أوصت الندوة الخليجيّة للمدن الصحية بإنشاء لجنة للمدن الصحيّة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعقد لقاءات دورية على مستوى الخبراء والفنيين ومتخذي القرار (محافظين، ولاة، عمداء، مخاتير، وغيرهم)، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الندوة هي اللقاء التأسيسي لبرنامج المدن الصحية بدول المجلس. وأوصى المشاركون في الندوة بإنشاء شبكة المدن الصحية بدول المجلس، واعتماد برنامج المدن الصحية لتحقيق أهداف التنمية الصحية وفي مقدمتها الحد من انتشار الأمراض غير المعدية واعتبارها الذراع الوقائي الأول، والدعوة لإنشاء مراصد معلومات مجتمعيّة للاستفادة منها في تأسيس نظام المتابعة والمراقبة والتقييم الخاص بتطور مؤشرات المدينة الصحية، والتأكيد على ضرورة بناء القدرات الوطنية للعاملين في برامج المدن الصحية وتشجيع البحوث والدراسات عبر الشراكة الأكاديمية وإدراج مفهوم المبادرات المجتمعية في مناهج كليات العلوم الصحية والتطبيقية والاجتماعية في جامعات دول المجلس.
واختتمت الندوة الخليجية أعمالها مؤخرًا بعد أن استمرت جلساتها لثلاثة أيام وسط حضور علمي ومشاركة فاعلة من مختلف دول مجلس التعاون. وأولت الندوة اهتماماً كبيرًا بتكوين شراكات وتعاون مع الجهات الحكوميّة وتنظيمات المجتمع المدني بمؤسساته وبنيته الاجتماعية المتعددة الأشكال من منطلق أن الصحة ليست عملا تحققه وزارة الصحة منفردة بمعزل عن القطاعات الأخرى. وهدفت الندوة إلى عرض الخبرات والتجارب المتميزة لدول مجلس التعاون الخليجي في مجال المدن الخليجية من أجل السعي للارتقاء بمستوى التنفيذ ووضع الخطوط العريضة للخطة التنفيذية المناسبة للمبادرات المجتمعية، واقتراح تدخلات جديدة من شأنها محاكاة الواقع الراهن للخارطة الوبائية مع مراعاة التبدلات والتغيرات الحاصلة فيها.
واشتملت الندوة على خمس جلسات علمية شهدت تقديم عشر أوراق عمل إضافة إلى القيام بزيارة ميدانية إلى مدينة صور الصحية، شارك فيها ممثلون من وزارات الصحة بدول المجلس والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتم خلالها تقديم التجارب الخليجية المتميزة والناجحة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة (مدينة واحدة)، المملكة العربية السعودية (26 مدينة)، سلطنة عمان (3 مدن) و دولة الكويت (4 مدن).
ومن المقرر أن تعرض الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية توصيات ومخرجات الندوة على الاجتماع الثاني لأصحاب المعاليوزراء الصحة بدول المجلس المقرر عقده في مدينة الدوحة خلال أكتوبر المقبل للتوجيهبشأنها.
وأكد المشاركون أنّ المدينة الصحية هي مبادرة مجتمعية أثبتت فعاليتها في التنمية المستدامة نحو تحقيق الصحة للجميع وتوافقها مع مفهوم الصحة في جميع السياسات، من خلال تشجيع المشاركة المجتمعية وتكامل الأدوار الحكومية والأهلية لتحسين المحددات الاجتماعية للصحة بما يحقق أهداف الرعاية الصحية في تعزيز صحة المجتمع وأنماط الحياة الصحية، واستجابة لدعوة منظمة الصحة العالمية لتبني المبادرة لجدواها الصحية والاجتماعية والاقتصادية في إطار تدخلات مجتمعية مبنية على الأدلة والبراهين في مختلف المواقع التي يعيش ويتعلم ويعمل بها الفرد بين المنزل، والحي، والمدرسة، والمدينة، وبيئة العمل وغيرها.
اترك رد