ينظم الملتقى الدّولي حول التصوف المشيخة وأصول التربية بدار الثقافة بغليزان (الجزائر) يومي 02و03 جوان 2015.
الإشكالية:
يعتبر ملتقى التصوف الدولي السّنوي الذي اختيرت غليزان عاصمة له استمرارا لتجربتين سابقتين، ملتقى الشيخ الرماصي حول “الفقه والتصوف” وملتقى “مدرسة مازونة” نافذة فكرية ومعرفية على التراث الجزائري والعربي – الإسلامي، وقد ارتأينا أن نخطو في ذلك خطوات أكبر لنؤسس لملتقى علمي يبحث في التصوف تجربة وثقافة وقيماً ومؤسسة، حيث يتناول الموروث الحضاري والثقافي الروحي للجزائر على مدار العصور المختلفة، تأسيسا وتوظيفا لمفاهيم التربية، والقيم الإنسانية، والعمل الخيري، واحترام الآخر، والتعايش، وحوار الحضارات …..إلخ، ولحاجة شبابنا اليوم إلى استثمار هذا التراث في “احترام المشيخة” و “مرجعية السند العلمي” في الفتوى والعلم، واعتبار التربية قبل التعليم والمرجعية قبل الدعوة الفوضوية لمذهبية وافدة تهدّد الاستقرار الاجتماعي والقيم التاريخية – الثقافية المشتركة، كان التفكير في أن يكون لقاء هذا العام أيام 02 و03 جوان 2015 بدار الثقافة، ولاية غليزان، حول “المشيخة وأصول التربية” المشيخة وأصول التربية في الفكر الصوفي.
إن الجانب الروحي في الإسلام يعد أهم دعامة قامت عليها الشريعة الإسلامية، فعلم التزكية يعد من أهم الوظائف التي أُمِرَ النبي عليه الصلاة والسلام بتبليغها، حيث بعثه الشارع الحكيم سبحانه وتعالى معلِّما ومزكِّيا ومربِّيا، وهذه من مقتضيات النبوة وعناوين التبليغ الذي أمره بها ربه سبحانه وتعالى بقوله:
” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين” سورة الجمعة 02
إن علم التصوف أو التزكية يعد من أهم ما عُني به علماء الأمة قديما وحديثا، تأليفا وتأسيسا وتجديدا؛ مدارسة وممارسة. لقد بيَّن علماء التصوف أن علم التزكية يقوم على المُمارسة أساسا بعد أن يدخل المريد في سلسلة من الرياضات الروحية القائمة على ملازمة الأوراد، والابتعاد عن الأغيار التي من شأنها تُغَير صفو القلوب، فيقوم المريد عن طريق التخلية والتحلية بعمل إصلاح داخلي مع نفسه، يبتعد بها عن كل غوائل الزلل إلى ربع الإيمان الصافي، فيعيش الحياة المطمئنة التي وعد بها الشارع الحكيم سبحانه بقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”سورة الرعد 28 .
ومن ثم يتنفس قلبه معاني الإيمان بعيدا أن أمراض القلوب الفتاكة، هذه الأمراض التي تخرب القلوب، فتحل فيها الظلمة فلا يعيش المسلم في هذه الدنيا إلا وسط قلق وهم مستمر يعكر عليه صفو الحياة.
إن ميادين التزكية والتصوف تعد من أهم ما جادت به حياة ومآثر فقهاء الجزائر وصلحائها ومشائخ مدارسها وزواياها المختلفة، فتربية المريد وتحفيظه للقرآن الكريم وتدريسه للعلوم، تعدّ من أولويات السالك نحو المعرفة والعلم. فانطلقت مناهج العلماء والعارفين نحو بيان علم التصوف والتزكية تعليما وسلوكا وترجمة، ولعل ما خلدته كتب السير والتراجم من مآثر هؤلاء الصفوة يدل دلالة واضحة على مدى الاهتمام الفعلي بهذا العلم.
انطلاقا من هذه الديباجة نصل إلى أهم إشكال يطرحه عنوان الملتقى، والمتمثل في صناعة المشيخة الصوفية، أو المربّي والعارف الذي يقوم بالتأسيس والتوظيف لميادين ومقامات التصوف على تربية الناشئة والأجيال، وكذا الأصول التي ترتكز عليها التربية الصوفية، في صناعة جيل صالح مشبع روحيا بمقامات الإيمان.
محاور الملتقى:
المحور الأول: مداخل مفهومية وتاريخية للمشيخة والتربية والتعليم في التاريخ الثقافي الصوفي.
المحور الثاني: المشيخة والسّند العلمي كمرجعية عند الفقهاء والمتصوفة.
المحور الثالث: المشيخة والتربية عند متصوفة الجزائر: نماذج تطبيقية “أبومدين الغوث، عبدالرحمان الثعالبي، أحمد زروق، يحي العيدلي، الأخضري، الهواري بن اعمر، إبراهيم التازي، عبدالقادر بن محمد “سيدي الشيخ” أحمد التيجاني، الشيخ بن علي السنوسي، الأمير عبدالقادر، محمد الجرجري، بن عطية الدرقاوي، عدّة بن غلام الله، الهبري،….إلخ
المحور الرابع: التربية والمشيخة كأساس للتعليم وبناء الشخصية الوطنية
المحور الخامس: المشيخة والاستقرار الاجتماعي.
المحور السادس: المشيخة والتواصل بين الأجيال.
المحور السابع: التربية والمناهج التربوية المعاصرة.
المحور الثامن: المشيخة وفوضى الفتوى والإعلام الجديد.
المشاركة:
الاستكتاب موجّه للذين لهم بحوث في هذا المجال ونفضّل الدراسات التطبيقية، نرجو فقط إرسال عنوان البحث وملخص مقتضب قبل يوم 25 ماي 2015 ، على أن تسلّم البحوث بعد المؤتمر في أجل أقصاه شهر رمضان المبارك
عناوين الاتصال: ـ مديرية الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
هاتف وفاكس:021602287
البريد الإلكتروني: [email protected]
أعضاء اللجنة العلمية
أ.د / بومدين بوزيد، مدير الثقافة الإسلامية
أ. لخضر قداري ، مدير الشؤون الدينية والأوقاف بغليزان
أ.د هلايلي حنيفي جامعة سيدي بلعباس
د . خاين محمد، جامعة الشلف.
د. إسماعيل نقاز، أمام وأستاذ جامعي.
د. بافالولو عمر إبراهيم، المدير الفرعي للملتقيات بوزارة الشؤون الدينية.
د . عيسى ميغاري، المدير الفرعي لتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية.
د. صافي حبيب، جامعة وهران
د. العربي بوعمامة، جامعة مستغانم.
اترك رد