قضايا الخطاب في أدب الرحلات

لا تزال كتب الرحلات تمثل معينا لا ينضب للباحثين في العلوم الإنسانية عامة، نظرا لأنها ليست مجرد نصوص بها الطريف والغريب والمثير ، بل فيها الكثير من الأبعاد الجغرافية والثقافية والأدبية والشعبية . وكتاب ” تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ” لابن بطوطة أحد نصوص الرحلات التي أثارت منذ القدم وإلى عصرنا الكثير اهتماما كبيرا ، نظرا لأنه حالة فريدة في أسلوبه وبنيته ، ووثيقة مدونة تصف مجتمعات عديدة في عالمنا في إحدى الحقب التاريخية ، وهو وصف يشمل نواحي مختلفة في هذه المجتمعات .
والأدب – في المفهوم الحديث – لا يقتصر على الشعر وفنون النثر والسرد، بل تجاوز هذا إلى مختلف الفنون القولية والمكتوبة التي تعنى بقضايا الإنسان والحياة، فهو ” علم يشمل أصول فن الكتابة ، ويعنى بالآثار الخطية والنثرية والشعرية ، وهو المعبر عن حالة المجتمع البشري ، والمبين بدقة وأمانة عن العواطف التي تعتمل في نفوس شعب أو جيل من الناس أو أهل حضارة من الحضارات ” (1 ) .
يشمل هذا التعريف ما يسمى بـ “أدب الرحلات ” ، حيث ينطبق على مدونات الرحّالة الذي جابوا الأمكنة ، ووصفوا بدقة أحوال الشعوب ، وثقافاتهم ، خلال زمن زيارة الرحالة لهم . وما دام الرحّال قد صاغ ما شاهده وعايشه ، بصيغة أدبية ؛ فإنه يندرج ضمن فنون الأدب . فقد كان نص الرحلة ” يُبرزُ في نصوصه المتوارثة إسهام الشعوب ، كبيرة وصغيرة ، قديمة ومعاصرة في بناء الحضارة ، متوخيا المزاوجة بين المضمون والشكل ليحول منها وحدة مثنية ” ( 2) .
وقد تعددت تسميات هذا اللون من الأدب ، فمنهم من سماه بأدب الرحلة ضمن تسمية تروم تجنيس هذا النص ضمن المنظومة الأدبية السردية ، وهناك من أطلق عليها ” الرحلة ” فقط ، لتكون مصدرا للمؤرخ والجغرافي والأديب … ، ولكن يفضل البعض الآخر أن يسميه ” النص الرحلي ” لأنه ” نص لغوي محول قائم بعناصره ورؤاه ، يقود إلى التعامل معه بوصفه نصا مفتوحا على خطابات متعددة، مما يجعل مفهوم الرحلة … ، يظل دوره ملتبسا وعاما … ، ومما يدعو بالضرورة إلى فهمه في تعدديته من خلال النصوص ودرجات الوعي به ” ( 3).
خطاب نص الرحلة :
إن الأدب : الشعر والقص والدراما ، يعبر في غالب الأحوال عن فردية وذاتية المنشئ / المؤلف ، فهو في النهاية خاضع لرؤية خاصة بالمؤلف ، أما نصوص الرحلات فهي تتناول أحوال الشعوب والأقاليم ، حيث تتسع الرؤية البصرية والزمانية والمكانية لتشمل مساحة كبرى ، يتناولها الرحالة الأديب في نصوصه . وهذا لا ينفي أن هذا الأدب – في نهاية الأمر – هو صورة لفكر وذات وثقافة المؤلف الرحّالة ، حيث نرى الشعوب الأخرى من خلال عينيه وفكره، ولكن تظل هناك جملة من الأمور التي تقدم الجديد والمفيد عن حياة الشعوب، وثقافتها ومعالم حضارتها .
فلا يمكن أن تجنّس هذه النصوص ضمن فن سردي معروف، وإنما هي نص مختلف؛ يتشكل بناؤه وصوغه حسب عوامل عدة منها: شخصية الرحالة أو المدون وثقافته، وطبيعة الرحلة، وزمنها، وما شاهده فيها. فالرحلة ” نص مفتوح لا يمكنه أن يتسيج في خانة محددة ، تجنسه بصفة معينة ، تضيّق من تحرره واتساعه وانتشاره … ، ولهذا فإن القول بنصيتها هو انفتاح على دينامية الرحلة ، وعلى خطاباتها المستندة على طرفي الذات والآخر ، وجسور التعبيرات المختلفة حولها ” ( 4) .
فالرحالة نوعان : رحالة أديب ، ورحالة ليس بأديب ، فهناك مئات أو عشرات من الرحّالة الذين جابوا الدول ، وتعايشوا مع الشعوب ، دون أن يسجلوا ما رأوه ، فظلت رحلاتهم حبيسة في صدورهم ، وفي أحسن الأحوال رووا مشاهداتهم – بوصفها طرائف وغرائب – سماعيا إلى من لقوهم في بلدانهم حين عادوا، وهؤلاء وُئِدت تجربتهم بوفاتهم ، وبوفاة من سمعوا منهم ؛ لذا تعد كتب مدونات الرحلات وثيقة مهمة في وصف المجتمعات المختلفة ( المزارة ) في عصر الرحّالة من جهة ، ومعبرة عن ثقافة وتصورات الزائرين لها من جهة أخرى ، فنحن لا نقرأ أدب الرحلة من منظور واحد وهو منظور وصف البلدان الموصوفة فقط ، وإنما نستشف أيضا طبيعة المجتمع الذي كتبت إليه كتب الرحلات ، ورؤى هذا المجتمع التي جعلت الرحالة يصوغ رحلته بأسلوب وبنية ما ؛ كي تجد قبولا لدى القراء . فالأنا هي ذات الرحالة ، المؤلف ، السارد ، والآخر على وجهين : الأول : المجتمعات التي زارها الرحّال وعني بوصفها ، والحديث عنها . والثاني : مجتمع الرحّال نفسه ، الذي قد لا يبدو ظاهرا في ثنايا السرد ، نظرا لانشغال السارد بوصف المجتمعات الأخرى ، ولكنه يُستشَف من خلال ما يبثه السارد من رؤى خاصة ، نابعة ، ومتوافقة أو متعارضة مع بلده الأصلي ، وقرائه المتلقين .
إذن ، أدب الرحلة هو ” تشكيل لنص ذاتي / شخصي ، بخصوص الأنا والآخر ، يتبنين متكيفا في شكل معين ، للتعبير عن رؤية معينة ، انطلاقا من خطاب مفصح عنه في البداية ، أو مضمر في تضاعيف السرد والوصف والتعليقات ” ( 5).
وفي جميع الأحوال ، يظل أدب الرحلات معبرا عن التنوع الثقافي بين البشر الذي يشمل العادات والتقاليد في الطعام والشراب والتفكير والمعتقدات ، والنظم الاجتماعية، وهذا واقع ضمن الدراسات الإثنوجرافية ، التي تساعد على فهم مسار الحضارة الإنسانية ، إذ إن التنوع الثقافي يساهم بلا جدال في التغيير والتطور الإنساني في مجمله(6 ) وهي أيضا عون للجغرافي ؛ عبر المعاينة المرئية التي يقوم بها الرحّالة وما يصفه بدقة من أحوال البلدان وتضاريسها ومعالمها ، وأيضا هي عون للمؤرخ في معرفة الجديد عن تاريخ البلدان والأقاليم ، والتثبت مما ورد إليه من معلومات تاريخية( 7)، وهي عون للباحث الأدبي ( الناقد ) في الوقوف على بنية الأسلوب ، والسرديات في عصر تسجيل مدونة الرحلة ، لذا فإن التعامل مع أدب الرحلات من المنظور النقدي يكشف الكثير من الرؤى والفنيات الأدبية والأسلوبية .
فدراسة أدب الرحلات – بوصفها خطابا أدبيا إبداعيا مكونا ” من أنساق جمالية وإنسانية جديدة “(8 ) – توفر مادة أدبية ولغوية للباحث الأدبي ، تكشف الجديد من البنى اللغوية ، وما قد تحمله من جماليات وآفاق إنسانية ومعرفية جديدة.
فالأدب ” خطاب نصي كليّ ، وليس وحدات جزئية مشتتة ” ، يكتسب مشروعيته “من طبيعة تصور المادة التي تعالجها والسياق الذي تندرج فيه ، لأن الخطاب البلاغي في ذاته يتجه إلى أن يكتسب طبيعة كلية شاملة … ، يجعله هيكلا متناميا، لا يقوم في فراغ مثالي ، بل هو خطاب على خطاب ، أي أنه كاشف عن الخطاب الإبداعي الموزاي له “( 9) .
لقد قدم أدب الرحلة ” خطابا ” أدبيا مختلفا في الصياغة والبناء ، جاء اختلافه في كونه معبرا عن مشاهدات وأحداث حقيقية ، يزعم الرحالة / المنشئ أنه عاينها بأم عينه ، وعاشها بجوارحه ، فهو تجربة حقيقية معيشة ؛ تفترض الصدق في المعلومة والحدث ، وهذا يخالف الإبداع التخييلي في القص والمقامة والشعر والسيرة الشعبية ، وإن كان فيها واقع أو جزء من الواقع ، إلا أن منشئها لا يزعم أنه يعبر عن الواقع منذ الأساس . وهذا لا يعني أن أدب الرحلة هو صورة من الواقع تماما ، وإنما هو أيضا معبر عن رؤى المنشئ وتصوراته ، وما عايشه بشكل خاص ، وتفاعل معه ، وأثّر فيه ، ويمكنه في ذلك أن يستبعد الذكريات المؤلمة ، والمواقف المخجلة ، والعقائد والمذاهب التي تخالف قناعاته ، ويذكر أمكنة زارها دون غيرها … ، فهو تعبير جزئي شخصي أقرب إلى الذاتية منه إلى الموضوعية والشمولية ، ولكنه يظل في أول الأمر ( التجربة ) ونهايته ، متوخيا وقائع مشهودة ، وأحداثا واقعة .
تتأتى دراسة ” خطاب ” أدب الرحلات من خلال تناول مادة هذه المدونات بأدوات عدة تتيحها المناهج النقدية المعاصرة ، وهي أدوات تحلل المادة اللغوية ، وتكشف من خلال هذا التحليل الكثير من المعطيات : الشخصية للرحالة ، والأسلوبية في خصائص أسلوب منشئها ، والسردية في عناصر وفنيات الحكايات الواردة فيها، ودلالات ذلك الاجتماعية والثقافية والإثنوجرافية . أي أنه يمكن عبر التحليل العلمي بآليات النقد الحداثي من استنطاق نص الرحلة ، ليبوح بالكثير أدبيا وثقافيا واجتماعيا وفكريا ، فيكون النص هو المصدر والمرجع ، وهذا يكمل عمل الجغرافي والإثنوجرافي وباحث علم الاجتماع ، فهؤلاء يلجون النص بآليات مستقاة من المناهج العلمية والمعرفية في دوائر تخصصاتهم ، وهو نفس عمل الناقد الأدبي الذي يفعّل أدوات مناهجه ؛ أملا في استكمال جهود هؤلاء من المعطيات اللغوية والأدبية في النص ، ورغبة في أن يكون أدب الرحلة جزءا من المصادر الأدبية التي تكشف طبيعة الأسلوب في عصرها ، وأنماط السرد فيه .
وهناك تناولات عدة لكتب أدب الرحلات تعتمد على المقارنة بينها ؛ طريقة السرد ، والأجناس الأدبية التي تتقاطع فيها مثل السيرة والتراجم والتاريخ والجغرافيا والسجل الاجتماعي والحكي والخبر والشعر والرسالة واليوميات ، أي يقارن الباحث بين نصوص أدب الرحلات من خلال هذه التقاطعات ، وهذا منهج مهم في إيضاح تفرد كل نص عن غيره ، إلا أن التناول الرأسي الذي يدرس الكتاب بوصفه وحدة بنيوية ونصية وأسلوبية ، يعطي المزيد من الأبعاد الفنية والرؤيوية المتأتية من التعامل مع الكتاب بوصفه وحدة كلية ، ليست برؤى جزئية.
وهذا ينقلنا من مفهوم : أن النص الرحلي مجرد نص يجمع التسجيلات الوصفية والحكائية والمعلوماتية لينقله إلى ” نص ” أدبي يحقق إدراكا للعالم(10 )من منظور السارد / المنشئ وهو إدراك لا يدرس من خلال تجزيء النص إلى معلومات وسرديات ، بل صهره في بوتقة واحدة تشمل كل هذا ، ليكون معبرا إلى دراسة كيفية تصور السارد وإدراكه لتجربته المعيشة ، ومعرفة المزيد عن العصر والمجتمع الذي كان يعيش فيه .
كما يتيح هذا المنظور قراءة النص الرحلي بوصفه شكلا قائما بذاته ، كل نص على حدة ، لأن الشكل أكثر تجارب الفنان لصوقا بذاته ، وهو في الوقت ذاته أداته الوحيدة للمعرفة والعمل ، كذلك لا يمكن ” أن يكون للمعنى وجود خارج الشكل لأنه هو الشكل نفسه بما فيه من شفافية ” (11 ). أي لا يمكن وعي نص الرحلة بفهم مضمونه العام ، دون تدبر الشكل واللغة التي احتوت وصاغت هذا المضمون ” فالركيزة الأساسية في هذا الاتجاه النقدي هي تدبر الكتابة بالقراءة(12 )
لقد نال أدب الرحلة اهتماما كبيرا من القراء – في العصور الإسلامية المختلفة- لاشتماله على الإثارة المتأتية من طرافة الوصف ، والسرد للمفارقة الإنسانية والعواطف المحركة للبشر ، ونابعة أيضا من أنواع الشخصيات التي تظهرها ، بحيث تبدو للقارئ متوافقة في كثير من نزعاتها ومختلفة في جوانب أخرى ليحتفظ كل منها بميزاتها الفردية (13) . والطريف أن الكثير من الرحالة المسلمين جابوا أقاليم العالم الإسلامي ، وهي على اتساعها فيها الكثير من المشترك بينها ، بحكم أنها تدين بالإسلام ، وتتخذ القرآن الكريم منهاجا ومصدرا للتشريع والحكم ، وتنظر للعربية على أنها لغة سامية . لذا فإن المشترك من القيم التي تجمع هذه الأقاليم بتقاربها أو تنائيها كبير ، وهو مستمد من الإسلام ، وأيضا فيها الكثير من العادات والتقاليد التي تعود في أصولها إلى الإسلام والعروبة ، وهذا ما نرصده في نصوص الرحلات للرحالة العرب والمسلمين ، وأبرزهم كتاب ” تحفة النظار ” لابن بطوطة .
وقد فاضل الرحّالة المسلمون الذين جابوا أقطار الإسلام بين الذات الإسلامية القاطنة في البلدان المختلفة ووصفوها من منطلق ثقافي مشترك ، مثلما فاضلوا بين البلدان والأمصار والمدن ووصفوها ، أي أنه وصف من الداخل (14 )أي من داخل العقلية المسلمة .
وجاء تركيز الرحالة المسلمين على أقاليم الإسلام ، الممتدة من المغرب والأندلس غربا إلى الهند والصين شرقا نظرا لسهولة الاتصال البري بينها، فهي متاخمة لبعضها بعضا جغرافيا ، ووجود الكثير من التسهيلات لإيواء المسافرين، مع شيوع قيم الضيافة والكرم وحماية ابن السبيل ، وهذا ما جعل الرحالة ابن بطوطة – على سبيل المثال- يقضي السنوات الطوال يجوب بلدان الإسلام دون أن يشعر بغربة أو تهديد ( 15) .
إن هذه الرؤية المنهجية تتيح دراسة أدب الرحلات عبر طرائق عديدة ، تستهدف الكشف عن أبنيتها وجمالياتها وطروحاتها المختلفة .

الهوامش:

1) جبور عبد النور ، المعجم الأدبي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط2 ، 1984م ، ص316 .
2) السابق ، ص316 .
3) د. شعيب حليفي ، الرحلة في الأدب العربي : التجنس ، آليات الكتابة ، خطاب المتخيل ، سلسلة كتابات نقدية ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، القاهرة ، 2002، ص39 .
4) السابق ، ص40 .
5) الرحلة في الأدب العربي ، م س ، ص41 .
6) د. حسين فهيم ، أدب الرحلات ،: دراسة تحليلية من منظور إثنوجرافي ، سلسلة عالم المعرفة ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، 1989م ، ص52 .
7) انظر : المرجع السابق ، ص97 .
8) د. صلاح فضل ، بلاغة الخطاب وعلم النص ، دار الكتاب المصري ، دار الكتاب اللبناني ( القاهرة – بيروت ) ، ط1 ، 2004م ، ص9 .
9) المرجع السابق ، ص9 .
10) راجع : الرحلة في الأدب العربي ، ص69 . منها دراسة : جورج غريب ، أدب الرحلة: تاريخه وأعلامه ، دار الثقافة ، بيروت ،ط1، 1966م ، وهي تقليدية بشكل كبير اقتصرت على وصف أبرز كتب الرحلات وما تضمنته من موضوعات وأمكنة وحياة مؤلفيها. في حين جاءت دراسة د. شعيب حليفي : الرحلة في الأدب العربي ، م س ، لتتناول كتب الرحلات من خلال قضايا التجنيس الأدبي ، وتقيم موازنة بين آليات الكتابة فيها ، وتحليل خطاب الرحلات المتخيلة.
11) مقولة لسوسير ، انظر : د. عفيف دمشقية ، الإبلاغية فرع من الألسنية ينتمي إلى علم أساليب اللغة . بحث منشور في مجلة الفكر العربي ، العدد ( 8- 9 ) في ملف بعنوان : الألسنية ، مارس 1979م ، ص204 .
12) د. عفيف دمشقية ، السابق ، ص204 .
13) انظر : المعجم الأدبي ، م س ، ص122 .
14) د. حسين محمد فهيم ، أدب الرحلات ، م س، ص196 ، 197 .
15) انظر : المرجع السابق ، ص198، 199 . فهناك تنظيم محكم وضعته الأمة ، وتقوم على رعايته دون تدخل الدولة ، ذلك هو نظام الزوايا والمدارس والربط ( جمع رباط ) ، وهي دور ضيافة ينشئها رجال الطرق الصوفية ، أو بعض أهل الخير أو كبراء أهل الدولة من مالهم الخاص ، وقد تنشئها الجماعة نفسها ، وتتولى أمرها ورعاية النازلين بها من أموال تجمع لهذا الغرض ؛ من الأوقاف وهبات الملوك والأمراء والأثرياء. ص199 .


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد