشكال التخلف والجهل والكسل والوصاية على العقل، الذي آل إلى حالة من العدمية واللافاعلية في مجتمعات مازال يستبد فيها اللامعقول، ولذلك تمثل الحداثة الأنوارية اللحظة الحاسمة لمراجعة المسار وتقويم المسلك الذي سيَّجَته الدوغمائية الخانقة لكل نقد وإبداع وتجديد، فالأنوار برفعها لشعار الحرية والتقدم تروم تنمية الحس النقدي لدى الإنسان، وحينها تجسد لحظة الإنعتاق من وثن الوصاية على عقله ومصيره، إيماناً منها بأن النقد هو الأداة الإجرائية لمراجعة وفحص كل تفاصيل الحياة الإنسانية النظرية منها والعملية، بما فيها العقل الذي به يَفعل النقد فعله.
إن العودة إلى سؤال التنوير لا يشكل نوعاً من التقليد والاستلاب الفكري، وإنما هي محاولة لمقاربة فكر الغير، و الاقتراب من فهم واقعه، وخاصة أن حاضرنا مأزوم يئِن تحت وطأة التخلف والجهل والقصور الذاتي، وغدَا هذا الواقع العربي والإسلامي متكلِّساً داخل اللامعقول اللإنساني. ومن ثمة اغتيال العقل الحر النقدي، وتشجيع العقل الكسول والجبان بتعبير إيمانويل كانط.
وبهذا المعنى يكون التنوير حركة ثقافية وفكرية تتأصل داخل نور العقل لأجل تبديد أشكال العتمة، بما هو زمان التنوير. فلا معنى للوجود البشري من غير رسم ملامح التقدم من تجديد وتحديث، وإذا كان العقل الغربي قد انتقد أنواره، فإن ذلك لا يلزم أن نجد عندنا مسوغاً لرفض ثقافة التنوير من منطلق أن التنوير ثقافة منفتحة رافضة للغلق والاكتمال، فيكون النقد المُوجِّه له لأجل تعميق الوعي بالذات. وهذا ما نفشل نحن دوماً في تحقيقه وإنجازه لانغماسنا في نرجسية كاذبة تحول دون إبداع أفكار جديدة تُؤصِّل لثقافة الحوار والنقاش.
وضمن هذا الأفق التنويري، وفي صلبه نقر أنه ليس من مشروط القول أن نقطع مع الإبراهيمي الأول لنعيد إنتاج إبراهيمي ثان بقدر ما نهدف إلى تحيين الإبراهيمي من خلال إعادة إنتاجه في سياقه ليقرأ سياقنا نحن.
ولكن فكرة التنوير لم تنشئ بعيدا عن فكرة المُدركات الكلية لسياق العالم ،حيث نجد أن شخصية البشير الإبراهيمي كانت حركية، و استفادت كثيرا من مخزونها التراثي بالإضافة إلى تعلقها بالآفاق البعيدة لتخريج الإنسان الجزائري مخرجا يتجاوز جبال “أولاد أبراهم” نحو ما بعد الاستقلال، تلك الرِّحلة الوجودية الصعبة التي جعلت أسئلة التنوير تشتغل بقوة ،وهنا يهدف هذا الملتقي إلى وضع المشروع الإبراهيمي في أفق / فضاء خطاب الحداثة لا لجعل البشير يقول لنا ما لم يقله -فهي ليست إقحاما لفكر الإبراهيمي- بل محاولة لإضاءة المسكوت عنه في فكر الإبراهيمي، ومحاولة ممارسة نوع من وضع الحدِّ ليصل خطاب الإبراهيمي إلى منتهاه ،أي جعل البشير الإبراهيمي بكل إنتاجه ضمن فضاء الفكر الحداثي برمته الذي لم يكن الإبراهيمي بمعزل عن سياقاته ولا عن مجاله التداولي .
واستئناسا بهذا التَمشِّي، يمكن طرح التساؤل التالي:
كيف يمكن أن يكون التنوير فعلاً وجودياً يهدف إلي تغير نظرتنا إلى ذاتنا وإلى العالم ؟ وبأية رؤية يمكن استثمار قيم التنوير في واقع مأزوم يعاني الكثير من الأعطاب والأعطال ؟ وكيف يمكن أن يكون التنوير عند الإبراهيمي مُستنبتا من داخل الإنسان؟ وفي أفق الإصلاح والتغيير، كيف يمكن أن تُسعفنا رؤية الإبراهيمي التنويرية في أن ندشن مشروع التقدم؟.

أهداف الملتقى:
1-البحث عن مكامن القوة في ثقافة التنوير والإسهام في تشكيل المجال العمومي الذي يمكن الناس من الحوار والتواصل.
2-تكريس ثقافة الاختلاف من خلال فسح المجال أمام العقل دون السقوط في الدوغمائية .
3- التفاؤل بقدرة العقل البشري في كل لحظة تاريخية في التغلب على معوقات التنوير.
4- الانفتاح على النصوص الفلسفية الجزائرية والمغاربية ذات الطابع التنويري المتجه نحو المستقبل حتى وإن كانت نصوص تراثية.

محاور الملتقى:
المحور الأول ” في التنوير عند الابراهيمي”
1- في مفهوم التنوير وخلفيته التاريخية.
2- النزعة النقدية ومعضلة الأنسنة عند الإبراهيمي.
3- التنوير وسؤال الحرية وهاجس التقدم عند الإبراهيمي.
4- الإبراهيمي وترشيد العقل.
المحور الثاني: ” التنوير مغاربياً”
1- التنوير مغاربياً: مالك بن نبي، محمد أركون، فتحي التريكي، محمد عابد الجباري، طه عبد الرحمان، عبد الله العروي…
2- مستقبل التنوير في الغرب العربي.

شروط المشاركة:
– أن لا يكون البحث قد قدم في ملتقى علمي سابق أو نشر من قبل.
– أن يكون للبحث علاقة بأحد محاور الملتقى.
– أن يرسل الباحث بملخص لا يتجاوز صفحة واحدة، مرفقاً بالسيرة الذاتية وصورة شمسية.
– أن لا تقل صفحات البحث عن 15 ص ولا تزيد عن 25 ص.
– تقبل الأعمال باللسان العربي واللسان الفرنسي.
– أن تراعى في كتابة البحث المقاييس الآتية:
نوع الخط: Traditional Arbic مقاس 16 للمتن و12 للهامش، وفي حالة الكتابة باللسان الفرنسي: نوع الخط Times New Roman مقاس 14 و12 للهامش
– توضع الهوامش في كل صفحة مرقمة آلياً.

تحميل استمارة المؤتمر

ملاحظات مهمة:
– لا تقبل البحوث التي لا تلتزم بشروط المشاركة.
– تخضع البحوث للتحكيم العلمي.
– يتكفل فرع الجمعية بتغطية الإقامة للباحثين المشاركين من داخل الجزائر وخارجها.
– سيتم نشر البحوث في عدد خاص.
– سيتم تخصيص ورشات لطلبة الماستر والماجستير.
– مواعيد مهمة:
– آخر أجل لإرسال الملخصات هو: 20 ديسمبر 2014
– الرد قبل 1 جانفي 2015.
– آخر أجل لاستلام البحوث كاملة هو: 15 فيفري 2015.
– الرد قبل 30 فيفري 2015.
– موعد انعقاد الملتقى المغاربي الأول: يومي 10- 11 أفريل 2015

للاتصال والاستعلام:
يرجى الاتصال بالأستاذ: ربوح البشير، رئيس اللجنة العلمية للملتقى على:
(00213) 5545125533
يتم إرسال الملخصات والبحوث عبر البريد الالكتروني:
[email protected]
[email protected]

هيأة الملتقى:

الرئيس الشرفي للملتقى: الدكتور عمر بوساحة
رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى: الأستاذ بن ولهة توفيق
المساعد: الأستاذ سعداوي السعيد
المقرر العام للملتقى: الأستاذ شريف رضا
المساعد: أ. ناصري عبد المالك
رئيس اللجنة العلمية للملتقى: الأستاذ ربوح البشير
أعضاء اللجنة العلمية
1- أ.د بوقاف عبد الرحمان
2- أ.د بوعرفة عبد القادر
3- د. جديدي محمد
4- د. دحدوح رشيد
5- د. بلعقروز عبد الرزاق
6- د. بن تومي اليامين.
7- د. زتيلي خديجة
8- أ. بن سماعين موسى
9- أ.د معيرش موسى
10- د. بن مزيان بن شرقي.
11- أ.د فتحي التريكي ( تونس)
12- د. لطفي الحجلاوي ( تونس)
13- د . محمد سبيلا ( المغرب)

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ قاسم المحبشي
    قاسم المحبشي

    جميل جدا ان يعاد طرح سؤال التنوير والحرية في هذه الأفاق العربية المسممة بالبؤس والظلام والمنذورة للمزيد من التداعي والخراب، تلك هي اللحظة المغاربية لاعادة ايقاد الشمعة من جديد كما كانت قد اوقدتها في العصر الوسيط، فكم نحن اليوم بحاجة الى العقل والعقلانية والتنوير والاستنارة في واقع خيم عليه الظلام من جميع الجهات، جهد طيب جدير بالشكر والثناء، تمنياتي لكم بتوفيق والنجاح .
    وسؤال هو ماذا بشأن من يرغب بالمشاركة في أعمال الملتقى من خارج الجزائر هل ثمة فرصة لذلك؟ مع خالص التقدير للاستاذ القدير عمر ابو ساحة رئيس الجمعية الفلسفية الجزائرية ورئيس الملتقى ولجميع الاساتذة الاعزاء في ادارة الملتقى فائق التحية.

  2. الصورة الرمزية لـ بن سالم الصالح
    بن سالم الصالح

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولا أتوجه بالتحية والتقدير لكل القائمين على هذا الملتقى المغاربي المهم والقيم ، فكم نحن بحاجة ماسة لفهم ماكتبه علماء التنوير المغاربة في شاكلة العروي والجابري وأرقون ، بدل الإعتماد على الآراء الغربية التي لا تخدم الحياة الإجتماعية والثقافية المغاربية المتشبعة بالقيم الإسلامية العربية ذات الخلفيات الأمازيغية .

  3. الصورة الرمزية لـ علـــــــــــــــــــــــــــي

    أشكر القائنين على هذا الملتقى الذي يعد عرفانا لرجل قدم كل ما لديه من أجل خدمة بلده و الانسانية جمعاء من خلال افكاره , اتمنى ان تكون مبادرات أخرى خاصة الفلسفة لابد أن تخرج الى صيغتها البراغماتية لا سيما مع التكنولوجيا الحالية التي قلصت المسافة وأزاحت كل ما هو فكر و ” فعل” فالوقت يسمح في المقابل لان المعلوماتية نفسها تتجه نحو نزعة فلسفية لا سيما و أن بعض طرق ادارة و تجسيد المشاريع المعلوماتية كطريقة “مريز” التي تعتبر نمودجية بفصلها للمعطيات و العالجة أي الزمن و المسافة – بلدكم ايضا ما شاء الله صناعي و نمودج أيضا فعندما نثول المعلوماتية يجب ان نتدكر الالكترونيك فهو الاخر يعرف توجه حسيي فلما لا تكون برج بوعريريج نمودج متكامل اليس من شأنها أن تقدم أسلوب للجزائر العرب و العالم خاصة و أننا نعيش هده الفترة من العقم الابداعي. رحم الله الشيخ

  4. الصورة الرمزية لـ علـــــــــــــــــــــــــــي

    فلسفة الحاسوب
    يشرفني أن أكتب لكم و حتى يكون “القول” مطابق ” للفعل” أنه بحوزتي و ثائق تخص استعمال طريقة “ميريز” الفرنسية في ادارة المشاريع المعلوماتية, هذه الطريقة التي يمكن أن تكون موضوع تنظيم ايام دراسية حول انجاز نظام معلوماتي خاص بالجماعات المحلية ” البلديات” هذه الاخيرة التي تعتبر القاعدة الاساسية في هرم الدولة , فهي في احتكاك دانم مع المواطن “الانسان” الذي يعتبر الهدف الاسمى لكل البرامج فكرية كانت , اقتصادية أو اجتماعية فمن الحكمة بل جميل أيضا أن توكل هذا النوع من المشاريع الى نخبة و صفوة من المجتمع تقوم على علم يعتبر أيضا خلاصة العلوم الا و هي الفلسـفة . أقول هذا في هذا الظرف و نحن مهددين من كل النواحي . رحم الله الشيخ البشير الابراهيمي

اترك رد