انعقد في مدينة بوسعادة في يوم السادس من نوفمبر 2014 في قاعة المؤتمرات في مدينة بوسعادة الملتقى الوطني الثاني (التراث التاريخي الشفوي وأهميته في توثيق أحداث الثورة التحريرية 1954-1962)، ومن تنظيم جمعية حماية التراث لمدينة بوسعادة / ولاية بوسعادة بالتعاون مع مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية/ جامعة غرداية.
وقد حضره نخبة من الأساتذة الباحثين من مختلف جامعات الوطن(تلمسان، سيدي بلعباس، معسكر، وهران، الشلف، الجلفة، باتنة، المسيلة، عنابة، سطيف، قسنطينة، غرداية وبجاية). وقد جرى الملتقى في اجواء علمية عالية، وتنظيم محكم، وساد جلسات الملتقى نقاشا مثمرا ومفيد، ان دل على شي، فانه يدل على الجهود التي بذلها الأساتذة المحاضرين في تناول محاور الملتقى بالشكل المطلوب. . وانتهى الملتقى الى عدد من التوصيات أشرفت على صياغتها لجنة مشكلة من الأساتذة الأفاضل الاتية أسمائهم:
• د. علي العبيدي (جامعة ابي بكر بلقايد/ تلمسان)
• د. صالح بوسليم(جامعة غرداية)
• د. محمد الزين(جامعة جيلالي ليابس/ سيدي بلعباس)
• د. رشيد زبير(جامعة حسيبة بن بوعلي/ الشلف)
• د. عبد الله مقلاتي (جامعة محمد بوضياف/ المسيلة)
• أ.شوقي براركة (جامعة الحاج لخضر/ باتنة)
• أ. البشير بوقاعدة (جامعة سطيف).
• أ. فاطمة الزهراء جديد (جامعة وهران)
وقد أوصت اللجنة بالتوصيات التالية:
1. إن تدوين التراث الشفهي واستعماله مصدرا تاريخيا لم يعودا أمرين مطروحين للنقاش، فقد ثبت لكل متابع أهميتهما، وهي نابعة من كونه يشكل الذاكرة الحية لتقديم الرواية الشفوية لأحداث الثورة، فضلا عن كونه يتعاطى مع رواية الفئات المهشمة التي لم يفسح لها المجال لتقديم روايتها.
2. ضرورة مأسسة الجهود التي تبذل من اجل توثيق التراث الشفهي للثورة الجزائرية من خلال الاعتماد على المؤسسات الأكاديمية الجزائرية، وعدم الاعتماد على المحاولات الفردية التي يمكن تمنع تبلور منهج متكامل للعمل ضمن هذا الميدان. من خلال إنشاء مؤسسة وطنية للذاكرة الشفوية للثورة الجزائرية خاصة، وتاريخ الجزائر عامة. تأخذ على عاتقها الإسراع في حماية هذا التراث العظيم.
3. ضرورة إعادة النظر من جانب المؤسسات الأكاديمية والوطنية، التي تبنت مسالة توثيق التراث الشفوي، عبر الارتقاء للمستوى المطلوب، لعدم وضوح دورها واعتمادها منهج غير واضح الملامح، وذلك من خلال وضع أسس وقواعد عمل حقيقية، وتدريب الكفاءات القادرة على أداء واجبها بكل كفاءة في هذا المجال، من خلال اعتماد التقنيات الخاصة بالعمل من حيث الشكل والمضمون.
4. على الجهات الوصية الشروع في جمع الذاكرة الجمعوية التي تعتبر بمثابة أداة لمعرفة الحقائق وإزالة الغموض عن بعض القضايا العالقة التي تخص حرب التحرير، وذلك عبر تسجيل شهادات الأشخاص الذين عاشوا أحداث ووقائع الثورة الجزائرية، لاستعمالها كمادة خام للتأريخ من جهة ومرجع لا يستهان به في فك نزاع أو استعمالها كدليل إثبات حق من جهة أخرى. لان تجميع هذا الرصيد الأرشيفي المشتت هنا وهناك سيسمح لنا بالتأكيد بإعادة تشكيل وحفظ الذاكرة الوطنية.
5. كما تهيب لجنة التوصيات المؤسسات الأكاديمية على اعتبار موضوع التراث الشعبي الشفوي جزءا من المقاييس المقررة لطلبة الدراسات التاريخية، لما له من أهمية كبيرة في حماية الذاكرة الوطنية من الاختفاء والتلاشي.
6. ضرورة العمل على دعم وتمويل المخابر والجمعيات وغيرها من المؤسسات التي تهتم في المحافظة على التراث الشفوي من اجل استمراريتها في حماية هذه التراث لأهميته في المحافظة على الذاكرة الوطنية.
7. دعوة الجهات المنظمة إلى نشر أعمال الملتقى(الكترونيا وورقيا) في كتاب خاص بأعمال الملتقى، ان أمكن.
8. تنظيم ملتقيات دولية تعرف بالتراث الشفوي للثورة الجزائرية.
9. التعاون مع المؤسسات الأكاديمية العربية والأجنبية من اجل المحافظة على ذاكرة الثورة الجزائرية في فضائها العربية والأجنبي .
وفي الختام، يقدم المشاركون أسمى عبارات الشكر والتقدير للقائمين على هذا الملتقى المبارك، من جهات رعاية ومسؤولين، وأساتذة وضيوف، لما بذلوه من جهود لإنجاح هذه التظاهرة العلمية وتوفير سبل الراحة. والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترك رد