ندوة دولية: الإصلاحيّة الإسلاميّة وسؤال الهُويّة

ينظم مركز الدراسات الإسلاميّة بالقيروان (جامعة الزيتونة) ومركز بحوث حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة – تونس، ندوة دولية في موضوع: الإصلاحيّة الإسلاميّة وسؤال الهُويّة، أيام 26 – 28 ماي 2015 أيام 28-29-30 سبتمبر 2015.

الإشكالية:

لئن تبعث حدّة الصراع الهُوّوي بالعالم العربي والإسلامي على الاندهاش والاستغراب، بما أنّه يتمّ إهدار عديد الإمكانيات الماديّة والبشريّة في منطقة أحوج ما تكون لتعبئة كلّ مواردها لتحقيق الرقي المأمول، فإنّ تتبّع المسيرة التاريخيّة للإصلاحيّة الإسلاميّة يكشف بوضوح أنّ ما يحدث اليوم كان أمرا منتظرا لعديد الاعتبارات منها: أنّ ما يحصل ليس سببا بقدر ماهو نتيجة لمفارقات فكرية وواقعية. فالإصلاحيّة الإسلاميّة تضمّنت منذ بدايتها بذور فشلها، بما أنّها انخرطت في سلسلة من المماثلات المستحيلة، بينما كان من المفترض أن تنخرط في مراجعة جذريّة أعمق من مجرّد إصلاحات جزئيّة تحسينيّة أو مواءمة بين المثل الحديثة والمثل الدينيّة. ولعلّ هذا ما يفسّر إلى حدّ ما انقلاب تلك الإصلاحيّة إلى صحوة ذات نزعة جذرويّة ماضويّة أرست فكرا لا تاريخيا بعد مدّة وجيزة لا تتجاوز ربع قرن مع بعض أولئك الروّاد أنفسهم أو مع تلاميذهم.
إذا كان الإقرار بدور العوامل السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الداخليّة والخارجيّة -من تمأسس الدعوة الوهّابيّة موفى القرن الثامن عشر إلى نكسة 1967 وفشل المناويل التنمويّة والاقتصاديّة- في تشظّي السلفيّة التقليديّة إلى سلفيات دينيّة فرعيّة عديدة وسلفيات جديدة علمانيّة وماركسيّة يجمع بينها النقمة والعجز والفشل ممّا وسّع دائرة الصراع الهُوّوي تحصيل حاصل، فإنّ القضيّة الخطيرة اليوم تتجاوز ذلك التوصيف المألوف إلى البحث عن سبل تحويل الهُويّة من عنصر صراع واقتتال إلى عنصر ثراء وتنوّع يساعد على الإبداع والابتكار ممّا يعني الإسهام في تحويل “المسلم الحزين” من “كائن هُوّوي” إلى “كائن حيوي” قادر على تطوير ذاته والانخراط الإيجابي في التاريخ الراهن للبشريّة والحضارة الكونيّة المعاصرة أسوّة بالمجتمعات المشابهة له ذات الماضي العريق.
يقتضي ذلك الرهان إعادة تحديد معنى الهُويّة بما يخرجها من دائرة السكونيّة العدميّة إلى هُويّة فعّالة ديناميكيّة قادرة على التصدّي بجديّة وعقلانيّة لمختلف الإهانات التي تعرّض لها المسلمون في عصر “الميغا إمبرياليّة”، وتحصين الذات في إطار مشروع حضاري متكامل واستراتيجيّات للأمن اللغوي والثقافي، إذ لا هُويّة بغير ثقافة ولغة قوميّة نواتها ذات حرّة مسؤولة.
لسنا في العالم العربي والإسلامي في حاجة إلى الإقرار باختلافنا ، إذ نحن طيلة تاريخنا مختلفون. ولكنّنا في أمسّ الحاجة إلى الإقرار بالحق في الاختلاف الفكري والفلسفي والديني أوّلا، ثم السياسي والاجتماعي والحضاري في مابيننا وعن غيرنا. لن يتمّ تكريس ذلك الحق الثقافي إلاّ عبر حوار الأفراد والجماعات داخل المجال الثقافي العربي الإسلامي وخارجه بما يحفّز الإرادات على امتلاك القدرات وتطويرها في سبيل مناعة الذات وحيويّتها المتجدّدة.
ولا شكّ أنّ إقرار “سياسة الاعتراف العام” في إطار العدالة الاجتماعيّة وتوزيع عادل للثروات وضمان حقوق الجماعاتوالأقلّيّات وتكريس التعدّدية الدينية المُفضية إلى التعدّدية الثقافيّة والسياسيّة ضوابط لا غنى عنها لتحقيق هُويّة متصالحة مع ذاتها ومع غيرها، وفاعلة في وجودها، ومؤمّنة لمصيرها ومستقبلها.
لقد حرص الفكر العربي الإسلاميّ على معالجة قضيّة الهويّة وفق مقاربات نقديّة متعدّدة استلهم فيها الموروث الحضاري ومكتسبات الحداثة الغربيّة مثل النقد الثقافي مع الجابري وأمين معلوف، والنقد الأخلاقي مع طه عبد الرحمن، والنقد اللساني مع عبد السلام المسدّي والنقد الابستمولوجي مع ناصيف نصّار وفتحي المسكيني، والنقد التاريخي مع حسن حنفي، والنقد السياسي مع عزّت بيغوفيتش، والنقد الاستراتيجي والاستشرافي مع المهدي المنجرّة…لكن لم يتم تجسير الفجوة بين صانعي الفكر وصانعي القرار. لذلك ظلّت أفكارهم مجرّد مشاريع فكريّة معطّلة لم تتجاوز في أقصى الحالات أسوار البحث الجامعي والأكاديمي…
وحرصا من مركز الدراسات الإسلاميّة بالقيروان ومركز بحوث حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة على الإسهام في صياغة خطاب معرفي يرتقي إلى مستوى تحدّيات المستجدّات الراهنة، فإنّنا نقترح على السادة الزملاء والزميلات والمهتمين والمهتمّات بمثل هذه القضايا من شتّى التخصّصات العلميّة والمنطلقات الفكريّة محاور الإسهام في هذه الندوة العلميّة الدوليّة.

المحاور:

•المحور الأوّل: الهُويّة والإصلاح: المحدّدات والتحوّلات.
-في معنى الهُويّة.
-الهُويّة والغيريّة والكونيّة.
-تاريخيّة قضيّة الهُويّة في الفكر العربي الإسلامي.
-من الهويّة “المقاومة” إلى الهُويّة “الردّة”.
•المحور الثاني: في علاقة الهُويّة بالإصلاح.
-الإصلاح الديني والتصحيح الذاتي.
-الإصلاح المدني والتحديث المؤسّساتي.
-من التصحيح الذاتي إلى التحديث الفكري والتحديث المؤسّساتي.
-في فكّ الارتباط بين الحداثة والغرب
•المحور الثالث: أسئلة الثقافة العربيّة الإسلاميّة في ظلّ التحوّلات الجارية.
-الهُويّة الأخلاقيّة من منظور طه عبد الرحمن.
-الإسلام بين الشرق والغرب من منظور عزّت بيغوفيتش.
-فلسفة الحضور عند ناصيف نصّار.
-من الهُووي إلى الحيوي من منظور لطفي المسكيني.
-الهُويّة المتحوّلة في تصوّر حسن حنفي.
•المحور الرابع: أسئلة الهُويّة العربيّة في ظلّ الإرهاب والرهاب.
-صراع هويّات أم صراع هيمنة وتوازنات؟
-اغتراب وعدميّة أم فشل سياسات وخيّارات؟
-من السلفيّة الدينيّة إلى السلفيات العلمانيّة والماركسيّة (عزيز العظمة- الطيب تيزيني- حسين مروّة- صادق جلال العظم).
-في الهُويّة “النصيّة” والهُويّة “الانبهاريّة”.
•المحور الخامس: الهُويّة والمستقبل سؤال الهُويّة والحاجة إلى المثقف النوعي.
-سياسة الاعتراف العام.
-من العقل الآداتي إلى العقل التواصلي.
-من التعدّديّة الدينيّة إلى التعدّية الثقافيّة والسياسيّة.
-في التربيّة على القيم (المساواة، العدل، التسامح، الحريّة، المواطنة).
-الهُويّة والذاتيّة والإبداع.

ضوابط المشاركة:
1/الالتزام بضوابط البحث العلمي وأخلاقيّاته من حيث التوثيق الصارم والأمانة العلميّة.
2/يتم توثيق المساهمات في حواشي كلّ صفحة وفق الصيغة التالية:
-المؤلّف: العنوان، (اسم المحقّق أو المترجم إن وُجد)، رقم الطبعة، دار النشر، مكان النشر، تاريخ النشر، رقم الصفحات.
3/وضع قائمة مفصّلة للمصادر والمراجع في آخر البحث مرتّبة ترتيبا ألفبائيا.
4/وضع ملخّصين: ملخّص أوّل في استمارة المشاركة المبدئيّة لا يتجاوز حجمه خمسمائة كلمة (500) على أقصى تقدير. أمّا الملخّص الثاني فبعد الموافقة النهائية وإنجاز البحوث لا يتجاوز مائتي كلمة (200) مع أهمّ الكلمات المفاتيح.
5/يتراوح الحجم النهائي للبحوث بين ستّة آلاف (6000) وثمانيةآلاف (8000) كلمة باللغة العربيّىة أوباللغة الفرنسيّة أوالاجليزيّة مع إعداد ملخّصات بالعربيّة في حالة اعتماد لغة أجنبيّة في تحرير البحث لا تقل عن خمسمائة (500) كلمة.
6/ المقاييس الفنيّة: الخطSimplified Arabic مقياس16.
7/يسمح بالمشاركة لجميع المهتمين بهذه القضايا ممن لديهم أطروحة أو منشورات في هذا المجال من مختلف التيارات الفكريّة والتخصّصات. كما يمكن لطلبة الدكتوراه من الذين تقدّموا في إنجاز أطروحاتهم المشاركة سواء بالبحوث أو بمنابعة أشغال الندوة وفق ضوابط يعلم أصحابها المعنيّون بها لاحقا.
8/ترسل المشاركات الكترونيا:ceicrdcrccolloque201[email protected] وفق الاستمارة المصاحبة.
9/تتعهّد اللجنة المنظّمة بنشر العمل في أقرب وقت ممكن.
تحميل الاستمارة

مواعيد مهمة:

-آخر آجل لقبول استمارات المشاركة:28/2/2015
-بداية الرد على المشاركات المقبولة مبدئيّا: 3/3/2015.
-آخر أجل لاستلام البحوث كاملة:24/4/2015.
-موعد الإعلام بالقبول النهائي:5/5/ 2015.
-تاريخ انعقاد الندوة:26- 27- 28 ماي2015 أيام 28-29-30 سبتمبر 2015 بمدينة سوسة الحمهورية التونسية.

الاتصال:

العنوان البريدي: شارع بيت الحكمة المنصورة القيروان
الالكتروني: ceicrdcrccolloque20[email protected]

الهاتف: 21698953954

الموقع: http://www.ceik.rnu.tn/

مسئولية الباحث: غير محدد

مسئولية الجهة المنظمة: غير محدد

المنسق العلمي للندوة: الدكتور عبد الباسط الغابري

البريد: [email protected]


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ SAMIRA HAMADI

    أشركم جزيل الشكر على تنظيم هذا الملتقى ، وهو في الحقيقة مؤتمر في القمة منحيث الأهداف والمحاور ، ,أنا مهتمة جدا به ،أتمنى قبول الملخص الذي سأرسله إليكم في غضون أيام

اترك رد